00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة القدر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة القدر

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن سيف بن عميرة عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام من قرء انا انزلناه في ليلة القدر فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله عزوجل، ومن قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرء‌ها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه.

2 - وفى اصول الكافى مثله الا ان في آخره ومن قرأها عشر مرات مرت له(1) على [ محو ] ألف ذنب من ذنوبه.

3 - وباسناده عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ " انا أنزلناه في ليلة القدر " في فريضة من فرايض الله نادى مناد: يا عبدالله غفر الله لك ما مضى فاستأنف العمل.

4 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وآله من قرأها اعطى من الاجر كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر.

5 - في مهج الدعوات لابن طاوس رحمه الله انه قيل للصادق عليه السلام: بما احترست من المنصور عند دخولك عليه؟ فقال: بالله وبقراء‌ة انا انزلناه، ثم قلت: يا الله يا الله سبعا انى أتشفع اليك بمحمد وآله محمد صلى الله عليه وآله من أن تقلبه لى فمن ابتلى بذلك فليصنع مثل صنعى ولولا أننا نقرأها ونأمر بقرائتها شيعتنا لتخطفهم الناس ولكن هى والله لهم كهف.

___________________________________

(1) وفى المصدر " غفرت له..اه ".

[613]

6 - في كتاب طب الائمة باسناده إلى ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: شكا رجل من همدان إلى أمير المؤمنين وجع الظهر وانه يسهر الليل، فقال: ضع يدك على الموضع الذى تشتكى منه واقرأ ثلثا " وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين " واقرأ سبع مرات انا انزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فانك تعافى من العلة ان شاء الله تعالى.

7 - وباسناده إلى بكر بن محمد الازدى عن أبى عبدالله عليه السلام وأوصى أصحابه واولياء‌ه من كانت به علة فليأخذ قلة جديدة(1) وليجعل فيه الماء، وليسقى الماء بنفسه، وليقرأ على الماء سورة انا انزلناه على الترتيل ثلاثين مرة ثم يشرب من ذلك الماء وليتوض وليمسح به.

وكلما انقص زاد فيه، فانه لا يظهر ذلك ثلثة ايام الا ويعافيه الله من ذلك الداء.

8 - في اصول الكافى باسناده إلى بكر بن محمد الازدى عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام في العوذة قالت: تأخذ قلة جديدة فيجعل فيها ماء ثم تقرأ عليها انا انزلناه في ليلة القدر ثلاثين مرة، ثم تعلق ويشرب منها ويتوضأ ويزاد فيها ماء انشاء الله تعالى.

9 - في تهذيب الاحكام ابوالصباح الكنانى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل امر حكيم نادى مناد، تلك الليلة من بطنان العرش: ان الله تعالى قد غفر لمن اتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة.

10 - محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن احمد بن يحيى قال: كنت بفيد(2) فمشيت مع على بن بلال إلى قبر محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: فقال لى على بن بلال: قال لى صاحب هذا القبر عن الرضا عليه السلام: من اتى قبر اخيه المؤمن من اى ناحية يضع يده وقرأ انا انزلناه في ليلة القدر سبع مرات

___________________________________

(1) القلة: الحب العظيم.

وقيل: الكوز الصغير، ضد.

(2) فيد: منزل بطريق مكة.

[614]

امن من الفزع الاكبر.

11 - الحسن بن محبوب عن عمرو بن ابى المقدام عن أبيه قال: مررت مع ابى جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من اهل الكوفة من الشيعة فقلت لابى جعفر عليه السلام: جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة؟ قال: فوقف عليه ثم قال اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، واسكن اليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك، والحقة من كان يتولاه، ثم قرأ انا انزلناه في ليلة القدر سبع مرات.

12 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الرضا عليه السلام: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عنده " انا انزلناه في ليلة القدر " سبع مرات الا غفر الله له ولصاحب القبر.

13 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه فاذا كانت ليلة القدر يأمر الله تبارك وتعالى جبرئيل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء اخضر، فيركن اللواء على ظهر الكعبة وله ستمأة جناح، منها جناحان لا ينشرهما الا في ليلة القدر فيجاوزان المشرق والمغرب ويثبت جبرئيل الملائمة في هذه الامة فيسلمون على كل قاعد وقائم ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فاذا طلع الفجر نادى جبرئيل: معشر الملئكة الرحيل الرحيل فيقولون: يا جبرئيل ما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من امة محمد صلى الله عليه وآله فيقول: ان الله عزوجل نظر اليهم هذه الليلة فعفى عنهم وغفر لهم الا أربعة: فقيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: من هذه الاربعة؟ قال: رجل مات مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، وشاجن، قيل: يا رسول الله وما الشاجن؟ قال: الصارمة(1).

14 - في مجمع البيان روى عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله قال: اذا كانت ليلة القدر تنزل الملئكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرئيل، فينزل جبرئيل ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبرى، ولواء على بيت المقدس، ولواء في المسجد

___________________________________

(1) كذا في الاصل ومصدر الحديث مخطوط لم اظفر عليه.

[615]

الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا يدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة الا سلم عليه الا مدمن الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمخ بالزعفران(1).

15 - وعنه صلى الله عليه وآله قال: ان الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضئ فجرها: ولا يستطيع فيها ان ينال احدا بخبل(2) او داء او ضرب من ضروب الفساد، و لا ينفذ فيه سحر ساحر.

16 - وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله رجل من بنى اسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله الف شهر، فعجب من ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى ان يكون ذلك في امته، فقال: يا رب جعلت امتى اقصر الناس اعمارا واقلها اعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: " ليلة القدر خير من الف شهر " الذى حمل الاسرائيلى السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.

17 - في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، من قرء: " قل هو الله احد " من قبل ان تطلع الشمس ومثلها " انا انزلناه " ومثلها آية الكرسى منع ماله مما يخاف، من قرء " قل هو الله احد " و " انا انزلناه " قبل ان تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وان جهد ابليس، اذا اراد احدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم بارك لامتى في بكورها يوم الخميس، وليقرء اذا خرج من بيته الايات الاخرة من آل عمران وآية الكرسى وانا انزلناه وام الكتاب، فان فيها قضاء الحوائج للدنيا والاخرة، اذا كسا الله مؤمنا ثوبا [ جديدا ] فليتوض وليصل ركعتين يقرأ فيهما ام الكتاب وآية الكرسى وقل هو الله أحد وانا انزلناه في ليلة القدر، وليحمد الله الذى ستر عورته وزينه في الناس، وليكثر من قول: لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، فانه لا يعصى الله فيه، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له و

___________________________________

(1) التضمخ: التلطخ بالطيب ونحوه والاكثار منه.

(2) الخبل - بالتحريك -: فساد الاعضاء.

الجنون.

[616]

يستغفر له ويترحم عليه.

18 - في الكافى على بن محمد عن صالح بن ابى حماد عن غير واحد عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ انا انزلناه ثنتين وثلثين مرة في اناء جديد ورش بثوبه الجديد اذا البسه لم يزل يأكل في سعة وما بقى.

19 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة عمة ابى محمد الحسن عليه السلام انها قالت امرنى ابومحمد عليه السلام بالمبيت عنده ليلة ولد القائم عليه السلام، فكنت مع نرجس ام القائم عليه السلام فلم ازل ارقبها إلى وقت طلوع الفجر وهى نائمة بين يدى لا تقلب جنبا عن جنب إلى جنب، حتى اذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدرى وسميت عليها فصاح إلى أبومحمد عليه السلام وقال: اقرأى عليها انا انزلناه في ليلة القدر، فأقبلت اقرأ عليها وقلت لها: ما حالك؟ قالت: ظهر بى الامر الذى اخبرك به مولاى، فأقبلت اقرأ عليها كما امرنى فأجابنى الجنين من بطنها يقرأ مثل ما اقرأ وسلم على قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

20 - وباسناده إلى ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله اختار من الليالى ليلة القدر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

21 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن ربه جل جلاله انه قال: اقرأ " انا انزلناه " فانها نسبتك ونسبة اهل بيتك إلى يوم القيامة.

22 - وباسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلى عن على بن سالم عن ابى عبدالله قال: من نام(1) في الليلة التى يفرق فيها كل امر حكيم لم يحج تلك السنة وهى ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها تكتب وفد الحاج، وفيها يكتب الارزاق والاجال، وما يكون من السنة إلى السنة، قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر

___________________________________

(1) كذا في الاصل وفى المصدر " من لم يكتب له..اه " مكان " من نام...اه ".

[617]

لم يستطع الحج؟ فقال: لا، قلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم من شئ هكذا الامر.

23 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى المفضل بن عمر قال ذكر ابو عبدالله عليه السلام انا انزلناه في ليلة القدر قال: ما أبين فضلها على المشهود قال: قلت: و أى شئ فضلها؟ قال: نزلت ولاية امير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت: في ليلة القدر التى نرتجيها في شهر رمضان؟ قال: نعم هى ليلة قدرت فيها السموات والارض، و قدرت ولاية امير المؤمنين عليه السلام فيها.

24 - في الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن احمد بن عبدوس عن محمد بن زاوية عن ابى على بن راشد قال: قلت لابى الحسن عليه السلام: جعلت فداك انك كتبت إلى محمد بن الفرج تعلمه ان افضل ما يقرء في الفرائض بانا انزلناه وقل هو الله احد، وان صدرى ليضيق بقراء‌تهما في الفجر، فقال عليه السلام: لا يضيقن صدرك بهما فان الفضل والله فيهما.

25 - سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن اسمعيل بن سهل قال: كتبت إلى ابى جعفر عليه السلام انى قد لزمنى دين فادح(1) فكتب إلى اكثر من الاستغفار ورطب لسانك بقراء‌ة انا انزلناه.

26 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن سليمان عن احمد بن الفضل ابى عمر الحذاء قال: سائت حالى فكتبت إلى ابى جعفر عليه السلام، فكتب إلى أدم قراء‌ة " انا ارسلنا نوحا إلى قومه " قال: فقرأتها حولا فلم ار شيئا فكتبت اليه اخبره بسوء حالى وانى قد قرأت " انا ارسلنا نوحا إلى قومه " حولا كما امرتنى ولم ار شيئا؟ قال: فكتب إلى قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قرائة انا انزلناه قال: ففعلت فما كان الا يسيرا حتى بعث إلى ابى داود فقضى عنى دينى واجرى على وعلى عيالى، ووجهنى إلى البصرة في وكالة بباب كلاء(2) واجرى على

___________________________________

(1) فدحه الدين: أثقله.

(2) الكلاء - ككتان -: موضع بالبصرة ويقال لكل ساحل نهر.

[618]

خمسمأة درهم، وكتبت من البصرة على يدى على بن مهزيار إلى ابى الحسن صلوات الله عليه، انى كنت سألت اباك عن كذا وشكوت كذا وانى قد نلت الذى احببت، فأحببت أن تخبرنى يا مولاى كيف اصنع في قرائة " انا انزلناه " أقتصر عليها وحدها في فرائضى وغيرها ام اقرء معها غيرها؟ ام لها حد أعمل به؟ فوقع عليه السلام وقرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره وطويله ويجزيك من قرائة " انا انزلناه " يومك وليلتك مأة مرة.

27 - على بن محمد رفعه قال: الختم على طين قبر الحسين عليه السلام ان يقرأ عليه " انا انزلناه في ليلة القدر ".

28 - على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن عمر الشامى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات ولاارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره، وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في اول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.

29 - وباسناده إلى المسمعى انه سمع ابا عبدالله عليه السلام يوصى ولده: اذا دخل شهر رمضان فاجهدوا انفسكم فان فيه تقسم الارزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون اليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.

30 - وباسناده إلى ابى الورد عن ابى جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس انه قد اظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان الحديث.

31 - وباسناده إلى عبدالله بن عبدالله عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليلة فيه خير من الف شهر الحديث.

[619]

32 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: الغسل في سبعة عشر موطنا ليلة سبع وعشرة من شهر رمضان إلى قوله: وليلة ثلاث وعشرين يرجى فيها ليلة القدر.

33 - وعن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من رمضان.

34 - عن جابر بن عبدالله عن النبى صلى الله عليه وآله انه ذكر شهر رمضان فقال رجل: فيه ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: نعم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

35 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى نصر عن حماد عن الحلبى قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: اذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه ان شاء إلى غيره، وذلك ان ليلة القدر تكون فيها في عامة ذلك ماشاء الله أن يكون.

36 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن ابى عبدالله ومحمد ابن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر الثانى عليه السلام ان امير المؤمنين عليه السلام قال: لابن العباس ان ليلة القدر في كل سنة، و انه ينزل في تلك الليلة امر السنة، ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ابن عباس: من هم؟ قال: انا واحد عشر من صلبى.

37 - وعن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال لى ابى عليه السلام: قلت لابن عباس: أنشدك هل في حكم الله جل ذكره اختلاف؟ قال: فقال: لا فقلت: ماترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت، ثم ذهب واتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به اليك و انت قاض كيف انت صانع؟ قال: اقول لهذا القاطع: اعطه دية كفه.

وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوى عدل، قلت.

جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره ونقضت القول الاول، ابى الله عز ذكره ان يحدث في خلفه شيئا من الحدود وليس تفسيره في الارض، اقطع قاطع الكف أصلا ثم اعطه دية الاصابع هذا حكم الله ليلة ينزل فيها امره ان جحدتها بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فأدخلك الله النار كما اعمى بصرك يوم جحدتها على بن ابيطالب، قال: فلذلك عمى

[620]

بصرى؟ قال: وما علمك بذلك فوالله ان عمى بصره الا من صفقة جناح الملك، قال فاستضحكت ثم تركته يوم ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت.

يابن عباس ما تكلمت بصدق مثل امس.

قال لك على بن ابى طالب: ان ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة امر السنة، وان لذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: من هم؟ فقال: انا واحد عشر من صلبى ائمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت الا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فتبدا لك الملك الذى يحدثه، فقال: كذبت يا عبدالله رأت عيناى الذى حدثك به على ولم تره عيناه ولكن وعا قلبه ووقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

38 - محمد بن أبى عبدالله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر الثانى عليه السلام قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: " انا انزلناه في ليلة القدر " صدق الله عزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال: ثم قال في بعض كتابه: " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " في انا انزلناه في ليلة القدر، وقال في بعض كتابه " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " يقول في الاية الاولى ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لامر الله عزوجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لانهم ان قالوا لم تذهب فلابد أن يكون لله عزوجل فيها أمر واذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.

39 - في مجمع البيان جائت الرواية عن ابى ذر انه قال: قلت يا رسول الله ليلة القدر هى شئ يكون على عهد الانبياء ينزل فيها فاذا قبضوا دفعت؟ قال: لا بل هى إلى يوم القيامة.

40 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن

[621]

قول الله تعالى: " انا انزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر، الحديث وسيأتى بتمامه ان شاء الله تعالى.

41 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن السيارى عن بعض أصحابنا عن داود بن فرقد قال: حدثنى يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبدالله عليه السلام عن ليلة القدر؟ فقال: اخبرنى عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام؟ فقال أبوعبدالله عليه السلام: لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن.

42 - أحمد بن محمد عن على بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد ابن يونس بن يعقوب عن على بن عيسى القماط عن عمه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ارى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بنى امية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله مالى أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل انى رايت بنى امية في ليلتى هذه يصعدون منبرى من بعدى يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فقال: والذى بعثك بالحق نبيا انى مااطلعت عليه، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآى من القرآن يونسه بها قال: " أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جاء‌هم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون " وانزل عليه انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر جعل الله تعالى ليلة القدر لنبيه عليه السلام خيرا من ألف شهر ملك بنى امية.

43 - في روضة الكافى سهل بن زياد عن محمد بن عبدالحميد عن يونس عن على بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: هبط جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله كئيب حزين فقال: يا رسول الله مالى أراك كئيبا حزينا؟ فقال: انى رأيت الليلة رؤيا قال: وما الذى رأيت؟ قال: رأيت بنى امية يصعدون المنابر وينزلون منها؟ قال: والذى بعثك بالحق نبيا ما علمت بشئ من هذا و صعد جبرئيل إلى السماء ثم اهبطه الله جل ذكره بآى من القرآن يعزيه(1) بها قوله: " أفرايت ان متعناهم سنين * ثم جائهم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا

___________________________________

(1) اى يسليه بها.

[622]

يمتعون " وأنزل الله جل ذكره " انا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر " للقوم فجعل الله ليلة القدر [ لرسوله ] خير من ألف شهر.

44 - في سند الصحيفة السجادية عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان أبى حدثنى عن ابيه عن جده عن على عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله اخذته نعسة وهوعلى منبره فراى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة(1) يردون الناس على أعقابهم القهقرى فاستوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل عليه السلام بهذه الآية " وما جعلنا الرؤيا التى اريناك الا فتنة للناس والشجرة المعلونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا " يعنى بنى امية قال: يا جبرئيل أعلى عهدى يكونون وفى زمنى؟ قال: لا ولكن تدور رحى الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الاسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لابد من رحى ضلالة هى قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة، قال: وأنزل الله تعالى في ذلك " انا انزلناه في ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر " يملكها بنو امية ليس فيها ليلة القدر، قال: فاطلع الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله ان بنى امية تملك سلطان هذه الامة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا اهل البيت وبغضنا اخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد واهل مودتهم وشيعتهم منهم في ايامهم وملكهم.

45 - في مجمع البيان وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله رجل من بنى اسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في امته، فقال: يا رب جعلت امتى أقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: " ليلة القدر خير من ألف شهر " الذى حمل الاسرائيلى السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان.

46 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى ره عن الحسن بن على عليهما السلام حديث

___________________________________

(1) نزى بمعنى وثب.

[623]

طويل يقول فيه لمعاوية ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا، وعباده خولا وكتابه دخلا(1) فاذا بلغوا ثلثمأة وعشرا حقت اللعنة عليهم ولهم، فاذا بلغوا أربعماة، وخمسة وسبعين كان هلاكهم اسرع من لوك تمرة(2) فأقبل الحكم بن ابى العاص وهم في ذلك الذكر والكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: احفظوا اصواتكم فان الوزغ تسمع، وذلك حين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يملك بعده منهم هذه الامة يعنى في المقام، فساء ذلك وشق عليه، فأنزل الله عزوجل(3) في كتابه " ليلة القدر خير من الف شهر " فاشهد لكم واشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الالف شهر التى اجلها الله عزوجل في كتابه.

47 - في الكافى احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر؟ فقال: علامتها أن تطيب ريحها، وان كانت في برد دفئت(4) وان كانت في حر بردت فطابت.

48 - في مجمع البيان وروى الحسن عن النبى صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: انها ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع.

49 - في اصول الكافى وعن ابى جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر اول ما خلق الدنيا إلى قوله: قال: وقال رجل لابى جعفر عليه السلام: يابن رسول الله لا تغضب قال: ولا اغضب، قال: ارايت قولك في ليلة القدر إلى قوله: قال السائل: يابن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال:

___________________________________

(1) الخول: العبيد والاماء.

والدخل: العيب والغش والفساد، قال الطريحى (ره) وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمور لم تجر بها السنة.

(2) لاك لوكا - اللقمة -: مضغها اهون المضغ وادارها في فمه.

(3) وفى المصدر زيادة وهى قوله: " فانزل الله في كتابه: وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس والشجرة المعلونة في القرآن يعنى بنى امية، وأنزل ايضا في كتابه..اه ".

(4) اى سخنت

[624]

اتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذى سألت عنه.

50 - محمد بن ابى عبدالله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: انا انزلناه في ليلة القدر صدق الله عزوجل انزل القرآن في ليلة القدر الحديث ستسمع تمامه ان شاء الله.

51 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: لما قبض امير المؤمنين عليه السلام: قام الحسن بن على في مسجد الكوفة فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبى صلى الله عليه وآله ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الاولون و لا يدركه الاخرون، والله لقد قبض في ليلة التى قبض فيها وصى موسى يوشع بن نون، والليلة التى عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التى نزل فيها القرآن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

52 - على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن ابى عبدالله عليه السلام قال: نزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

53 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن عبدالله عن محمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن ابى عبدالله عليه السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبى صلى الله عليه وآله: انزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

54 - على بن ابراهيم عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة عن عمرو الشامى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات

[625]

والارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في اول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.

55 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انزلت التورية في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الانجيل في اثنى عشر ليلة مضت من.

شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثمانى عشر مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.

56 - وباسناده إلى حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا انزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر.

57 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين.

58 - احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهرى عن على بن أبى حمزة الثمالى قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فقال له أبوبصير: جعلت فداك الليلة التى يرجى فيها ما يرجى؟ فقال: في احدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فان لم أقو على كلتيهما فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قلت: فربما راينا الهلال عندنا وجاء‌نا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض اخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهنى(1) فقال: ان ذلك ليقال، فقلت: جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج فقال لى: يابا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والارزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في

___________________________________

(1) سيأتى حديث الجهنى تحت رقم 67.

[626]

كل واحد منهما مأة ركعة واحيهما ان استطعت إلى النور(1) واغتسل فيهما قال: قلت: فان لم أقدر على ذلك وانا قائم؟ قال: فصل وانت جالس، قال: قلت: فان لم أستطع قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل اول الليل بشئ من النوم، ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد(2) الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان، كان يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله المرزوق.

59 - وباسناده إلى حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا انزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر.

60 - محمد بن يحيى عن احمد محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى عبدالله عليه السلام قال في حديث طويل: وغسل ليلة احدى وعشرين وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا تتركها، فانه يرجى في احديهن ليلة القدر.

61 - محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن محمد بن عيسى عن ابى عبدالله المؤمن عن اسحق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه، يقولون: الارزاق تقسم ليلة النصف من شعبان؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك الا في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، واحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في تسعة عشر يلتقى الجمعان، وفى ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفى ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهى ليلة القدر التى قال الله تعالى " خير من ألف شهر " قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقى الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها ما اراد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين امضاؤه، ويكون له فيه البداء، فاذا كانت ليلة ثلاث و عشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذى لا يبدو له فيه تبارك وتعالى.

62 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة

___________________________________

(1) قال الفيض (ره): النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق.

(2) الصفد: القيد والشد.

[627]

قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: التقدير في ليلة القدر تسعة عشر والابرام في ليلة احدى وعشرين، والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين.

63 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن ابى جميلة عن رفاعة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ليلة القدر هى اول السنة وهى آخرها(1).

64 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن الحكم عن ربيع المسلى وزياد ابن ابى الحلال ذكراه عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان التقدير، وفى ليلة احدى وعشرين القضاء، وفى ليلة ثلاث وعشرين ابرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه وسيفعل ما يشاء في خلقه.

65 - احمد بن محمد عن على بن الحسين عن محمد بن عيسى عن ايوب بن يقطين او غيره منهم عليهم السلام دعاء العشر الاواخر تقول في الليلة الاولى إلى ان قال: و تقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ورب الليل و النهار، الدعاء.

66 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن حمران عن سفيان بن السمط قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: الليالى التى يرجى فيها من شهر رمضان؟ فقال: تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قلت: فان اخذت انسانا الفترة او علة ما المعتمد عليه من ذلك؟ فقال: ثلاث وعشرين.

67 - وفى رواية عبدالله بن بكير عن زرارة عن احدهما عليه السلام قال: سألته عن الليالى التى يستحب فيها الغسل في شهر رمضان؟ فقال: ليلة تسع عشرة وليلة احدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هى ليلة الجهنى

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره).

قال الوالد العلامة: الظاهر ان الاولية باعتبار التقدير اى اول السنة التى يقدر فيها الامور لليلة القدر، والاخرية باعتبار المجاورة، فان ما قدر في السنة الماضية انتهى اليها كما ورد ان اول السنة التى يحل فيها الاكل والشرب يوم الفطر، او أن عملها يكتب في آخر السنة الاولى، وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في اول الوقت، أو يكون اول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الاتية وآخر السنة المقدر فيها الامور.

[628]

وحديثه انه قال لرسول صلى الله عليه وآله: ان منزلى ناء عن المدينة، فمرنى بليلة ادخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين قال: مصنف هذا الكتاب رحمه الله: واسم الجهنى عبدالله بن انيس الانصارى.

انتهى.

68 - في اصول الكافى عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يابن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال: اذا اتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فاذا اتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذى سألت عنه.

69 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلى عن على بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من نام في الليلة التى يفرق فيها كل امر حكيم لم يحج تلك السنة، وهى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الحديث وستقف عليه بتمامه ان شاء الله.

70 - في مجمع البيان وروى العياشى باسناده عن زرارة عن عبدالواحد بن المختار الانصارى قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر؟ قال: في ليلتين ليلة ثلاث وعشرين واحدى وعشرين، فقلت: افرد لى احديهما فقال: وما عليك ان تعمل في ليلتين هى احديهما.

71 - وعن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام اخبرنى بليلة القدر فقال: ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين.

72 - وعن حماد بن عثمان عن حسان بن ابى على قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين 73 - وقيل انها ليلة سبع وعشرين عن ابى بن كعب وعايشة وروى عن ابن عباس وابن عمر قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تحروها ليلة سبع وعشرين.

74 - وعن زربن حبيش قال: قلت لابى يا ابا المنذر من أين علمت انها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بالاية التى أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وآله قال: تطلع الشمس غداتئذ

[629]

كانها طشت ليس لها شعاع.

75 - وروى عن أبى بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: التمسوها في العشر الاواخر في تسع بقين أو سبع بقين أو خمسين بقين أو ثلاث بقين او آخر ليلة.

76 - وروى انها ليلة الفرقان في صبيحتها التقى الجمعان وروى مرفوعا عن النبى صلى الله عليه وآله قال: التمسوها في العشر الاواخر من رمضان.

77 - قال أبوسعيد الخدرى: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت هذه الليلة ثم انسيتها، ورأيتنى اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الاواخر، والتمسوها في كل وتر قال: فابصرت عيناى رسول الله صلى الله عليه وآله انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة احدى وعشرين أورده البخارى في الصحيح.

78 - وعن على عليه السلام ان النبى صلى الله عليه وآله كان يوقظ اهله في العشر الاواخر من رمضان.

79 - عن عبدالله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله: انى رايت في النوم كان ليلة القدر هى ليلة سابعة تبقى؟ فقال صلى الله عليه وآله: ارى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ثلاث وعشرين وعن عمر بن الخطاب انه قال لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: قد علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الاواخر وترا.

80 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن على بن أبيطالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا على أتدرى ما معنى ليلة القدر؟ فقلت: لا يا رسول الله، فقال: ان الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدر عزوجل ولايتك وولاية الائمة من ولدك إلى يوم القيامة.

81 - وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبوعبدالله عليه السلام " انا انزلناه في ليلة القدر " قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت: وأى شئ فضلها؟ قال نزلت ولاية امير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت في ليلة القدر التى ترتجيها في شهر رمضان؟ قال نعم هى ليلة القدر قدرت فيها السموات والارض، وقدرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها.

[630]

82 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى قال سليمان للرضا: ألا تخبرنى عن " انا انزلناه في ليلة القدر " في اى شئ نزلت؟ قال: يا سليمان ليلة القدر يقدر الله عزوجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن فهمت جعلت فداك.

83 - وفى باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذى أنزل الله تعالى فيه القرآن [ وفيه فرق بين الحق و الباطل كما قال الله عزوجل: شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقا ] وفيه نبئ محمد صلى الله عليه وآله وفيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت ليلة القدر.

84 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " انا انزلناه في ليلة مباركة " قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر، فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر، قال الله تعالى: " فيها يفرق كل امر حكيم " قال: يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة (اليلة خ ل) إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود واجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة، وستقف على تمامه ان شاء الله تعالى عند قوله عزوجل: " ليلة القدر خير من الف شهر.".

85 - احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: وسأل عن ليلة القدر؟ فقال: تنزل فيها الملئكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في امر السنة وما

[631]

وما يصيب العباد، وامره عنده موقوف وفيه المشية، فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء و يمحو ويثبت وعنده ام الكتاب، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

86 - في تفسير على بن ابراهيم أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن عبدالله بن مسكان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا كان ليلة القدر نزلت الملئكة و الروح والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة، فاذا أراد الله ان يقدم شيئا او يؤخره او ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء، ثم اثبت الذى أراد قلت: وكل شئ هو عنده ومثبت في كتاب؟ قال: نعم قلت: فأى شئ يكون بعده؟ قال: سبحان الله ثم يحدث الله ايضا ما يشاء تبارك وتعالى.

87 - أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن هارون بن خارجة عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: " ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها " قال: ان عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر، فاذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون إلى مثلها، فذلك قوله عزوجل: " ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها " اذا انزله وكتبه كتاب السموات، وهو الذى لا يؤخره.

88 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلى عن على بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من نام في الليلة التى يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان.

لان فيها يكتب وفد الحاج و فيها تكتب الارزاق والاجال وما يكون من السنة إلى السنة قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطع الحج؟ فقال: لا، فقلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم في شئ، هذا الامر.

89 - في اصول الكافى محمد بن ابى عبدالله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبى جعفر الثانى عليه السلام قال: قال أبوعبدالله: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: " انا انزلناه في ليلة القدر " صدق الله عزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر " وما

[632]

ادراك ما ليلة القدر " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ادرى قال الله عزوجل ليلة القدر خير من الف شهر ليس فيها ليلة القدر.

90 - في الكافى احمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن المسمعى انه سمع ابا عبدالله عليه السلام يوصى ولده اذا دخل شهر رمضان فاجهدوا انفسكم فان فيه تقسم الارزاق وتكتب الاجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون اليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر.

91 - وباسناده إلى أبى الورد عن أبى جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس قد اظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

92 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن غير واحد عن ابى عبدالله عليه السلام قالوا: قال له بعض اصحابنا - قال: ولا اعلمه الا سعيد السمان - كيف تكون ليلة القدر خير من الف شهر؟ قال: العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر.

93 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: " ليلة القدر خير من ألف شهر " اى شئ عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلوة والزكوة وأنواع الخير خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولولا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات.

والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

94 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " ليلة القدر خير من ألف شهر " قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله كأن قرودا تصعد منبره فغمه ذلك، فأنزل الله سورة القدر " انا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر " تملكه بنو امية ليس فيها ليلة القدر.

[633]

قال المؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن الكافى وعن سند الصحيفة السجادية، وعن مجمع البيان، وعن كتاب الاحتجاج لبيان سبب النزول ما فيه بيان لقوله عزوجل: " ليلة القدر خير من ألف شهر " فليراجع فهو مسطور سابقا على هذا الترتيب.

95 - في اصول الكافى وعن ابى عبدالله عليه السلام قال: كان على عليه السلام كثير ما يقول: اجتمع التيمى والعدى عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرأ " انا انزلناه " بتخشع وبكاء، فيقولان: ما أشد دقتك لهذه السورة؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله لما رات عينى ووعى قلبى ولما يرى قلب هذا من بعدى، فيقولان: وما الذى رات؟ قال: فيكتب لهما في التراب تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر قال: ثم يقول هل بقى شئ بعد قوله عزوجل: " كل امر "؟ فيقولان: لا فيقول: هل تعلمان من المنزل اليه بذلك؟ فيقولان: انت يا رسول الله، فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدى؟ فيقولان: نعم قال فيقول: فهل ينزل ذلك الامر فيها؟ فيقولان نعم قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندرى فياخذ براسى ويقول ان لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدى، قال: فان كان ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من شدة ما يداخلهما من الرعب.

96 - محمد بن ابى عبدالله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر الثانى عليه السلام قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: وذكر كلاما طويلا بين الياس والباقر عليهما السلام وفى اثنائه قال الياس للباقر عليه السلام: ما سألتك عن امرك وبى منه جهالة غير انى احببت ان يكون هذا الحديث قوة لاصحابك وسأخبرك بآية انت تعرفها ان خاصموا بها فلجوا(1) قال: فقال له أبى ان شئت اخبرتك بها ! قال: قد شئت قال: ان شيعتنا ان قالوا لاهل الخلاف لنا: ان الله عزوجل يقول لرسوله صلى الله عليه وآله انا انزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة او

___________________________________

(1) اى ظفروا.

[634]

يأتيه به جبرئيل عليه السلام في غيرها؟ فانهم سيقولون: لا فقل لهم: فهل كان لما علم بد من ان يظهر؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله من علم الله عز ذكره اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فيقولون: نعم، فان قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل لهم ما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب ذلك، فهل بلغ اولا؟ فان قالوا: قد بلغ فقل: فهل مات صلى الله عليه وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله مؤيد ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله الا من يحكم بحكمه، والا من يكون مثله الا النبوة، و ان كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا: لك: فان علم رسول الله صلى الله عليه وآله كان من القرآن، فقل: " حم والكتاب المبين، انا انزلناه في ليلة القدر " إلى قوله: " انا كنا مرسلين " فان قالوا لك لا يرسل الله عزوجل الا إلى نبى فقل: هذا الامر الحكيم الذى يفرق فيه هو من الملئكة والروح التى تنزل من سماء إلى سماء او من سماء إلى أرض، فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض واهل الارض احوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون اليه؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم، فقل: " الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " إلى قوله " خالدون " ولعمرى ما في الارض ولا في السماء ولى لله عز ذكره الا وهو مؤبد، ومن أيد لم يخط وما في الارض عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الارض، كذلك لابد من وال، فان قالوا: لا نعرف هذا فقل: قولوا: ما أحببتم، أبى الله عزوجل بعد محمد أن يترك العباد ولا حجة عليهم(1)

___________________________________

(1) لهذا الحديث وكذا الاحاديث الاتية المنقولة عن اصول الكافى شرح طويل عن المجلسى (ره) راجع ج 7 من كتاب بحار الانوار صفحة 201 - 206 ط كمبانى.

[635]

97 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال الله عزوجل: في ليلة القدر: " فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شئ واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزوجل و من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى انه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الامر تفسير الامور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا، وفى أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر، ثم قرأ: " ولو ان ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم.".

98 - وباسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام قال: كان على بن الحسين صلوات الله عليه يقول: " انا أنزلناه في ليلة القدر " صدق الله عزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر: و ما ادراك ما ليلة القدر " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أدرى قال الله عزوجل: " ليلة القدر خير من الف شهر " ليس فيها ليلة القدر قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: وهل تدرى لم هى خير من الف شهر قال لا؟ قال: لانها تنزل الملئكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر واذا اذن الله عزوجل بشئ فقد رضيه إلى قوله ثم قال في بعض كتابه " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " في " انا انزلناه في ليلة القدر " وقال في بعض كتابه: " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " يقول في الاية الاولى: ان محمد حين يموت يقول اهل الخلاف لامر الله عزوجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة اصابتهم خاصة وبها ارتدوا على اعقابهم، لانهم ان قالوا: لم تذهب فلابد ان يكون لله عزوجل فيها امر، واذا اقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد.

99 - وعن ابى جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا انزلناه تفلحوا، فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وانها لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا " بحم والكتاب، وانا انزلناه

[636]

في ليلة مباركة انا كنا منذرين " فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

100 - وعن ابى جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر اول ما خلق الله الدنيا، ولقد خلق فيها اول نبى يكون واول وصى يكون، ولقد قضى ان يكون في كل سنة يهبط فيها بتفسير الامور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على الله عزوجل علمه لانه لا يقوم الانبياء والرسل والمحدثون الا ان تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة من الحجة التى يأتيهم بها جبرئيل عليه السلام قلت: والمحدثون ايضا يأتيهم جبرئيل او غيره من الملئكة عليهم السلام، قال: اما الانبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك ولابد لمن سواهم من اول يوم خلقت فيه الارض إلى آخر فناء الدنيا ان تكون على وجه الارض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من احب من عباده، وايم الله لقد نزل الروح والملائكة بالامر في ليلة القدر على آدم، وايم الله ما مات آدم الا وله وصى وكل من بعد آدم من الانبياء قد اتاه الامر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وايم الله ان كان النبى ليؤمر فيما يأتيه من الامر في تلك الليلة من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله ان اوص إلى فلان، ثم قال ابوجعفر عليه السلام: فضل ايمان المؤمن بحمله " انا انزلناه " وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الانسان على البهائم وان الله عزوجل ليدفع بالمؤمنين بها على الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الاخرة لمن علم انه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم ان في هذا الزمان جهاد الا الحج والعمرة والجوار.

101 - قال: وقال رجل لابى جعفر عليه السلام: يابن رسول الله لا تغضب على قال: لماذا؟ قال: لما اريد ان اسئلك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب؟ قال ولا اغضب قال: اريت قولك في ليلة القدر: وتنزل الملئكة والروح فيها إلى الاوصياء ياتونهم بأمر لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله قد علمه، أو ياتونهم بأمر كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه وقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وآله مات وليس شئ من علمه الا وعلى عليه السلام له واع؟ قال أبوجعفر عليه السلام: مالى ولك أيها الرجل ومن ادخلك على؟ قال: ادخلنى عليك القضاء لطلب الدين قال: فافهم ما اقول لك ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى به لم يهبط حتى اعلمه الله

[637]

جل ذكره ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتى تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان على بن ابى طالب عليه السلام قد علم جمل العلم وباقى تفسيره في ليالى القدر كما كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال السائل: او ما كان في الجميل تفسير قال بلى ولكنه انما يأتى بالامر من الله تعالى في ليالى القدر إلى النبى صلى الله عليه وآله و إلى الاوصياء افعل كذا وكذا، لامر قد كانوا علموه، امروا كيف يعملون فيه؟ قلت: فسر لى هذا، قال: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وله الا حافظا لجملة العلم وتفسيره قلت: فالذى كان يأتيه في ليالى القدر علم ما هو؟ قال: الامر واليسر فيما كان قد علم، قال السائل: فما يحدث لهم في ليالى القدر علم سوى ما علموا؟ قال: هذا مما قد امروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سئلت عنه الا الله عزوجل، قال السائل: فهل يعلم، الاوصياء ما لم يعلم الانبياء؟ قال: لا وكيف يعلم وصى غير علم ما اوصى الله اليه؟ قال السائل: فهل يسعنا ان نقول ان احدا من الوصاة يعلم ما لم يعلم الاخر؟ قال: لا لم يمت نبى الا وعلمه في جوف وصيه، وانما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذى يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كان علموا ذلك الحكم؟ قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون امضاء شئ منه حتى يؤمروا في ليالى القدر: يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا ابا جعفر لا استطيع انكار هذا.

قال ابوجعفر عليه السلام: من انكره فليس منا في شئ، قال السائل: يابا جعفر أرايت النبى صلى الله عليه وآله هل كان يأتيه في ليالى القدر شئ لم يكن علمه؟ قال: لا يحل لك ان تسأل عن هذا، اما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبى ولا وصى الا والوصى الذى بعده يعلمه اما هذا العلم الذى تسأل عنه، فان الله عزوعلا ابى ان يطلع الاوصياء عليه الا انفسهم.

102 - وقال: ابوجعفر عليه السلام: لما ترون من بعثه الله عزوجل: للشقاء على اهل الضلالة من اجناد الشياطين وارواحهم اكثر مما ترون مع خليفة الله الذى بعثه للعدل والثواب من الملائكة، قيل: يابا جعفر وكيف يكون شئ اكثر من الملائكة قال كما شاء الله عزوجل، قال السائل: يابا جعفر انى لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث

[638]

لانكروه؟ قال: وكيف ينكروه قال: يقولون ان الملائكة عليهم السلام اكثر من الشياطين؟ قال صدقت افهم عنى ما اقول: انه ليس من يوم ولا ليلة الا وجميع الجن والشياطين يزورون ائمة الضلال وتزور امام الهدى عددهم من الملائكة حتى اذا اتت ليلة القدر، فبهط فيها من الملائكة إلى ولى الامر خلق الله - او قال قبض الله - عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالافك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل ولى الامر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا اخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التى هو عليها، وأيم الله ان من صدق بليلة القدر ليعلم انها لنا خاصة، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام حين دنا موته: هذا وليكم من بعدى، فان أطعتموه رشدتم ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر.

ومن آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فانه لا يسعه في الصدق الا أن يقول انها لنا، ومن لم يقل فانه كاذب، ان الله عزوجل أعظم من أن ينزل الامر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق، فان قال: انه ينزل إلى الخليفة الذى هو عليها فليس قولهم ذلك بشئ وان قالوا: انه ليس ينزل إلى احد فلا يكون ينزل شئ إلى غير شئ، وان قالوا: وسيقولون ليس هذا بشئ فقد ضلوا ضلالا بعيدا.

وفى الحديث كلام يسير حذفناه لعدم مسيس الحاجة اليه 103 - محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن على بن أبى حمزة عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: مامن ملك يهبطه الله في امر ما يهبطه الا بدأ بالامام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الامر.

104 - على بن محمد عن عبدالله بن اسحق العلوى عن محمد بن زيد الرزامى عن محمد بن سليمان الديلمى عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قلت: جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل؟ قال: الروح اعظم من جبرئيل، ان جبرئيل عليه السلام من الملائكة وان الروح هو خلق أعظم من الملائكة عليهم السلام، اليس يقول الله تبارك وتعالى تنزل الملائكة والروح

[639]

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن كتاب معانى الاخبار في بيان معنى ليلة القدر، ثم ما نلقناه عن عيون الاخبار، وعن الكافى، وعن تفسير على بن ابراهيم، وعن كتاب علل الشرايع، ما فيه بيان لقوله عزوجل: " تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر " فليراجع وهو مسطور سابقا بهذا الترتيب.

105 - في بصائر الدرجات ابراهيم بن هاشم عن أبى عمير الهمدانى عن يونس عن داود بن فرقد عن أبى المهاجر عن ابى الهذيل عن أبى جعفر قال: قال يابا هذيل انا لا نخفى علينا ليلة القدر، ان الملائكة يطوفون بنا فيها.

106 - احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن النضر بن سويد عن الحسن بن موسى عن سعيد بن يسار قال: كنت عندا لمعلى بن خنيس اذ جاء رسول ابى عبدالله عليه السلام فقلت له: سله عن ليلة القدر.

فلما رجع قلت: سألته؟ قال: نعم فاخبرنى بما اردت وما لم ارد فقال: ان الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الارض فقلت: إلى من؟ قال: إلى من ترى يا عاجز - او يا ضعيف - 107 - عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمى عن ابيه عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان نطفة الامام من الجنة، واذا وقع من بطن امه إلى الارض وقع وهو واضع يده على الارض رافع راسه إلى السماء، قلت جعلت فداك ولم ذاك؟ قال: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الافق الاعلى: يا فلان بن فلان ثبت فانك صوتى من خلقى وعيبة علمى لك ولمن تولاك اوجبت رحمتى، ومنحت جنانى واحللت جوارى، ثم وعزتى وجلالى لاصلين من عاداك اشد عذابى وان اوسعت عليهم في دنياى من سعة رزقى، قال: فاذا انقضى صوت المنادى اجابه هو: شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم، فاذا قالها اعطاه العلم الاول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.

108 - الحسن بن احمد بن محمد عن ابيه عن الحسن بن عباس بن جريش انه عرضه على ابى جعفر عليه السلام فأقر به.

قال: وقال ابوعبدالله عليه السلام: ان القلب الذى

[640]

يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن، قيل: وكيف ذاك يا ابا عبدالله؟ قال: يشق والله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ قلبه ويكتب عليه بمداد النور ذلك العلم، ثم يكون القلب مصحفا للبصر ويكون الاذن واعية للبصر، ويكون اللسان مترجما للاذن، اذا اراد ذلك الرجل علم شئ نظر ببصره وقلبه فكانه تنظر في كتاب، فقلت له بعد ذلك، فكيف العلم في غيرها أيشق القلب فيه ام لا؟ قال: لا يشق ولكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله من علمه والله واسع عليم.

109 - عبدالله بن محمد عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن عبدالله عن يونس عن عمرو بن يزيد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ارايت من لم يقر بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده؟ قال: اذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، واما من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين.

110 - وفيه بعدان قال الحسن بن احمد عن احمد بن محمد عن العباس بن جريش عن ابى جعفر عليه السلام.

وبهذا الاسناد قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذى كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لامير المؤمنين عليه السلام بصره، فرآهم في منتهى السموات إلى الارض يغسلون النبى صلى الله عليه وآله معه ويصلون عليه ويحفرون له والله ما حفر له غيرهم حتى اذا وضع في قبره نزلوا فوضعوه، فتكلم وفتح لامير المؤمنين عليه السلام فسمعه يوصيهم، فبكى وسمعهم يقولون لا يألونه جهدا وانما هو صاحبنا بعدك الا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، قال.

فلما مات امير المؤمنين رأى الحسن و الحسين عليهما السلام مثل الذى كان رأى ورأيا النبى صلى الله عليه وآله ايضا يعين الملائكة مثل الذى صنعه بالنبى حتى اذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، وراى النبى وعليا يعينان الملائكة حتى اذا مات الحسين رأى على بن الحسين منه مثل ذلك، ورأى النبى صلى الله عليه وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى اذا مات على بن الحسين

[641]

عليه السلام رأى محمد بن على عليه السلام مثل ذلك، وراى النبى صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين عليه السلام يعينون الملائكة حتى اذا محمد بن على عليه السلام رأى جعفر مثل ذلك وراى النبى صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين وعلى بن الحسين عليهم السلام يعينون الملائكة حتى اذا مات جعفر وراى موسى عليه السلام مثل ذلك وهكذا يجرى إلى آخرنا.

111 - وباسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام قال: قال على عليه السلام في صبيحة اول ليلة القدر التى كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله: سلونى فوالله لا تسألونى عن شئ الا أخبرتكم بما يكون إلى ثلاثماة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها، ثم لاخبرتكم بشئ من ذلك لا بتكلف ولا برأى ولا بادعاء في علم الا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه، والله لا يسألنى أهل التوراة ولا اهل الانجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان الا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.

112 - وباسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام انه سئل ارايت ماتعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة وبقى منه شئ لم تتكلموا به؟ قال: لا والذى نفسى بيده لو انه فيما علمنا في تلك الليلة ان انصتوا لاعدائكم فتصتنا فالنصت اشد من الكلام.

113 - احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: سألته عن قول الله عزوجل: " انا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر " قال: ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت او مولود، قلت له: إلى من؟ قال: إلى من عسى ان يكون، ان الناس في تلك الليلة في صلوة دعاء ومسألة، وصاحب هذا الامر في شغل نزول الملائكة اليه بامور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل امر سلام هى له إلى ان يطلع الفجر.

114 - في الصحيفة السجادية في دعائه السلام عليه السلام اذا دخل شهر رمضان: ثم فضل ليلة واحدة من لياليه على ليالى على ليالى ألف شهر وسماها ليلة القدر، تنزل الملئكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر، سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.

115 - في اصول الكافى باسناده إلى ابى جعفر الثانى عليه السلام قال: قال أبوعبدالله

[642]

عليه السلام: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: " انا انزلناه في ليلة القدر " صدق الله عزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال: سلام هى حتى مطلع الفجر يقول تسلم عليك يا محمد ملئكتى وروحى بسلامى من اول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في اوائل ما نقلنا في بيان هذه السورة مما اخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستى، ثم ما اخذنا من مجمع البيان بعده بلا فصل، ما يصلح ان يكون بيانا لقوله عزوجل: " سلام هى حتى مطلع الفجر ".




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21333329

  • التاريخ : 28/03/2024 - 11:27

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net