00989338131045
 
 
 
 
 
 

 كيف صار قنوت النبي ( المصحح ) سورتين من القرآن ؟ 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : تدوين القرآن   ||   تأليف : الشيخ علي الكوراني

كيف صار قنوت النبي ( المصحح ) سورتين من القرآن ؟

العمل السابع : إضافة سورتي الخلع والحفد الى القرآن !

كل أصل (سورتي) الخلع والحفد هو الرواية المتقدمة التي تقول إن النبي كان يصلي ويدعو على قريش في قنوته ويلعنهم ، فنزل جبرئيل وأمره بالسكوت وقطع عليه صلاته وبلغه توبيخ الله تعالى وقال له ( يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون . ثم علمه هذا القنوت :

اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك . اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعي ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك ونخاف عذابك الجد، إن عذابك بالكافرين ملحق) !

ومادام جبرئيل علم ذلك للنبي فهو كلام الله تعالى ، وهو من القرآن !!

أما لماذا صار هذا النص سورتين ببسملتين ؟ فالأمر سهل ، أولاً ، لأنهما فقرتان تبدأ كل منهما بـ ( اللهم ) .

وثانياً ، لأنه يجوز للخليفة عمر أن يضع آيات القرآن في سورة مستقلة ! فقد قال السيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 296 ( وأخرج ابن اسحاق وأحمد بن حنبل وابن أبي داود عن عباد بن عبدالله بن الزبير قال : أتى الحرث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم ... الى قوله وهو رب العرش العظيم ، الى عمر فقال : من معك على هذا ؟ فقال لا أدري والله إلا أني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتها وحفظتها. فقال عمر: وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة ، فانظروا سورة من القرآن فألحقوها ، فألحقت في آخر براءة ) ورواه الهيثمى في مجمع الزوائد ج 7 ص 35 .

وثالثاً ، لأنهم إذا أسقطوا من القرآن سورتي المعوذتين باعتبار أنهما عوذتان نزل بهما جبرئيل على النبي(ص) ليعوذ بهما الحسن الحسين(ص) ، ولم يقل له إنهما من القرآن ! فلابد لهم من وضع سورتين مكانهما لا سورة واحدة .. فيجب جعل النص قسمين !

يبقى السؤال : من الذي ارتأى أن يسمى هذا القنوت المزعوم سورتين ؟ هنا تسكت الروايات عن التصريح !

ومن الذي أمر أن تضاف سورتان ركيكتان الى كتاب الله تعالى وتكتبا في المصاحف ؟ هنا تسكت الروايات عن التصريح !

ولكنها تنطق صحيحة متواترة صريحة بأن الخليفة عمر هو الذي عرفهما للمسلمين بقراءته لهما في صلاة الصبح دائماً أو كثيراً ! إما بنية الدعاء وإما بنية سورتين من القرآن! ومن الطبيعي أن تكونا موجودتين في مصحف عمر الذي كان عند حفصة .. الى أن أحرقه مروان بن الحكم بعد وفاتها حتى لا يقال إنه يختلف عن مصحف عثمان !!

ويشك الإنسان كل الشك في نسبة السورتين المزعومتين الى مصحف ابن مسعود وابن كعب .. وإن صح شئ من ذلك فلا بد أن يكون الخليفة عمر هو الذي أقنع ابن مسعود وابن كعب بكتابتهما في مصحفيهما ! وسيأتي ما ينفع في ذلك في قصة المعوذتين !

قال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 420 :

( ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد .

قال ابن الضريس في فضائله أخبرناموسى بن اسمعيل أنبأنا حماد قال قرأنا في مصحف أبي بن كعب اللهم إنا نستعينك وتستغفرك ونثنى عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك قال حماد هذه الآية سورة وأحسبه قال اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق .

وأخرج ابن الضريس عن عبدالله بن عبد الرحمن عن أبيه قال : صليت خلف عمر بن الخطاب فلما فرغ من السورة الثانية قال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق .

وفي مصحف ابن عباس قراءه أبيٍّ وأبي موسى : بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك . وفي مصحف حجر : اللهم إنا نستعينك . وفي مصحف ابن عباس قراءة أبيّ وأبي موسى : اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق .

وأخرج أبوالحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد واليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق . قال أنس والله إن أنزلتا إلا من السماء !

وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين : اللهم إياك نعبد ، واللهم إنا نستعينك .

وأخرج محمد بن نصر عن عبدالرحمن بن أبزى قال قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين .

وأخرج محمد بن نصر عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أن عمر قنت بهاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك .. واللهم إياك نعبد ..

وأخرج البيهقي عن خالد بن أبي عمران قال بينما رسول الله صلىالله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبرئيل فاومأ إليه أن أسكت فسكت فقال : يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً وإنما بعثك رحمة للعالمين ولم يبعثك عذاباً ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أويعذبهم فإنهم ظالمون، ثم علمه هذا القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق.

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثنى عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق .

وزعم عبيد أنه بلغه انهما سورتان من القرآن من مصحف ابن مسعود .

وأخرج ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال في قراءة أبي بن كعب اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق .

وأخرج محمد بن نصر عن ابن إسحق قال قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الى آخرها . بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق الى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس الى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثنى عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لا تنزع ما تعطى ولا ينفع ذا

الجد منك الجد سبحانك وغفرانك وحنانيك اله الحق ( يلاحظ في هذه الرواية أن السورتين ولدتا بنتاً فصرن ثلاثة ) .

وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال كان أبو عبدالرحمن يقرئنا اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق . وزعم أبو عبدالرحمن أن ابن مسعود كان يقرئهم إياها ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها .

وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال قرأت أوحدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك، والأخرى ، بينهما بسم الله الرحمن الرحيم . قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من المفصل .

وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد .

وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال يقرأ في الوتر السورتين : اللهم إياك نعبد اللهم إنا نستعينك ونستغفرك .

وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال سألت عطاء بن أبي رباح : أي شئ أقول في القنوت ؟ قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي ، اللهم إنا نستعينك ، واللهم إياك نعبد .

وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال نبدأ في القنوت بالسورتين ثم ندعو على الكفار ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات ) انتهى .

وروى في كنز العمال ج 8 ص 74 و75 و78 وغيرها ، الكثير من روايات الخلع والحفد !! منها :

( عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين أللهم إنا نستعينك ، أللهم إياك نعبد ـ ش ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة والطحاوي .

عن عبدالرحمن بن ابزى قال : صليت خلف عمر بن الخطاب الصبح ، فلما فرغ من السورة في الركعة الثانية قال قبل الركوع : أللهم إنا نستعينك ... إلخ . ـ ش وابن الضريس

في فضائل القرآن ، هق وصححه .

وقال في هامشه : ملحق : الرواية بكسر الحاء : أي من نزل به عذابك ألحقه بالكفار . ويروى بفتح الحاء على المفعول : أي عذابك يلحق بالكفار ويصابون به النهاية 4 /

238 ) ب .

عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع في صلاة الغداة ،فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، أللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك بسم الله الرحمن الرحيم أللهم إياك نعبد .. إلخ . وزعم عبيد أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود ـ عب ش ومحمد ابن نصر والطحاوي هق .

عن عبدالرحمن بن ابزى أن عمر قنت في صلاة الغداة قبل الركوع بالسورتين : اللهم إنا نستعينك ، واللهم إياك نعبد ـ الطحاوي .

ثنا هشيم قال : أخبرنا حصين قال : صليت الغداة ذات يوم ، وصلى خلفي عثمان بن زياد فقنت في الصلاة ، فلما قضيت صلاتي قال لي : ما قلت في قنوتك ؟ فقلت : ذكرت هؤلاء الكلمات : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ، نشكرك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق ، فقال عثمان : كذا كان يصنع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ـ ش ) انتهى .

وقال ابن شبة في تاريخ المدينة ج 3 ص 1009 ( حدثنا عبد الأعلى قال ، حدثنا هشام ، عن محمد : أن أبيَّ بن كعب كتبهن في مصحفه خمسهن : أم الكتاب والمعوذتين والسورتين ، وتركهن ابن مسعود كلهن ، وكتب ابن عفان فاتحة الكتاب والمعوذتين ، وترك السورتين . وعلى ما كتبه عمر رضي الله عنه مصاحف أهل الإسلام، فأما ما سوى ذلك فمطرح ، ولو قرأ غير ما في مصاحفهم قارئ في الصلاة ، أو جحد شيئاً منها استحلوا دمه بعد أن يكون يدين به ) انتهى .

وتعبيره ( على ما كتبه عمر ) يعني أن ما كتب في عهده كان بأمره وموافقته ، وأن من قرأ سورتي الخلع والحفد لا يستحل دمه لأنهما مما كتبه عمر . والظاهر أن اسم عمر في الرواية جاء خطأ بدل اسم عثمان . فتكون فتوى باستحلال دم من يكتب سورتي الخليفة عمر في قرآنه !

روى الشافعي في كتاب الأم ج 7 ص 148 الحديث المتقدم عن البيهقي ، أي حديث ( يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً ، وسورتي الخلع والحفد ) وأفتى باستحباب القنوت بهما !

وقال مالك في المدونة الكبرى ج 1 ص 103 :

( قال ابن وهب : قال لي مالك لا بأس أن يدعى الله في الصلاة على الظالم ويدعو لآخرين وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة لناس ودعا على آخرين ( ابن وهب ) عن معاوية بن صالح عن عبد القاهر عن خالد بن أبي عمران قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر إذ جاءه جبريل فأومأ إليه أن أسكت فسكت فقال يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون قال ثم علمه القنوت : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك . اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق ) انتهى .

وقال النووي في المجموع ج 3 ص 493 عن القنوت ( .. والسنة أن يقول : اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت وتعاليت . لما روى الحسن بن علي رضي الله عنه قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر فقال قل: اللهم اهدني فيمن هديت .. الى آخره . وإن قَنَتَ بما روي عن عمر رضي الله عنه كان حسناً ... وهو ما روى أبو رافع قال قنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد الركوع في الصبح فسمعته يقول اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك أن عذابك الجد بالكفار ملحق . اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك يكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك . اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الايمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم آله الحق واجعلنا منهم . ويستحب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الدعاء ) .

وقال في ص 498 :

( ولو قنت بالمنقول عن عمر رضي الله تعالى عنه كان حسناً وهو الدعاء الذي ذكره المصنف رواه البيهقي وغيره قال البيهقي هو صحيح عن عمر واختلف الرواة في لفظه والرواية التي أشار البيهقي الى اختيارها رواية عطاء عن عبيدالله بن عمر رضي الله عنهم قنت بعد الركوع فقال ( اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم . اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك . اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين . بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك . بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونخشى عذابك ونرجوا رحمتك إن عذابك الجد بالكفار ملحق . هذا لفظ رواية البيهقي ) انتهى .

وعندما رأى النووي أن الخليفة حصر دعاءه بكفرة أهل الكتاب ليبعد الأمر عن كفرة قريش الوثنيين ، علق بقوله ( وقوله اللهم عذب كفرة أهل الكتاب ، إنما اقتصر على أهل الكتاب لأنهم الذين كانوا يقاتلون المسلمين في ذلك العصر وأما الآن فالمختار أن يقال عذب الكفرة ليعم أهل الكتاب وغيرهم من الكفار ، فإن الحاجة الى الدعاء على غيرهم أكثر والله أعلم ) انتهى !

ولكن النووي نسي المنافقين الذين نسيهم الخليفة !!

وقد حاول بعض الرواة أن يقوي أمر سورتي الخلع والحفد بأن علياً(ع) أيضاً وافق الخليفة عمر وقرأهما في قنوته ! فقد روى السيوطي ومالك في المدونة الكبرى ج 1 ص 103 عن ( .. عبد الرحمن بن سويد الكاهلي أن علياً قنت في الفجر: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ... ) ! ولكنها رواية شاذة ، وقد روت مصادر إخواننا السنة عن قنوت علي ضد ذلك ، وأنه كان يدعو على خصومه المنافقين ! ففي كنز العمال ج 8 ص 79 ( عن إبراهيم النخعي قال : إنما كان علي يقنت لأنه كان محارَبَاً وكان يدعو على أعدائه في القنوت في الفجر والمغرب ـ الطحاوي ) وفي ص 82 ( عن عبدالرحمن بن معقل قال : صليت مع علي صلاة الغداة ، فقنت فقال في قنوته اللهم عليك بمعاوية وأشياعه ، وعمرو بن العاص وأشياعه ، وأبي الأعور السلمي وأشياعه ، وعبدالله بن قيس وأشياعه ـ ش ) انتهى .

ابن حزم يفتي بأن ( السورتين ) كلام غير مأثور !!

قال في المحلى ج 4 ص 148 : ... وقد جاء عن عمر رضي الله عنه القنوت بغير هذا ، والمسند أحب إلينا . فإن قيل : لا يقوله عمر إلا وهو عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلنا لهم : المقطوع في الرواية على أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أولى من المنسوب إليه(ع) بالظن الذي نهى الله تعالى عنه ورسوله(ع) . فإن قلتم ليس ظناً ، فأدخلوا في حديثكم أنه مسند فقولوا : عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ! فان فعلتم كذبتم، وإن أبيتم حققتم أنه منكم قولٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظن الذي قال الله تعالى فيه إن الظن لا يغني من الحق شيئاً ) .

وقال في المحلى ج 3 ص 91 ( ويدعو المصلي في صلاته في سجوده وقيامه وجلوسه بما أحب ، مما ليس معصية ، ويسمي في دعائه من أحب . وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عصية ورعل وذكوان ، ودعا للوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام ، يسميهم بأسمائهم ، وما نهى(ع) قط عن هذا ولا نُهِيَ هو عنه ) انتهى .

وكلامه الأخير تكذيب لحديث الشافعي والبيهقي ( يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً ) !




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402225

  • التاريخ : 19/04/2024 - 13:57

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net