00989338131045
 
 
 
 
 
 

 نموذج من نصوص التهمة 

القسم : علوم القرآن   ||   الكتاب : تدوين القرآن   ||   تأليف : الشيخ علي الكوراني

نموذج من نصوص التهمة

قال الكاتب الهندي الوهابي إحسان إلهي ظهير في كتابه ( الشيعة والسنة ) صفحة 65 تحت عنوان ( الشيعة والقرآن ) :

( من أهم الخلافات التي تقع بين السنة والشيعة هو اعتقاد أهل السنة بأن القرآن المجيد الذي أنزله الله على نبينا صلى الله عليه وسلم هو الكتاب الأخير المنزل من عند الله الى الناس كافة وأنه لم يتغير ولم يتبدل . وليس هذا فحسب بل إنه لن يتغير ولن يتحرف الى أن تقوم الساعة . وهو الموجود بين دفتي المصاحف لأن الله قد ضمن حفظه وصيانته من أي تغيير وتحريف وحذف وزيادة ، على خلاف الكتب المنزلة القديمة السالفة ، من صحف إبراهيم وموسى ، وزبور وإنجيل وغيرها ، فإنها لم تسلم من الزيادة والنقصان بعد وفاة الرسل ، ولكن القرآن أنزله سبحانه وتعالى وقال إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون . الحجر ـ 9 وقال إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه . القيامة 17 ـ 19 وقال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . حم السجدة ـ 42 .

وإن عدم الإيمان بحفظ القرآن وصيانته يجر الى إنكار القرآن وتعطيل الشريعة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه حينذاك يحتمل في كل آية من آيات الكتاب الحكيم أنه وقع فيها تبديل وتحريف ، وحين تقع الإحتمالات تبطل الإعتقادات والإيمانيات ، لأن الإيمان لا يكون إلا باليقينيات وأما بالظنيات والمحتملات فلا .

وأما الشيعة فإنهم لا يعتقدون بهذا القرآن الكريم الموجود بأيدي الناس ، والمحفوظ من قبل الله العظيم ، مخالفين أهل السنة ، ومنكرين لجميع النصوص الصحيحة الواردة في القرآن والسنة ، ومعارضين كل ما يدل عليه العقل والمشاهدة ، مكابرين للحق وتاركين للصواب .

فهذا هو الإختلاف الحقيقي الأساسي بين أهل السنة والشيعة ، بين المسلمين والشيعة لأنه لايكون الإنسان مسلماً إلا باعتقاده أن القرآن هو الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة بأمر من الله عزوجل . وإنكار القرآن ليس إلا تكذيباً بالرسول .

وقال في هامشه : ولقد كان الشيخ السيد محب الدين الخطيب صادقاً في رسالته ( الخطوط العريضة ) حين قال : وحتى القرآن الذي كان ينبغي أن يكون المرجع الجامع لنا ولهم على التقارب والوحدة ، هم لا يعتقدون بذاك، ثم ذكر بعض الأمثلة من صفحة 9 الى 16 التي تدل على أن الشيعة لا يعتقدون بالقرآن الذي في أيدينا وأيدي الناس بل يظنونه محرفاً مغيراًوناقصاً.

وقد رد عليه لطف الله الصافي في ( مع الخطيب في خطوطه العريضة ) من ص 48 الى ص 82 بحماس وشدة وأنكر اعتقاد الشيعة تحريف القرآن وتغييره إنكاراً لا يستند الى دليل وبرهان .

فأولاً : ما استطاع الشيخ الشيعي ( لطف الله الصافي ) أن ينكر ما ذكره الخطيب من نصوص الشيعة الدالة على التحريف والتغيير في القرآن ، كما لم يستطع إنكار كتاب الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي ومرتبته وشأنه عند الشيعة ، بل قد اعترف بتضلعه في الحديث وعلو مقامه عندهم .

ثانياً : ذكر الصافي نفسه بعض العبارات التي هي بمنزلة الإعتراف باعتقاد الشيعة بالتحريف في الكتاب المبين .

ثالثاً : التجأ الشيخ الشيعي أخيراً الى أنه لاينبغي أن يثار مثل هذا الموضوع لأنه يعطي سلاحاً في أيدي المستشرقين للرد على المسلمين بأن القرآن الذي يدعونه محفوظاً مصوناً قد وقع فيه الخلاف أيضاً مثل التوراة والإنجيل .

فقوله هذا ، ليس إلا إقراراً واعترافاً بالجريمة ، وإلا فالمسألة واضحة كما سيجئ مفصلاً إن شاء الله .

رابعاً : إن الصافي لم يورد في مبحثه حول القرآن رواية من الإثني عشر ـ المعصومين عندهم ـ تدل وتنص على اعتقادهم بعدم التحريف في القرآن ، بخلاف الخطيب فإنه ذكر روايتين عن الإثنين منهم تصرح بأن القرآن وقع فيه التغيير والتحريف ، وها نحن ذاكرون عديداً من الأحاديث والروايات من كتبكم أنتم أيها الصافي التي لا تقبل الشك في أن الشيعة اعتقادهم في القرآن هو كما ذكره الخطيب رحمه الله ولا تنكرونه إلا تقية وخداعاً للمسلمين .

ثم قال إحسان ظهير في صفحة 69 :

مَنِ المجرم أيها السادة العلماء والفضلاء ؟ ومن صاحب الجريمة ؟

الذي يرتكب الجريمة ويكتسب العار ، أم الذي يدل على الجريمة المرتكبة ، وعلى الفضيحة المكتسبة ؟

والرواية ليست واحدة وثنتين بل هناك روايات وأحاديث عن الشيعة تدل وتخبر بأن القرآن عندهم غير محفوظ من التغيير والتبديل ، وليس هذا القرآن الموجود قرآن الشيعة ، بل هذا القرآن عندهم مختلق بعضه ومحرف بعضه ، فانظر ما يرويه الشيعة عن أبي جعفر فيقول صاحب بصائر الدرجات ( حدثنا علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن يحيى بن أديم عن شريك عن جابر قال قال أبو جعفر : دعا رسول الله أصحابه بمنى فقال : يا أيها الناس إني تارك فيكم حرمات الله ، كتاب الله وعترتي ، والكعبة البيت الحرام . ثم قال أبو جعفر : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا، وأما العترة فقتلوا ، وكل ودايع الله فقد تبروا ) .

ثم قال إحسان ظهير في صفحة 73 :

( ويؤيد هذه الرواية ذلك الحديث الشيعي المشهور الذي رواه محمد بن يعقوب الكليني عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر(ع) يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده ) الكافي في الأصول ـ كتاب الحجة ، باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة ـ ج 1 ص 228 ـ ط طهران .

ثم قال في صفحة 117 :

وأما القول بأن مثل هذه الروايات توجد عند السنة فليس إلا كذباً وإفتراءً، فالحق أنه لا يوجد في كتب أهل السنة المعتمد عليها رواية واحدة صحيحة تدل على أن القرآن الذي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته نقص منه أو زيد عليه ، بل صرح أهل العلم من المسلمين بأن من يعتقد مثل هذا فقد خرج عن الملة الحنيفية البيضاء ، كما أنهم نصوا على أن الشيعة هم القائلون هذا القول الخبيث .

فهذا الإمام ابن حزم الظاهري يقول في كتابه العظيم ( الفصل في الملل والنحل ) ما نصه ( ومن قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً أن القرآن مبدل زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير وبدل منه كثير ) .

وقال أيضاً رداً على قول الشيعة إن القرآن محرف ومغير فيه ( وأعلموا أنه لو رام اليوم أحد أن يزيد في شعر النابغة أو شعر زهير كلمة أو ينقص أخرى ما قدر لأنه كان يفتضح في الوقت ، وتخالفه النسخ المثبتة ، فكيف القرآن في المصاحف وهي من آخر الأندلس ، وبلاد البربر ، وبلاد السودان الى آخر السند ، وكابل ، وخراسان ، والترك، والصقالبة ، وبلاد الهند فما بين ذلك ـ فظهر حمق الرافضة ) .

وقال الأصولي الشافعي المعروف ( الأول في الكتاب ، أي القرآن وهو ما نقل إلينا بين دفتي المصاحف تواتراً ) .

وقال الأصولي الحنفي ( أما الكتاب فالقرآن المنزل على الرسول(ع) ، المكتوب في المصاحف ، المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة ) .

وقال الآمدي ( وأما حقيقة الكتاب هو ما نقل إلينا بين دفتي المصاحف نقلاً متواتراً ) .

وقال السيوطي بعد ما ذكر الأقوال بأن القرآن جمعه وترتيبه ليس إلا توقيفياً ، قال ( قال القاضي أبوبكر في الإنتصار : الذي نذهب إليه أن جميع القرآن أنزله الله وأمر بإثبات رسمه ، ولم ينسخه ولا رفع تلاوته بعد نزوله ، هو هذا الذي بين الدفتين ، الذي حواه مصحف عثمان ، وإنه لم ينقص منه شئ ولا زيد فيه ) .

وقال البغوي في شرح السنة ( إن الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدفتين ، القرآن الذي أنزله الله على رسوله من غير أن زادوا أو نقصوا منه شيئاً ) .

وقال الخازن في مقدمته تفسيره ( وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عزوجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئاً ... فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئاً ، أو وضعوا له ترتيباً لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن ) .

هذا وقد بوب الإمام البخاري باباً في صحيحه بعنوان ( باب من قال لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين ) ثم ذكر تحت ذلك حديثاً : إن ابن عباس قال في جواب من سأل : أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شئ ؟ قال : ما ترك إلا ما بين الدفتين ، وهكذا قاله محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية ) .

فهذا ما رواه بخارينا ، وذاك ما رواه بخاريهم ، وهذا ما قاله أئمة أهل السنة ، وذلك ما قاله أئمتهم .

وهناك نصوص أخرى في هذا المعنى ، فيقول الإمام الزركشي في كتاب ( البرهان ) بعد ذكر قول القاضي في ( الإنتصار ) وذلك دليل على صحة نقل القرآن وحفظه وصيانته من التغيير ، ونقض مطاعن الرافضة فيه من دعوى الزيادة والنقص ، كيف وقد قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وقوله إن علينا جمعه وقرآنه وأجمعت الأمة أن المراد بذلك حفظه على المكلفين للعمل ) . انتهى محل الحاجه من كلامه .




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336593

  • التاريخ : 28/03/2024 - 23:41

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net