00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة يونس 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثاني )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

 [290]

سورة يونس

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في تفسير العياشي عن ابان بن عثمان عن محمد قال: قال ابوجعفر عليه السلام: اقرء قلت: من اي شئ اقرأ؟ قال: اقرء من السورة السابعة(1) قال: فجعلت التمسها فقال: اقرأ سورة يونس فقرأت حتى انتهيت إلى " الذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوهم قتر ولا ذلة " ثم قال: حسبك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: اني لاعجب كيف لا أشيب اذا قرأت القرآن.

2 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلثة لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين وكان يوم القيمة من المقربين.

3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به، وبعدد من غرق مع فرعون.

4 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: و " الر " معناه: أنا الله الرؤف.

5 - في تفسير علي بن ابراهيم قال: " الر " هو حرف من حروف الاسم الاعظم المنقطع في القرآن، فاذا ألفه الرسول أو الامام فدعا به اجيب.

6 - في تفسير العياشي عن أبي عبدالله عليه السلام حديث طويل ذكرناه بتمامه أول آل عمران واول الاعراف وفي آخره: وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي ايامه الا و قائم من بني هاشم عند انقضائه إلى قوله: ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليهما السلام

___________________________________

(1) الظاهر ان السابعة تصحيف، وانما هو التاسعة بجعل الانفال وبراء‌ة سورة واحدة وفي اصول الكافي " التاسعة " وستقف عليه عند قوله عزوجل " للذين أحسنوا الحسنى الاية " منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[ * ]

[291]

" الم " فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند " المص " ويقوم قائمنا عند انقضائها " بالمر " فافهم ذلك وعه واكتمه(1)

___________________________________

(1) قد مر بعض الاحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام في الحروف المقطعة فواتح السور في أول سورة آل عمران والاعراف وذكرنا بعض ما يتعلق بها في الذيل، وهنا حديث لم أره فيما نقله المؤلف (ره) في الكتاب ولا المحدث البحراني (قده) في البرهان في مظانه، نبهني بذلك صاحب كتاب مستدرك السفينة دامت بركاته العالية، وهو ما نقله المحدث الجليل المولى محمد باقر المجلسي طاب ثراه في البحار (ج 18: 866 - 867)، في باب ادعية عيد الفطر عن كتاب الاقبال، قال: روينا باسنادنا إلى ابي محمد هرون بن موسى التلعكبري رضى الله عنه باسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: كنت بالمدينة وقد ولاها مروان بن الحكم من قبل يزيد بن معاوية وكان شهر رمضان فلما كان في آخر ليلة منه أمر مناديه ان ينادي في الناس بالخروج إلى البقيع لصلوة العيد، فغدوت من منزلي اريد إلى سيدي علي بن الحسين عليهما السلام غلسا، فما مررت بسكة من سكك المدينة الا لقيت أهلها خارجين إلى البقيع فيقولون: إلى اين تريد ياجابر؟ فأقول: إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتيت المسجد فدخلته، فما وجدت فيه الا سيدي علي بن الحسين عليهما السلام قائما يصلي صلوة الفجر وحده، فوقفت وصليت بصلوته فلما أن فرغ من صلوته سجد سجدة الشكر ثم انه جلس يدعو وجعلت آمن على دعائه، فما أتى إلى آخر دعائه حتى بزغت الشمس فوثب قائما على قدميه تجاه القبلة وتجاه قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم انه رفع يديه حتى صارتا بازاء وجهه وقال: " الهي وسيدي انت فطرتني.." - وذكر الدعاء إلى قوله عليه السلام - : " مننت بمن هديتني به من الضلالة واستنقذتني به من الهلكة واستخلصتني به من الحيرة وفككتني به من الجهالة وهو حبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله - إلى ان قال (ع): - فخصصتة أن جعلته قسمك حين أسميته و قرنت القرآن معه فما في كتابك من شاهد قسم والقرآن مردف به الا وهو اسمه وذلك شرف شرفته به وفضل بعثته اليه تعجز الالسن والافهام عن وصف مرادك به وتكل عن علم ثنائك عليه فقلت عز جلالك في تاكيد الكتاب وقبول ما جاء فيه: " هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق " وقلت عزيت و جليت: " ما فرطنا في الكتاب من شئ " وقلت في عامة ابتدائه " الر تلك آيات الكتاب الحكيم الر كتاب احكمت آياته ثم فصلت، الر تلك آيات الكتاب المبين.

الر تلك آيات الكتاب المر كتاب أنزلناه اليك.

الر تلك آيات الكتاب.

الم ذلك الكتاب لا ريب فيه " وفي أمثالها من السور والطواسين والحواميم، في كل ذلك ثنيت بالكتاب مع القسم الذي هو اسم من اختصصته بوحيك واستودعته سر غيبك.." إلى آخر الدعاء.

ثم ذكر (ره) ما صورته اختيار ابن الباقي وجنة الامان عن جابر مثله، ثم عقبه ببيان طويل فراجع ان شئت.

[292]

7 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال: اخبرني من رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: بشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

8 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله: قدم صدق عند ربه قال: هو رسول الله صلى الله عليه واله في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام مثله سواء.

9 - في مجمع البيان " ان لهم قدم صدق عند ربهم " قيل: ان معنى قدم صدق شفاعة محمد صلى الله عليه واله وهو المروى عن ابي عبدالله عليه السلام، وقيل: هو تقديم الله اياهم في البعث يوم القيمة بيانه قوله عليه السلام: نحن الآخرون السابقون يوم القيمة.

10 - في تفسير العياشي عن الصباح بن سيابه عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق السنة اثنى عشر شهرا وهي ثلثمأة وستون يوما، فحجر(1) منها ستة ايام خلق فيها السموات والارض، فمن ثم تقاصرت الشهور.

11 - عن ابي جعفر عن رجل عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان الله خلق السموات والارض في ستة ايام، فالسنة تنقص ستة ايام.

12 - عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: [ ان الله ] جل ذكره وتقدست اسماؤه خلق الارض قبل السماء ثم استوى على العرش لتدبير الامور.

13 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قوله:

___________________________________

(1) وفي المصدر " فخرج " بدل " فحجر ".

[ * ]

[293]

" الرحمن على العرش استوى " يقول: على الملك احتوى، وقد فسر بتمامه آخر برائة.

قال عز من قائل: يدبر الامر.

14 - في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام وفيها: مدبر لا بحركة.

15 - وفيه باسناده إلى انس عن النبي صلى الله عليه واله عن جبرئيل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى حديث طويل وفيه: وان من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله العجب فيفسده ذلك، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالفقر ولو اغنيته لافسده، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالغنى ولو افقرته لافسده ذلك، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالسقم ولو صححت جسمه لافسده ذلك وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالصحة ولو اسقمته لافسده ذلك اني ادبر عبادي لعلمي بقلوبهم فاني عليم خبير.

16 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: فضرب مثل محمد صلى الله عليه واله الشمس و مثل الوصي القمر، وهو قول الله عزوجل: جعل الشمس ضياء والقمر نورا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

17 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن ابي عبدالله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد (النوفلي خ) عن اسمعيل بن مسلم قال: حدثنا ابونعيم البلخي عن مقاتل بن حنان عن عبدالرحمان بن ذريح عن ابي الغفاري رحمه الله قال: كنت آخذا بيد النبي صلى الله عليه واله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت فقلت: يارسول الله اين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها، ثم تقول: يارب من اين تأمرني ان أطلع امن مغربي ام من مطلعي فذلك قوله عزوجل: " والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " يعني بذلك صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل عليه السلام بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وفي قصره في الشتاء ما بين ذلك في الخريف

[294]

والربيع، قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس احدكم ثوبه، ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها، قال النبي صلى الله عليه واله: فكاني بها قد حبست مقدار ثلث ليال ثم لا تكسى ضوء‌ا وتؤمر ان تطلع من مغربها، فذلك قوله عزوجل: " اذا الشمس كورت * واذا النجوم انكدرت " والقمر كذلك مطلعه ومجراه في افق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي فذلك قوله عزوجل: " جعل الشمس ضياء‌ا والقمر نورا ".

18 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ان الذين لا يرجون لقائنا اي لا يؤمنون به ورضوا بالحيوة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون قال: الايات امير المؤمنين والائمة عليهم السلام، والدليل على ذلك قول امير المؤمنين عليه السلام ما لله آية اكبر مني.

19 - في كتاب التوحيد حدثني علي بن عبدالله الوراق ومحمد بن علي السناني وعلي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قالوا: حدثنا ابوالعباس احمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول عن ابيه عن جعفر بن سليمان النضري عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: سألت ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: " من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا " فقال: ان الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته ويهدي اهل الايمان والعمل الصالح إلى جنته كما قال: " ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " وقال عزوجل: ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجرى من تحتهم الانهار في جنات النعيم.

20 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، وفي آخره قال صلى الله عليه واله: واذا قال الحمد لله أنعم الله عليه بنعم الدنيا موصولا بنعم الاخرة، وهي الكلمة التي يقولها اهل الجنة اذا دخلوها، وينقطع الكلام الذي يقولونه في الدنيا ما خلا الحمد، وذلك قوله

[295]

عزوجل: دعويهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين.

21 - في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سئلته عن التسبيح؟ فقال: هو اسم من اسماء الله ودعوى اهل الجنة.

22 - في روضة الكافي باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر الشيعة وقربهم من الله عزوجل: انتم اهل تحية الله بسلامة.

23 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق المدني عن ابي جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله ونقل عنه حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال اهل الجنة: أراد المؤمن شيئا، انما دعواه اذا أراد أن يقول: " سبحانك اللهم " فاذا قالها تبادرت اليه الخدام بما اشتهى من غير ان يكون طلبه منهم أو امر به، وذلك قول الله عزوجل: " دعويهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " يعني الخدام، قال: " وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين " يعني بذلك عندما يقضون من لذاتهم من الجماع والطعام والشراب يحمدون الله عزوجل عند فراغهم.

24 - وفيها خطبة لامير المؤمنين عليه السلام مسندة وفي آخرها: والجنة لاهلها مأوى دعويهم فيها أحسن الدعاء " سبحانك اللهم " دعاهم المولى على ما آتيهم " وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين ".

25 - في مصباح الشريعة وقال امير المؤمنين عليه السلام: ان اطيب شئ في الجنة وألذه حب الله والحب في الله والحمد لله، قال الله عزوجل " وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين " وذلك انهم اذا عاينوا ما في الجنة من النعيم هاجت المحبة في قلوبهم فينادون عند ذلك: الحمد لله رب العالمين.

26 - في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى من علي بفاتحة الكتاب إلى قوله: والحمد لله رب العالمين دعوى اهل الجنة حين شكروا منه حسن الثواب.

27 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ولو يعجل الله لناس الشر استعجالهم

[296]

بالخير لقضى اليهم اجلهم قال: لو عجل الله لهم الشر كما يستعجلون الخير لقضى اليهم اجلهم اي فرغ من اجلهم قوله عزوجل: واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه قال: دعانا لجنبه العليل الذي لا يقدر ان يجلس او قاعدا الذي لا يقدر ان يقوم او قائما قال: الصحيح وقوله عزوجل: واذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي فان قريشا قالت لرسول الله صلى الله عليه واله: ائتنا بقرآن غير هذا فان هذا شئ تعلمته من اليهود والنصارى، قال الله عزوجل قل لهم: لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادريكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون اي قد لبثت فيكم اربعين سنة قبل ان يوحى الي لم آتكم بشئ منه حتى اوحى الي.

قوله عزوجل: " او بدله " فانه حدثني الحسن بن علي عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابي السفاتج عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ائت بقرآن غير هذا او بدله " يعني امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام " قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي " يعني في علي بن ابيطالب صلوات الله عليه.

28 - في تفسير العياشي عن الثمالي عن ابيجعفر عليه السلام في قول الله: " واذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي " قالوا: لو بدل مكان علي ابوبكر او عمر اتبعناه.

29 - في اصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن احمد بن الحسين عن عمر بن يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى: " ائت بقرآن غير هذا او بدله " قال: قالوا: او بدل عليا.

30 - في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن ابيعبد الله عليه السلام قال: ما ترك(1) رسول الله صلى الله عليه واله: اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم " حتى

___________________________________

(1) وفي المصدر " لم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اني اخاف.." ومرجع المعنى واحد.

[ * ]

[297]

نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلام.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عزوجل: " قل لو شاء الله ما تلوته عليكم " سبق قريبا عن علي بن ابراهيم له بيان.

31 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعائنا عند الله قال: كانت قريش يعبدون الاصنام ويقولون انما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، فانا لا نقدر على عبادة الله، فرد الله عليهم فقال: قل لهم يامحمد: اتنبؤن الله بما لا يعلم اي ليس فوضع حرفا مكان حرف، اي ليس له شريك يعبد.

32 - في تفسير العياشي عن الزهري قال: أتى رجل ابا عبدالله عليه السلام فسأله عن شئ فلم يجبه، فقال له الرجل: فان كنت ابن أبيك فأنت من ابناء عبدة الاصنام؟ فقال له: كذبت ان الله امر ابراهيم ان ينزل اسمعيل بمكة ففعل فقال ابراهيم: " رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الاصنام " فلم يعبد احد من ولد اسمعيل صنما قط، ولكن العرب عبدة الاصنام وقالت بنو اسمعيل: " هؤلاء شفعائنا " وكفرت ولم تعبد الاصنام.

33 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ من الفرج قال: أليس انتظار الفرج من الفرج ان الله عزوجل قال: فانتظروا اني معكم من المنتظرين.

34 - وباسناده إلى أحمد بن محمد بن ابي نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما احسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول الله عزوجل " فارتقبوا اني معكم رقيب " وقوله عزوجل " فانتظروا اني معكم من المنتظرين " فعليكم بالصبر فانه انما يجئ الفرج على اليأس فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم.

قال عز من قائل: وجاء‌هم الموج من كل مكان الاية.

35 - في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن اسباط ومحمد بن احمد عن موسى ابن القاسم البجلي عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان اضطرب بك

[298]

البحر فاتك على جانبك الايمن وقل: بسم الله اسكن بسكينة الله وقر بوقار الله واهدأ(1) باذن الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

36 - في تفسير علي بن ابراهيم وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه الذي كتب إلى شيعته ويذكر فيه خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير فقال: واي خطيئة اعظم مما أتيا: أخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه واله من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله: البغي والمكر والنكث، قال الله ياايها الناس انما بغيكم على انفسكم وقال: " ومن نكث فانما ينكث على نفسه " وقال: " ولا يحيق المكر السيئ الا باهله " وقد بغيا علينا ونكثا بيعتي ومكرا بي.

37 - في تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن أبي عبدالله عليه السلام قال: [ ثلث ] يرجعن على صاحبهن: النكث والبغي والمكر قال [ الله ]: " ياايها الناس انما بغيكم على أنفسكم ".

38 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: فازهدوا فيما زهدكم الله عزوجل فيه من عاجل الدنيا، فان الله عزوجل يقول وقوله الحق: انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتيها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حسيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون.

39 - وفيها خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: فاجعلوا عباد الله اجتهادكم في هذه التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل، فانها دار عمل والآخرة دار القرار والجزاء فتجافوا عنها، فان المغتر من اغتر بها، لن تعدو الدنيا اذا تناهت اليه امنية اهل الرغبة فيها المحبين لها المطمئنين اليها المفتونين بها ان تكون كما قال الله

___________________________________

(1) اي اسكن.

[ * ]

[299]

عزوجل: كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام.

40 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن محمد بن الفضيل عن ابيه عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك بلغنا ان لآل جعفر راية ولال العباس رايتين فهل انتهى اليك من علم ذلك شئ؟ قال: اما آل جعفر فليس بشئ ولا إلى شئ واما آل العباس فان لهم ملكا مبطيا يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسر ليس فيه يسر حتى اذا أمنوا مكر الله وأمنوا عقابه صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم منال يجمعهم ولا آذان يسمعهم وهو قول الله عزوجل: " حتى اذا أخذت الارض زخرفها وازينت " الآية.

41 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبوالحسن علي بن أحمد ابن موسى بن ابراهيم بن محمد بن عبدالله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه: قال حدثنا محمد بن أحمد الطوال عن أبيه عن الحسين (الحسن خ ل) بن علي الطبرسي عن أبي جعفر محمد بن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن ابراهيم(1) يقول: قال لي صاحب الزمان يابن مهزيار كيف خلفت اخوانك في العراق؟ قلت في ضنك عيش وهناة(2) قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان(3) فقال: قاتلهم الله أنى يؤفكون، كاني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلا ونهارا، قلت: متى

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفي البحار: علي بن مهزيار وفي المصدر هكذا: " سمعت جدي ابراهيم بن مهزيار.." وقال المجلسي (ره) في بيان الحديث: الاظهر ان علي بن مهزيار هو علي بن ابراهيم بن مهزيار نسب إلى جده وهو ابن أخي علي بن مهزيار المشهور اذ يبعد ادراكه لهذا الزمان ويؤيده ما في سند هذا الخبر من نسبة محمد إلى جده ان لم يسقط الابن بين الكنية والاسم.

اقول: وروى الشيخ (ره) في كتاب الغيبة عند ذكر من رآه عليه السلام مثله عن علي بن ابراهيم بن مهزيار.

(2) الضنك: الضيق.

والهناة: الداهية.

(3) كناية عن بني عباس كما ذكره غير واحد من شراح الحديث.

[ * ]

[300]

يكون ذلك يابن رسول الله؟ قال: اذا حيل بينكم وبين الكعبة بأقوام لا خلاق لهم والله ورسوله منهم براء، وظهرت الحمرة في السماء ثلثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين يتلالا نورا ويخرج الشروسي من ارمينة وآذربيجان يريدون الجبل الاسود المتلاحم(1) بالجبل الاحمر لزيق جبال طالقان، فيكون بينه وبين المروزي وقعة صليمانية(2) يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير، ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه إلى الزوراء فلا يلبث بها حتى يوافي ماهان(3) ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج إلى كوفان فتكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين وعلى الله حصاد الباقين ثم تلا: " بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجلعناها حصيدا كان لم تغن بالامس " فقلت: سيدي يابن رسول الله فما الامر؟ قال: نحن أمر الله عزوجل وجنوده قلت: سيدي يابن رسول الله حان الوقت؟ قال: " واقتربت الساعة وانشق القمر " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

42 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى العلا بن عبدالكريم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: والله يدعو إلى دار السلام قال: ان السلام هو الله عزوجل وداره التي خلقها لعباده ولاوليائه الجنة.

43 - وباسناده إلى عبدالله بن الفضل الهاشمى عن أبي عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والسلام اسم من اسماء الله عزوجل.

44 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابي عمرو الزبيري عن ابيعبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فاخبر انه تبارك وتعالى اول من دعا إلى نفسه، ودعا إلى طاعته واتباع امره، فبدأ بنفسه فقال: " والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".

___________________________________

(1) تلاحم الشئ: تلائم بعد ان كان متباينا.

(2) الصيلم: الامر الشديد ووقعة صيلمة: مستأصلة.

(3) ماهان: الدينور ونهاوند.

قاله المجلسي (ره) في البحار.

[ * ]

[301]

45 - في مجمع البيان: للذين احسنوا الحسنى وزيادة ذكر في ذلك وجوه إلى قوله: وثالثها: ان الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها اربعة ابواب عن علي بن ابيطالب عليه السلام.

46 - في امالي شيخ الطائفة " قدس سره " باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: قال الله تعالى: " للذين احسنوا الحسنى وزيادة " والحسنى هي الجنة والزيادة هي الدنيا.

47 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " للذين احسنوا الحسنى وزيادة " قال: النظر إلى رحمة الله تعالى(1) وفي رواية ابي الجارود عن ابيجعفر عليه السلام في قوله: " للذين احسنوا الحسنى وزيادة " قال: اما الحسنى فالجنة، واما الزيادة فالدنيا ما اعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة ويجمع لهم ثواب الدنيا والآخرة.

يقول الله: ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون.

48 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن ابان ابن ميمون القداح قال: قال لي ابوجعفر عليه السلام: اقرأ قلت: من اي شئ أقرأ؟ قال: من السورة التاسعة، قال: قال، فجعلت التمسهما، فقال: اقرأ من سورة يونس، قال: فقرأت: " للذين احسنو الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة " قال حسبك، قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: اني لاعجب كيف لا اشيب اذا قرأت القرآن.

49 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن يونس عن محمد بن مروان عن ابيعبد الله عليه السلام قال: ما من شئ الا وله كيل ووزن الا الدموع، فان القطرة تطفي بحارا من نار، فاذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهها قتر ولا ذلة(2) فاذا فاضت حرمه الله على النار، ولو ان باكيا بكى في امة لرحموا.

50 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن ابي جميلة ومنصور بن

___________________________________

(1) وفي المصدر وجه الله " عوض " رحمة الله ".

(2) اغرورقت عيناه: دمعتا كانهما غرقتا في دمعهما ولم يفضا ورهق بمعنى لحق وغشى.

والقتر: الغبار، وفي الغريب: ترهقها قترة: يعلوها سواد كالدخان.

[ * ]

[302]

يونس عن محمد بن مروان عن ابيعبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ولا فاضت عين على خده فرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة.

51 - في مجمع البيان وروى الفضيل بن يسار عن ابيحعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما من عين ترترقت(1) بمائها الا حرم الله ذلك الجسد على النار فان فاضت من خشية الله لم يلحق ذلك الوجه قتر ولا ذلة، وفي تفسير العياشي نحوه.

52 - في تفسير علي بن ابراهيم وقال علي بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: " ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة " قال: القتر الجوع والفقر، والذلة الخوف.

53 - وفي رواية ابي الجارود عن ابيجعفر عليه السلام في قوله عزوجل: والذين كسبوا السيآت جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم قال: هؤلاء اهل البدع والشبهات والشهوات يسود الله وجوههم ثم يلقونه، يقول الله تبارك وتعالى: كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما يسود الله وجوههم يقوم القيمة ويلبسهم الذلة والصغار يقول الله عزوجل: اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون.

54 - في روضة الكافي يحيى الحلبي عن المثنى عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: " كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما " قال: أما ترى البيت اذا كان الليل كان اشد سوادا من خارج، فكذلك هم يزدادون سوادا.

55 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم قال: يبعث الله عزوجل نارا تزيل بين الكفار والمؤمنين.

56 - في نهج البلاغة: فكيف لو تناهت بكم الامور بعثرت القبور، هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت وردوا إلى الله موليهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون.

57 - في روضة الكافي ابوعلي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن ابن فضال والحجال جميعا عن ثعلبة عن عبدالرحمان بن مسلمة الجريري قال: قلت

___________________________________

(1) ترقرق عينه: دمعت.

[ * ]

[303]

لابي عبدالله عليه السلام يوبخونا ويكذبونا انا نقول ان صبيحتين تكونان يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة اذا كانتا؟ قال: فماذا تردون عليهم؟ قلت ما نرد عليهم شيئا، قال: قولوا يصدق بها اذا كانت من كان يؤمن بها من قبل ان الله عزوجل يقول: أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون.

58 - عنه عن محمد عن ابن فضال والحجال عن داود بن فرقد: قال سمع رجل من العجلية(1) هذا الحديث قوله: ينادي مناد الا ان فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون اول النهار، وينادي آخر النهار: الا ان عثمان وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي اول النهار منادى آخر النهار، فقال الرجل فما يدرينا ايما الصادق من الكاذب؟ فقال: يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل ان ينادي ان الله عزوجل يقول: " أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع أمن لا يهدى الا ان يهدى " الاية.

59 - في كشف المحجة لابن طاوس " رحمه الله " عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: اسمعوا قولي يهدكم الله اذا قلت واطيعوا امري اذا امرت فوالله لئن اطعتموني لا تغووا، وان عصيتموني لا ترشدوا، قال الله تعالى: " أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون ".

60 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وصف الامامة والامام وذكر فضل الامام ورتبته حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام: ان الانبياء والائمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم اهل زمانهم في قوله عزوجل " افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

61 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: " افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى " فمالكم كيف تحكمون " فاما من يهدى إلى الحق فهو محمد آل محمد من بعده واما " من لا يهدى فهو من خالف من قريش وغيرهم اهل بيته.

___________________________________

(1) عجل: قبيلة من ربيعة وهو عجل بن لجيم بن صعب، والعجلية من ينسب إلى عجل " مجمع البحرين.

[ * ]

[304]

62 - في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن ابي عبدالله عن عمرو بن عثمان عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لقد قضى امير المؤمنين عليه السلام بقضية ما قضى بها احد كان قبله، وكانت اول قضية قضى بها بعد رسول الله صلى الله عليه واله، وذلك أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله وأفضى الامر إلى ابي بكر اتى رجل قد شرب الخمر، فقال له ابوبكر: أشربت الخمر؟ فقال الرجل: نعم، فقال: ولم شربتها وهي محرمة؟ فقال: انني اسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم(1) يشربون الخمر ويستحلونها، ولو أعلم انه حرام اجتنبتها، قال فاتلفت ابوبكر إلى عمر فقال: ما تقول يابا حفص في أمر هذا الرجل؟ فقال معضلة وابوالحسن لها ! فقال ابوبكر: ياغلام ادع لنا عليا فقال عمر: بل يؤتى الحكم في منزله فأتوه ومعه سلمان الفارسي فأخبروه بقضية الرجل، فاقتص عليه قصته فقال علي عليه السلام لابي بكر: ابعث من يدور به على مجالس المهاجرين والانصار، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، ففعل أبوبكر ما قال علي عليه السلام، فلم يشهد عليه احد فخلا سبيله، فقال سلمان لعلي عليه السلام، لقد أرشدتهم، فقال علي عليه السلام: انما اردت ان اجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم " افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون ".

63 - في تفسير العياشي عن عمرو بن القاسم قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام و ذكر اصحاب النبي صلى الله عليه واله ثم قرأ " أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع " إلى قوله: " تحكمون " فقلنا: من هو اصلحك الله؟ فقال: بلغنا ان ذلك علي عليه السلام.

64 - عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبدالله عليه السلام انه سئل عن الامور العظام التي تكون مما لم تكن فقال: لم يأن أوان كشفها بعد، وذلك قوله: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله.

65 - عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الامور العظام من الرجعة وغيرها؟

___________________________________

(1) يقال هو نازل بين ظهرانيهم وبين اظهرهم اي وسطهم ومعظمهم.

[ * ]

[305]

فقال: ان هذا الذي تسألوني عنه لم يأت أوانه قال الله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما ياتيهم تأويله ".

66 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن يونس عن أبي يعقوب اسحق بن عبدالله عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا وقال عزوجل: " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله الا الحق " وقال: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله ".

67 - في تفسير علي بن ابراهيم وقال علي بن ابراهيم في قوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم " قال: نزلت في الرجعة كذبوا بها اي انها لا تكون.

68 - في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قلت: أربع انزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه إلى قوله: قلت فمن شيئا عاداه(1) فانزل الله " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ".

69 - في تفسير العياشي عن اسحق بن عبدالعزيز قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: خص الله هذه الامة بآيتين من كتابه الا يقولوا ما لا يعلمون ثم قرأ: " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب " الاية وقوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله " إلى قوله " الظالمين ".

70 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ومنهم من لا يؤمن به فهم أعداء محمد وآل محمد من بعده وربك اعلم بالمفسدين والفساد المعصية لله ولرسوله.

71 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية ولكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون قال: تفسيرها في البطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولا من آل محمد يخرج إلى

___________________________________

(1) كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث فيما عندي من نسخة الامالي.

[ * ]

[306]

القرن الذي هو اليهم رسول، وهم الاولياء وهم الرسل، واما قوله: " فاذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط " فان معناه ان رسل الله يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله.

72 - عن حمران قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال: هو الذي سمى لملك الموت عليه(1) في ليلة القدر.

73 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله قل ارأيتم ان اتيكم عذابه بياتا يعني ليلا او نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة اهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم.

74 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن بعض اصحابه عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله: ويستنبؤنك احق هو ما يقول محمد في علي عليه السلام قل اي وربي انه الحق وما انتم بمعجزين.

75 - في امالي الصدوق " رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاساني عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد عن أبي عبدالله الصادق عن أبيه عليهما السلام في قول الله تبارك وتعالى: " ويستنبؤنك احق هو قل اي وربي انه لحق " قال: يستنبئك يامحمد اهل مكة عن علي بن ابيطالب أامام هو؟ قل اي وربي انه لحق.

76 - في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال ولو ان لكل نفس ظلمت آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ما في الارض جميعا لافتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة.

77 - وحدثني محمد بن جعفر قال: حدثني محمد بن احمد عن احمد بن الحسين عن صالح بن ابي حماد عن الحسن بن موسى الخشاب عن رجل عن حماد بن عيسى عمن رواه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سئل عن قوله: واسروا الندامة لما راوا العذاب قال: قيل له ما ينفعهم اسرار الندامة وهم في العذاب؟ قال كرهوا شماتة الاعداء.

___________________________________

(1) وفي نسخة: " عليه السلام ".

[ * ]

[307]

78 - في روضة الكافي باسناده إلى ابي عبدالله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله: وشر الندامة ندامة يوم القيمة.

79 - في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام: وأنزل عليكم كتابا فيه شفاء لما في الصدور من أمراض الخواطر ومشتبهات الامور.

80 - في اصول الكافي علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبدالله عن آبائه عليهم السلام قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه واله وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن فان الله عزوجل يقول: وشفاء لما في الصدور.

81 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: ياموسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا يقول فيه عز من قائل - وقد ذكر محمدا صلى الله عليه واله -: ولا نزلن عليه قرآنا فرقانا شفاء لما في الصدور من نفث الشيطان.

82 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وتعلموا القرآن فانه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فانه شفاء لما في الصدور.

83 - في تفسير علي بن ابراهيم رجع إلى رواية علي بن ابراهيم بن هاشم قال: ثم قال جل ذكره: " ياايها الناس قد جاء‌تكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " قال رسول الله صلى الله عليه واله: والقرآن ثم قال: قل لهم يامحمد بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال: الفضل رسول الله صلى الله عليه واله ورحمته أمير المؤمنين عليه السلام: وبذلك فليفرحوا، قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطوا أعدائنا من الذهب والفضة.

84 - في مجمع البيان وروى أنس عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من هداه الله للاسلام وعلمه القرآن ثم شكى الفاقة كتب الله الفاقة بين عينيه إلى يوم القيمة، ثم تلا " قل بفضل الله وبرحمته " الآية وقال أبوجعفر عليه السلام فضل الله رسوله ورحمته علي بن أبيطالب.

85 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك

[308]

فليفرحوا هو خير مما يجمعون " قال: بولاية محمد وآل محمد عليهم السلام هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم.

86 - في امالي الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه واله لعلي: عليه السلام: والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك، ولا أقر بي من جحدك، ولا آمن بالله من كفر بك وان فضلك لمن فضلي وان فضلي لفضل الله وهو قول الله عزوجل " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام " فبذلك " قال: بالنبوة والولاية " فليفرحوا " يعني الشيعة " هو خير مما يجمعون " يعني مخالفيهم من الاهل والمال والولد في دار الدنيا.

87 - في تفسير العياشي عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله: " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطى عدونا من الذهب والفضة.

88 - عن ابيحمزة عن ابيجعفر عليه السلام قال: قلت: " بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " قال: الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه واله والايتمام بأمير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم.

89 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه واله وما تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا قرأ هذه الآية بكى بكاء‌ا شديدا(1).

90 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض في ولا في السماء كذلك ربنا لا يعزب عنه شئ وكيف يكون من خلق الاشياء لا يعلم ما خلق وهو الخلاق العليم.

___________________________________

(1) " في مجمع البيان: قال الصادق عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله اذا قرأ هذه الاية بكا بكاء‌ا شديدا.منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[ * ]

[309]

91 - في تفسير العياشي عن عبدالرحمن بن سالم الاشل عن بعض الفقهاء قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

ثم قال: تدرون من اولياء الله؟ قالوا: من هم ياامير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا ممن تبعنا من بعدنا، طوبى لنا وطوبى لهم افضل من طوبى لنا، قالوا: يا امير المؤمنين ما شأن طوبى لهم افضل من طوبى لنا؟ ألسنا نحن وهم على امر؟ قال: لا، انهم حملوا ما لم تحملوا عليه واطاقوا ما لم تطيقوا.

92 - عن بريد العجلي عن ابيجعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليهما السلام: " ألا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " اذا ادوا فرايض الله، واخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه واله، وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون التفاخر والتكاثر، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فاولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا و يثابون على ما قدموا لآخرتهم.

93 - في كتاب الخصال عن امير المؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اخفى اربعة في اربعة اخفى وليه في عباده(1) فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله فربما يكون وليه وانت لا تعلم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

94 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابي بصير قال: قال الصادق عليه السلام: يابا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره اولئك اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

95 - في من لا يحضره الفقيه واتى رسول الله صلى الله عليه واله رجل من اهل البادية له جسم وجمال، فقال: يارسول الله اخبرني عن قول الله عزوجل: الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة فقال: اما قوله: " لهم البشرى في الحيوة الدنيا " فهي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن فيبشر بها في دنياه، واما قوله عزوجل: " في الاخرة " فانها بشارة المؤمن يبشر بها عند موته ان الله عزوجل

___________________________________

(1) هذا موافق للمصدر وفي نسخة " في عداوه " وهو مصحف.

[ * ]

[310]

قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك.

96 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد ابن عثمان عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال في قوله تعالى: " لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة " الامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد صلى الله عليه وآله الصادقين على الحوض، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

97 - في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن ابيه قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام ياعقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة الا هذا الامر الذي انتم عليه وما بين احدكم وبين ان يرى ما تقر به عينه(1) الا ان تبلغ نفسه إلى هذه ثم اهوى بيده إلى الوريد(2) ثم اتكى وكان معي المعلى فغمزني(3) ان سله، فقلت يابن رسول الله فاذا بلغت نفسه هذه اي شئ يرى؟ فقلت له بضعة عشرة مرة: أي شئ؟ فقال في كلها: يرى لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها فقال ياعقبة فقلت: لبيك وسعديك، فقال: ابيت الا أن تعلم، فقلت: نعم يابن رسول الله انما ديني مع دينك فاذا ذهب ديني كان ذلك(4) كيف لي بك يابن رسول الله كل ساعة، وبكيت فرق لي فقال: يراهما والله، قلت: بأبي وامي من هما؟ قال ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام، ياعقبة لن تموت نفس مؤمنة ابدا حتى تراهما،

___________________________________

(1) قرة العين: برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة اليه، والقر - بالضم - : ضد الحر، والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدة السرور بارد ودمع الباكي من الحزن حار فقرة العين كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب.

(2) الوريد: عرق في الفتق ويقال له حبل الوريد.

(3) غمزه: عصره وكبسه بيده.

(4) قال في الوافي: " كان " تامة اي اذا ذهب ديني تحقق تخلفي عنك ومفارقتي اياك وعدم اكتراثي بالجهل بما تعلم " انتهى " وفي تفسير العياشي والمنقول عن المحاسن " انما ديني مع دمي فاذا ذهب ديني كان ذلك " وعليه فالمعنى ان ديني مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني لست بحي.

[ * ]

[311]

قلت فاذا نظر اليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ فقال: لا يمضي امامه اذا نظر اليهما مضى امامه فقلت له: يقولان شيئا؟ قال: نعم يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله صلى الله عليه واله عند رأسه وعلي عليه السلام عند رجله، فيكب(1) عليه رسول الله صلى الله عليه واله فيقول ياولي الله أبشر أنا رسول الله اني خير لك مما تركت من الدنيا، ثم ينهض رسول الله صلى الله عليه واله فيقوم علي عليه السلام حتى يكب عليه فيقول: ياولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه اما لانفعتك، ثم قال: ان هذا في كتاب الله عزوجل، فقلت: أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله؟ قال في يونس قول الله عزوجل هيهنا " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ".

98 - أبان بن عثمان عن عقبة انه سمع ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان الرجل اذا وقعت نفسه في صدره يرى، قلت: جعلت فداك وما يرى؟ قال: يرى رسول الله صلى الله عليه واله فيقول له رسول الله صلى الله عليه واله: انا رسول الله أبشر، ثم يرى علي بن أبي طالب عليه السلام فيقول له: أنا علي ابن ابي طالب الذي كنت تحبه تحب ان أنفعك اليوم؟ قال: قلت له: أيكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا؟ قال: اذا راى هذا أبدا مات وأعظم ذلك(2) قال: وذلك في القرآن قول الله عزوجل: " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ".

99 - ابوعلي الاشعري عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي المستهل عن محمد بن حنظلة قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك؟ قال: وما هو؟ قلت: زعموا انه كان يقول: أغبط ما يكون امرء بما نحن عليه اذا كانت النفس في هذه، فقال: نعم اذا كان ذلك اتاه نبي

___________________________________

(1) اكب عليه: أقبل اليه ولزمه.

(2) قال في الوافي اي مات موتا دائما لا رجعة بعده، أو المعنى ما راى هذا قط الا مات " وأعظم " اي عد سؤالي عظيما، ولنا أن نجعل قوله: " وأعظم ذلك " عطفا على قوله " مات " يعني مات وعد ما راى وما بشر به عظيما لم يرد معهما رجوعا إلى الدنيا.

[ * ]

[312]

الله وأتاه علي وأتاه جبرئيل وأتاه ملك الموت عليهم السلام فيقول ذلك الملك لعلي عليه السلام ياعلي ان فلانا كان مواليا لك ولاهل بيتك، فيقول: نعم كان يتوالانا ويتبرء من عدونا فيقول ذلك نبي الله لجبرئيل عليه السلام، فيرفع ذلك جبرئيل إلى الله عزوجل.

100 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لآل محمد وكان يصحب نجدة الحروري(1) قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقيه فاذا هو مغمى عليه في حد الموت، فسمعته يقول: مالي ولك ياعلي؟ فأخبرت بذلك أبا عبدالله عليه السلام فقال أبوعبدالله عليه السلام: رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة.

101 - سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الحميد بن عواض قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: اذا بلغت نفس احدكم هذه قيل له: اما ما كنت تحذر من هم الدنيا وحزنها فقد امنت منه، ويقال له: رسول الله صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة عليهما السلام امامك.

102 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله اذا اصبح قال لاصحابه: هل من مبشرات يعني به الرؤيا.

103 - عنه عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابي جميلة عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عزوجل: " لهم البشرى في الحيوة الدنيا " قال هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه.

104 - في تفسير العياشي عن عبدالرحيم قال: قال ابوجعفر عليه السلام: انما أحدكم حين تبلغ نفسه هيهنا ينزل عليه ملك الموت فيقول: اما ما كنت ترجو فقد أعطيته، واما ما كنت تخافه فقد أمنت منه ويفتح له باب إلى منزله من الجنة ويقال له: انظر إلى مسكنك من الجنة وانظر هذا رسول الله صلى الله عليه واله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام

___________________________________

(1) الحرورية طائفة من الخوارج منسوبة إلى حروراء وهي قرية بالكوفة، ونجدة: رئيسهم.

[ * ]

[313]

رفقاؤك وهو قول الله: " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة ".

105 - عن ابي حمزة الثمالي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما يصنع بأحد عند الموت؟ قال: اما والله يابا حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه منا الا ان تبلغ نفسه هيهنا، ثم أهوى يده إلى نحره، الا ابشرك يابا حمزة؟ فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: اذا كان ذلك أتاه رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام معه قعد عند رأسه فقال له اذا كان ذلك رسول الله صلى الله عليه واله أما تعرفني؟ أنا رسول الله هلم الينا فما امامك خير لك مما خلفت اما ما كنت تخاف فقد أمنته، واما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه ايتها الروح اخرجي إلى روح الله ورضوانه، فيقول له علي عليه السلام مثل قول رسول الله صلى الله عليه واله، ثم قال: يابا حمزة ألا أخبرك بذلك في كتاب الله قول الله: " الذين آمنوا وكانوا يتقون " الآية.

106 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسمعيل عن صالح بن عقبة عن عبدالله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق الخلق، فخلق من أحب مما أحب، فكان ما احب ان خلقه من طينة الجنة، وخلق من ابغض مما ابغض فكان ما ابغض ان خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال فقلت: واي شئ الظلال؟ فقال: الم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشئ ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله عزوجل وهو قوله عزوجل: " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم ثم دعوهم إلى ولايتنا فاقر بها والله من احب وانكرها من ابغض، وهو قوله: ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ثم قال ابوجعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.

107 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن ابي جعفر وابي عبدالله عليهما السلام قال: ان الله خلق الخلق وهم أظلة فأرسل رسوله محمدا صلى الله عليه واله فمنهم من آمن به ومنهم من كذبه، ثم بعثه في الخلق الاخر فآمن به من كان آمن به في الاظلة وجحده

[314]

من جحد به يومئذ، فقال: " ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ".

108 - عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام في قوله: " ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم " إلى قوله: " كذبوا من قبل " قال: بعث الله الرسل إلى الخلق وهم في اصلاب الرجال وارحام النساء، فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك، ومن كذب حينئذ كذب بعد ذلك.

109 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: وقال موسى لقومه ياقوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين فان قوم موسى استعبدهم آل فرعون وقالوا: لو كان لهؤلاء على الله كرامة كما يقولون ما سلطنا عليهم فقال موسى لقومه: " ياقوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين " إلى قوله: " من القوم الكافرين ".

110 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم في قوله: " ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين " قال: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا.

111 - في تهذيب الاحكام في دعاء مروى عنهم عليهم السلام ودعاك المؤمنون فقالوا: " ربنا لا تجعلنا فتنه للقوم الظالمين ".

112 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فاول ذلك قوله عزوجل إلى ان قال عليه السلام: واما الرابعة فاخراجه صلى الله عليه واله الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يارسول الله تركت عليا وأخرجتنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما تركته وأخرجتكم ولكن الله عزوجل تركه وأخرجكم، وفي هذا تبيان قوله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام: انت مني بمنزلة هارون من موسى، قالت العلماء: وأين هذا من القرآن؟ قال ابوالحسن عليه السلام: اوجدكم في ذلك قرآنا وأقرأه عليكم، قالوا: هات قال قول الله عزوجل

[315]

واوحينا إلى موسى واخيه ان تبوء‌ا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ففي هذه الاية منزلة هارون من موسى، وفيها ايضا منزلة علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه واله وهذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى الله عليه واله حين قال: الا ان هذا المسجد لا يحل لجنب الا لمحمد وآله، قالت العلماء: ياابا الحسن هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد الا عندكم معشر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله، فقال: ومن ينكر لنا ذلك و رسول الله صلى الله عليه واله يقول: انا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند، ولله تعالى الحمد على ذلك فهذه الرابعة.

113 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي رافع قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله خطب الناس فقال: ايها الناس ان الله عزوجل أمر موسى وهارون ان يبنيا لقومهما بمصر بيوتا وأمرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء الا هارون و ذريته، وان عليا عليه السلام مني بمنزلة هارون من موسى فلا يحل لاحد أن يقرب النساء في مسجدي ولا يبيت فيه جنبا الا علي وذريته فمن ساء‌ه ذلك فهيهنا وضرب بيده نحو الشام.

114 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن عباد بن يعقوب عن محمد بن يعقوب عن جعفر الاحول عن منصور عن ابي ابراهيم عليه السلام قال: لما خافت بنو اسرائيل جبابرتها أوحى الله تعالى إلى موسى و هارون عليهما السلام " ان تبوء‌ا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة " قال: أمروا أن يصلوا في بيوتهم.

115 - حدثنا ابي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت: فكان هارون اخا موسى لابيه وامه؟ قال: نعم، إلى قوله: قلت: وكان الوحي ينزل عليهما جميعا؟ قال: كان الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون.

116 - في كتاب الخصال عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: أملى الله(1)

___________________________________

(1) اي أمهله.

[ * ]

[316]

تعالى لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم اخذه الله نكال الآخرة والاولى، وكان بين ان قال الله عزوجل لموسى وهارون: " قد اجيبت دعوتكما " وبين ان عرفه الاجابة اربعون ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يارب تدعه وقد قال: انا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول مثل هذا عبد مثلك.

117 - في اصول الكافي ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن ابيعبد الله عليه السلام قال: بين قول الله عزوجل: " قد اجيبت دعوتكما " وبين اخذ فرعون، اربعين عاما.

118 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابيعبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: دعى موسى وأمن هارون عليهما السلام وأمنت الملائكة فقال الله تعالى: " قد اجيبت دعوتكما فاستقيما " ومن غزا في سبيل الله استجبت له كما استجبت لكما يوم القيمة.

119 - في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: لاي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به واقر بتوحيده قال: لانه آمن عند رؤية البأس، والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله تعالى: " فلما رأوا باسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا باسنا " وقال عزوجل: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا " وهكذا فرعون لما ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين فقيل له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.

وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه فلما غرق ألقاه الله تعالى على نجوة(1) من الارض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الارض، وسبيل الثقل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة، ولعلة اخرى أغرقه الله تعالى وهي انه اشتغاث بموسى لما أدركه الغرق و

___________________________________

(1) النجوة: ما ارتفع من الارض.

[ * ]

[317]

لم يستغث بالله، فأوحى الله عزوجل اليه ياموسى لم تغث فرعون لانك لم تخلقه ولو استغاث بي لاغثته.

120 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن ابي عمير عن موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما قوله: " لعله يتذكر أو يخشى " فانما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب، وقد علم الله عزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى الا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله عزوجل يقول: " حتى اذا ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين " فلم يقبل الله ايمانه وقال: " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ".

121 - في مجمع البيان " الآن وقد عصيت " الآية وروى عن أبي جعفر عليه السلام " ألان " بالقاء حركة الهمزة على اللام وحذف الهمزة.

122 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: وجاوزنا ببني اسرئيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا إلى قوله: " وانا من المسلمين " فان بني اسرائيل قالوا: ياموسى ادع الله تعالى ان يجعل لنا مما نحن فيه فرجا فدعى فأوحى الله اليه: ان سر بهم قال: يارب البحر امامهم؟ قال: امض فاني آمره ان يطيعك فينفرج لك فخرج موسى ببني اسرائيل واتبعهم فرعون حتى اذا كاد أن يلحقهم ونظروا اليه قد اظلهم، قال موسى للبحر: انفرج لي قال: ما كنت لافعل، وقالت بنو اسرائيل لموسى: غررتنا واهلكتنا فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون ولم نخرج الان نقتل قتلة؟ " قال كلا ان معي ربي سيهدين " واشتد على موسى ما كان يصنع به عامة قومه، " وقالوا ياموسى انا لمدركون " زعمت ان البحر ينفرج لنا حتى نمضى ونذهب وقد رهقنا(1) فرعون وقومه وهم هؤلاء تريهم قد دنوا منا، فدعا موسى ربه فاوحى الله اليه: ان اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق البحر، فمضى موسى واصحابه حتى قطعوا البحر وادركهم آل فرعون فلما نظروا إلى البحر قالوا لفرعون: ما تعجب مما ترى؟ قال انا فعلت هذا فمروا وامضوا فيه، فلما توسط فرعون ومن معه أمر الله

___________________________________

(1) اي لحقنا.

[ * ]

[318]

البحر فاطبق عليهم فغرقهم اجمعين، فلما ادرك فرعون الغرق " قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين " يقول الله عزوجل: " ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " يقول: كنت من العاصين " فاليوم ننجيك ببدنك " قال: ان قوم فرعون ذهبوا اجمعين في البحر فلم ير منهم احد في البحر هووا إلى النار فاما فرعون فنبذه الله عزوجل وحده فألقاه بالساحل لينظروا اليه ليعرفوه ليكون لمن خلفه آية ولئلا يشك أحد في هلاكه، انهم كانوا اتخذوه ربا فأراهم الله عزوجل اياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه عبرة وعظة، يقول الله " وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ".

123 - قال علي بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: ما اتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه واله الا كئيبا حزينا ولم يزل كذلك منذ اهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الاية " الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما أتيتني ياجبرئيل الا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة؟ قال: نعم يامحمد لما غرق الله فرعون " قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين " فأخذت حمأة(1) فوضعتها في فيه، ثم قلت له: " الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " وعملت ذلك من غير أمر الله عزوجل خفت أن يلحقه الرحمة من الله عزوجل ويعذبني الله على ما فعلت، فلما كان الان وأمرني الله عزوجل ان اؤدي اليك ما قلته انا لفرعون أمنت وعلمت ان ذلك كان لله تعالى رضا.

124 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو عن بعض أصحابنا يرفعه قال: لما صار موسى في البحر، اتبعه فرعون وجنوده، قال: فتهيب فرس فرعون ان يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل عليه السلام على رمكة(2) فلما راى فرس فرعون الرمكة اتبعها، فدخل البحر هو واصحابه فغرقوا.

125 - في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: " فاليوم ننجيك ببدنك " فان موسى عليه السلام اخبر بني اسرائيل ان الله عزوجل قد اغرق فرعون فلم يصدقوه، فأمر الله عزوجل البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا، وقوله عزوجل:

___________________________________

(1) الحمأة: الطين الاسود المنتن.

(2) الرمكة: لاثني من البراذين والفرس تتخذ للنسل.

[ * ]

[319]

ولقد بؤنا بني اسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم قال: ردهم إلى مصر وغرق فرعون.

126 - في كتاب علل الشرايع حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضى الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن ابيه قال: حدثنا علي بن عبدالله عن بكر بن صالح عن ابي الخير عن محمد بن حسان عن محمد بن عيسى عن محمد بن اسمعيل الدارمي عن محمد بن سعيد الاذخري وكان ممن يصحب موسى بن محمد بن علي الرضا ان موسى اخبره ان يحيى بن اكثم كتب اليه يسأله عن مسائل فيها: واخبرني عن قول الله عزوجل: فان كنت في شك مما نزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك من المخاطب بالآية؟ فان كان المخاطب به النبي صلى الله عليه واله ليس قد شك فيما انزل الله عزوجل اليه، وان كان المخاطب به غيره فعلى غيره اذا انزل الكتاب؟ قال موسى: فسألت اخي علي بن محمد عليه السلام عن ذلك قال: اما قوله: " فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " فان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه واله ولم يكن في شك مما انزل الله عزوجل، ولكن قالت الجهلة: كيف لا يبعث الينا نبيا من الملائكة انه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الاسواق، فأوحى الله عزوجل إلى نبيه صلى الله عليه واله: فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك بمحضر من الجهلة هل بعث الله رسولا قبلك الا وهو يأكل الطعام ويمشي في الاسواق ولك بهم اسوة وانما قال: " وان كنت في شك " ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال له عليه السلام: " فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ولو قال تعالى نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة وقد عرف ان نبيه عليه السلام مؤد عنه رسالته وما هو من الكاذبين، و كذلك عرف النبي صلى الله عليه واله انه صادق فيما يقول، ولكن احب ان ينصف من نفسه.

127 - وباسناده إلى ابراهيم بن عمير رفعه إلى احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: " فان كنت في شك مما نزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا شك ولا اشك(1)

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفي المصدر " لا شك ولا اشك " وفي المنقول عن كتاب العلل في تفسير الصافي " لا اشك ولا اسئل " وهو الظاهر كما استظهره في هامش العلل ايضا زميلنا الفاضل المحقق دامت توفيقاته.

وسيأتي نظيره في الحديث الاتي.

[320]

128 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثنى ابي عن عمرو بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن ابيعبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله إلى السماء واوحى اليه في علي ما اوحى من شرفه ومن عظمته عند الله، ورد إلى البيت المعمور وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه واله من عظم ما اوحى اليه في علي عليه السلام، فأنزل الله: " فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " يعني الانبياء فقد انزلنا اليهم في كتبهم من فضله ما انزلنا في كتابك لقد جاء‌ك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين فقال الصادق عليه السلام: فوالله ما شك وما سأل.

129 - في تفسير العياشي عن عبدالصمد بن بشير عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله: " فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " قال: لما اسرى بالنبي صلى الله عليه واله ففرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة، فجمع الله له النبيين والمرسلين والملائكة، ثم امر جبرئيل فاذن واقام الصلوة، وتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصلى بهم، فلما فرغ التفت اليهم فقال له: " فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " فسألهم يومئذ النبي صلى الله عليه واله ثم نزل(1).

130 - في الخرايج والجرايح في روايات الخاصة ان ابا جعفر عليه السلام قال ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لما اسرى بي نزل جبرئيل بالبراق وهو أصغر من البغل واكبر من الحمار مضطرب الاذنين عيناه في حوافره خطاه مد البصر، وله جناحان يجريان به من خلفه عليه سرج من ياقوت فيه من كل لون أهدب العرف الايمن(2) فوقفه على باب خديجة و

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا " فلما فرغ التفت اليه فقال: " فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " إلى قوله " مهتدين " ثم ذكر الحديث الاتي عن أبي عبيدة الحذاء.

(2) العرف - بالضم -: شعر عنق الفرس.

وأهدب العرف اي طويله وكثيره مرسلا من الجانب الايمن.

[ * ]

[321]

دخل على رسول الله صلى الله عليه واله فمرح البراق(1) فخرج اليه جبرئيل وقال: اسكن فانما يركبك أحب خلق الله اليه، فسكن فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فركب ليلا فتوجه نحو بيت المقدس فاستقبله شيخ فقال جبرئيل: هذا أبوك ابراهيم فثنى رجله وهم بالنزول فقال جبرئيل: كما أنت فجمع ما شاء من الانبياء في بيت المقدس، فأذن جبرئيل وتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصلى بهم ثم قال ابوجعفر عليه السلام: في قوله تعالى: " فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " هؤلاء الانبياء الذين جمعوا " فلا تكونن من الممترين " قال فلم يشك رسول الله صلى الله عليه واله ولم يسأل.

131 - في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاء‌تهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم قال: الذين جحدوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقوله تعالى: " ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون " قال: عرضت عليهم الولاية وقد فرض الله تعالى عليهم الايمان بها فلم يؤمنوا.

132 - في تفسير العياشي عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي جعفر عليه السلام كتب امير المؤمنين عليه السلام قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه واله ان جبرئيل عليه السلام حدثه ان يونس ابن متى بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة(2) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة واعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله(3) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به واتباعه ثلثا وثلثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم احدهما روبيل والآخر تنوخا، وكان روبيل من اهل بيت العلم والنبوة والحكمة و كان قديم الصحبة ليونس بن متي من قبل ان يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة(4) وليس له علم ولا حكم.

وكان روبيل

___________________________________

(1) المرح: شدة النشاط والفرح.

(2) اي يصيبه البأس والغضب.

(3) تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه.

(4) انهمك في الامر: جد فيه ولج.

[ * ]

[322]

صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه و يأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل و حكمته وقديم صحبته، فلما راى يونس ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر فشكى ذلك إلى ربه، وكان فيما شكى ان قال: يارب انك بعثتني إلى قومي ولي ثلثون سنة، فلبثت فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتي واخوفهم عذابك ونقمتك ثلثا وثلثين سنة فكذبوني ولم يؤمنوا بي وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالتي وقد تواعدوني وخفت ان يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لا يؤمنون.

قال: فأوحى الله إلى يونس ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وانا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يايونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي احب ان اتأناهم(1) وارفق بهم وانتظر توبتهم، وانما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم وتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الدواء فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم تسهم بسياسه المرسلين، ثم سألتني مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي وابلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي واجبته حين دعاني.

فقال يونس: يارب انما غضبت عليهم فيك، وانما دعوت عليهم حين غضبوك، فوعزتك لا انعطف عليهم برأفة ابدا ولا انظر اليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم اياي وجحد نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون ابدا، فقال الله: يايونس انهم مأة الف او يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي، ومحبتي ان أتاناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وانت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمي فيهم يايونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك

___________________________________

(1) من التأني اي الرفق والمداراة.

[ * ]

[323]

فيهم ظاهر لا باطن له يايونس قد أجبتك إلى ما سألت من انزال العذاب عليهم، وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك.

قال: فمر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته فانطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم وقال له: انطلق حتى اعلمهم بما اوحى الله الي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره فانه رجل عالم حكيم من اهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما اوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الاربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى اعلمهم ذلك؟ فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم و اسأله ان يصرف عنهم العذاب فانه غنى عن عذابهم وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك، باضر لك عنده ولا أسوء لمنزلتك لديه ولعل قومك بعد ما سمعت ورايت من كفرهم و جحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأناهم، فقال له تنوخا: ويحك ياروبيل ما اشرت على يونس وامرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم لنبيه وتكذيبهم اياه، واخراجهم اياه من مساكنه وما هموا به من رجمه فقال روبيل لتنوخا: اسكت فانك رجل عابد لا علم لك ثم اقبل على يونس فقال: أرأيت يايونس اذا انزل الله العذاب على قومك انزله فيهلكهم جميعا او يهلك بعضا ويبقى بعض؟ فقال له يونس: بل يهلكهم جميعا وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فاراجع الله فيهم واسأله ان يصرف عنهم، فقال له روبيل: أتدري يايونس لعل الله اذا انزل عليهم العذاب فاحسوا به ان يتوبوا اليه ويستغفروه فيرحمهم، فانه ارحم الراحمين ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله انه ينزل عليهم العذاب يوم الاربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا؟ فقال له تنوخا: ويحك ياروبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل ان الله أوحى اليه ان العذاب ينزل عليهم فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله، اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فسد رأيك ثم اقبل على يونس فقال:

[324]

أنزل الوحي والامر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من انزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت اذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم أليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس ويهلك على يدك مأة ألف من الناس.

فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه فأخبرهم ان الله أوحى اليه انه منزل العذاب عليهم يوم الاربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله وكذبوه وأخرجوه من قريتهم اخراجا عنيفا(1) فخرج يونس و معه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد وأقاما ينتظران العذاب.

وأقام روبيل مع قومه في قريتهم حتى اذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل(2) بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: انا روبيل الشفيق عليكم الرحيم بكم إلى ربه، قد أنكرتم عذاب الله هذا شوال قد دخل عليكم وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم ان الله أوحى اليه: ان العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الاربعاء بعد طلوع الشمس ولن يخلف الله وعده رسله فانظروا ماذا أنتم صانعون؟ فأفزعهم كلامه فوقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب فأجفلوا(3) نحو روبيل وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا ياروبيل؟ فانك رجل عالم حكيم لم نزل نعرفك بالرقة علينا والرحمة لنا وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك؟ فقال لهم روبيل: فاني أرى لكم وأشير عليكم ان تنظروا وتعمدوا اذا طلع الفجر يوم الاربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الاطفال عن الامهات في أسفل الجبل في طريق الاودية، وتقفوا النساء في سفح الجبل(4) ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فعجوا عجيج الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله والتوبة اليه

___________________________________

(1) العنف: ضد الرفق والعنيف: الشديد من القول والسير.

(2) صراخ صراخا: صاح شديدا.

(3) اي اسرعوا نحوه بالذهاب.

(4) السفح: اسفل الجبل.

[ * ]

[325]

والاستغفار له، وارفعوا رؤسكم إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا وكذبنا نبيك وتبنا اليك من ذنوبنا وان لا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين فاقبل توبتنا وارحمنا ياأرحم الراحمين، ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة اليه حتى توارى الشمس بالحجاب او يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.

فاجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الاربعاء الذي توقعوا العذاب تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب اذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الاربعاء فعل قوم يونس ما امرهم روبيل به فلما بزغت الشمس(1) أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف(2) فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله وتابوا اليه واستغفروه وصرخت الاطفال بأصواتها تطلب امهاتهم، وعجت سخال البهائم(3) تطلب الثدي وعجت الانعام تطلب الرعا، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان صيحتهم و صراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم.

فلما أن زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى رحمهم الرحمن فاستجاب دعاؤهم وقبل توبتهم وأقالهم عثرتهم، وأوحى إلى اسرافيل عليه السلام ان اهبط إلى قوم يونس فانهم قد عجوا الي بالبكاء والتضرع وتابوا الي و استغفروني فرحمتهم وتبت عليهم، وانا الله التواب الرحيم اسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم وأنا الله أحق من وفى بعهده وقد أنزلته عليهم ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب ان اهلكهم فاهبط اليهم فاصرف عنهم ما قد

___________________________________

(1) بزغت الشمس: طلعت.

(2) الصرير: الصوت الشديد.

وحفيف الريح: صوتها في كل ما مرت به.

(3) السخال: جمع السخلة: ولد الشاة.

[ * ]

[326]

نزل بهم من عذابي، فقال اسرافيل: يارب ان عذابك قد بلغ اكتافهم وكاد ان يهلكهم وما اراه الا وقد نزل بساحتهم فالى اين اصرفه؟ فقال الله: كلا اني قد امرت ملائكتي ان يصرفوه ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم امري فيهم وعزيمتي، فأهبط يااسرافيل عليهم واصرفه عنهم، واصرف به إلى الجبال بناحية مفاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية(1) العادية المستطيلة على الجبال، فاذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا، فهبط اسرافيل فنشر اجنحته فاستاق بها(2) ذلك العذاب حتى ضرب بها تلك الجبال التي اوحى الله اليه ان يصرفه اليها، قال ابوجعفر عليه السلام: وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم فصارت حديدا إلى يوم القيمة.

فلما راى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا اليهم نساء‌هم واولادهم واموالهم وحمدوا الله على ما صرف عنهم، و اصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم واهلكهم جميعا لما خفيت أصواتهم عنهما، فاقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار اليه القوم فلما دنوا من القوم و استقبلتهم الحطابون والحماة والرعاة بأعناقهم ونظروا إلى اهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: ياتنوخا كذبني الوحى(3) وكذبت وعدي لقومي لا وعزة ربي لا يرون لي وجها ابدا بعد ما كذبني الوحي، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية بحر ايلة(4) مستنكرا فرارا من أن يراه احد من قومه فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: " وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه " الآية و

___________________________________

(1) الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة.

(2) استاق الماشية: حثها على السير من خلف، عكس قادها.

(3) اي باعتقاد القوم.

(4) قال المجلسي (ره): قوله " مغاضبا لربه " اي على قومه لربه تعالى، اي كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه " انتهى " وايلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل آخر الحجاز واول الشام.

[ * ]

[327]

رجع تنوخا إلى القرية، فلقى روبيل فقال له ياتنوخا: اي الرأيين كان اصوب واحق؟ ارأيي او رأيك؟ فقال له تنوخا: بل رايك كان اصوب ولقد كنت اشرت برأي العلماء والحكماء، وقال له تنوخا: اما اني لم ازل ارى اني افضل منك لزهدي وفضل عبادتي حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما اعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى افضل من الزهد والعبادة بلا علم، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس على وجهه مغاضبا لربه، فكان من قصته ما اخبر الله في كتابه إلى قوله: " فآمنوا فمتعناهم إلى حين ".

قال ابوعبيدة: قلت لابي جعفر عليه السلام كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع اليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟ قال: اربعة اسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء وسبعا منها في رجوعه إلى قومه فقلت له: وما هذه الاسابيع شهورا وايام او ساعات فقال: يابا عبيدة ان العذاب اتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة ايام في مسيره إلى البحر، وسبعة ايام في بطن الحوت، وسبعة ايام تحت الشجرة بالعراء وسبعة ايام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما، ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال: فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعناهم.

133 - عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما أظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك؟ قال: كان في العلم انه يصرف عنهم.

134 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه دعى الله عليهم فأصبحوا اول يوم صفر، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال: وكان الله أوعدهم أن يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن، والبقر وأولادها ولبسوا المسوح(1) والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم، والرماد

___________________________________

(1) المسوح جمع المسح - بالكسر -: الكساء من شعر.

[ * ]

[328]

على رؤسهم، وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا: آمنا باله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد(1) قال: وأصبح يونس وهو يظن انهم هلكوا، فوجدهم في عافية.

135 - عن معمر قال: قال أبوالحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب فرقوا بينهم وبين اولادهم وبين البهايم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا فكشف الله العذاب عنهم.

وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

136 - في تهذيب الاحكام علي بن الحسن عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن أبان بن عثمان الاحمر عن كثير النوا عن ابيجعفر عليه السلام انه قال وقد ذكر يوم عاشورا: وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس.

137 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن ابيه عن ابي بصير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: لاي علة صرف الله عزوجل العذاب عن قوم يونس وقد اظلهم ولم يفعل ذلك بغيرهم من الامم؟ فقال: لانه كان في علم الله عزوجل انه سيصرفه عنهم لتوبتهم وانما ترك اخبار يونس بذلك لانه عزوجل اراد ان يفرغه لعبادته في بطن الحوت فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته.

138 - وباسناده إلى سماعة انه سمعه عليه السلام وهو يقول: ما رد الله العذاب عن قوم قد اظلهم الا قوم يونس، فقلت: أكان قد اظلهم؟ فقال: نعم حتى نالوه باكفهم، قلت: فكيف كان ذلك؟ قال: كان في العلم المثبت عند الله عزوجل الذي لم يطلع عليه أحد انه سيصرفه عنهم.

139 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل قال: قال لي ابوعبدالله عليه السلام: ما رد الله عزوجل العذاب الا عن قوم يونس وكان يونس عليه السلام يدعوهم إلى الاسلام فيأبوا ذلك، فهم ان يدعوا عليهم وكان فيهم رجلان: عابد وعالم.

وكان اسم احدهما مليخا والآخر اسمه روبيل، وكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم وكان العالم ينهاه، ويقول: لا تدعو عليهم فان الله يستجيب لك ولا يحب هلاك عباده، فقبل قول العابد ولم يقبل قول العالم، فدعى عليهم فأوحى الله اليه: يأتيهم العذاب في سنة كذا

___________________________________

(1) قال الحموي: آمد - بكسر الميم - أعظم ديار بكر.

[ * ]

[329]

وكذا في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقى العالم فيهم، فلما كان ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم لهم: ياقوم افزعوا إلى الله عزوجل فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع؟ قال اجتمعوا واخرجوا إلى المفازة وفرقوا بين النساء والاولاد وبين الابل واولادها، وبين البقر واولادها وبين الغنم واولادها ثم ابكو وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال وقد كان نزل وقرب منهم، فاقبل يونس لينظر كيف اهلكهم الله فراى الزارعون يزرعون في ارضهم، قال لهم ما فعل قوم يونس؟ فقالوا له ولم يعرفوه: ان يونس دعا عليهم فاستجاب الله عزوجل له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب على الجبال، فهم اذن يطلبون يونس ليؤمنوا به فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله تعالى والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

140 - وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن حوت ثلثة ايام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر: " لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين " فاستجاب الله له فاخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فألقاه إلى الساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع، فكان يمصه ويستظل به و بورقه، وكان تساقط شعره ورق جلده، وكان يونس يسبح ويذكر الله بالليل والنهار فلما ان قوى واشتد بعث الله دودة فاكلت اسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست، فشق ذلك على يونس فظل حزينا، فأوحى الله اليه: مالك حزينا يايونس؟ قال: يارب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست؟ قال: يايونس أحزنت بشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها أن يبست حين استغنيت عنها، ولم تحزن لاهل نينوى أكثر من مأة ألف أردت ان ينزل عليهم العذاب، ان اهل نينوى آمنوا واتقوا فارجع اليهم، فانطلق يونس إلى قومه فلما دنى من نينوى استحيى أن يدخل، فقال لراع لقيه: إئت اهل نينوى فقل لهم: ان يونس قد جاء، قال الراعي: أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب؟ قال له يونس: اللهم ان هذه الشاة تشهد لك أني

[330]

يونس، فانطقت الشاة له بأنه يونس، فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم أخذوه وهموا بضربه، فقال: لي بينة بما أقول، قالوا: من يشهد؟ قال: هذه الشاة تشهد، فشهدت انه صادق وان يونس قد رده الله اليهم، فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاؤا به وآمنوا وحسن ايمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب.

141 - وعن علي عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدبا فأظلته من الشمس فسكن، ثم امر الشجرة فتنحت عنه ووقع الشمس عليه فجزع، فأوحى الله اليه: يايونس لم لم ترحم مأة ألف أو يزيدون وأنت تجزع ساعة؟ فقال: رب عفوك عفوك، فرد الله بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به وهو قوله: " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعناهم إلى حين ".

142 - في الكافي باسناده إلى ابي عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس.

143 - في روضة الكافي عنه عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبدالله ابن سنان عن معروف بن خربوذ عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل رياح رحمة ورياح عذاب، فان شاء ان يجعل الرياح من العذاب رحمة فعل، قال: ولن يجعل الرحمة من الريح عذابا قال: وذلك انه لم يرحم قوما قط اطاعوه فكانت طاعتهم اياه وبالا عليهم الا من بعد تحولهم عن طاعته، قال: وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب وقضاه، ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة، فصرفه عنهم وقد انزله عليهم وغشيهم، وذلك لما آمنوا به وتضرعوا اليه.

144 - فيمن لا يحضره الفقيه وفي العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان " رحمه الله " عن الرضا عليه السلام قال: انما جعل للكسوف صلوة لانه من آيات الله عزوجل لا يدري ألرحمة ظهرت ام لعذاب؟ فأحب النبي صلى الله عليه واله ان تفزع امته إلى خالقها و راحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين

[331]

تضرعوا إلى الله عزوجل.

145 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا عبدالله بن تميم القرشي قال حدثنا ابي عن احمد بن علي الانصاري عن ابي الصلت عبدالسلام بن صالح الهروي قال: سأل المأمون ابا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله جل ثناؤه: ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله فقال الرضا عليه السلام: حدثني ابي موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين بن علي عن علي بن ابي طالب عليهم السلام قال: ان المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله: لو اكرهت يارسول الله من قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوتنا على عدونا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كنت لالقى الله تعالى ببدعة لم يحدث الي فيها شيئا وما انا من المتكلفين، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه يامحمد ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا على سبيل الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس وفي الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا ولكني اريد منهم ان يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " واما قوله: " وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله " فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها، ولكن على معنى انها ما كانت لتؤمن الا باذن الله واذنه امره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة، وإلجاؤه اياها إلى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها فقال المأمون: فرجت عني فرج الله عنك.

146 - في كتاب التوحيد ابي رحمه الله قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن ابيه قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: اجعلوا امركم لله ولا تجعلوه للناس فانه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، لا تخاصموا الناس لدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب، ان الله عزوجل قال لنبيه: " انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء " وقال: " افأنت

[332]

تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ذروا الناس فان الناس اخذوا عن الناس وانكم اخذتم عن رسول الله صلى الله عليه واله، واني سمعت ابي يقول: ان الله عزوجل اذا كتب على عبد ان يدخل في هذا الامر كان اسرع اليه من الطير إلى وكره(1).

147 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبدالله عن احمد بن هلال عن امية بن علي عن داود الرقي قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون قال: الآيات هم الائمة والنذر هم الانبياء عليهم السلام.

148 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبدالله بن يحيى الكاهلي عن ابيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله اتاه جبرئيل بالبراق فركبها، فأتى بيت المقدس فلقى من لقى من اخوانه من الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين ثم رجع، فحدث اصحابه اني اتيت بيت المقدس ورجعت من الليلة وقد جاء‌ني جبرئيل بالبراق فركبتها، وآية ذلك اني مررت بعير لابي سفيان على ماء لبني فلان، وقد اضلوا جملا لهم أحمر، وقد هم القوم في طلبه فقال بعضهم لبعض: انما جاء الشام وهو راكب سريع، ولكنكم قد أتيتم الشام وعرفتموها فاسئلوه عن أسواقها وابوابها وتجارها، فقالوا: يارسول الله كيف الشام وكيف اسواقها؟ قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله اذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينما هو كذلك اذ أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يارسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله صلى الله عليه واله فاذا هو بالشام بأبوابها واسوقها وتجارها، فقال: اين السائل عن الشام؟ فقال له: فلان وفلان، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه واله في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم الا قليل: وهو قول الله تبارك وتعالى: " وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: نعوذ بالله ان لا نؤمن بالله

___________________________________

(1) الوكر: عش الطائر.

[ * ]

[333]

149 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ في الفرج؟ فقال: اوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج؟ ان الله يقول: انتظروا اني معكم من المنتظرين.

150 - عن مصقلة الطحان عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ما يمنعكم ان تشهدوا على من مات منكم على هذا الامر انه من أهل الجنة ان الله يقول: كذلك حقا علينا ننج المؤمنين.

[334]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22216401

  • التاريخ : 3/02/2025 - 22:49

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net