00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحج 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 795 ]

سورة الحج

(مدينة الا الايات 52 و 53 و 54 و 55 فبين مكة ومدينة وآياتها 78 نزلت بعد سورة النور) بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم. قيل: هي زلزلة تكون قبيل طلوع الشمس من مغربها، وهي من أشراط الساعة (2). يوم ترونها: ترون الزلزلة تذهل كل مرضعة عما أرضعت. قيل: هو تصوير لهولها، والمراد الدلالة على أن هولها بحيث إذا دهشت التي ألقمت الرضيع ثديها، نزعته عن فيه وذهلت عنه (3). وتضع كل ذات حمل حملها: جنينها وترى الناس سكارى: كأنهم سكارى. القمي: يعني ذاهبة عقولهم من الحزن والفزع، متحيرين (4). وما هم بسكارى على الحقيقة ولكن عذاب الله شديد. ومن الناس من يجادل في الله بغير علم: يخاصم ويتبع كل شيطان مريد:

__________________________

(1) - مابين المعقوفتين من(ب).

(2 و 3) - البيضاوي 4: 49.

(4) - القمي 2: 78.(*)

[ 796 ]

متجرد للفساد، وأصله العري. والقمي: المريد: الخبيث (1). كتب عليه: على الشيطان أنه من تولاه: تبعه فأنه يضله أي: كتب [ عليه ] اضلال من يتولاه لانه جبل عليه. (ويهديه الى عذاب السعير) بحمله على ما يؤدي إليه. يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث: من إمكانه وكونه مقدورا فإنا خلقناكم أي: فانظروا في بدو خلقكم، فإنه يزيح ريبكم، من تراب بخلق آدم منه، ويخلق الأغذية المتكون منها المني منه. ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة. قال: (النطفة تكون بيضاء مثل النخامة الغليظة، فتمكث في الرحم إذا صارت فيه أربعين يوما، ثم تصير إلى علقة. قال: وهي علقة كعلقة دم المحجمة الجامدة، تمكث في الرحم بعد تحويلها عن النطفة أربعين يوما، ثم تصير مضغة. قال: وهي مضغة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة، ثم تصير إلى عظم، وشق له السمع والبصر، ورتبت جوارحه) (3). مخلقة وغير مخلقة: تامة وغير تامة. قال: (المخلقة هم الذر الذين خلقهم الله في صلب آدم، أخذ عليهم الميثاق، ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا، حتى يسألوا عن الميثاق، وأما قوله: (غير مخلقة) فهم كل نسمة لم يخلقهم الله عزوجل في صلب آدم حين خلق الذر، وأخذ عليهم الميثاق، وهم النطف من العزل والسقط قبل أن ينفخ فيه الروح والحياة والبقاء) (4). لنبين لكم. قال: (لنبين لكم أنكم كنتم كذلك في الأرحام) (5). ونقر في الأرحام ما نشاء. قال: (فلا يخرج سقطا) (6) (الى اجل مسمى) وهو وقت الولادة:

__________________________

(1) - القمي 2: 78.

(2) - الزيادة من(ب).

(3) - الكافي 7: 345، الحديث: 10، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - الكافي 6: 12، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام.

(5 و 6) - القمي 2: 78، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 797 ]

(أدناه ستة أشهر وأقصاه تسعة). كذا ورد (1). وفي رواية: (إذا جاءت به لأكثر من سنة لم تصدق) (2). ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم: كما لكم في القوة والعقل. قال: (الاحتلام وهو أشده) (3). ومنكم من يتوفى قبل بلوغ الأشد أو بعده ومنكم من يرد إلى أرذل العمر: الهرم والخرف لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ليعود كهيئته في أوان الطفولية، من سخافة العقل وقلة الفهم، فينسى ما علمه وينكر ما عرفه. وقد مضى تمام تفسيره في سورة النحل (4). وترى الأرض هامدة: ميتة يابسة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت: تحركت بالنبات وربت: وانتفخت وأنبتت من كل زوج: صنف بهيج: حسن رائق. ذلك: ما ذكر من خلق الأنسان في أطوار مختلفة، وتحويله على أحوال متضادة، وإحياء الأرض بعد موتها بأن الله هو الحق: بأنه الثابت في ذاته الذي به تتحقق الأشياء. وأنه يحي الموتى: وأنه يقدر على إحيائها، وإلا لما أحيى النطفة والأرض الميتة. وأنه على كل شئ قدير. وأن الساعة اتية لا ريب فيها فإن التغير دليل الأنصرام والتجدد. وأن الله يبعث من في القبور بمقتضى وعده. قال: (إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا، فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم) (5).

__________________________

(1) - الكافي 5: 563، الحديث: 32 عن أبي عبد الله عليه السلام، المصدر 6: 52، الحديث: 2، عن أمير المؤمنين عليه السلام، الحديث: 3، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - الكافي 6: 101، الحديث: 3، عن الصادق أو الكاظم عليهما السلام.

(3) - الكافي 7: 68، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - ذيل الاية: 70.

(5) - الأمالي(للصدوق): 149، الحديث: 5، القمي 2: 253، ذيل الاية: 68 من سورة الزمر، تحريرات في الاصول =(*)

[ 798 ]

وفي رواية قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل: يا جبرئيل أرني كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة ؟ قال: نعم، فخرج إلى مقبرة بني ساعدة، فأتى قبرا فقال له: اخرج بإذن الله، فخرج رجل (1) ينفض رأسه من التراب وهو يقول: والهفاه - واللهف: الثبور - ثم قال: ادخل، فدخل. ثم قصد به إلى قبر آخر، فقال: اخرج بإذن الله، فخرج شاب ينفض رأسه من التراب. وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد (أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور)، ثم قال: هكذا يبعثون يوم القيامة) (2). ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. قال: (من خاصم الخلق في غير ما يؤمر به، فقد نازع الخالقية والربوبية، ثم تلا هذه الاية وقال: وليس أحد أشد عقابا ممن ليس قميص النسك بالدعوى، بلا حقيقة ولا معنى) (3). ثانى عطفه: متكبرا، فإن ثني العطف كناية عن التكبر، كلي الجيد (4). القمي: تولى عن الحق (5). ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزى ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق. ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد. القمي: نزلت في أبي جهل (6). ومن الناس من يعبد الله على حرف: على طرف من الدين لاثبات له فيه، كالذي يكون على طرف الجيش، فإن أحس على ظفر قر، وإلا فر.

__________________________

= ابي عبد الله عليه السلام(1) - في(ب):(شاب).

(2) - قرب الأسناد: 58، الحديث: 187، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - مصباح الشريعة، 57، الباب: 25، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - أي: التواء العنق تكبرا.

(5) و 6) - القمي 2: 79.(*)

[ 799 ]

قال: (هم قوم وحدوا الله، وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، فخرجوا من الشرك، ولم يعرفوا أن محمدا رسول الله، فهم يعبدون الله على شك في محمد وما جاء به، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا: ننظر، فإن كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا، علمنا أنه صادق وأنه رسول الله، وإن كان غير ذلك نظرنا) (1). فإن أصابه خير اطمأن به قال: (يعني عافية في الدنيا) (2). وإن أصابته فتنة قال: يعني بلاء في نفسه (3) (انقلب على وجهه) قال: (انقلب على شكه (4) الى الشرك) (5). خسر الدنيا والاخرة بذهاب عصمته وحبوط عمله بالارتداد. ذلك هو الخسران المبين. يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه. قال: (ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره، فمنهم من يعرف فيدخل الايمان قلبه فيؤمن، ويصدق ويزول عن منزلته من الشك إلى الأيمان، ومنهم من يثبت على شكه (6)، ومنهم من ينقلب إلى الشرك) (7). ذلك هو الضلال البعيد عن المقصد. يدعوا لمن ضره بكونه معبودا أقرب من نفعه الذي يتوقع بعبادته، لأنه يوجب القتل في الدنيا، والعذاب في الاخرة. لبئس المولى: الناصر ولبئس العشير: الصاحب. إن الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد. من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ. قيل: معناه أن الله ناصر رسوله في الدنيا والاخرة، فمن كان يظن خلاف ذلك ويتوقعه من غيظه، فليستقص في إزالة غيظه، بأن

__________________________

(1 و 2 و 3 و 5 و 7) - الكافي 2: 413 - 414، الحديث: 2، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4 و 6) - في(ب):(على شكله).(*)

[ 800 ]

يفعل كل ما يفعله الممتلئ غضبا، حتى يمد حبلا إلى سماء بيته فيختنق، من قطع: إذا اختنق، أو إلى سماء الدنيا، ثم ليقطع به المسافة، فيجتهد في دفع نصره (1). وقيل: المراد بالنصر الرزق، والضمير ل‍ (من) (2). والقمي ما معناه: يعني من شك أن الله عزوجل لن يثيبه (3) في الدنيا والاخرة، (فليمدد بسبب إلى السماء)، أي: يجعل بينه وبين الله دليلا، (ثم ليقطع)، أي: يميز، (فلينظر هل يذهبن كيده)، أي حيلته (ما يغيظ). قال: فإذا وضع لنفسه سببا وميز، دله على الحق. قال: فأما العامة فإنهم رووا (4) في ذلك: إنه من لم يصدق بما قال الله عزوجل، فليلق حبلا إلى سقف البيت، ثم ليختنق (5). وكذلك أنزلناه ايات بينات وأن الله يهدي من يريد. إن الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة بالحكومة بينهم، وإظهار المحق منهم من المبطل، وجزاء كل بما يليق به إن الله على كل شئ شهيد. ألم تر أن الله يسجد له: ينقاد لأمره من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس. قال بعض أهل المعرفة: وهذا سجود ذاتي، نشأ عن تجل تجلى لهم فانبعثوا إليه، وهي العبادة الذاتية، التي أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه (6)، وقد مضى تمام

__________________________

(1) - البيضاوي 4: 51، الكشاف 3: 8.

(2) - التبيان 7: 298، الدر المنثور 6: 15، البيضاوي 4: 51.

(3) - في جميع النسخ:(يثيبه)، بدون(لن) والصحيح ما أثبتناه كما في المصدر.

(4) - الدر المنثور 6: 16، عن الضحاك وقتادة.

(5) - القمي 2: 79 - 80.

(6) - أسرار الايات(لصدر المتألهين): 80.(*)

[ 801 ]

تفسيره في سورة النحل (1). وكثير حق عليه العذاب بكفره وإبائه عن الطاعة والانقياد. ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء. هذان خصمان اختصموا في ربهم المؤمنون والكافرون. قال: (نحن وبنوأمية، نحن قلنا: صدق الله ورسوله، وقالت بنو أمية: كذب الله ورسوله) (2). فالذين كفروا. فصل لخصومتهم. قيل: وهو المعني بقوله تعالى: (إن الله يفصل بينهم يوم القيمة) (3). قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم: الماء الحار. يصهر به ما في بطونهم والجلود أي: يؤثر من فرط حرارته في باطنهم تأثيره في ظاهرهم، فتذاب به أحشاؤهم، كما تذاب به جلودهم. ولهم مقامع من حديد: سياط يجلدون بها. القمي: الأعمدة التي يضربون بها (4). ورد: (لو وضع مقمع من حديد في الأرض، ثم اجتمع عليه الثقلان ما أقلوه من الأرض) (5). كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ضربا بتلك الأعمدة. ورد: (إن جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد وأعيدوا في دركها، هذه حالهم. وهو قول الله تعالى (كلما أرادوا، الاية.) (6). وذوقوا عذاب الحريق: النار البالغة في الأحراق. إن الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار

__________________________

(1) - ذيل الاية: 50.

(2) - الخصال 1: 42، الحديث: 35، عن حسين بن علي عليهما السلام، القمي 2: 80.

(3) - الكشاف 3: 9، البيضاوي 4: 52.

(4) - القمي 2: 80.

(5) - مجمع البيان 7 - 8: 78، الدر المنثور 6: 22، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(6) - القمي 2: 81، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 802 ]

يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير. وهدوا إلى الطيب من القول. القمي: التوحيد والأخلاص (1). وهدوا إلى صراط الحميد. قال: (هو والله هذا الأمر الذي أنتم عليه) (2). وورد: (ذاك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذر والمقداد بن الأسود وعمار، هدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام) (3). إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس. حذف خبره لدلالة آخر الاية عليه، أي: معذبون. القمي: نزلت في قريش، حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن مكة (4). سواء العاكف فيه قال: (المقيم) (5). والباد قال: (الذي يحج إليه من غير أهله - كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى عامله بمكة: - وأمر أهل مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا، فإن الله يقول: (سواء) الاية) (6). وورد: (لم يكن ينبغي أن يوضع (7) على دور مكة أبواب لأن للحاج (8) أن ينزلوا معهم في دورهم، في ساحة الدار، حتى يقضوا مناسكهم، وإن أول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية) (9). وفي رواية: (إن معاوية أول من علق على بابه مصراعين بمكة، فمنع حاج بيت الله ما قال الله عزوجل (سواء العاكف فيه والباد) وكان الناس إذا قدموا مكة نزل البادي على،

__________________________

(1) - القمي 2: 83.

(2) - المحاسن: 169، الباب: 35، الحديث: 133، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - الكافي 1: 426، الحديث: 71، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - القمي 2: 83.

(5) - نهج البلاغة: 458، الكتاب: 67، وفيه:(المقيم به).

(6) - المصدر، وفيه:(ومر أهل مكة...).

(7) - في المصدر:(أن يصنع).

(8) - في(ب):(للحجاج).

(9) - علل الشرائع 2: 396، الباب: 135، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 803 ]

لحاضر، حتى يقضي حجه) (1). ومن يرد فيه بإلحاد: عدول عن القصد بظلم: بغير حق، وهو مما ترك مفعوله ليتناول كل متناول. نذقه من عذاب أليم. قال: (من عبد فيه غير الله أو تولى فيه غير أولياء الله، فهو ملحد بظلم، وعلى الله أن يذيقه من عذاب أليم) (2). وقال: (كل ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكة، من سرقة أو ظلم أحد أو شئ من الظلم، فإني أراه إلحادا، ولذلك كان ينهى أن يسكن الحرم) (3). وورد: (نزلت فيهم، حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم، وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه، فبعدا للقوم الظالمين) (4). وإذ بوأنا لابراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود. مضى تفسيره في سورة البقرة (5). وأذن في الناس: ناد فيهم بالحج بأن تدعوهم إليه يأتوك رجالا: مشاة وركبانا وعلى كل ضامر: على كل بعير مهزول، أتعبه بعد السفر فهزله. يأتين. صفة ل‍ (ضامر). وفي قراءتهم عليهم السلام (يأتون) (2). من كل فج عميق: طريق بعيد الأطراف. ورد: (إن الله جل جلاله لما أمر إبراهيم عليه السلام ينادي في الناس بالحج، قام على المقام فارتفع به، حتى صار بإزاء أبي قبيس، فنادى في الناس بالحج، فأسمع من في أصلاب

__________________________

(1) - الكافي 4: 243، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - الكافي 8: 337، الحديث: 533، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - علل الشرائع 2: 445، الباب: 196، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - الكافي 1: 421، الحديث: 44، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - ذيل الاية: 125.

(6) مجمع البيان 7 - 8: 80 عن ابي عبد الله عليه السلام.(*)

__________________________

[ 804 ]

الرجال وارحام النساء الى ان تقوم الساعة) (1) وفي رواية: (إن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم) الحديث، في لفظ هذا معناه (2). ليشهدوا: ليحضروا منافع لهم دينية ودنيوية. سئل: منافع الدنيا أو منافع الاخرة ؟ فقال: (الكل) (3). وقال: (لا يشهد أحد إلا نفعه الله، أما أنتم فترجعون مغفورا لكم، وأما غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم) (4). وفي رواية علل الحج: (ومنفعة من [ هو (5) في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر ممن يحج ومن لا يحج، من تاجر وجالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف) (6). وفي أخرى: (مع ما فيه من التفقه، ونقل أخبار الأئمة إلى كل صقع وناحية كما قال الله تعالى: (فلولا نفر) الاية) (7). ويذكروا اسم الله. قال: (هو التكبير عقيب خمس عشرة صلاة، أولها ظهر العيد) (8). في أيام معلومات قال: (أيام التشريق) (9). وفي رواية: ([ هي (10)

__________________________

(1) - علل الشرائع 2: 420، ذيل الحديث: 2، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - الكافي 4: 245، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - المصدر: 422، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - المصدر: 264، ذيل الحديث: 46، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - الزيادة من(ألف).

(6) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 90، الباب: 33، ذيل الحديث: 1.

(7) - المصدر: 119، الباب: 34، ذيل الحديث الطويل: 1، والاية في سورة التوبة(9): 122.

(8) - عوالي اللئالي 2: 88، الحديث: 237، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(9) - معاني الأخبار: 297، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(10) - ما بين المعقوفتين لم ترد في(ألف) والمصدر.(*)

__________________________

[ 805 ]

أيام العشر) (1). على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. قال: (البائس: الفقير) (2). وفي رواية: (هو الزمن الذي لا يستطيع أن يخرج لزمانته (3) (4). ثم ليقضوا تفثهم: ثم ليزيلوا وسخهم. قال: (التفث: هو الحلق، وما في جلد الأنسان) (5). وفي رواية: (تقليم الأظفار وطرح الوسخ وطرح الأحرام (6) عنه) (7 تأويله: (لقاء الأمام) (8). أقول: جهة الاشتراك هو التطهير، فإن أحدهما تطهير عن الأوساخ الظاهرة، والاخر عن الجهل والعمى. وليوفوا نذورهم قال: (تلك المناسك) (9). وليطوفوا بالبيت العتيق قال: (هو طواف النساء) (10). قال: (سمي البيت العتيق لأنه اعتق (11) من الغرق) (12). وفي رواية: (حر عتيق من الناس، لم يملكه أحد) (13). ذلك الأمر. (ذلك) ومثله يطلق للفصل بين الكلامين. ومن يعظم حرمات

__________________________

(1) - معاني الأخبار: 297، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - الكافي 4: 500، الحديث: 6، التهذيب 5: 223، الحديث: 90، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - لزمانته: أي لمرضه الذي يدوم عليه زمانا طويلا. مجمع البحرين 6: 260(زمن).

(4) - الكافي 4: 46، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - الكافي 4: 503، الحديث: 8، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(6) - في(ب) و(ج):(الأجرام).

(7) - من لا يحضره الفقيه 2: 290، الحديث: 1436، عن الرضا عليه السلام.

(8) - الكافي 4: 549، ذيل الحديث: 4، من لا يحضره الفقيه 2: 290، الحديث: 1432 عن أبي عبد الله عليه السلام.

(9) المصدر من لا يحضره الفقيه 2: 291 الحديث: 1437 عن ابي عبد الله عليه السلام(10) - التهذيب 5: 253، الحديث: 855، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(11) - في(ألف):(عتق).

(12) - علل الشرائع 2: 399، الباب: 140، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(13) - المصدر، الحديث: 3، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 806 ]

الله: أحكامه وما لا يحل هتكه فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم كالميتة وما أهل به لغير الله فاجتنبوا الرجس من الأوثان: الرجس الذي هو الأوثان، كما يجتنب الأنجاس. واجتنبوا قول الزور: كل افتراء. روى: (عدلت شهادة الزور بالشرك بالله، ثم قرأ هذه الاية) (1). وفي رواية: (الرجس من الأوثان: الشطرنج، وقول الزور: الغناء) (2). وزيد في أخرى: (وسائر أنواع القمار، وسائر الأقوال الملهية) (3). حنفاء لله قال: (أي: طاهرين) (4) غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء لأنه سقط من أوج الأيمان إلى حضيض الكفر. فتخطفه الطير فإن الأهواء المردية توزع أفكاره. أو تهوي به الريح في مكان سحيق: بعيد، فإن الشيطان قد طرح به في الضلالة. ذلك: الأمر ذلك ومن يعظم شعائر الله: أعلام دينه فإنها من تقوى القلوب. القمي: تعظيم البدن وجودتها (5). لكم فيها منافع إلى أجل مسمى. قال: (إن احتاج إلى ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها، وإن كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها (6) (7). ثم محلها إلى البيت العتيق. ولكل أمة: أهل دين جعلنا منسكا: متعبدا، وقربانا يتقربون به إلى الله

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 82، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(2) - الكافي 6: 435، الحديث: 2، و 436، الحديث 6، معاني الأخبار: 349، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - مجمع البيان 7 - 8: 82.

(4) - القمي 2: 84، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - القمي 2: 84.

(6) - نهك الضرع نهكا: استوفى جميع ما فيه. القاموس المحيط 3: 332(نهك).

(7) - الكافي 4: 493، الحديث: 1، من لا يحضره الفقيه 2: 300، الحديث: 1493، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 807 ]

ليذكروا اسم الله دون غيره، ويجعلوا نسيكتهم لوجهه، فيه تنبيه على أن المقصود من المناسك تذكر المعبود. على ما رزقهم من بهيمة الأنعام عند ذبحها فإلهكم إله واحد فله أسلموا: أخلصوا التقرب والذكر، ولا تشوبوه بالأشراك وبشر المخبتين: الخاشعين. الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم هيبة منه، لأشراق (1) أشعة جلاله عليها والصابرين على ما أصابهم من المصائب والمقيمي الصلاة في أوقاتها ومما رزقناهم ينفقون في وجوه الخير. والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير: منافع دينية ودنيوية فاذكروا اسم الله عليها صوآف قائمات، قد صففن أيديهن وأرجلهن. قال: (ذلك حين تصف للنحر، تربط يديها ما بين الخف إلى الركبة) (2). فإذا وجبت جنوبها قال: (إذا وقعت على الأرض) (3). فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر. قال: (القانع: الذي يرضى بما أعطيته، ولا يسخط ولا يكلح (4) ولا يلوي شدقه (5) غضبا، والمعتر: المار بك لتطعمه) (6). ورد: (أطعم أهلك ثلثا وأطعم القانع ثلثا وأطعم المسكين ثلثا. قيل: المسكين هو السائل ؟ قال: نعم. والقانع: يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك) (7).

__________________________

(1) - في(ألف) و(ج):(لأشراف).

(2 و 3) - الكافي 4: 497، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - الكلوح: تكشر في عبوس. الصحاح 1: 399(كلح).

(5) - ألوى شدقه: أعرض به. والشدق: جانب الفم. مجمع البحرين 1: 381، و 5: 189(لوا - شدق).

(6) - الكافي 4: 499، الحديث: 2، معاني الأخبار: 208، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(7) - معاني الأخبار: 208، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 808 ]

وفي رواية: (ينبغي أن يطعم ثلثه، ويعطي القانع والمعتر ثلثه، ويهدي لأصدقائه الثلث الباقي) (1). كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون. لن ينال الله لحومها ولا دماؤها من حيث أنها لحوم ودماء ولكن يناله التقوى منكم: ما يصحبه من تقوى قلوبكم، التي تدعوكم إلى أمر الله وتعظيمه، والتقرب إليه والأخلاص له. سئل: ما علة الأضحية ؟ قال: (إنه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها إلى الأرض، وليعلم الله عزوجل من يتقيه بالغيب. قال الله عزوجل: (لن ينال الله لحومها) الاية. ثم قال: أنظر كيف قبل الله قربان هابيل، ورد قربان قابيل) (2). كذلك سخرها لكم لتكبروا الله: لتعرفوا عظمته باقتداره على ما لا يقدر عليه غيره، فتوحدوه بالكبرياء. والقمي: التكبير أيام التشريق عقيب الصلوات (3). على ما هداكم: أرشدكم إلى طريق تسخيرها، وكيفية التقرب بها. وبشر المحسنين: المخلصين فيما يأتونه ويذرونه. إن الله يدافع عن الذين امنوا غائلة المشركين إن الله لا يحب كل خوان في أمانة الله كفور لنعمته، كمن يتقرب إلى الأصنام بذبيحته. أذن: رخص للذين يقاتلون المشركين، أي: في القتال بأنهم ظلموا: بسبب أنهم ظلموا. قال: (لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال، ولا أذن له فيه حتى نزل جبرئيل بهذه الاية، وقلده سيفا) (4).

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 86، عنهم عليهم السلام.

(2) - علل الشرائع 2: 437، الباب: 178، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - القمي 2: 84.

(4) - مجمع البيان 1 - 2: 87، عن أبي جعفر عليه السلام، مع تفاوت في اللفظ.(*)

[ 809 ]

وروي: (كان المشركون يؤذون المسلمين، لا يزال يجئ مشجوج (1) ومضروب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، ويشكون ذلك إليه، فيقول لهم: اصبروا فإني لم أؤمر بالقتال حتى هاجر فأنزل الله عليه هذه الاية بالمدينة. وهي أول آية نزلت في القتال) (2). وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق. قال: (نزلت في المهاجرين، وجرت في آل محمد عليهم السلام الذين أخرجوا من ديارهم وأخيفوا) (3). وفي رواية: (نزلت في رسول الله وعلي وحمزة وجعفر عليهم السلام وجرت في الحسين عليه السلام) (4). القمي: الحسين عليه السلام حين طلبه يزيد ليحمله إلى الشام، فهرب إلى الكوفة، وقتل بالطف (5). إلا أن يقولوا ربنا الله يعني أنهم لم يخرجوهم إلا لقولهم: (ربنا الله). ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض بتسليط المؤمنين منهم على الكافرين لهدمت: لخربت، باستيلاء المشركين على أهل الملل صوامع: صوامع الرهبانية وبيع: وبيع النصارى وصلوات: كنائس اليهود. قيل: أصلها (صلوثا) بالثاء المثلثة بالعبرية، بمعنى المصلى فعربت (6). وفي قراءتهم عليهم السلام بضم الصاد واللام (7). ومساجد: مساجد

__________________________

(1) - الشجة والشجاج والشج: أن يضربه بشئ فيجرحه ويشقه. وهو في الرأس خاصة، ثم استعمل في غيره من الأعضاء. مجمع البحرين 1: 312(شجج).

(2) - مجمع البيان 7 - 8: 87، البيضاوي 4: 55.

(3) - مجمع البيان 7 - 8: 87، عن أبي جعفر عليه السلام.

(4) - الكافي 8: 338، ذيل الحديث: 534، عن أبي جعفر عليه السلام.

(5) - القمي 2: 84.

(6) - الكشاف 3: 16، البيضاوي 4: 56.

(7) - مجمع البيان 7 - 8: 85، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 810 ]

المسلمين يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور. قال: (فهذه لال محمد إلى آخر الاية. والمهدي وأصحابه، يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين، ويميت الله به وبأصحابه البدع والباطل، كما أمات الشقاة الحق، حتى لا يرى أين الظلم) (1). ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود. وقوم إبراهيم وقوم لوط. وأصحاب مدين وكذب موسى. قيل: غير فيه النظم، لأن قومه لم يكذبوه، وإنما كذبه القبط، ولأن تكذيبه كان أشنع، وآياته كانت أعظم وأشيع (2). فأمليت للكافرين: فأمهلتهم، حتى انصرمت آجالهم المقدرة ثم أخذتهم فكيف كان نكير: إنكاري عليهم بتغيير النعمة محنة، والحياة هلاكا، والعمارة خرابا. فكأين من قرية أهلكناها وهى ظالمة أي: أهلها فهى خاوية على عروشها: ساقطة حيطانها على سقوفها وبئر معطلة: لا يستقى منها، لهلاك أهلها وقصر مشيد: مرتفع، أخليناه عن ساكنيه. قال: (البئر المعطلة: الأمام الصامت، والقصر المشيد: الأمام الناطق) (3). أقول: إنما كنى عن الأمام الصامت بالبئر، لأنه منبع العلم الذي هو سبب حياة

__________________________

(1) - القمي 2: 87، عن أبي جعفر عليه السلام، مع تفاوت يسير.

(2) - البيضاوي 4: 56.

(3) - الكافي 1: 427، الحديث: 75، عن الكاظم عليه السلام، كمال الدين 2: 417، الباب: 40، الحديث: 10، معاني الأخبار: 111، الحديث: 1 و 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 811 ]

الأرواح، مع خفائه إلا على من أتاه، كما أن البئر منبع الماء الذي هو سبب حياة الأبدان، مع خفائها إلا على من أتاها. وكنى عن صمته بالتعطيل، لعدم الانتفاع بعلمه، وكنى عن الأمام الناطق بالقصر المشيد، لظهوره وعلو منصبه وإشادة ذكره. وورد في قوله: (وبئر معطلة): (أي: وكم من عالم لا يرجع إليه، ولا ينتفع بعلمه) (1). أفلم يسيروا في الأرض قال: (أو لم ينظروا في القرآن) (2). فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو اذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور عن الاعتبار. أي: ليس الخلل في مشاعرهم، وإنما إيفت (3) عقولهم باتباع الهوى، والأنهماك في التقليد. ورد: (إنما العمى عمى القلب) (4). ثم تلا الاية. ويستعجلونك بالعذاب المتوعد به ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون يعني: (يوم القيامة). كذا ورد (5). وكأين من قرية أمليت لها كما أمهلتكم وهى ظالمة مثلكم ثم أخذتها وإلي المصير. قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين. فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم. والذين سعوا في اياتنا بالرد والأبطال معاجزين: مسابقين مشاقين للساعين فيها بالقبول والتحقيق، من عاجزه فأعجزه، إذا سابقه فسبقه. أولئك أصحاب الجحيم.

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 89، في تفسير أهل البيت عليهم السلام.

(2) - الخصال 2: 396، ذيل الحديث: 102، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - قد إيف الزرع، أي: أصابته آفة. الصحاح 4: 1333(أوف).

(4) - من لا يحضره الفقيه 1: 248، الحديث: 20، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه:(إنما الأعمى أعمى القلب).

(5) - الأرشاد(للمفيد): 365، في ذكر قيام القائم عليه السلام، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 812 ]

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي زاد: (ولا محدث) (1) بفتح الدال. قال: (الرسول: الذي يظهر له الملك فيكلمه. والنبي: هو الذي يرى في منامه، وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد. والمحدث: الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة) (2). وورد: (إن الأئمة كانوا محدثين، كانوا يسمعون الصوت ولا يرون الملك) (3). إلا إذا تمنى. قال: (تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم، والانتقال عنهم إلى دار الأقامة) (4). ألقى الشيطان في أمنيته قال: (ألقى الشيطان المعرض بعداوته، عند فقده في الكتاب الذي أنزل عليه، ذمه والقدح فيه والطعن عليه) (5). فينسخ الله ما يلقي الشيطان. قال: (ينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا تقبله (6)، ولا يصغى إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين) (7). ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم قال: (بأن يحمى أولياءه من الضلال والعدوان (8)، ومشايعة أهل الكفر والطغيان، الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالأنعام، حتى قال (بل هم أضل سبيلا) (9) (10). وفي رواية: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله أصابه خصاصة، فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له: هل عندك من طعام ؟ قال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقا (11) وشواه، فلما أدناه منه تمنى

__________________________

(1) - الكافي 1: 176 - 177، الحديث: 1 و 4، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

(2) - الكافي 1: 177، الحديث: 4، عن الصادقين عليهما السلام.

(3) - المصدر: 170 - 171، الأحاديث: 1، 3 و 4، عن أبي جعفر، وأبي الحسن، وأبي عبد الله عليهم السلام.

(4 و 5) - الاحتجاج 1: 383: عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(6) - في(ب):(فلا يقبله).

(7) - الاحتجاج 1: 383، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(8) - في(ب):(من الضلال والعدوان والكفران).

(9) - الفرقان(25): 44.

(10) - الاحتجاج 1: 383، عن أمير المؤمنين عليه السلام.

(11) - العناق: الأنثى من ولد المعز، والجمع: أعنق وعنوق. الصحاح 4: 1534(عنق).(*)

[ 813 ]

رسول الله أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فجاء أبو بكر وعمر، ثم جاء علي بعدهما، فأنزل الله في ذلك (وما أرسلنا) الاية. يعني أبا بكر وعمر، (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) يعني لما جاء علي عليه السلام بعدهما، (ثم يحكم الله آياته) للناس، يعني ينصر الله أمير المؤمنين عليه السلام) (1). ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة. قال: (يعني فلانا وفلانا) (2). للذين في قلوبهم مرض قال: (شك) (3). والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد. وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم بالانقياد والخشية (وان الله لهاد الذين آمنوا الى صراط مستقيم). ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم. القمي: العقيم: الذي لا مثل له في الأيام (4). الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم. والذين كفروا وكذبوا باياتنا فأولئك لهم عذاب مهين. والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين. ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم. روي: (إنهم قالوا: يا رسول الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير، ونحن نجاهد معك كما جاهدوا

__________________________

(1) - القمي 2: 85، عن أبي عبد الله عليه السلام، مع تفاوت يسير.

(2) - القمي 2: 86، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - لم نعثر عليه.

(4) - القمي 2: 86.(*)

__________________________

[ 814 ]

فما لنا أن متنا معك ؟ فأنزل الله هاتين الايتين) (1). ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ولم يزد في الاقتصاص ثم بغي عليه بالمعاودة الى العقوبة (لينصرنه الله) لا محالة للمنتصر. (ان الله لعفو غفور القمي: هو رسول الله عليه السلام لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله يوم بدر، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، طلب بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد صلوات الله عليهم بغيا وعدوانا، لينصرنه الله بالقائم عليه السلام من ولده (2). هذا ملخص ما قاله. ذلك أي: ذلك النصر بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل بسبب أن الله قادر على تغليب بعض الأمور على بعض، والمداولة بين الأشياء المتعاندة. وأن الله سميع بصير: يسمع قول المعاقب والمعاقب، يبصر أفعالهما فلا يمهلهما. ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير. ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة. إنما عدل عن صيغة الماضي، للدلالة على بقاء أثر المطر زمانا بعد زمان. إن الله لطيف: يصل علمه إلى كل ما جل ودق. خبير بالتدابير الظاهرة والباطنة. له ما في السموات وما في الأرض وإن الله لهو الغنى الحميد. ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم.

__________________________

(1) - جوامع الجامع: 303.

(2) - القمي 2: 86.(*)

[ 815 ]

وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الأنسان لكفور. لكل أمة جعلنا منسكا: شريعة ومذهبا هم ناسكوه: يتدينون به، ويذهبون إليه فلا ينازعنك سائر أرباب الملل في الأمر: في أمر الدين. قيل: إنهم قالوا للمسلمين: مالكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله ! يعنون الميتة، فنزلت (1) (وادع إلى ربك: إلى توحيده وعبادته إنك لعلى هدى مستقيم. وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون من المجادلة الباطلة، فيجازيكم عليها، وهو وعيد فيه رفق. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون من أمر الدين. ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير. ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا: حجة تدل على جواز عبادته. وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير. وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر: الأنكار لفرط نكيرهم للحق، وغيظهم لأباطيل أخذوها تقليدا. يكادون يسطون: يثبون ويبطشون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم من غيظكم على التالين، وضجركم مما تلوا عليكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير النار. يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له استماع تدبر وتفكر إن الذين تدعون من دون الله يعني الأصنام لن يخلقوا ذبابا: لا يقدرون على خلقه مع صغره ولو اجتمعوا له: ولو تعاونوا على خلقه. وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه

__________________________

(1) - الكشاف 3: 21، البيضاوي 4: 60.(*)

[ 816 ]

ضعف الطالب والمطلوب فكيف يكونون آلهة قادرين على المقدورات كلها ؟ ! قال: (كانت قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا لها، إلى أن قال: فبعث الله ذبابا أخضر، له أربعة أجنحة، فلم يبق من ذلك المسك والعنبر شيئا إلا أكله، فأنزل الله الاية) (1). ما قدروا الله حق قدره: ما عرفوه حق معرفته، حيث أشركوا به، وسموا باسمه ما هو أبعد الأشياء عنه مناسبة. وقد مر فيه حديث في الأنعام (2)، ويأتي حديث آخر في الزمر (3) إن شاء الله. إن الله لقوى عزيز لا يغلبه شئ. الله يصطفي من الملائكة رسلا: سفرة يتوسطون بينه وبين الأنبياء بالوحي. ومن الناس رسلا يدعون سائرهم إلى الحق، ويبلغون إليهم ما نزل عليهم. إن الله سميع بصير. يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور. يا أيها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير. ورد: (جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا) (4). لعلكم تفلحون. وجاهدوا في الله حق جهاده الأعداء الظاهرة والباطنة. ورد: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) (5) هو اجتباكم: اختاركم لدينه ولنصرته. قال: (إيانا عنى (6)، ونحن المجتبون) (7).

__________________________

(1) - الكافي 4: 542، الحديث: 11، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - ذيل الاية: 91.

(3) - ذيل الاية: 67.

(4) - الكافي 2: 128، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - عوالي اللالي 4: 118، الحديث: 187، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(6) - في(ج):(إيانا عنى خاصة).

(7) - الكافي 1: 191، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 817 ]

وما جعل عليكم في الدين من حرج قال: (يقول: من ضيق) (1) ملة أبيكم إبراهيم قال: (إيانا عنى خاصة) (2). هو سماكم المسلمين قال: (الله سمانا المسلمين) (3). من قبل قال: (في الكتب التي مضت) (4). وفي هذا: القرآن ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس. قال: (فرسول الله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله، ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة. فمن صدق يوم القيامة صدقناه، ومن كذب كذبناه) (5). وفي الحديث النبوي: (عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وأخي وأحد عشر من ولدي) (6). فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة: فتقربوا إلى الله بأنواع الطاعات، لما خصكم بهذا الفضل والشرف. واعتصموا بالله: وثقوا به في جميع أموركم هو مولاكم: ناصركم ومتولي أموركم. فنعم المولى ونعم النصير هو.

__________________________

(1) - قرب الأسناد: 84، الحديث: 277، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(2 و 3 و 4 و 5) - الكافي 1: 191، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السلام.

(6) - كمال الدين 1: 279، الباب: 24، ذيل الحديث: 25، وفيه ما هذا نصه:(عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة. قال سلمان: بينهم لي يا رسول الله، قال: أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي).(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403337

  • التاريخ : 19/04/2024 - 21:38

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net