00989338131045
 
 
 
 
 
 

  سورة الممتحنة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 [ سورة الممتحنة ]

 [ مدنية وآياتها ثلاث عشرة ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم) * أي كفار مكة * (أولياء تلقون) * توصلون * (إليهم) * قصد النبي صلى الله عليه وسلم غزوهم الذي أسره إليكم وورى بحنين * (بالمودة) * بينكم وبينهم كتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم كتابا بذلك لما له عندهم من الاولاد والاهل المشركين فاسترده النبي صلى الله عليه وسلم ممن أرسله معه بإعلام الله تعالى له بذلك وقبل عذر حاطب فيه * (وقد كفروا بما جاءكم من الحق) * أي دين الاسلام والقرآن * (يخرجون الرسول وإياكم) * من مكة بتضييقهم عليكم * (أن تؤمنوا) * أي لاجل أن آمنتم * (بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا) * للجهاد * (في سبيلي وابتغاء مرضاتي) * وجواب الشرط دل عليه ما قبله، أي فلا تتخذوهم أولياء * (تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم) * أي إسرار خبر النبي إليهم * (فقد ضل سواء السبيل) * أخطأ طريق الهدى، والسواء في الاصل الوسط.

______________________________

= أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون). (سورة النجم) أسباب نزول الآية 32 أخرج الواحدي والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت بن الحارث الانصاري قال كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير هو صديق فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال كذبت اليهود ما من نسمة يخلقه الله في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد فأنزل الله عند ذلك هذه الآية (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الارض) الآية. (*)

 

[ 735 ]

(2) * (إن يثقفوكم) * يظفروا بكم * (يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم) * بالقتل والضرب * (وألسنتهم بالسوء) * بالسب والشتم * (وودوا) * تمنوا * (لو تكفرون) *. (3) * (لن تنفعكم أرحامكم) * قراباتكم * (ولا أولادكم) * المشركون الذين لاجلهم أسررتم الخبر من العذاب في الآخرة * (يوم القيامة يفصل) * بالبناء للمفعول والفاعل * (بينكم) * وبينهم فتكونون في الجنة وهم في جملة الكفار في النار * (والله بما تعملون بصير) *. (4) * (قد كانت لكم إسوة) * بكسر الهمزة وضمها في الموضعين، قدوة * (حسنة في إبراهيم) * أي به قولا وفعلا * (والذين معه) * من المؤمنين * (إذ قالوا لقومهم إنا براء) * جمع برئ كظريف * (منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم) * أنكرناكم * (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية واوا * (حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لابيه لاستغفرن لك) * مستثنى من أسوة، فليس لكم التأسي به في ذلك بأن تستغفروا للكفار وقوله * (وما أملك لك من الله) * أي من عذابه وثوابه * (من شئ) * كنى به عن أنه لا يملك له غير الاستغفار فهو مبني عليه مستثنى من حيث المراد منه وإن كان من حيث ظاهره مما يتأسى فيه (قل فمن يملك لكم من الله شيئا) واستغفاره له قبل أن يتبين له أنه عدو لله كما ذكره في " براءة " * (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) * من مقول الخليل ومن معه أي قالوا: (5) * (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) * أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتنوا، أي تذهب عقولهم بنا * (واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم) * في ملكك وصنعك.

______________________________

أسباب نزول الآيات 33 - 41 وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة فجاء رجل يريد أن يحمل فلم يجد ما يخرج عليه فلقي صديقا له فقال أعطني شيئا فقال أعطيك بكري هذا على أن تتحمل ذنوبي فقال له نعم فأنزل (أفرأيت الذي تولى) الآيات وأخرج عن دراج أبي السمح قال خرجت سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمله فقال لا أجد = (*)

 

[ 736 ]

(6) * (لقد كان لكم) * يا أمة محمد جواب قسم مقدر * (فيهم إسوة حسنة لمن كان) * بدل اشتمال من كم بإعادة الجار * (يرجو الله واليوم الآخر) * أي يخافهما أو يظن الثواب والعقاب * (ومن يتول) * بأن يوالي الكفار * (فإن الله هو الغني) * عن خلقه * (الحميد) * لاهل طاعته. (7) * (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم) * من كفار مكة طاعة لله تعالى * (مودة) * بأن يهديهم للايمان فيصيروا لكم أولياء * (والله قدير) * على ذلك وقد فعله بعد فتح مكة * (والله غفور) * لهم ما سلف * (رحيم) * بهم. (8) * (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم) * من الكفار * (في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم) * بدل اشتمال من الذين * (وتقسطوا) * تقضوا * (إليهم) * بالقسط، أي بالعدل وهذا قبل الامر بجهادهم * (إن الله يحب المقسطين) * العادلين. (9) * (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا) * عاونوا * (على إخراجكم أن تولوهم) * بدل اشتمال من الذين، أي تتخذوهم أولياء * (ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) *. (10) * (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات) * بألسنتهن * (مهاجرات) * من الكفار بعد الصلح معهم في الحديبية على أن من جاء منهم إلى المؤمنين يرد * (فامتحنوهن) * بالحلف على أنهن ما خرجن إلا رغبة في الاسلام لا بغضا لازواجهن الكفار ولا عشقا لرجال من المسلمين كذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلفهن * (الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن) * ظننتموهن بالحلف * (مؤمنات فلا ترجعوهن) * تردوهن * (إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم) *

______________________________

= ما أحملك عليه فانصرف حزينا فمر برجل رحاله منيخة بين يديه فشكا إليه فقال الرجل هل لك أن أحملك فتلحق الجيش بحسناتك فقال نعم فركب فنزلت (أفرأيت الذي تولى) إلى قوله (ثم يجزاه الجزاء الاوفى) وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال إن رجلا أسلم فلقيه بعض من يعيره فقال أتركت دين الاشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله قال أعطني شيئا وأنا = (*)

 

[ 737 ]

أي أعطوا الكفار أزواجهن * (ما أنفقوا) * عليهن من المهور * (ولا جناح عليكم أن تنكحوهن) * بشرطه * (إذا آتيتموهن أجورهن) * مهورهن * (ولا تمسكوا) * بالتشديد والتخفيف * (بعصم الكوافر) * زوجاتكم لقطع إسلامكم لها بشرطه، أو اللاحقات بالمشركين مرتدات لقطع ارتدادهن نكاحكم بشرطه * (واسألوا) * اطلبوا * (ما أنفقتم) * عليهن من المهور في صورة الارتداد ممن تزوجهن من الكفار * (وليسألوا ما أنفقوا) * على المهاجرات كما تقدم أنهم يؤتونه * (ذلكم حكم الله يحكم بينكم) * به * (والله عليم حكيم) *. (11) * (وإن فاتكم شئ من أزواجكم) * أي واحدة فأكثر منهن أو شئ من مهورهن بالذهاب * (إلى الكفار) * مرتدات * (فعاقبتم) * فغزوتم وغنمتم * (فآتوا الذين ذهبت أزواجهم) * من الغنيمة * (مثل ما أنفقوا) * لفواته عليهم من جهة الكفار * (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) * وقد فعل المؤمنون ما أمروا به من الايتاء للكفار والمؤمنين ثم ارتفع هذا الحكم. (12) * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن) * كما كان يفعل في الجاهلية من وأد البنات، أي دفنهن أحياء خوف العار والفقر * (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) * أي بولد ملقوط ينسبنه إلى الزوج ووصف بصفة الولد الحقيقي، فإن الام إذا وضعته سقط بين يديها ورجليها * (ولا يعصينك في) * فعل * (معروف) * هو ما وافق طاعة الله كترك النياحة وتمزيق الثياب وجز الشعور وشق الجيب وخمش الوجه * (فبايعهن) * فعل ذلك صلى الله عليه وسلم بالقول ولم يصافح واحدة منهن * (واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) *. (13) * (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) * هم اليهود * (قد يئسوا من الآخرة) * من ثوابها مع إيقانهم بها لعنادهم النبي مع علمهم بصدقه * (كما يئس الكفار) * الكائنون * (من أصحاب القبور) * أي المقبورين من خير الآخرة، إذ تعرض عليهم مقاعدهم من الجنة لو كانوا آمنوا وما يصيرون إليه من النار.

______________________________

= أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئا فقال زدني فتعاسرا حتى أعطاه وكتب كتابا وأشهد له ففيه نزلت هذه الآية (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلا وأكدى). أسباب نزول الآية 61 وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي شامخين فنزلت (وأنتم سامدون). (*)

 

[ 738 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401467

  • التاريخ : 19/04/2024 - 07:45

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net