00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الطلاق وسورة التحريم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

* (سورة الطلاق) *

 [ مدنية وآياتها اثنتا عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها النبي) * المراد أمته بقرينة ما بعده أو قل لهم * (إذا طلقتم النساء) * أي أردتم الطلاق * (فطلقوهن لعدتهن) * لاولها بأن يكون الطلاق في طهر لم تمس فيه لتفسيره صلى الله عليه وسلم بذلك، رواه الشيخان * (وأحصوا العدة) * احفظوها لتراجعوا قبل فراغها * (واتقوا الله ربكم) * أطيعوه في أمره ونهيه * (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن) * منها حتى تنقضي عدتهن * (إلا أن يأتين بفاحشة) * زنا * (مبينة) * بفتح الياء وكسرها، بينت أو بينة فيخرجن لاقامة الحد عليهن * (وتلك) * المذكورات * (حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك) * الطلاق * (أمرا) * مراجعة فيما إذا كان واحدة أو اثنتين (2) * (فإذا بلغن أجلهن) * قاربن انقضاء عدتهن * (فأمسكوهن) * بأن تراجعوهن * (بمعروف) * من غير ضرار * (أو فارقوهن بمعروف) * أتركوهن حتى تنقضي عدتهن ولا تضاروهن بالمراجعة * (وأشهدوا ذوي عدل منكم) * على المراجعة أو الفراق * (وأقيموا الشهادة لله) * لا للمشهود عليه أو له * (ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * من كرب الدنيا والآخرة

______________________________

أسباب نزول الآية 10 وأخرج ابن جرير عن قتادة قال كان المنافقون يتناجون بينهم وكان ذلك يغيظ المؤمنين ويكبر عليهم فأنزل الله (إنما النجوى من الشيطان) الآية. أسباب نزول الآية 11 وأخرج أيضا عنه قال كانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجلسهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت = (*)

 

[ 749 ]

(3) * (ويرزقه من حيث لا يحتسب) يخطر بباله * (ومن يتوكل على الله) * في أموره * (فهو حسبه) * كافيه * (إن الله بالغ أمره) * مراده وفي قراءة بالاضافة * (قد جعل الله لكم شئ) * كرخاء وشدة * (قدرا) * ميقاتا (4) * (واللائي) * بهمزة وياء وبلا ياء في الموضعين * (يئسن من المحيض) * بمعنى الحيض * (من نسائكم إن ارتبتم) * شككتم في عدتهن * (فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن) * لصغرهن فعدتهن ثلاثة أشهر والمسألتان في غير المتوفى عنهن أزواجهن أما هن فعدتهن ما في آية (يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا * (وأولات الاحمال أجلهن) * انقضاء عدتهن مطلقات أو متوفى عنهن أزواجهن * (أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) * في الدنيا والآخرة (5) * (ذلك) * المذكور في العدة * (أمر الله) * حكمه * (أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا) * (6) * (أسكنوهن) * أي المطلقات * (من حيث سكنتم) * أي بعض مساكنكم * (من وجدكم) * أي سعتكم عطف بيان أو بدل مما قبله بإعادة الجار وتقدير مضاف، أي أمكنة سعتكم لا ما دونها * (ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن) * المساكن فيحتجن إلى الخروج أو النفقة فيفتدين منكم * (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم) * أولادكم منهن * (فآتوهن أجورهن) * على الارضاع * (وأتمروا بينكم) * وبينهن * (بمعروف) * بجميل في حق الاولاد بالتوافق على أجر معلوم على الارضاع * (وإن تعاسرتم) * تضايقتم في الارضاع فامتنع الاب من الاجرة والام من فعله * (فترضع له) * للاب * (أخرى) * ولا تكره الام على إرضاعه

______________________________

= (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس) الآية، وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت يوم الجمعة وقد جاء ناس من أهل بدر وفي المكان ضيق فلم يفسح لهم فقاموا على أرجلهم فأقام صلى الله عليه وسلم نفرا بعدتهم وأجلسهم مكانهم فكره أولئك النفر ذلك فنزلت. أسباب نزول الآية 12 و 13 وأخرج من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال إن المسلمين أكثروا المسائل على = (*)

 

[ 750 ]

(7) * (لينفق) * على المطلقات والمرضعات * (ذو سعة من سعته ومن قدر) * ضيق * (عليه رزقه فلينفق مما آتاه) * أعطاه * (الله) * على قدره * (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) * وقد جعله بالفتوح (8) * (وكأين) * هي كاف الجر دخلت على أي بمعنى كم * (من قرية) * أي وكثير من القرى * (عتت) * عصت يعني أهلها * (عن أمر ربها ورسله فحاسبناها) * في الآخرة وإن لم تجئ لتحقق وقوعها * (حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا) * بسكون الكاف وضمها فظيعا وهو عذاب النار. (9) * (فذاقت وبال أمرها) * عقوبته * (وكان عاقبة أمرها خسرا) * خسارا وهلاكا. (10) * (أعد الله لهم عذابا شديدا) * تكرير الوعيد توكيد * (فاتقوا الله يا أولي الالباب) * أصحاب العقول * (الذين آمنوا) * نعت للمنادى أو بيان له * (قد أنزل الله إليكم ذكرا) * هو القرآن. (11) * (رسولا) * أي محمدا صلى الله عليه وسلم منصوب بفعل مقدر، أي وأرسل * (يتلو عليكم آيات الله مبينات) * بفتح الياء وكسرها كما تقدم * (ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * بعد مجئ الذكر والرسول * (من الظلمات) * الكفر الذي كانوا عليه * (إلى النور) * الايمان الذي قام بهم بعد الكفر * (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله) * وفي قراءة بالنون * (جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) * هو رزق الجنة التي لا ينقطع نعيمها.

______________________________

= رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف عن نبيه فأنزل (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم) الآية، فلما نزلت صبر كثير من الناس وكفوا عن المسألة فأنزل الله بعد ذلك (أأشفقتم) الآية، وأخرج الترمذي وحسنه وغيره عن علي قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين ندي نجواكم صدقة) قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى ؟ دينار قلت لا يطيقونه، قال نصف دينار قلت لا يطيقونه قال ؟ فكم ؟ قلت شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية فبي خفف الله عن هذه الامة قال الترمذي حسن. (*)

 

[ 751 ]

(12) * (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن) * يعني سبع أرضين * (يتنزل الامر) * الوحي * (بينهن) * بين السماوات والارض ينزل به جبريل من السماء السابعة إلى الارض السابعة * (لتعلموا) * متعلق بمحذوف، أي أعلمكم بذلك الخلق والتنزيل * (أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما) *.

 [ سورة التحريم ]

[ مدنية وآياتها اثنتا عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) * من أمتك مارية القبطية لما واقعها في بيت حفصة وكانت غائبة فجاءت وشق عليها كون ذلك في بيتها وعلى فراشها حيث قلت: هي حرام علي * (تبتغي) * بتحريمها * (مرضات أزواجك) * أي رضاهن * (والله غفور رحيم) * غفر لك هذا التحريم. (2) * (قد فرض الله) * شرع * (لكم تحلة أيمانكم) * تحليلها بالكفارة المذكورة في سورة " المائدة " ومن الايمان تحريم الامة وهل كفر صلى الله عليه وسلم ؟ قال مقاتل: أعتق رقبة في تحريم مارية، وقال الحسن: لم يكفر لانه صلى الله عليه وسلم مغفور له * (والله مولاكم) * ناصركم * (وهو العليم الحكيم) *. (3) * (و) * اذكر * (إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) * هي حفصة * (حديثا) * هو تحريم مارية وقال لها لا تفشيه * (فلما نبأت به) * عائشة ظنا منها أن لا حرج في ذلك * (وأظهره الله) * أطلعه * (عليه) * على المنبأ به * (عرف بعضه) * لحفصة * (وأعرض عن بعض) * تكرما منه * (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) * أي الله.

______________________________

أسباب نزول الآية 14 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله تعالى (ألم تر إلى الذين تولوا قوما) الآية قال بلغنا أنها نزلت في عبد الله بن نبتل. أسباب نزول الآية 18 وأخرج والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل حجره وقد كاد الظل = (*)

 

[ 752 ]

(4) * (إن تتوبا) * أي حفصة وعائشة * (إلى الله فقد صغت قلوبكما) * مالت إلى تحريم مارية، أي سركما ذلك مع كراهة النبي صلى الله عليه وسلم له وذلك ذنب، وجواب الشرط محذوف أي تقبلا، وأطلق قلوب على قلبين ولم يعبر به لاستثقال الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة * (وإن تظاهرا) * بإدغام التاء الثانية في الاصل في الظاء، وفي قراءة بدونها تتعاونا * (عليه) * أي النبي فيما يكرهه * (فإن الله هو) * فصل * (مولاه) * ناصره * (وجبريل وصالح المؤمنين) * أبو بكر وعمر رضي الله عنهما معطوف على محل اسم إن فيكونون ناصريه * (والملائكة بعد ذلك) * بعد نصر الله والمذكورين * (ظهير) * ظهراء أعوان له في نصره عليكما (5) * (عسى ربه إن طلقكن) * أي طلق النبي أزواجه * (أن يبدله) * بالتشديد والتخفيف * (أزواجا خيرا منكن) * خبر عسى والجملة جواب الشرط ولم يقع التبديل لعدم وقوع الشرط * (مسلمات) * مقرات بالاسلام * (مؤمنات) * مخلصات * (قانتات) * مطيعات * (تائبات عابدات سائحات) * صائمات أو مهاجرات * (ثيبات وأبكارا) *. (6) * (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم) * بالحمل على طاعة الله * (نارا وقودها الناس) * الكفار * (والحجارة) * كأصنامهم منها، يعني أنها مفرطة الحرارة تتقد بما ذكر لا كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه * (عليها ملائكة) * خزنتها عدتهم تسعة عشر كما سيأتي في " المدثر " * (غلاظ) * من غلظ القلب * (شداد) * في البطش * (لا يعصون الله ما أمرهم) * بدل من الجلالة، أي لا يعصون أمر الله * (ويفعلون ما يؤمرون) * تأكيد والآية تخويف للمؤمنين عن الارتداد وللمنافقين المؤمنين بألسنتهم دون قلوبهم. (7) * (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم) * يقال لهم ذلك عند دخولهم النار، أي لانه لا ينفعكم * (إنما تجزون ما كنتم تعملون) * أي جزاءه. (8) * (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) * بفتح النون وضمها: صادقة، بأن لا يعاد إلى الذنب ولا يراد العود إليه * (عسى ربكم) * ترجية تقع * (أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات) * بساتين * (تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله) *

______________________________

= أن يتقلص فقال إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعيني شيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليه رجل أزرق أعور فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له حين رآه علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ فقال ذرني آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا له ما قالوا وما فعلوا فأنزل الله (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم) الآية. (*)

 

[ 753 ]

بإدخال النار * (النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم) * أمامهم * (و) * يكون * (بأيمانهم يقولون) * مستأنف * (ربنا أتمم لنا نورنا) * إلى الجنة والمنافقون يطفأ نورهم * (واغفر لنا) * ربنا * (إنك على كل شئ قدير) *. (9) * (يا أيها النبي جاهد الكفار) * بالسيف * (والمنافقين) * باللسان والحجة * (واغلظ عليهم) * بالانتهار والمقت * (ومأواهم جهنم وبئس المصير) * هي. (10) * (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) * في الدين إذ كفرتا وكانت امرأة نوح واسمها واهلة تقول لقومه: إنه مجنون، وامرأة لوط واسمها واعلة تدل قومه على أضيافه إذا نزلوا به ليلا بإيقاد النار ونهارا بالتدخين * (فلم يغنيا) * أي نوح ولوط * (عنهما من الله) * من عذابه * (شيئا وقيل) * لهما * (ادخلا النار مع الداخلين) * من كفار قوم نوح وقوم لوط. (11) * (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) * آمنت بموسى واسمها آسية فعذبها فرعون بأن أوتد يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها الملائكة * (إذ قالت) * في حال التعذيب * (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) * فكشف لها فرأته فسهل عليها التعذيب * (ونجني من فرعون وعمله) * وتعذيبه * (ونجني من القوم الظالمين) * أهل دينه فقبض الله روحها، وقال ابن كيسان: رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب. (12) * (ومريم) * عطف على امرأة فرعون * (ابنة عمران التي أحصنت فرجها) * حفظته * (فنفخنا فيه من روحنا) * أي جبريل حيث نفخ في جيب درعها بخلق الله تعالى فعله الواصل إلى فرجها فحملت بعيسى * (وصدقت بكلمات ربها) * شرائعه * (وكتبه) * المنزلة * (وكانت من القانتين) * من القوم المطيعين.

______________________________

أسباب نزول الآية 22 وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب قال نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله) الآية وأخرج الطبراني والحاكم في المستدرك بلفظ جعل والد أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابي عبيدة يوم بدر وجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فنزلت وأخرج = (*)

 

[ 754 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400916

  • التاريخ : 19/04/2024 - 03:00

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net