• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : التجويد .
                    • الموضوع : الإدغام في علم التجويد .

الإدغام في علم التجويد

.

القارئ الأستاذ: حيدر الكعبي

 

الإدغام: من المصطلحات الشهيرة في علم التجويد والذي له مصاديق كثيرة في المجال التطبيقي لهذا العلم، ولذا رأينا من المناسب أن نعطيه حقلاً كاملاً في هذا العدد من الدروس

من معاني الإدغام في اللّغة (الادخال)، وفي الاصطلاح: إلتقاء حرف ساكن بمتحرّك، (فيسمى الساكن مدغم والمتحرّك ‌مُدغَم فيه)، والناتج التطبيقي لهذا الإلتقاء أن يدمج الحرفان فيكوّنان حرفاً واحداً مشدّداً من نوع الثاني، أي: المدغم فيه.

والأصل في مجاورة الحروف هو الإظهار، أي: أن نُعطي كلّ حرف حقّه في النطق، ولكن في موارد خاصّة تتأثّر بعض الحروف بسبب هذه المجاورة، ومن هذه الموارد: الإدغام، فينقسم الإدغام بلحاظ المجاورة إلى ثلاثة أقسام طبقاً لرواية حفص عن عاصم (إدغام الحرفين المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين) وأمّا بلحاظ كيفية الإدغام فيكون على قسمين: (الإدغام الناقص والكامل)، أمّا الناقص فهو بقاء صفة من صفات "المُدْغَم" لم تكن من صفات "المدغم فيه" في ناتج الإدغام، والإدغام الكامل هو عدم بقاء شيء من "المُدغَم" في ناتج الإدغام.

 وفي ما يلي شرح لموارد الإدغام في القرآن الكريم مع ذكر كيفيّته:

أ ـ إدغام الحرفين المتماثلين: هو في حال مجاورة حرفين يتّفقان في المخرج وجميع الصفات، الأوّل ساكن والثاني متحرّك، أي: بمعنى أنّ المدغَم والمدغَم فيه حرف واحد. مثال: (قَد دَّخَلُواْ ـ إِن نَّحْنُ ـ أمْ مَّن ـ بَل لَّهُم ـ عَصَواْ وَّكَانُواْ). وأمّا بلحاظ الكيفية فيكون كاملاً.

ب ـ إدغام الحرفين المتجانسين: وهما الحرفان المتّفقان في المخرج والمختلفان في صفة أو أكثر. ويكون في كلمة أو كلمتين وأمّا بلحاظ كيفيّته فيكون أحياناً كاملاً وأحياناً ناقصاً، وله سبعة موارد في المصحف الشريف كمايلي:

1. إذا كان المدغَم دالاً (د) والمدغَم فيه تاءً (ت)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً، مثل: (قَد تَّبَيَّنَ ـ َقَد تَّعْلَمُونَ ـ حَصَدتُّمْ ـ تَوَاعَدتُّمْ ـ رُّدِدتُّ).

2. اذا كان المدغم تاءً (ت) والمدغم فيه دالاً (د)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً، مثل: (أَثْقَلَت دَّعَوَا ـ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا).

3. إذا كان المدغم تاءاً (ت) والمدغم فيه طاءً (ط)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً، مثل: (فَآَمَنَت طَّائِفَةٌـ قَالَت طَّآئِفَةٌ ـ كَفَرَت طَّائِفَةٌ).

4. إذا كان المدغم طاءً (ط) والمدغم فيه تاءً (ت)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً ناقصاً، أي: بقاء صفتي الاستعلاء والإطباق من الطاء في ناتج الادغام مثل: (بَسَطتَ ـ فَرَّطتُمْ ـ أَحَطتُ).

5. إذا كان المدغم ذالاً (ذ) والمدغم فيه ظاءً (ظ)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً، مثل: (إِذ ظَّلَمُواْ ـ إِذ ظَّلَمْتُمْ).

6. إذا كان المدغم ثاءً (ث) والمدغم فيه ذالاً (ذ)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً، مثل: (يَلْهَث ذَّلِكَ) وهذا هو المورد الوحيد في المصحف الشريف.

7. إذا كان المدغم باءً (ب) والمدغم فيه ميماً (م)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً‌، مثل: (ارْكَب مَّعَنَا)، وهذا أيضاً المورد الوحيد في المصحف الشريف. ويجوز فيه الإظهار كذلك برواية حفص عن عاصم.

ج ـ إدغام الحرفين المتقاربين: وهما الحرفان المختلفان في المخرج والصفة والمتّفقان أحياناً في الصفات ويكون في كلمتين وأحياناً في كلمة واحدة وأمّا بلحاظ كيفيّته فيكون أحياناً كاملاً وأحياناً ناقصاً، وله أربعة موارد في المصحف الشريف وهي كما يلي:

1. إذا كان المدغم لاماً (ل) والمدغم فيه راءً (ر)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً، مثل: (قُل رَّبِّ ـ بَل رَّفَعَهُ)، وله استثناء واحد في سورة المطففين في مورد (بَلْ رَانَ) فلا يجوز الوصل بالإدغام وإنّما بالسكت.

2. إذا كان المدغم لاماً‌ (ل) من ال التعريف والمدغم فيه أحد الحروف الشمسية غير اللام (ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ن)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً‌ ويُسمى بالإدغام الشمسي، مثل: (التُّرَابِ ـ الرَّحِيمُ ـ الشَّمْسَ ـ الطَّيْرِ ـ النَّاسَ).

3. إذا كان المُدغَم نوناً (ن) أو التنوين والمُدغَم فيه أحد الحروف الخمسة التي يجمعها قولك: (لَوْ يَمُرْ)، فمع الحروف (م،ل،ر) يكون الإدغام كاملاً ومع حرفي (و، ي) يكون ناقصاً؛ وذلك لبقاء صفة الغُنّة من حرف النون والتي لم تكن من صفات الواو والياء فمن أمثلة النون الساكنة:( (مَّن رَّبِّهِم ـ مِن لَّدُنْهُ ـ مِن مَّالٍ ـ مِن وَلِيٍّ ـ إِن يَقُولُونَ) ومن أمثلة ‌التنوين: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ـ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ـ مَثَلاً مَّا ـ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ـ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ).

ويُستثنى من هذا النوع من الإدغام عدد من الكلمات مثل: (صَفْوَانٍ ـ قِنْوَانٌ ـ بُنيَانٌ ـ دُنْيا) وكذلك في سورة القيامة في كلمة (مَنْ رَاقٍ) فهنا لايجوز الوصل بالإدغام وإنّما بالسكت.

4. إذا كان المُدغَم قافاً (ق) والمدغم فيه كافاً (ك)، فإنّ الحرفين يدغمان إدغاماً كاملاً، وكذلك ويجوز الإدغام الناقص أيضاً، وذلك لبقاء صفة الاستعلاء من القاف في ناتج الإدغام (المدغم فيه المشدد) وهو في مورد واحد في القرآن الكريم في كلمة (نَخْلُقكُّم) من سورة المرسلات.

والحمد لله رب العالمين

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1327
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24