00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحجرات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة الحجرات

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال قال: من قرء سورة الحجرات في كل ليلة أو في كل يوم كان من زوار محمد صلى الله عليه وآله.

[80]

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وآله أنه قال: ومن قرء سورة الحجرات أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه.

3 - روى زرارة عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ما سلت السيوف ولا اقيمت الصفوف في صلوة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله: " يا ايها الذين آمنوا " حتى أسلم ابناء قبيلة الاوس والخزرج.

4 - في تفسير على بن ابراهيم: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم نزلت في وفد بنى تميم، كانوا اذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج الينا.

وكانوا اذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله تقدموه في المشى، وكانوا اذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته، ويقولون يا محمد [ يا محمد ] ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله: " يا ايها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله " الاية.

5 - في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان في اذنه وقر، وكان جهورى الصوت: فكان اذا كلم رفع صوته وربما تأذى رسول الله صلى الله عليه وآله بصوته.

6 - وعن أنس لما نزلت الاية فقد ثابت، فتفقده رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبر بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد انزلت هذه الاية وانى جهورى الصوت فأخاف ان يكون عملى قد حبط، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لست هناك انك تعيش بخير وتموت بخير وانك من اهل الجنة.

7 - في اصول الكافى محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه وفات الحسن بن على عليه السلام وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال: قال الحسين عليه السلام: وقد قال الله عزوجل: يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى ولعمرى قد ضربت أنت لابيك وفاروقه عند اذن رسول الله صلى الله عليه وآله المعاول، وقال الله عزوجل، ان الذين يغضون اصواتهم....؟؟ رسول

[81]

الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ولعمرى لقد ادخل ابوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الاذى، وما رعيا من حقه ما امرهما الله به على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء‌ا.

8 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يا ايها الذين آمنوا ان جاء‌كم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين فانها نزلت في مارية القبطية أم ابراهيم عليه السلام، وكان سبب ذلك ان عايشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: ان ابراهيم ليس هو منك وانما هو من جريح القبطى، فانه يدخل اليها في كل يوم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لامير المؤمنين عليه السلام: خذ السيف وأتنى برأس جريح، فاخذ امير المؤمنين عليه السلام السيف ثم قال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله انك اذا بعثتنى في أمرك أكون فيه كالسفود(1) المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بل تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم ابراهيم فتسلق عليها فلما نظر اليه جريح هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه امير المؤمنين عليه السلام وقال له: انزل فقال له يا على اتق الله ما هيهنا اناس انى مجبوب(2) ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما شأنك يا جريح؟ فقال: يا رسول الله ان القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون لا يأنسون الا بالقبطيين، فبعثنى أبوها لادخل اليها وأخدمها واونسها، فأنزل الله عزوجل " يا ايها الذين آمنوا ان جاء‌كم فاسق بنبأ " الآية.

9 - وفى رواية عبدالله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبدالله بن بكير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر بقتل القبطى وقد علم انها كذبت عليه أم لم يعلم، وانما دفع الله عن القبطى القتل بتثبت على؟ فقال: قد كان والله اعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد

___________________________________

(1) السفود - كتنور: - حديدة يشوى عليها اللحم.

(2) المجبوب: الخصى، المقطوع.

[82]

عليها، قتل رجل مسلم بكذبها.

10 - في مجمع البيان والمروى عن الباقر عليه السلام " فتثبتوا " بالثاء والتاء.

11 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن الحسين بن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما الومنك أن تبغض عليا عليه السلام وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل اباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله: " ان جاء‌كم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".

12 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك واهل الرعاية من اهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك ابليس في الاغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى: " يا ايها الذين آمنوا ان جاء‌كم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".

13 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انا نشترى الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا(1) فقال انهم يكذبون لا عليك ضح بها.

14 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا أبى رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن أبى جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الرفث والفسوق والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، واما الفسوق فهو الكذب، الا تسمع قول الله عزوجل: " يا ايها الذين آمنوا ان جاء‌كم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة " واما الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.

15 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد

___________________________________

(1) قال الشيخ (ره) في التهذيب: ولا يجوز أن يضحى الا بما قد عرف به، وهو الذى احضر عشية عرفة بعرفة " انتهى ".

وبه يفسر هذا الحديث.

[83]

بن اورمة عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله: حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم يعنى امير المؤمنين (ع) وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان الاول والثانى والثالث.

16 - على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الحب والبغض من الايمان هو؟ فقال: وهل الايمان الا الحب والبغض، ثم تلا هذه الاية: " حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون ".

17 - على بن ابراهيم عن ابيه وعلى بن محمد القاسانى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن ابى عبدالله عليه السلام قال: حرام على قلوبكم ان تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.

18 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن عمير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " حبب عليكم الايمان وزينه في قلوبكم " يعنى امير المؤمنين عليه السلام " وكره اليكم الكفر و الفسوق والعصيان " الاول والثانى والثالث.

19 - في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد و هو المروى عن أبى جعفر عليه السلام.

20 - في محاسن البرقى عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: " حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم " هل للعباد بما حبب الله صنع؟ قال: لا: ولا كرامة.

21 - عنه عن أحمد بن أبى نصر عن صفوان الجمال عن أبى عبيدة زياد الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب؟ الا ترى إلى قوله الله " ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله: " حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم " قال

[84]

" يحبون من هاجر اليهم " وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين.

22 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه عليه السلام انه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.

23 - في الكافى باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: سأل رجل أبا عبدالله عليه السلام عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا، فقال له: ان الله تعالى بعث محمدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم " فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا.

وحكمه الينا إلى قوله: وأما السيف المكفوف فسيف على اهل البغى و التأويل، قال الله تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيئ إلى امر الله فلما نزلت هذه الاية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان منكم من يقاتل بعدى على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبى صلى الله عليه وآله من هو؟ قال: خاصف النعل يعنى امير المؤمنين عليه السلام ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثا و هذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر(1) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم ان امير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في اهل مكة يوم فتح مكة، فانه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال امير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح(2) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق

___________________________________

(1) السعفات جمع السعفة: اغصان النخل، والهجر - بالتحريك -: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين، وانما خص هجر لبعد المسافة او لكثرة النخل بها.

(2) اجهز على الجريح.اسرع في قتله.

[85]

بابه والقى سلاحه فهو آمن.

24 - على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام وقال: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " اى ترجع فان فاء‌ت اى رجعت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين.

25 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى امر الله فان فاء‌ت فاصلحوا بينهما بالعدل " قال: الفئتان(1) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم اهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير - المؤمنين عليه السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى امر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا او يرجعوا عن رأيهم، لانهم بايعوا طائعين غير كارهين(2) وهى الفئة الباغية كما قال الله عزوجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع امير المؤمنين عليه السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبى صلى الله عليه وآله بأهل مكة حذو النعل بالنعل.

26 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن طائفتين من المؤمنين احديهما باغية والاخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل

___________________________________

(1) الفئتان تفسير للطائفتين.

(2) قال المجلسى (ره): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فان مذهب المخالفين ان مدار وجوب الاطاعة على البيعة.فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فاذا نكثوا فهم على مذهبهم ايضا من الباغين.

[86]

البغى وهو وارثه هل يرثه؟ قال: نعم لانه قتله بحق.

27 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: انما المؤمنين اخوة بنو أب وام، اذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.

28 - عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفى قال: تقبضت بين يدى أبى جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبنى، أو أمر ينزل بى حتى يعرف ذلك أهلى في وجهى وصديقى، فقال: نعم يا جابر ان الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجرى فيهم من ريح روحه، ولذلك المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه فاذا اصاب روحا من تلك الارواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لانها منها.

29 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.

30 - وباسناده إلى أبى بصير قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: المؤمن اخو المؤمن كالجسد الواحد، ان اشتكى شيئا منه وجد الم ذلك في ساير جسده، و أرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لاشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.

31 - وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: المسلم اخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.

32 - وباسناده إلى حفص بن البخترى قال: كنت عند ابى عبدالله عليه السلام ودخل عليه رجل فقال لى: تحبه؟ فقلت: نعم، فقال لى: ولم لا تحبه وهو أخوك و شريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.

33 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن اخو المؤمن لابيه وأمه، لان الله عزوجل خلق المؤمنين من

[87]

طينة الجنان واجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لاب وام.

34 - وباسناده إلى على بن عقبة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان المؤمن اخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.

35 - احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن عبدالله عن رجل عن جميل عن ابى عبدالله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث.

36 - وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا(1) ولزموا اصول الشجر، فجاء‌هم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله؟ فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول المؤمن اخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتى.

37 - وباسناده إلى ربعى عن الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام، يقول: المسلم اخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه، قال ربعى: فسألنى رجل من اصحابنا بالمدينة فقال: سمعت الفضيل يقول ذلك، قال: فقلت له: نعم، فقال فانى سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يغشه ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه.

38 - في محاسن البرقى عنه عن ابى عبدالله احمد بن محمد السيارى وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه، وذلك ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السموات واجرى فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه لابيه وامه.

39 - في بصائر الدرجات الحسن بن على بن معاوية عن محمد بن سليمان

___________________________________

(1) اى اتخذوا الكفن ولبسوه.

[88]

عن ابيه عن عيسى بن اسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام جعلت فداك هذا الحديث الذى سمعته منك ما تفسيره؟ قال: وما هو قال: ان المؤمن ينظر بنور الله، يا معاوية ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته، واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن اخو المؤمن لابيه وامه ابوه النور وامه الرحمة، وانما ينظر بذلك النور.

40 - في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى ابى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: يا فاطمة ان لعلى ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لاحد من الاولين والآخرين، هو أخى في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس.

41 - في مجمع البيان وروى الزهرى عن سالم عن ابيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخارى ومسلم في صحيحهما.

42 - وفى وصية النبى صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام: سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة اميال زراخا في الله، سر خمسة أميال اجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار.

قال عز من قائل: فاصلحوا بين اخويكم.

43 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبى طلحة عن حبيب الاحول قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: صدقة تحبها الله اصلاح بين الناس اذا تفاسدوا، وتقارب بينهم اذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن ابى عبدالله عليه السلام مثله.

44 - عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لئن اصلح بين اثنين أحب إلى من ان اتصدق بدينارين.

45 - عنه عن احمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال ابوعبدالله

[89]

عليه السلام: اذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالى(1).

46 - ابن سنان عن ابى حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختنى(2) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فاتيناه فأصلح بيننا بأربعماة درهم، فدفعها الينا من عنده حتى اذا استوثق كل واحد منها من صاحبه، قال: اما انها ليس من مالى ولكن ابوعبدالله عليه السلام امرنى اذا تنازع رجلان من اصحابنا في شيئ ان اصلح بينهما وافتديهما من ماله، فهذا من مال ابى عبدالله عليه السلام.

47 - على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: المصلح ليس بكاذب(3).

48 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب او معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: ابلغ عنى كذا وكذا - في اشياء امر بها - قلت: فابلغهم عنك واقول عنى ما قلت لى وغيرالذى قلت؟ قال: نعم ان المصلح ليس بكذاب.

49 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن فانها نزلت في صفية بنت حى بن اخطب، وكانت زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله.

وذلك ان عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية.

فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: الا تجيبهما؟ فقالت: بماذا يا رسول الله قال: قولى ان أبى هارون نبى الله وعمى موسى كليم الله، وزوجى محمد رسول الله

___________________________________

(1) من الافتداء، وقال المجلسى (ره): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع المنازعة كما ان الدية تدفع الدم، أو كما ان الاسير يفتدى بالفداء كذلك كل منهما يفتدى من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز.

(2) الختن: زوج بنت الرجل وزوج اخته او كل من كان من قبل المرئة.

(3) قال الفيض (ره): يعنى اذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الاصلاح لم يعد كلامه كذبا.

[90]

صلى الله عليه وآله، فما تنكران منى؟ فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول الله صلى الله عليه وآله، فانزل الله في ذلك: " يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم " إلى قوله: " ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ".

50 - في عيون الاخبار في باب ما أنشده الرضا عليه السلام من الشعر في الحلم وغيره حدثنا الحاكم أبوعلى الحسين بن أحمد البيهقى قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبى عباد قال: حدثنى عمى قال: سمعت الرضا عليه السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا كلنا نأمل مدا في الاجل * والمنايا هن آفات الامل - لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل - انما الدنيا كظل زايل * حل فيه راكب ثم رحل فقلت: لمن هذا اعز الله الامير؟ فقال: لعراقى لكم، قلت أنشدنيه ابو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، ان الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا بالالقاب ولعل الرجل يكره هذا.

51 - في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام اذ دخل اليه رجل من اهل اليمن، فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له: مرحبا بك يا سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له ابوعبدالله عليه السلام: لا خير في اللقب ان الله تعالى يقول في كتابه: " لا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان " قال عز من قائل: يا ايها الذين آمنوا آجتنبوا كثيرا من الظن.

52 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض اصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد نقل حديث عن أبى عبدالله عليه السلام وقبل هذا: على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن أبى عبدالله عليه السلام ونقل حديثا ايضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن ابى عبدالله عليه السلام قال قال: امير المؤمنين

[91]

عليه السلام في كلام له: ضع امر اخيك على احسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوء‌اوانت تجد لها في الخير محملا.

53 - وباسناده إلى ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لى على اعمالهم التى يعملونها لثوابى، فانهم لو اجتهدوا واتعبوا انفسهم - اعمارهم - في عبادتى كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتى إلى قوله: ولكنى برحمتى فليثقوا وفضلى فليرجوا والى حسن الظن بى فليطمأنوا.

54 - وباسناده إلى ابى جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب على عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال وهو على منبره: والذى لا اله الا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والاخرة الا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذى لا اله الا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار الا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذى لا اله الا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيى ان يكون عبده المؤمن قد احسن به الظن ثم يخلف ظنه و رجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه.

55 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: احسن الظن ان الله عزوجل يقول: أنا عند ظن عبدى المؤمن بى، ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا(1).

56 - وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: حسن الظن بالله ان لا ترجو الا الله ولا تخاف الا ذنبك(2)

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره) هذا الخبر مروى من طرق العامة ايضا، وقال الخطابى معناه أنا عند ظن عبدى في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.

(2) قال في البحار: فيه اشارة إلى ان حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصى اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وانما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لامن ربه فحسن الظن لا ينافى الخوف بل لابد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر " انتهى " أقول: لعل معنى كلامه (ع) ان العبد اذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد إلى ولده فلا شئ يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عزوجل، واما من جهة عصيانه وترك اوامره فهو خائف من انه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرؤف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته واما بالنسبة اليه تبارك وتعالى فليس له الا الرجاء منه تعالى.

[92]

57 - في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك.

58 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: اذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم(1) واذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.

59 - في مجمع البيان وفى الحديث: اياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.

قال عز من قائل: ولا تجسسوا.

60 - في اصول الكافى باسناده إلى عبدالله بن بكير عن زرارة عن أبيجعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخى الرجل الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما.

وباسناده إلى زرارة عن أبيجعفر عليه السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.

61 - وباسناده إلى ابن بكير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أبعدما يكون العبد من الله أن يكون الرجل يواخى الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.

62 - وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات اخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.

63 - وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

___________________________________

(1) الحوبة: المعصية

[93]

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.

64 - وباسناده إلى اسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته، وباسناده إلى أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام مثله.

65 - في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى ان قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه ألانك(1).

66 - عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث له: ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه ألانك يوم القيامة، قال سفيان: ألانك الرصاص.

67 - وفيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب: اياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب اخاه وقد نهى الله ان يأكل لحم اخيه ميتا.

68 - عن اسباط بن محمد باسناده إلى النبى صلى الله عليه وآله انه قال: الغيبة اشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذى يحله.

69 - عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ثلاث من كن فيه اوجبن له على الناس أربعا: من اذا حدثهم لم يكذبهم، واذا خالطهم لم يظلمهم، واذا وعدهم لم يخلفهم، وجب ان يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.

70 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم

___________________________________

(1) الانك: الرصاص كما سيأتى في الحديث الآتى.

[94]

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته.

71 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن ابان عن رجل لا نعلمه الا يحيى الازرق قال: قال لى ابوالحسن عليه السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

72 - وباسناده إلى عبدالرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الغيبة ان تقول في اخيك مما ستره الله عليه، واما الامر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان ان يقول فيه ما ليس فيه.

73 - وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الغيبة قال هو أن تقول لاخيك في دينه مالم يفعل، وتثبت عليه امرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد.

74 - وباسناده إلى السكونى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الغيبة اسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه.

قال وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجلوس في المسجد انتظار الصلوة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب.

75 - عدة من اصحابنا عن أحمد بن ابى عبدالله عن ابيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سئل النبى ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.

76 - فيمن لا يحضره الفقيه في مناهى النبى صلى الله عليه وآله ونهى عن الغيبة.

وقال من اغتاب امرء‌ا مسلما بطل صومه ونقض وضوء‌ه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة انتن من الجيفة، تتأذى به اهل الموقف، فان مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرم الله عزوجل، الا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على...؟؟؟ عليه

[95]

كوزر من اغتابه سبعين مرة.

77 - في مجمع البيان وفى الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كى يحذره الناس.

78 - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا، ثم قال: ان الرجل يزنى ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له الا ان يغفر له صاحبه، وفى الحديث: اذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته، واذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

79 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: يا أباذ ذر اياك والغيبة، فان الغيبة اشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم ذاك فداك ابى وامى؟ قال: لان الرجل يزنى فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.

80 - في جوامع الجامع وروى ان ابا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليأتى بهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وآله على رحله فقال: ما عندى شيئ، فعاد اليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهما: مالى أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظلتم تأكلون لحم سلمان واسامة فنزلت.

81 - في كتاب مقتل الحسين لابى مخنف رحمه الله عليه السلام من اشعاره عليه السلام في موقف كربلا:

لقد فاز الذى نصروا حسينا *** وخاب الآخرون بنو السفاح

ومنها كل ذا العالم يرجو فضلنا *** غير ذا الرجس اللعين الوالدين

82 - في عيون الاخبار في باب قول الرضا لاخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه: حدثنا الحاكم ابوعلى الحسين بن احمد البيهقى قال: حدثنى محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنى ابوعبدالله محمد بن موسى بن نصر الرازى

[96]

قال: سمعت ابى يقول: قال الرجل للرضا عليه السلام، والله ما على وجه الارض اشرف منك ابا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم، فقال له آخر: انت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى واطاع له، و الله ما نسخت هذه الآية: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم.

83 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " قال الشعوب العجم، والقبائل العرب، وقوله: " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وهو رد على من يفتخر بالاحساب و الانساب.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة يا ايها الناس ان الله قد اذهب عنكم بالاسلام نخوة الجاهلية.

وتفاخرها بآبائها، ان العربية ليست باب والد، وانما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربى، الا انكم من آدم وآدم من التراب، وان اكرمكم عند الله اتقاكم.

84 - اخبرنا الحسين بن على عن ابيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن على بن الحسين العبدى عن ابى هارون العبدى عن ربيعة السعدى عن حذيفة بن اليمانى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله خلق الخلق قسمين فجعلنى في خيرهما قسما، وذلك قوله: " وأصحاب اليمين واصحاب الشمال " فانا من اصحاب اليمين، وانا خير من اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلنى في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله: " اصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشئمة ما اصحاب المشئمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم جعل الاثلاث قبائل فجعلنى في خيرها قبيلة، وذلك قوله: " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " فقبيلتى خير القبائل، وانا سيد ولد آدم واكرمكم على الله ولا فخر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

[97]

85 - في مجمع البيان وقيل: اراد بالشعوب الموالى، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم و القبايل من العرب والاسباط من بنى اسرائيل، وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.

86 - وروى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: امرتكم فضيعتم ما عهدت اليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبى واضع انسابكم اين المتقون؟ ان اكرمكم عند الله اتقاكم.

87 - وروى ان رجلا سأل عيسى بن مريم اى الناس افضل؟ فاخذ قبضتين من تراب ثم قال: اى هاتين افضل؟ الناس خلقوا من تراب، فاكرمهم اتقاهم، ابوبكر البيهقى بالاسناد عن عباية بن ربعى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عزوجل جعل القسمين فجعلنى في خيرهم قسما وذلك قوله: واصحاب اليمين و اصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلنى في خيرها ثلاثا، وذلك قوله " واصحاب الميمنة واصحاب المشأمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الاثلاث قبايل فجعلنى في خيرها قبيلة، فذلك قوله: " وجعلناكم شعوبا وقبائل " الاية فانا اتقى ولد آدم واكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلنى في خيرها بيتا، وذلك قوله عزوجل: " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا " فانا واهلى مطهرون من الذنوب.

88 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال على بن موسى الرضا عليه السلام: لا دين لمن لا ورع له، ولا امان لمن لا تقية له، وان اكرمكم عند الله اعملكم بالتقية.

89 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " قال: اعملكم بالتقية.

90 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن ابى بكار عن ابى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله عليه السلام

[98]

قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله زوج مقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب و انما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله، وليعلموا ان أكرمكم عند الله أتقاهم.

91 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله زوج المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله، ولتعلموا ان اكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبدالله وأبى طالب لابيهما وأمهما.

92 - في اصول الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن محمد بن اسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الاسدى قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: أنا عقبة بن بشير الاسدى وأنا في الحسب الضخم من قومى؟ قال: فقال: ما تمن علينا بحسبك، ان الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا اذا كان مؤمنا، و وضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا اذا كان كافرا، فليس لاحد فضل على أحد الا بالتقوى.

93 - في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لابى مخنف رحمه الله من كلامه من موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فوالله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبى غيرى.

94 - ومن كلامه عليه السلام للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا؟ فقال: الحسين و ابوك على بن ابى طالب، وأمك فاطمة الزهراء، وجدك محمد المصطفى، فقال له الحسين عليه السلام: يا ويلك اذا عرفت بأن هذا حسبى ونسبى فلم تقتلنى؟ ومن اشعاره عليه السلام:

انا بن على الحر من آل هاشم *** كفانى بهذا مفخر حين افخر

وفاطم أمى ثم جدى محمد *** وعمى يدعى ذو الجناحين جعفر

ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا *** بكأس رسول الله ما ليس ينكر

[99]

اذا ما أتى يوم القيامة ظاميا *** إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدر

ومن اشعاره عليه السلام ايضا:

خيرة الله من الخلق أبى *** بعد جدى فانا ابن الخيرتين

أمى الزهراء حقا وأبى *** وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب *** فأنا الفضة وابن الذهبين

والدى شمس وأمى قمر *** فانا الكوكب وابن القمرين

عبد الله غلاما يافعا(1)*** وقريش يعبدون الوثنين

من له جد كجدى في الورى*** او كأمى في جميع المشرقين

خصه الله بفضل وتقى*** فأنا الازهر وابن الازهرين

جوهر من فضة مكنونة *** فأنا الجوهر وابن الدرتين

جدى المرسل مصباح الدجى*** وأبى الموفى له بالبيعتين

والدى خاتمه جاد به*** حين وافى رأسه للركعتين

ايده الله بطاهر طاهر*** صاحب الامر ببدر وحنين

ذاك والله على المرتضى*** ساد بالفضل على اهل الحرمين.

95 - في روضة الكافى عن على بن ابراهيم عن عبدالله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت ابى يروى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب أخبرنى من انت ومن ابوك وما اصلك؟ فقال: انا سلمان بن عبدالله كنت ضالا فهدانى الله عزوجل بمحمد صلى الله عليه وآله كنت عائلا فأغنانى الله بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت مملوكا فاعتقنى الله بمحمد، هذا نسبى وهذا حسبى قال: فخرج النبى صلى الله عليه وآله وسلمان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في انسابهم حتى اذا بلغوا إلى، قال عمر بن الخطاب: من انت وما اصلك وما حسبك؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله فما قلت له يا سلمان؟ قال: قلت: انا سلمان بن عبدالله كنت ضالا فهدانى الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغنانى الله عز ذكره بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقنى الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبى وهذا نسبى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله

___________________________________

(1) يفع الغلام: راهق العشرين وقبل: ترعرع وناهز البلوغ.

[100]

يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه واصله عقله، قال الله عزوجل: " انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " ثم قال النبى لسلمان: ليس لاحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله عزوجل وان كان التقوى لك عليهم فأنت افضل.

96 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن الحجال عن جميل بن دراج قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: فما الكرم؟ قال: التقوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

97 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثنى أبى عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أعبد الناس من اقام الفرائض، إلى قوله: واكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

98 - وروى على بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان الاحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن ابى عبدالله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من احب ان يكون اكرم الناس فليتق الله، ومن احب ان يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.

99 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل بن دراج قال: سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فقال: الا ترى ان الايمان غير الاسلام.

100 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن ابان عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا " فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم انهم لم يسلموا فقد كذب.

101 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد

[101]

جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن حمران بن اعين عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال الله عزوجل: " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم " فقول الله اصدق القول، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

102 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال ابوجعفر عليه السلام: يا سلمان أتدرى من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت اعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدرى من المؤمن؟ قال: قلت: انت اعلم، قال: المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وانفسهم، والمسلم حرام على المسلم ان يخذله أو يظلمه او يدفعه دفعة تعننه.

103 - على بن ابراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال في حديث طويل: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.

104 - على بن ابراهيم عن العباس بن معروف عن عبدالرحمن بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبدالرحيم القصير قال: كتبت مع عبدالملك بن أعين إلى ابى عبدالله عليه السلام اسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب إلى مع عبدالملك بن أعين: سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان، والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الاسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل ان يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فاذا اتى العبد كبيرة من كباير المعاصى أو صغيرة من صغاير المعاصى التى نهى الله عزوجل عنها، كان خارجا

[102]

من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود والاستحلال ان يقول: للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الاسلام والايمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة، واحدث في الكعبة حدثا، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار.

105 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألت عن الايمان والاسلام قلت له: افرق بين الاسلام والايمان؟ قال: فاضرب لك مثله؟ قال: قلت: اورد ذلك قال: مثل الايمان والاسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال: قلت: فيخرج من الايمان شيئ؟ قال: نعم، قلت: فصيره إلى ماذا؟ قال: إلى الاسلام او الكفر.

106 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أخبرنى عن الاسلام والايمان أهما مختلفان؟ فقال: ان الايمان يشارك الاسلام والاسلام لايشارك الايمان، فقلت: فصفهما لى، فقال: الاسلام شهادة ان لا اله الا الله والتصديق برسول الله صلى الله عليه وآله، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل به والايمان ارفع من الاسلام بدرجة، ان الايمان يشارك الاسلام في الظاهر، والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة.

107 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل ابا عبدالله عليه السلام عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق قد ازف(1) من الرجل الرحيل

___________________________________

(1) اى قرب، وفى القاموس: ازف الترحل: دنا.

[103]

فقال له ابوعبدالله عليه السلام: كانه قد ازف منك رحيل؟ فقال: نعم، فقال: فألقى في البيت، فلقيه فسأله عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فقال: الاسلام هو الظاهر الذى عليه الناس: شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله، واقام الصلوة وايتاء الزكوة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الاسلام، وقال: الايمان معرفة هذا الامر مع هذا، فان اقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما وكان ضالا.

108 - في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: هذه شرايع الدين إلى ان قال عليه السلام: والاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن.

109 - عن ابى بصير قال: كنت عند ابى جعفر عليه السلام فقال له رجل: اصلحك الله ان بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها اليك، قال: وما هى؟ قال: يقولون: الايمان غير الاسلام، فقال أبوجعفر عليه السلام: نعم فقال الرجل: صفه لى، فقال: من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله.

وأقام الصلوة وآتى الزكوة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، فقلت: الايمان؟ قال من شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وأقر بما جاء من عند الله واقام الصلوة وآتى الزكوة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب اوعد عليه النار فهو مؤمن، قال أبوبصير: جعلت فداك واينا لم يلق الله بذنب اوعد عليه النار؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه.

110 - في مجمع البيان وروى انس عن النبى صلى الله عليه وآله قال: الاسلام علانية، والايمان في القلب، واشار إلى صدره.

111 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اى لم يشكوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبل الله الاية قال: نزلت في امير المؤمنين عليه السلام.

وقوله: يمنون عليك ان اسلموا نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك انه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان كمه على انفه ومر فقال عمار: لا يستوى من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا

[104]

كمن يمر بالغبار حايدا يعرض عنه جاحدا معاندا.

فالتفت اليه عثمان فقال: يابن السودا اياى تعنى؟ ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أقلتك اسلامك.

فاذهب، فانزل الله عزوجل: " يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للايمان ان كنتم صادقين " اى ليس هم صادقين ان الله يعلم غيب السموات والارض والله بصير بما يعملون.

112 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن احمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذى يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على الله عزوجل ولله عليه فيه المن.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338952

  • التاريخ : 29/03/2024 - 12:46

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net