• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .
                    • الموضوع : من هو الهادي؟ .

من هو الهادي؟

الشيخ محمد صالح السماعيل

(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)

من هو المنذر ...؟ ومن هو الهاد .. ؟

اختلف المفسرون في تفسير هذه الآية الكريمة فمنهم من قال أن هاتين الصفتين هما لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ولكن هذا التفسير لايستقيم الا اذا كانت الواو الفاصلة بين الجملتين تحمل على أحد المعنيين :

أولاهما : أنها عاطفة على الجملة الابتدائية السابقة لها فتكون على هذا المعنى – إنما أنت منذر وهاد لكل قوم - .

ثانيهما : أن الواو حالية فتكون الآية على هذا المعنى – إنما أنت منذر وحالك هاد لكل قوم - .

وكلا من التفسيرين الآنفين الذكر خلاف الظاهر وفيه تكلف للتأويل هذا أولاً . وثانيًا أن لازم التفسيرين أن النبي – صلى الله عليه وآله – يكون هاديًا لمن قبله من الأقوام ولمن بعده في حين أن الآية ظرفية تتكلم عن كل جيل من الأجيال والنبي صلى الله عليه وآله لم ين بين ظهرانيهم فهذا خلاف الواقع الخارجي.

وأما  الرأي الأخر في تفسير هذه الآية الكريمة أن الواو واو استئنافية وتكون الآية على هذا المعنى – إنما أنت منذر , ولكل قوم هاد – أي أن بالواو ابتدأت الآية كلام جديد فيكون النبي – صلى الله عليه وآله – هو المنذر والهادي هو شخص آخر وهو ما يتوافق مع ظهور الآية الكريمة ويتسق مع الواقع الخارجي بوجود هادي لكل جيل من الأجيال وأيضا يتلائم مع النصوص الشريفة بالجمع بين الرواية والآية .

فالرسول يقوم بدور تأسيس الشريعة وإنذار من أضل الطريق ودعوته إلى الصراط المستقيم في حين الهادي وهو الإمام يقوم بدور حفظ وحراسة الشريعة وان كانت الآيات الأخر اطلقت الهداية للرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - .

فقد نقل الفخر الرازي وغيره مرفوعا عن ابن عباس قال : وضع رسول الله – صلى الله عليه وآله –يده على صدره فقال : " أنا المنذر " ثم اومأ إلى منكب الامام علي - عليه السلام – وقال " أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي " .

وفي الكافي الجزء الاول باب أن الأئمة هم الهداة عن ابي جعفر –عليه السلام – في قول الله عزوجل " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال : " رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – هو المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله – صلى الله عليه وآله وسلم –ثم الهداة من بعده علي ثم الاوصياء واحد بعد واحد ".

وقد أورد الصدوق عن أمير المؤمنين – عليه السلام – قال : " ما أنزلت من القرآن آية إلا وقد علمت أين نزلت .. ؟ وفيمن نزلت  ..؟ ومن أي شيء نزلت ..؟ وفي سهل نزلت ..؟ أم في جبل نزلت ..؟ " قيل : فما نزل فيك ..؟ فقال : " لولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم , نزلت في هذه الآية " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فرسول الله المنذر وأنا الهادي إلى ماجاء به " .

وجاء في دعاء الندبة "فلما أنقضت أيامه أقام وليه علي بن أبي طالب صلواتك عليهما وآلهما هاديا إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد "

ومتباركين بعيد الولاية .


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1404
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24