00989338131045
 
 
 
 
 
 

 7 ـ آية : لو كان لابن آدم واديان ! 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : تدوين القرآن   ||   تأليف : الشيخ علي الكوراني

7 ـ آية : لو كان لابن آدم واديان !

روى البخاري في صحيحه ج 7 ص 175 عن ( ابن عباس رضي الله عنهما يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب . وروى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) .

وروى مسلم في صحيحه ج 3 ص 100 حديث أنس ولكن بنص حديث ابن عباس . ورواياته تذكر أن النص هو حديث شريف وليس آية ، ولكن مسلماً روى بعد ذلك ( عن أبي الأسود عن أبيه قال : بعث أبو موسى الأشعري الى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم ، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها ! غير أني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة !! ) .

وروى أحمد في مسنده نص أنس على أنه حديث عن النبي(ص) ج 3 ص 238 وكذا في ج 5 ص 219 ( عن أبي واقد الليثي قال كنا نأتي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه فيحدثنا ، فقال لنا ذات يوم : إن الله عزوجل قال : إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لابن آدم واد لأحب أن يكون إليه ثان ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب ) وقريباً منه عن عائشة في ج 6 ص 55 ورواه أيضاً في ج 3 ص 122 بصيغة الشك بين الحديث والآية ( عن أنس قال كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشئ نزل عليه أم شئ يقوله ؟ وهو يقول : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) وقريب منها في ج 3 ص 272

ورواه أحمد في ج 4 ص 368 بصيغة الجزم بأنه آية ( ... عن زيد بن أرقم قال : لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب ) .

وفي ج 5 ص 117 ( ... عن ابن عباس قال جاء رجل الى عمر يسأله فجعل ينظر الى رأسه مرة والى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس شيئاً ؟ ثم قال له عمر كم مالك ؟ قال أربعون من الإبل . قال ابن عباس فقلت : صدق الله ورسوله : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لا بتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب . فقال عمر ما هذا ؟ فقلت هكذا أقرأنيها أبيٌّ ! قال فمر بنا إليه ، قال فجاء الى أبيّ فقال : ما يقول هذا ؟ قال أبيٌّ : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قال أفأثبتها ؟ فأثبتها ! ) ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 141 وقال

( ... قال : أفأثبتها في المصحف قال : نعم ! رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ) ثم قال الهيثمي ( وعن ابن عباس قال جاء رجل الى عمر فقال أكلتنا الضبع . قال مسعر يعني السنة قال فسأله عمر ممن أنت ؟ قال فما زال ينسبه حتى عرفه ، فإذا هو موسر ، فقال عمر لو أن لابن آدم واد وواديين لابتغى إليهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب . قلت رواه ابن ماجة غير قول عمر ثم يتوب الله على من تاب ، رواه أحمد ورجاله ثقات ، ورواه الطبراني في الأوسط ) . وروى في ج10 ص 243 رواية أحمد المتقدمة ج 4 ص 368 عن زيد بن أرقم ، وقال ( رواه أحمد والطبراني والبزاز بنحوه ورجالهم ثقات . ثم أورد رواية عائشة وقال ( رواه أحمد وأبويعلى إلا أنه قال إنما جعلنا المال لتقضى به الصلاة وتؤتى به الزكاة ، قالت فكنا نرى أنه مما نسخ من القرآن ، والبزاز وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط ، ولكن يحيى القطان لا يروي عنه ما حدث به في اختلاطه . والله أعلم ) .

ثم قال الهيثمي ( وعن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة : لو أن لابن آدم وادياً من ذهب لابتغى إليه ثانياً ولو أعطى ثانياً لابتغى إليه ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب . رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير صبيح أبي العلاء وهو ثقة . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : إن الرجل لا تمتلئ نفسه من المال حتى يمتلئ من التراب ولو كان لأحدكم واديان من بين أعلاه الى أسفله أحب أن يملأ له واد آخر ، فإن ملئ له الوادى الآخر فانطلق فوجد وادياً آخر قال أما والله لو استطعت لملأتك . رواه البزاز والطبراني ولفظه : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا إن أحدكم لوكان له وادٍ وادٍ ملآن من أعلاه الى أسفله أحب أن يملأ له وادٍ آخر ، والباقي بنحوه . وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم ، وفي إسناد البزاز يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب .

وعن أبي سعيد يعني الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثانياً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . رواه البزاز وفيه عطية العوفي وهو ضعيف . وعن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب . رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البلخي وهو ثقة . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو كان لابن آدم واديان لتمنى وادياً ثالثاً وما جعل المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولا يشبع ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب . رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف كذاب . وعن كعب بن عياض الأشعري عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : لوسيل لابن آدم واديان من مال لتمنى إليهما ثالثاً ولا يشبع ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب . رواه الطبراني ) .

ورواه الدارمي في سننه ج2 ص 318 عن أنس بصيغة التشكيك قريباً مما في أحمد ج 3 ص 272 ، ورواه الحاكم في المستدرك ج 2 ص 224 ( ... عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين .. ومن نعتها : لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيته سأل ثانياً ، وإن أعطيته ثانياً سأل ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب . وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيراً فلن يكفره . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) انتهى .

ويلاحظ أن هذا الحديث الصحيح الاسناد قد خلط بين آيتين مزعومتين ، آية وادي المال وآية النصرانية أو ذات الدين !!

ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة ج 2 ص 707 وفيه ( قال عمر رضي الله عنه : أفنكتبها ؟ قال لا آمرك ، قال أفندعها ؟ قال لا أنهاك ، قال : كان إثباتك أولى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم قرآن منزل ) أي ليتك كنت تثبتت من النبي(ص) هل هي قرآن أم لا ؟

ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 1 ص 106 وفيه ( ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب . .. قال ابن عباس فلا أدري أمن القرآن هو أم لا ) وروى في ج 6 ص 378 رواية ابن عباس التي يسأل فيها عمر : أفأثبتها في المصحف ؟ قال : نعم . ثم نقله عن ابن الضريس عن ابن عباس ... فقال عمر أفاكتبها ؟ قال لا أنهاك . قال فكأن أبياً شك أقول من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو قرآن منزل ؟ ) .

ورواه في كنز العمال على أنه آية ج 2 ص 567 وفيه ( عن أبيّ : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ، فقرأ عليه.. ! ورمز له: ط حم، ت حسن صحيح ، ك، ص ) ورواه أيضاً في ج 3 ص 200 انتهى .

ويتعجب الباحث هنا من سؤال الخليفة لأبيّ بن كعب : أفأكتبها في المصحف ؟ فهل أن الملاك في كون نص من القرآن أو ليس منه هو رأي أبي بن كعب كما تقول هذه الرواية ؟ أو الملاك رأي الخليفة عمر كما تقول روايات أخرى ؟ أو رأي زيد بن ثابت كما تقول ثالثة ؟ أو شهادة اثنين من الصحابة كما تقول رابعة ؟ .. الى آخر التناقضات الواردة في روايات جمع القرآن في مصادر إخواننا السنة .. لكن المتتبع يعرف أن الملاك الأول والأخير هو رأي الخليفة وأن الباقين لا يجرؤون أن يكتبوا شيئاً إلا بأمره أو إجازته !

لكن يأتي السؤال هنا أيضاً : مادام الخليفة أمر بإثباتها ، فما لنا لا نراها في القرآن ؟ والجواب قوله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336038

  • التاريخ : 28/03/2024 - 19:47

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net