00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحجرات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

* (سورة الحجرات) *

[ مدنية وآياتها ثماني عشرة آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا) * من قدم بمعنى تقدم، أي لا تقدموا بقول ولا فعل * (بين يدى الله ورسوله) * المبلغ عنه، أي بغير إذنهما * (واتقوا الله إن الله سميع) * لقولكم * (عليم) * بفعلكم، نزلت في مجادلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم في تأمير الاقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد ونزل فيمن رفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم (2) * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم) * إذا نطقتم * (فوق صوت النبي) * إذا نطق * (ولا تجهروا له بالقول) * إذا ناجيتموه * (كجهر بعضكم لبعض) * بل دون ذلك إجلالا له

______________________________

(سورة السجدة أو فصلت) أسباب نزول الآية 22 أخرج الشيخان والترمذي وأحمد وغيرهم عن ابن مسعود قال اختصم عن البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي فقال أحدهم أترون الله يسمع ما نقول فقال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا وقال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا فأنزل الله (وما كنتم تستترون) الآية أسباب نزول الآية 40 وأخرج ابن المنذر عن بشير بن فتح قال نزلت هذه الآية في أبي جهل وعمار بن ياسر (أفمن يلقى في النار = (*)

 

[ 685 ]

* (أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) * أي خشية ذلك بالرفع والجهر المذكورين، ونزل فيمن كان يخفض صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم (3) * (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن) * اختبر * (الله قلوبهم للتقوى) * أي لتظهر منهم * (لهم مغفرة وأجر عظيم) * الجنة، ونزل في قوم جاءوا وقت الظهيرة والنبي صلى الله عليه وسلم في منزله فنادوه (4) * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) * حجرات نسائه صلى الله عليه وسلم جمع حجرة وهي ما يحجر عليه من الارض بحائط ونحوه، وكان كل واحد منهم نادى خلف حجرة لانهم لم يعلموه في أي حجرة مناداة الاعراب بغلظة وجفاء * (أكثرهم لا يعقلون) * فيما فعلوه محلك الرفيع وما يناسبه من التعظيم. (5) * (ولو أنهم صبروا) * أنهم في محل رفع بالابتداء، وقيل فاعل لفعل مقدر، أي ثبت * (حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم) * لمن تاب منهم ونزل في الوليد بن عقبة وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق مصدقا فخافهم لترة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع وقال إنهم منعوا الصدقة وهموا بقتله، فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فجاؤوا منكرين ما قاله عنهم (6) * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) * خبر * (فتبينوا) * صدقه من كذبه، وفي قراءة فتثبتوا من الثبات * (أن تصيبوا قوما) * مفعول له، أي خشية ذلك * (بجهالة) * حال من الفاعل، أي جاهلين * (فتصبحوا) * تصيروا * (على ما فعلتم) * من الخطأ بالقوم * (نادمين) * وأرسل صلى الله عليه وسلم إليهم بعد عودهم إلى بلادهم خالدا فلم ير فيهم إلا الطاعة والخير فأخبر النبي بذلك. (7) * (واعلموا أن فيكم رسول الله) * فلا تقولوا الباطل فإن الله يخبره بالحال * (لو يطيعكم في كثير من الامر) * الذي تخبرون به على خلاف الواقع فيرتب على ذلك مقتضاه * (لعنتم) * لاثمتم دونه إثم التسبب إلى المرتب * (ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه) * حسنه * (في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) *

______________________________

= خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة). أسباب نزول الآية 44 وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قالت قريش لولا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا فأنزل الله (لقالوا لولا فصلت آياته) الآية وأنزل الله بعد هذه الآية فيه بكل لسان قال ابن جرير والقراءة على هذا أعجمي بلا استفهام. (*)

 

[ 686 ]

إستدراك من حيث المعنى دون اللفظ لان من حبب إليه الايمان إلخ غايرت صفته صفة من تقدم ذكره * (أولئك هم) * فيه التفات عن الخطاب * (الراشدون) * الثابتون على دينهم. (8) * (فضلا من الله) * مصدر منصوب بفعله المقدر، أي أفضل * (ونعمة) * منه * (والله عليم) * بهم * (حكيم) * في إنعامه عليهم. (9) * (وإن طائفتان من المؤمنين) * الآية، نزلت في قضية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا ومر على ابن أبي فبال الحمار فسد ابن أبي أنفه فقال ابن رواحة: والله لبول حماره أطيب ريحا من مسكك فكان بين قوميهما ضرب بالايدي والنعال والسعف * (اقتتلوا) * جمع نظرا إلى المعنى لان كل طائفة جماعة، وقرئ اقتتلتا * (فأصلحوا بينهما) * ثني نظرا إلى اللفظ * (فإن بغت) * تعدت * (إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ) * ترجع * (إلى أمر الله) * الحق * (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل) * بالانصاف * (وأقسطوا) * أعدلوا * (إن الله يحب المقسطين) *. (10) * (إنما المؤمنون إخوة) * في الدين * (فأصلحوا بين أخويكم) * إذا تنازعا، وقرئ إخوتكم بالفوقانية * (واتقوا الله لعلكم ترحمون) *. (11) * (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر) * الآية، نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار وصهيب، والسخرية: الازدراء والاحتقار * (قوم) * أي رجال منكم * (من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) * عند الله * (ولا نساء) * منكم * (من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم) * لا تعيبوا فتعابوا، أي لا يعب بعضكم بعضا * (ولا تنابزوا بالالقاب) * لا يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه، ومنه يا فاسق يا كافر * (بئس الاسم) * أي المذكور من السخرية واللمز والتنابز * (الفسوق بعد الايمان) * بدل من الاسم أنه فسق لتكرره عادة * (ومن لم يتب) * من ذلك * (فأولئك هم الظالمون) *.

______________________________

(سورة الشورى) أسباب نزول الآية 16 أخرج ابن المنذر عن عكرمة قال لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا فنزلت (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له) الآية. وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله (والذين يحاجون) الآية، قال هم اليهود والنصارى قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم. (*)

 

[ 687 ]

(12) * (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) * أي مؤثم وهو كثير كظن السوء بأهل الخير من المؤمنين، وهم كثير بخلافه بالفساق منهم فلا إثم فيه في نحو ما يظهر منهم * (ولا تجسسوا) * حذف منه إحدى التاءين لا تتبعوا عورات المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها * (ولا يغتب بعضكم بعضا) * لا يذكره بشئ يكرهه وإن كان فيه * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) * بالتخفيف والتشديد، أي لا يحسن به * (فكرهتموه) * أي فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم الثاني فكرهتموه فاكرهوا الاول * (واتقوا الله) * أي عقابه في الاغتياب بأن تتوبوا منه * (إن الله تواب) * قابل توبة التائبين * (رحيم) * بهم. (13) * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) * آدم وحواء * (وجعلناكم شعوبا) * جمع شعب بفتح الشين هو أعلى طبقات النسب * (وقبائل) * هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الافخاذ ثم الفصائل آخرها، مثاله خزيمة: شعب، كنانة: قبيلة، قريش: عمارة بكسر العين، قصي: بطن، هاشم: فخذ، العباس: فصيلة * (لتعارفوا) * حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضكم بعضا لا لتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم) * بكم * (خبير) * ببواطنكم. (14) * (قالت الاعراب) * نفر من بني أسد * (آمنا) * صدقنا بقلوبنا * (قل) * لهم * (لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) * إنقدنا ظاهرا * (ولما) * أي: لم * (يدخل الايمان في قلوبكم) * إلى الآن لكنه يتوقع منكم * (وإن تطيعوا الله ورسوله) * بالايمان وغيره * (لا يألتكم) * بالهمز وتركه وبإبداله ألفا: لا ينقصكم * (من أعمالكم) * أي من ثوابها * (شيئا إن الله غفور) * للمؤمنين * (رحيم) * بهم.

______________________________

أسباب نزول الآية 23 وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال قالت الانصار لو جمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالا فأنزل الله (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فقال بعضهم إنما قال هذا ليقاتل عن أهل بيته وينصرهم فأنزل الله (أم يقولون افترى على الله كذبا) إلى قوله (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) فعرض لهم التوبة إلى قوله (ويزيدهم من فضله). (*)

 

[ 688 ]

(15) * (إنما المؤمنون) * أي الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد * (الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) * لم يشكوا في الايمان * (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) * فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم * (أولئك هم الصادقون) * في إيمانهم، لا من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير الاسلام. (16) * (قل) * لهم * (أتعلمون الله بدينكم) * مضعف علم بمعنى شعر، أي أتشعرونه بما أنتم عليه في قولكم آمنا * (والله يعلم ما في السماوات وما في الارض والله بكل شئ عليم) *. (17) * (يمنون عليك أن أسلموا) * من غير قتال بخلاف غيرهم ممن أسلم بعد قتاله منهم * (قل لا تمنوا علي إسلامكم) * منصوب بنزع الخافض الباء ويقدر قبل أن في الموضعين * (بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين) * في قولكم آمنا (18) * (إن الله يعلم غيب السماوات والارض) * أي ما غاب فيهما * (والله بصير بما يعملون) * بالياء والتاء لا يخفى عليه شئ منه.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22215664

  • التاريخ : 3/02/2025 - 21:53

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net