• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : لقاء مع الحافظ الشيخ الأستاذ صادق الراضي العبدالله .

لقاء مع الحافظ الشيخ الأستاذ صادق الراضي العبدالله

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز أهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

 

 لقاء مع الحافظ الشيخ الأستاذ صادق الراضي العبدالله

أجرى قسم الثقافة والإعلام في دار السيدة رقية عليها السلام لقاء مع أحد أساتذة القرآن الكريم في مدينة قم المقدسة الحافظ الشيخ الأستاذ صادق الراضي العبدالله فكان هذا اللقاء.

 س 1 ـ في كم سنة حفظت القرآن وأين كان ؟

ج ـ بسم الله الرحمن الرحيم  والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

حفظت القرآن الكريم في مدة سنة كاملة وذلك عندما شاركت في دورة تحفيظ القرآن الكريم في دار الإمام الحسين (ع) في مدينة قم المقدسة من عام 1426 إلى 1427 هـ .

 س2 ـ ماهو الدافع الذي جعلك تفكر في حفظ القرآن الكريم ؟

ج ـ بدأت في حفظ القرآن وأنا في سن الثانية عشر تقريباً ، في ذلك الوقت كان الدافع الذي وجهني لحفظ القرآن هو والدي العزيز وما زرعه في قلوبنا أنَّ من يحفظ القرآن يكون إنساناً عظيماً فادخل حَبَّ حفظ القرآن في قلوبنا.

ثم عندما كبرت ومنَّ الله عليَّ بفهم وإدراك كان الدافع الأكبر لي لحفظ القرآن هو حبُ التعرف عن كلام الله وليس مجرّد التعرف ، وإنما حفظه في قلبي وفي الواقع كان أنسي القرآن وحُبَّ الإطلاع على مافيه والعمل به وكذلك الطمأنينة وسكون النفس الذي وجدته في القرآن جعلني أعشق القرآن حتى صار جزءاً من حياتي ، وصممت أكثر من السابق على حفظه.

 س 3 ـ هل كان  في حفظك للقرآن من مشجع ؟

ج ـ كما ذكرت في الجواب السابق فإن بإمكاني القول إن المشجع الأول لي في حفظ القرآن الكريم هو الوالد العزيز والذي أعترف بفضله في أن حببَّ إلينا حفظ القرآن الكريم وذلك بتشجيعنا بكل الوسائل وأشاع جو الحماس بين أخوتي في حفظ القرآن فهم إما حافظون لكل القرآن أو بعضه كما أنه ـ حفظه الله ـ حفظ القرآن في مقطع من حياته ، كما لا أنسى والدتي العزيزة التي كانت سنداً روحياً ومعنوياً لنا في حفظ القرآن وكانت تشجّعنا دائماً على حفظه ، وهي التي ما فتأت تقرأ القرآن كل يوم لم نراها يوماً تاركةً للقرآن فجزاهما الله عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

 س 4 ـ هل كانت لك طريقة خاصة في حفظ القرآن ؟

ج ـ في الواقع إنّ ميزة القرآن أنه سهل الحفظ وبالخصوص بعد التعوّد عليه ولذلك يمكن الحفظ بأي طريقة يختارها الحافظ ، فتعدد الطرق في الحفظ بحيث أنه يجرّب الكثير من الطرق في مسيرته الحفظية ، ولكن هذه الطرق كلها تلتقي في عدة أمور مهمة :

1 ـ القراءة الصحيحة للقرآن من دون أغلاط .

2 ـ الإعتماد كثيراً على النظر أو السماع ويتأكد السماع عند الصغار .

3 ـ التكرار للآية أو المقطع عن الحفظ .

وأنا بدوري كنت أفضل الحفظ المقطعي بأن أُجزّأ الصفحة إما على عدد الآيات أو على عدد الأسطر ، وبعد حفظ المقطع بشكل جيد أنتقل لما بعده فإن حفظت المقطع الثاني بشكل جيد أعود وأقرأ من البداية ثم أنتقل إلى المقطع الثالث وهكذا في كل مرة أحفظ فيها مقطعاً أعود وأقرأ من البداية وأحياناً كنت أحفظ الصفحة مرة واحدة بالتكرار من دون تقطيع ولكن الطريقة الأولى أفضل .

 س 5 ـ من هم أساتذتك في مشوارك لحفظ القرآن الكريم ؟

ج ـ إنّ أستاذي الأول في حفظ القرآن هو والدي العزيز الذي كانت له خبرة في حفظ القرآن بعدما حفظه فكان يرشدني وينصحني أنا وأخوتي ويبيّن لنا طريقة الحفظ ، كما أني التحقت في البلاد بدورة لتحفيظ القرآن في قريتنا وكان يشرف عليها الأخ عبدالستار الرضي وقد أنهيت معه إلى الجزء السادس وكان عمري 15 سنة تقريباً ، وعندما جئت إلى مدينة قم المقدسة للدراسة الحوزوية بقيت أربع سنوات ثم التحقت بالدورة القرآنية فكان يشرف علينا عدة من الأساتذة المتخصصين والحفّاظ وهم الأستاذ قاسم ، جبّار زادة ، معتمدي ، رحماني ، صاحب هنر ، زماني ، أكبري ، أبو الفتحي ، وفي الواقع إنّ الأستاذ لحفظ القرآن وظيفته الإرشاد والتوجيه لكيفية الحفظ والمراجعة وغيرها من الأمور المتعلقة بالحفظ ، وأما الحفظ نفسه فهو على عاتق الطالب وليس كما يتصّور البعض أنّ الأستاذ يجلس مع طلابه ويحفّظهم هذا غير صحيح، وهذا الا يعني عدم أهمية الأستاذ في الحفظ بل على العكس هو بدرجة كبيرة من الأهمية وأمرٌ ضروري في المسيرة الحفظية لامجال هنا لبيانها .

 س 6 ـ ماهي طريقتك لمراجعة القرآن الكريم ؟

ج ـ المراجعة للقرآن الكريم هي ركن أساسي لحفظ القرآن والمحافظة على هذا الحفظ، لذلك ليس من الغريب أن نقول إنّ الحافظ للقرآن هو المراجح المستمر في القراءة له وحفظه بدون مراجعة كلا حفظ بل سرعان ما يزول الحفظ ، لذلك إنّ جعل جدولٍ يومي للمراجعة أمرٌ ضروري للحافظ.

ويمكن تقسيم المراجعة إلى مرحلتين :

مراجعة أثناء حفظ القرآن ومراجعة بعد الإنتهاء من حفظ القرآن، فأما عندما كنت أحفظ القرآن في الدار كان لنا برنامج للمراجعة يومياً يتكون من ثلاثة أمور أساسية :

1 ـ قراءة آخر عشرة دروس ( في كل درس يحفظ صفحتين ) .

2 ـ قراءة جزء أو عدة أجزاء ( حسب مقدار الحفظ ) من المحفوظات السابقة .

3 ـ المباحثة مع طالب آخر جزء من المحفوظات أو أكثر ( أن يقرأ كلٌ منا مقدار ويستمع الآخر له) وطبعاً القراءة تكون عن غيب لا من المصحف.

هذا في أثناء الحفظ ، أما بعد الإنتهاء من الحفظ فهناك نوعان من المراجعة الأولى تسمى (تثبيت الحفظ) والثانية ( قراءة المحفوظات )، أما التثبيت فهو أن يراجع الحافظ محفوظاته بتأني ودقة أكثر يكون شبيهاً بالحفظ لكنه أسرع بحسب قوة الحفظ وضعفه وهذا القسم أمرٌ ضروري لمن يحفظ القرآن في مدة قصيرة أو يعاني من ضعف في محفوظاته ، وأما الثاني فهو قراءة القرآن عن غيب فكنّا نقسم أجزاء القرآن بحيث نقرأ في كل يوم ثلاثة أجزاء أو أقل أو أكثر بالإضافة إلى المباحثة ، وبمرور الوقت وازدياد قوة الحفظ يبقى اختيار عدد الأجزاء أو الصفحات للحافظ.

 س 7 ـ من خلال تجربتك ماهي الأوقات المناسبة لحفظ القرآن ؟

ج ـ في نظري إنّ تعيين أفضل وقت للحفظ هو راجع إلى نفس الحافظ لأنه يختلف باختلاف الأمزجة ، فعلى الحافظ أن يجرّب الأوقات ويختار أفضلها وأكثرها استعداداً للحفظ وأن القول إن أفضل أوقات الحفظ هو السحر أو الفجر أو الليل هو بالنظر إلى أنّ أكثر الناس هم أكثر استعداداً للحفظ في هذه الأوقات ولكن هذا راجع في الحقيقة إلى مزاج الإنسان، فمثلاً أنا كنت أفضل الحفظ في وسط الصباح عندما أكون في أوج النشاط والحيوية وكذلك في الأوقات التي استيقظ فيها من النوم جيداً بعد ذهاب النعاس واستيقاظ الحواس بشكل جيد.

 س 8 ـ هل شاركت في مسابقات قرآنية وماهي الأشياء التي استفدتها من خلال مشاركتك فيها؟

ج ـ مشاركتي في مسابقات القرآن أقتصرت على مسابقات دورة التحفيظ أو دورة المراجعة والتثبيت ماعدا مسابقة لجامعة المصطفى (ص) وقد شاركت في خمسة أجزاء وحصلت على المرتبة الثانية ، كما حصلت على عدة مراتب في المسابقات المذكورة .

وأما ما استفدته من هذه المسابقات هو بثُّ روح الحماس والتنافس بين الطلاب في الحفظ كما أن المسابقات تدعم روح الإستمرارية والثبات في الحفظ ، فإنك تلاحظ أنّ الدورات لتحفيظ القرآن التي لا تشتمل على روح المنافسة هي دورات ميتة وكذلك من فوائد المشاركة في المسابقات تظهر للحافظ مدى قوته ودقته في الحفظ، وإن كان هناك عوامل خارجية قد تؤثر في المسابقات على القارئ.

 س 9 ـ أفدنا بنصيحة للراغبين في حفظ القرآن الكريم ؟

ج ـ أودُّ أن أنصح أخواني الراغبين في حفظ القرآن بثلاثة أمور :

1 ـ أن يخلقوا في نفوسهم ونفوس أبناءهم حُبَّ القرآن وحُبَّ حفظ القرآن ويخلقوا العزيمة والإرادة الصلبة مهما اعتراهم من مشقات ومصاعب وأن يصمّموا تصميم من اختار مساراً لا رجعة منه وأنه سيبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيقه ومن دون الحب للعمل لايتمُّ العمل ومن دون حُب حفظ القرآن لايتم الحفظ للقرآن.

2 ـ أن يكون مخلصاً لله في حفظه لكتابه ويكفي فيه أن يكون قاصداً للتقرب إلى الله بالعمل بكتابه وفهمه وإدراكه لا طلباً للمدح والثناء ، وإن مُدح فليشكر الله على نعمه وليدعو لإخوانه المؤمنين أن يبلغوا ما بلغه ويُحبَّ ذلك من أعماق قلبه ويعمل له .

3 ـ أن يكون مقتنعاً بهذا الطريق الذي يسلكه أو يقنع نفسه به مؤمناً به لايبخل به على أحدٍ ، كمن آمن بقضية ما فعمل لها طوال حياته وذلك بأن إذا مَنَّ الله عليه بحفظ كتابه كَلُّه أو بعضه فليشكر النعمة  فيدعو للقرآن وينشر علومه.

 س 10 ـ في نهاية اللقاء هل من كلمة أخيرة ؟

ج ـ إخواني المؤمنين إنّ القرآن شفاءٌ ورحمة للعالمين فلا تضيّعوا الفرصة واغتنموا من هذا النهر العذب من قبل أن يعتريكم الحسرة ويأتي يومٌ في حياتكم يكون فيه حفظ القرآن أمنيتكم ورجاءكم ورأس مالكم ثم يأتي يومٌ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، وإنّ أقصر طريق تستطيعوا أن تعالجوا به قلوبكم هو طريق القرآن لأنّ الله تعالى يقول ( ياأيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور وهدى ورحمةٌ للمؤمنين * قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون)

وأختم قولي بدعاء الإمام الصادق عليه السلام ( اللهم حببّ إليَّ حُسنَ تلاوته وحفظ آياته)

وأخيراً أودُّ أن أتقدم بالشكر إلى دار السيدة رقية (عليها السلام) التي أتاحت فرصة ثمينة لأبناءنا الأعزّاء وأخصُّ بالذكر مؤسسها ومديرها العام سماحة الشيخ عبدالجليل المكراني والكادر الإداري حشرهم الله جميعاً مع القرآن وأعزَّهم كما أعزّوا القرآن ونصروه، كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من ساعدني وشجعني ودلّني على هذا الطريق وأخصُّ بالذكر والدَّي  العزيزين، كما أشكر زوجتي على صبرها بالخصوص وأني بدأت الحفظ في الشهور الأولى من زواجي، فجزاهم الله جميعاً أحسن الجزاء ورزقهم ثواب حملة القرآن العاملين به .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=131
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 08 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29