00989338131045
 
 
 
 
 
 

 الفصل السادس : نظريات لا يمكن أن يقبلها المسلمون : تمهيد 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : تدوين القرآن   ||   تأليف : الشيخ علي الكوراني

الفصل السادس

نظريات لا يمكن أن يقبلها المسلمون

تمهـيــد

القرآن كلام الله تعالى .. وهي حقيقة يقف عندها الذهن لاستيعابها ، ويتفكر فيها العقل لإدراك أبعادها ، ويخشع لها القلب لجلالها ..

وهي تعني فيما تعني أنه عز وجل قد انتقى معاني القرآن وألفاظه ، وصاغها بعلمه وقدرته وحكمته ..

وهي حقيقة تفاجئ كل منصف يقرأ القرآن ، فيجد نفسه أمام متكلم فوق البشر ، وأفكار أعلى من أفكارهم ، وألفاظ لا يتمكن إنسان أن ينتقيها أو يصوغها !!

يجد .. أن نص القرآن متميز عن كل ما قرأ وما سمع .. وكفى بذلك دليلاً على سلامته عن تحريف المحرفين وتشكيك المشككين .

إن القوة الذاتية لنص القرآن هي أقوى سند لنسبته الى الله تعالى .. وأقوى ضمان لإباء نسيجه عما سواه ، ونفيه ما ليس منه !

إن التكفل الإلهي بحفظ القرآن لابد أن يكون بأسباب عديدة .. ولكن من أولها قوة بناء القرآن ، وتفرده وتعاليه على جميع أنواع كلام البشر .. الماضي منه والآتي ! فقد قال تعالى وإنا له لحافظون ولا يلزم أن يكون حفظه له بنوع أو نوعين من الأسباب فقط.. فحفظه تعالى لكتابه كأفعاله الأخرى .. لها وسائلها وجنودها وقوانينها ! ولا شك أن من أعظم جنودها بناء القرآن الفريد ، وأهل بيت النبي الأطهار !

بل تدل الآيات الشريفة على أن بناء القرآن قد أتقن بدقة متناهية وإعجاز كبناء السماء ! قال الله تعالى فلا أقسم بمواقع النجوم . وإنه لقسم لو تعلون عظيم . إنه لقرآن كريم الواقعة 75 ـ 77 والتناسب بين المقسم به والمقسم عليه الذي تراه دائماً حاضراً في القرآن، يدل على التشابه في حكمة البناء ودقته بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ، ولبناء مجرات السماء ومواقع نجومها ..!

وإلى اليوم لم يكتشف العلماء من بناء الكون إلا القليل ، وكلما اكتشفوا جديداً خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل !

وكذلك لم يكتشفوا من بناء القرآن إلا القليل ، وكلما اكتشفوا منه جديداً خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل !!

أجل ، إن التاريخ لم يعرف أمة اهتمت بحفظ كتاب وضبطه والتأليف حول سوره وآياته وكلماته وحروفه ، فضلاً عن معانيه ، كما اهتمت أمة الإسلام بالقرآن .. وهذا سند ضخم ، رواته الحفاظ والقراء والعلماء وجماهير الأجيال سنداً متصلاً جيلاً عن جيل .. الى جيل السماع من فم الذي أنزله الله على قلبه(ص) .. ولكن سند القرآن الأعظم هو قوته الذاتية ومعماريته الفريدة !!

هذا اعتقاد المسلمين بالقرآن سواء منهم الشيعة والسنة .. وسواء استطاع علماؤهم وأدباؤهم أن يعبروا عنه ، أم بقي حقائق تعيش في عقولهم وقلوبهم وإن عجزت عنها ألسنتهم والأقلام .. !

ولا يحتاج الأمر الى أن ينبري كتاب الوهابية أمثال إحسان ظهير فينصحوا الشيعة بضرورة الايمان بكتاب الله تعالى وسلامته من التحريف .. فنحن الشيعة نفتخر بأن اعتقادنا بالقرآن راسخ ، ورؤيتنا له صافية ، ونظرياتنا حوله واضحة ، لأنها مأخوذة من منبع واضح صاف ، منبع أهل بيت النبي(ص) ، وأبواب مدينة علمه !

أما إخواننا السنة فقد أخذوا رؤيتهم للقرآن من عدد من الصحابة .. والصحابة كلهم أمرهم النبي(ص) أن يرجعوا في أمور القرآن الى مفسريه الشرعيين من عترته ، فقال لهم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولكن بعض الصحابة لم يفعلوا ، ثم تدخلوا في تحليل أمور القرآن ووضعوا له نظريات بدون علم إلا اتباع الظن ، فوقعوا وأوقعوا الذين قلدوهم من الأمة في مشكلات فكرية لا حل لها .. وفيما يلي نستعزض نظريتين منها !




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336746

  • التاريخ : 29/03/2024 - 00:23

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net