00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الرعد 

القسم : أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية   ||   الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود)   ||   تأليف : السيد رياض الحكيم

سورة الرعد

 

((وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ))(7).  

س 426 ـ ألا يعني ذلك أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم تنزل عليه آية أو معجزة لتصديقه؟

ج ـ كلاّ، وإنما إشارة إلى ما كان يقترحه كلّ شخص أو كلّ مجموعة من آيات معينّة، ولو استجيب لبعضهم لاحتّج الآخرون وطلبوا الآيات التي يقترحونها، وكان بعضها تعجيزياً، لأنه من طلب المحال، كما أشار إلى ذلك قولـه تعالى: ((وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً)) (1)، وقد رفض القرآن هذه الاقتراحات مذكّراً أنّّ دور الرسول هو الإنذار والتبليغ، وأن الله تعالى يختار لكل قوم الآية التي تصلح أن تكون حجةً عليهم.

ويبدو أن لهؤلاء طلبوا أن تكون الآية العظمى والملازمة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) غير القرآن ـ من دون أن ينكروا الآيات الثانوية التي حدثت في زمانه ـ، ولذلك ردّ الله عليهم بقولـه: ((وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)) فكما أن عصا موسى (عليه السلام) كانت الإعجاز الرئيسي لموسى (عليه السلام)، لمناسبتها لإبناء عصره ودورها في هدايتهم، وكذلك إحياءة عيسى (عليه السلام) للأموات وإبراؤه الأكمه والأبرص فكذلك القرآن بمضمونه الخالد يناسب رسالة الإسلام الخالدة والأجيال المتعاقبة ما دامت الحياة الدنيا.

 

((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ...))(11).  

س 427 ـ ما هي (المُعَقِّبَات) وكيف تحفظ الإنسان من أمرِ الله؟

ج ـ المُعَقِّبَات الجماعة التي تتابع الإنسان وتحيط به، ولعلّه إشارة إلى ما تضمنته بعض النصوص من أن بعض الملائكة موكَّّلون بالإنسان لحفظه، وفي حديث عن الإمام علي (عليه السلام): ((إن مع كلّ إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينه...)) (2). وليس المقصود في الآية أن هؤلاء الموكّلين يمنعون الإنسان مما قدّره الله تعالى له من مصير محتوم، وإنما يحفظانه من الأمر الإلهي غير المحتوم أو مما من شأنه أن يصيبه لولا حفظ هؤلاء الموكّلين. والله العالم.

 

((وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ...))(13).  

س 428 ـ كيف يسبّح الرعد وهو غير حيّ ولا عاقل؟

ج ـ قيل: إن تسبيح الرعد من خلال خضوعه تكويناً للأمر الإلهي، فهو تسبيح تكويني لا شعوري، وعلى ذلك يحمل كلّ مورد نُسب فيه التسبيح والسجود ونحوهما لغير العقلاء، مثل قولـه تعالى: ((... يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))(3) وقولـه تعالى: ((... وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ...))(4) وقولـه تعالى: ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ...))(5).

وربما يكون السجود المذكور شعورياً بناءً على نظرية الملازمة بين الوجود والشعورـ ولو بمراتبه الدنيا التي لا يدركها الإنسان ـ وقد بدأ العلم الحديث باكتشاف مظاهر شعورية ـ بعضها بالغة التعقيد ـ لبعض الكائنات الحية التي كان التصور العام السابق على سلب الشعور عنها. علماً أن بعض الآيات وكثيراً من النصوص تضمنت الإشارة إلى ذلك والتنبيه على أن مثل هذا السلوك الشعوري لهذه الكائنات غير مدرَكة للإنسان، مثل قولـه تعالى: ((... وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ))(6) كما تضمنت إثبات حوارات وسلوكيات واعية لبعض العجماوات كالنمل والهدهد مع نبي الله سليمان بن داوود (عليه السلام). وفي الحديث عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: ((نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن أن توسم البهائم في وجوهها، وأن يضرب وجوهها فإنها تسبّح بحمد ربّها)) (7). والله سبحانه هو العالم بأسرار خلقه.

  

((قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا...))(16).  

س 429ـ كيف يؤمر بالسؤال والإجابة معاً والمفروض أن يكون السائل غير المجيب؟

ج ـ إنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يجيب على سؤاله مباشرةً، بل بعد أن يطرح سؤاله عليهم وهم يختلفون في الجواب، أو يجيبون بغير الصواب، يذكر الجواب الصحيح بأنّ ربّ السموات والأرض هو الله تعالى.

 

((أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ))(17).  

س430 ـ ما هو الزبد الثاني الذي يشبّه به الباطل؟

ج ـ هو خبَث المعادن كالذهب والفضة والنحاس الذي يطفو عند ذوبان هذه المعادن بالنار في عملية التصفية، حيث يرمى الزبد ويبقى المعدن صافياً نقياً.

 

((... أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ))(18).  

س 431 ـ كيف يكون لهم سوء الحساب والله سبحانه عادل مع جميع خلقه؟

ج ـ ليس المقصود أن حسابهم سيء وغير عادل، وإنمّّا لهم ما يسوؤهم من الحساب الذين كانوا هم السبب فيه، وأضيف السوء إلى الحساب باعتبار أنه يترتب عليه. والإضافة تصح لأدنى علقة بين المضاف والمضاف إليه.

 

((وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا...))(31).  

س 432 ـ ما هو جواب ((لو)) الشرطية؟

ج ـ حذف جواب الشرط لدلالة القرينة عليه، والتقدير ((لكان هذا القرآن)) أو بمعناه.

 

س 433 ـ كيف ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاًً، مع أنه حقيقة ثابتة لا يليق بالمؤمن انكاره واليأس منه؟

ج ـ لعلّ اليأس بمعنى العلم، كما ذكر ذلك علماء اللغة، وأنشدوا قول الشاعر:

أقول لأهل الشِّعب إذ ييسرونني ألم تيأسوا أني ابن فارس لازم (8)

أي ألم تعلموا. ولذلك رُفع الفعل ((يشاء))، لأنّ ((أنْ)) المصدرية لا تنصب الفعل الذي بعدها إذا تقدّّم عليها ما يدلّ على العلم، كما نصّ على ذلك النحويون.

  

((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً...))(38).  

 

س 434 ـ لماذا نصّ على الأزواج والذرّية مع أنه لا علاقة للرسالة بذلك؟

ج ـ إنه ردّ على الذين كانوا يستنكرون ممارسات الرسول الطبيعية ويزعمون أنّ طبيعة الرسول لابدّ أن تختلف عن الطبيعة البشرية، كما قال تعالى: ـ حكاية عنهم ـ ((وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأسْوَاقِ...))(9).

  

ــــــــــــــــــ

(1) سورة الإسراء:90- 93.

(2) تصنيف نهج البلاغة:140.

(3) سورة الحشر: 24.

(4)سورة الأنبياء:79.

(5)سورة الحج: 18.

(6)سورة الإسراء: 44.

(7) تفسير العياشي: 2/ 317.

(8) يراجع لسان العرب:6/ 260.

(9) سورة الفرقان: 7.

 

 

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402452

  • التاريخ : 19/04/2024 - 15:56

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net