أقامت دار السيدة رقية عليها السلام للقرآن الكريم ندوة علمية لأساتذة الدار تحت عنوان >العملية التعليمية وعناصرها< تحت إشراف المدرب الدولي الدكتور محمود موسی حيث ركز المدرب علی أهمية العملية التعليمية وكيفية إدارتها بدقة وتوفير ضوابطها الكفيلة ‌بنجاحها ورفد هذه العملية ‌بكل شيء حديث سواءاً علی مستوی عناصرها أو مستوياتها و ما شابه فبدأ المدرب الدولي الدكتور محمود موسی بعرض عناصر العملية التعليمية فقال:

إنّ العملية التعليمية تتكون من عناصر خمسة‌ أساسية تكون لنا وتشكل لنا العملية التعليمية حيث أنّ لكل عنصر أهميته الخاصة‌ إضافة إلی أهمية عظمی والكائن في تفاعل تلك العناصر فيما بينها وبالتالي نكون قد حصلنا علی عملية تعليمية نموذجية مميزة والعناصر هي:

1. المعلم           2. المتعلم                3. المادة التعليمية                 4. المنهج والخطة

5. البيئة التعليمية، بعدها بدأ بشرح سريع لكل عنصر منها:

1. المعلم: العنصر الأساسي وقطب الرحی في العملية التعليمية هو المعلم فلو وجد عندنا بقية العناصر بما تحوي من نقاط قوة وجودة وغيره ووجد عندنا معلم متواضع في إمكاناته لم نستفد شيء بخلاف العكس فالمعلم الموسوعة‌ الجامع للشرائط حتماً سوف يسد أغلب ثغرات بقية العناصر فيما لو وجدت متواضعة وما شابه.

فالمعلم بقدراته ولياقاته قادر علی رفع سوية هذه العملية وبناء الخرائط الذهنية الرفيعة عند الطلاب وخلق حالات التشويق ورفع القدرات الذهنية والإبداعية عند طلابه بعد أن كشفهم وعرف قدراتهم الايجابية والسلبية علی‌ حد سواء ولأجل تطوير أداء معلمينا لابد لهم أن يهتموا بأمرين أساسيين.

الأول: فيما يتعلق بمواصوفاته: كإمتلاك الدافعية والرغبة‌ وعلو روحية العطاء وحب العمل واعطاء الأفراد ما يحتاجونه وكما يقال كل بحسبه المعرفية وقدراته.

الثاني: فيما يتعلق بالعملية التعليمية والتي تشمل معرفة طرائق التعليم ضمن اختصاص المادة المطلوبة بحيث يكون متسلط علی المادة بكفاءة عالية‌ وخاصة ‌أنتم كمدرسين لأعظم مادة وهي القرآن الكريم لابد عليكم من تحقيق قدراتكم وكفاءتكم.

فإن استطاع المعلم إيجاد حالة من العشق والإنسجام بينه وبين طلابه لاشك أنه سيزيد من رفع إستعدادات الطالب لأنه من الناحية‌ التربوية كما في علم النفس التربوي كلما كان المدرس قادر علی تنويع حالات التواصل بكل أشكالها وأنواعها، فإذا كان المدرس مثلاً لمادة القرآن الكريم حافظاً له فالطالب يعيش حالة من الدافعية أقوی ليصل إلی مستوی معلمه لذا ينبغي علی المدرس أن يشعر بمسؤولياته الأساسية ويبرمج أموره بالشكل المطلوب عبر التحضير المستمر ووضع مخطط تفصيلي ودليل واضح للدروس منهج علی مستوی العام مثلاً وخطة علی مستوی العام وكذلك خطة درسية‌ تفصيلية يبين فيها الأهداف والطرق ومساعدات التدريس وما شابه ويدوّن في دليل المعلم كل هذه الأمور.

كما لابد من دليل للطالب يدوّن فيه خلاصة للدرس مع الأهداف.

2. المتعلم: في الواقع إذا أردنا التعرف علی المتعلم لابد من دراسة علم النفس التربوي كما أشرت وخاصة تلك الدروس الخاصة بالفئات العمرية‌ الصغيرة والتي هي المستهدفة في داركم حتی نتعرّف علی نماذج الطلاب وقدراتهم ومعرفة الأصول الموضوعية التي من خلالها يمكن الوصول إلی نتائج باهرة.

3. المادة التعليمية: والتي لابد من أن تكون موضوعة بدقة بحيث تناسب المرحلة العمرية‌ وتناسب قدراتهم وحاجاتهم بحيث يتم تطويرها بشكل مستمر عبر الاستفادة من التغذية الراجعة بين الطلاب وفق تقارير المعلم بالتعاون مع اللجنة التعليمية المتخصصة.

4. المنهج والخطة: وهنا دور إدارة العملية‌ التعليمية عبر لجانها التعليمية والتربوية والثقافية بالتعاون مع لجنة المدرسين المتخصصين من أجل وضع الخطط التعليمية سواءً علی مستوی السنوات كخطط مرحلية أو مستقبلية وخطط شهرية تفصيلية حسب الاختصاصات والطلاب والأهداف وإعداد التقاييم وإجراء قاعدة الثواب وغيره.

5. البيئة التعليمية: عبر توفير حاجات العملية التعليمية من مستلزمات ومساعدات تعليمية وخدمية وإعطاءها حالة متابعة وإحاطة بكل الذي يجري وبذلك تضمن بيئة قادرة على‌ رفع المستوى العلمي والفني للعملية التعليمية.

الخلاصة: إنّ العملية ‌التعليمية بتطورها ونتائجها مرهونة بالتفاعل بين كل العناصر السابقة وبالتقييم المستمر يتم كشف الثغرات ومعالجتها بالطريقة الصحيحة والوقت المناسب.

وفي نهاية ‌الجلسة ‌أجاب المدرب الدولي علی‌ بعض الأسئلة من الأخوة المدرسين وأخذ جولة سريعة علی‌غرف الدار وأقسامها، ثم أنتهت الجلسة بعشاء علی حب النبي وآله عليهما آلاف التحية والسلام