00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الأنبياء 

القسم : أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية   ||   الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود)   ||   تأليف : السيد رياض الحكيم

سورة الأنبياء

 

((... وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ))(3).  

س 515 ـ ماذا يقصدون من ذلك؟

ج ـ كان الظالمون يحذّرون الناس من اتّباع الرسول ويتّهمونه بالسحر، ويقولون لهم كيف تُقبلون على السحر وتؤمنون به؟

 

((لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ))(17).  

س 516 ـ ما معنى اتخاذ اللهو من لدنه؟

ج ـ كأنه بصدد بيان استغنائه تعالى عن التلهي بما يلهو به البشر، وأنه لو أراد التلهي لاتخذ لهواً يناسب شأنه، تعالى الله سبحانه عن ذلك علوّاً كبيراً.

 

((لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا...))(22).  

س 517 ـ لماذا يوجب تعدّد الآلهة الفساد؟

ج ـ هناك بحوث مفصّلة حول الموضوع ذكرت في الفلسفة وعلم الكلام، ونشير هنا إلى جانب منها، وهو أن مقتضى الألوهية عدم محدودية قدرة الله، وحينئذٍ فكلّ إله سوف يوظف قدرته لتثبيت سلطانه ـ إن صح التعبير ـ، إذ لا يعقل إرادة ما لا ينسجم مع بسط سلطانه، ويلزم من ذلك اصطدام الارادات وفساد عالم التكوين.

 

((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ))(30).  

س 518 ـ كيف كانت السموات والأرض رتقاً وكيف فتقتا؟

ج ـ روي أن السموات كانت رتقاً لا تمطر والأرض كانت رتقاً لا تنبت الزرع، ففتقت الأولى بأن مطرت والثانية بأن أنبتت الأشجار واثمرت الثمار وامتلأت بالأنهار(1).

 

س 519 ـ كيف يكون كلّ حيٍّ من الماء مع ان الملائكة والجن ليسوا من الماء بل من النور والنارـ كما قيل ـ؟

ج ـ الظاهر أن المنظور الأحياء الظاهرة في الأرض، والتي هي منظورة للإنسان، لأنّ الآية بصدد دعوة الكافرين للنظر والاعتبار.

 

((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ))(33).  

س 520 ـ إن قولـه: ((يَسْبَحُونَ)) يشمل الليل والنهار مع أنهما لا يسبّحان لأنهما مـجرد أثر حركة الأرض حول الشمس؟

 

ج ـ كلاّ، بل حيث كان حدوث الليل والنهار تابعاً لسباحة الجرم، فنسبت إليهما السباحة أيضاً.

 ومن المحتمل أيضاً رجوع ضمير الجماعة إلى الشمس والقمر فقط، ويكون ضمير الجمع إشارة إلى تعدّد أفراد الشمس والقمر، كما أثبته العلم الحديث.

 

س 521 ـ كيف استعمل ضمير الجمع للعقلاء مع ان هذه الأمور غير عاقلة؟

ج ـ لعلّ الذي سوّغ ذلك كون هذه السباحة مقتضى الحكمة والتدبير، فيكون السابح بمنزلة العاقل، ورعاية مثل هذه المناسبات شائع في اللغة العربية المبتنية على المناسبات المجازية اللطيفة.

 

((خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ))(37).  

س 522 ـ ما معنى: ((خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ))؟

ج ـ باعتبار حبّ الإنسان ودأبه على الاستعجال نُسب إليه مجازاً واعتبر كأنه أصله. وليس هو مجبوراً عليها، ولذلك يفترض بالعاقل تحكيم العقل والحكمة وتجنب الاستعجال عندما لا ينبغي له ذلك.

 

((وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ))(57).  

س 523 ـ كيف هدّدهم ابراهيم بتدمير أصنامهم فأوجب شكّهم فيه عندما رأوها مدمّرة، وكان يفترض أن لا يهدّدهم بذلك؟

ج ـ لم يكن هدف ابراهيم مجّرد تدميرها إذ لا أهمية لذلك، لأنهم سرعان ما يعيدونها، بل قصَد أن يثير الشبهة نحوه، ليكون ذلك منطلقاً مناسباً للحوار معهم، بعد أن يهزّهم حدوث التدمير، وأبقى الصنم الكبير، ليعطيهم فسحة للتفكير والمقارنة.

 

((قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ))(63).  

س 524 ـ كيف نسب تدمير الأصنام إلى الصنم الكبير، وهو خلاف الحقيقة، والأنبياء منزّهون عن الكذب؟

ج ـ الكذب هو الإخبار الجاد بهدف تمويه الحقيقة، وابراهيم قال ذلك على سبيل السخرية والتهكم، فلا يكون كذباً، ولذلك لم يقبلوا ذلك منه، لعلمهم بتهكّمه وامتناع صدور ذلك من الصنم الكبير، ولذلك قال: ((فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ)) (2).

 

((فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا))(79).  

س 525 ـ كيف يـخطأ داوود الحكم الشرعي مع أنه كان نبيّاً ورسولاً، وقد قال تعالى: ((يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ...)) (3)؟

ج ـ لعلّ اختلافهما كان في كيفية تطبيق الحكم، لا في أصله، إذ تضمنت النصوص أنّ داوود حكم باعطاء الغنم لصاحب الكرْم، وأن سليمان حكم له باللبن والصوف ذلك العام، وهما تطبيقان مختلفان للحكم الشرعي بضمان قيمة ما أتلفته الأغنام، إلاّ أنّ سليمان اختار الصيغة الأرفق.

وقد تضمنّت بعض النصوص المعتبرة أنّهما تحاورا قبل إصدار الحكم، ولم يختلفا في الحكم نفسه، فقد روى جميل بن درّاج عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قولـه عزَّ وجلّ: ((وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ)) قال: لم يحكما،إنما كانا يتناظران، ((فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ)) (4). ويبدو أنّ الهدف كان تكريم سليمان وبيان فضله، تمهيداً لنبوّته بعد أبيه.

 

((وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ...))(87).  

س 526 ـ كيف يظنّ نبيّ من الأنبياء بعدم قدرة الله عليه مع أنّ مقتضى الإيمان الإذعان بعموم قدرة الله تعالى؟

ج ـ إن ((نَّقْدِرَ))هنا ليس فعلاً من القدرة ، بل يراد منها معنى التقدير أو التضييق: ((قال الفراء: المعنى: ((فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ))من العقوبة ما قدَرنا. وقال أبو الهيثم ـ بعد أن ذكر معنى التقدير ـ: ويحتمل أن يكون تفسيره: فظنّ أن لن نضيّق عليه، من قولـه تعالى: ((وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)) (5) أي ضُيِّق عليه، قال: وكذلك قولـه: ((وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ))(6) معنى فَقَدرَ عليه: فضيّق عليه. وقد ضيّق الله على يونس (عليه السلام) أشدّ التضييق ضيّقه على معذَّب في الدنيا، لأنه سجنه في بطن حوت، فصار مكظوماً أُخِذ في بطنه يكظمه)) (7).

 

((وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ))(95).  

س 527 ـ ما معنى أن يكون عدم رجوعهم حراماً؟

ج ـ فسّر الكسائي ـ تبعاً لابن عباس ـ الحرام بالواجب، كما في قول عبد الرحمن بن جمانة المحاربي:

فانّ حراماً لا أرى الدهرَ باكياً على شجوه إلاّ بكيتُ على عمرو (8)

ويمكن أن تكون (لا) هي التي تسمى في العربية بالزائدة، وأن المعنى: حرام على القرية التي نزل عليها العذاب رجوعُهم.

وهناك وجه ثالث في تفسير الآية، وذلك أن قولـه في الآية السابقة: ((فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ)) يتضمّن الفسحة لكل إنسان لعمل الصالحات وتثبيتها وكتابتها في سجلّ أعماله، فاستدرك على ذلك بأنّ القرية التي ينزل عليها العذاب لا تبقى لأهلها فسحة لذلك، لأنّهم لا يرجعون للدنيا حتى يعتبروا بما حدث لهم، فيؤمنوا ويعملوا الصالحات.

ومن الواضح أنّ الحرمة على الوجهين الثاني والثالث هي الحرمة التكوينية أي الامتناع لا الحرمة التشريعية.

 

((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ اْلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))(105).  

س 528 ـ ما هي الأرض التي يرثها العباد الصالحون؟

ج ـ أشارت بعض النصوص التفسيرية للآية إلى أن الإمام المهدي (عليه السلام) وأصحابه حيث ينتصرون على قوى الشر والكفر، فتمتلئ هذه الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.

وذكر بعض المفسّرين أن المقصود من الأرض أرض الجنّة حيث يرثها الصالحون بعد يوم القيامة، حيث تفنى الدنيا وما فيها قبل ذلك، كما جاء في قولـه تعالى ـ حكاية عن أهل الجنة ـ: ((وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء)) (9).

 

((فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ))(109).  

س 529 ـ ما معنى: ((آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء))؟

ج ـ الظاهر أنّ المقصود أنّ رسالته وإنذاره للجميع ولا يقتصر على فئة دون أخرى، فالكل سواء في ذلك.

 

 ــــــــــــــــــ

(1) يراجع تفسير القرآن الكريم لأبي حمزة الثمالي: 244.

(2) سورة الأنبياء: 64 و 65.

(3) سورة ص: 26.

(4) الفقيه: 3/101.

(5) سورة الطلاق: 7.

(6)سورة الفجر: 16.

(7) لسان العرب: 5/77.

(8) يراجع لسان العرب: 12/127.

(9) سورة الزمر: 74.

 

 

 

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21329876

  • التاريخ : 28/03/2024 - 08:39

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net