00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الصافات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

[ سورة الصافات ]

[ مكية وآياتها 182 نزلت بعد الانعام ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والصافات صفا) * الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به (2) * (فالزاجرات زجرا) * الملائكة تزجر السحاب أي تسوقه (3) * (فالتاليات) * أي قراء القرآن يتلونه * (ذكرا) * مصدر من معنى التاليات. (4) * (إن إلهكم) * يا أهل مكة * (لواحد) *. (5) * (رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق) * أي والمغارب للشمس، لها كل يوم مشرق ومغرب. (6) * (إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) * أي بضوئها أو بها، والاضافة للبيان كقراءة تنوين زينة المبينة بالكواكب. (7) * (وحفظا) * منصوب بفعل مقدر: أي حفظناها بالشهب * (من كل) * متعلق بالمقدر * (شيطان مارد) * عات خارج عن الطاعة. (8) * (لا يسمعون) * أي الشياطين مستأنف، وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه * (إلى الملا الاعلى) * الملائكة في السماء، وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى الاصغاء وفي قراءة بتشديد الميم والسين أصله يتسمعون أدغمت التاء في السين * (ويقذفون) * أي الشياطين بالشهب * (من كل جانب) * من آفاق السماء. (9) * (دحورا) * مصدر دحره: أي طرده وأبعده وهو مفعول له * (ولهم) * في الآخرة * (عذاب واصب) * دائم. (10) * (إلا من خطف الخطفة) * مصدر: أي المرة، والاستثناء من ضمير يسمعون: أي لا يسمع إلا الشيطان الذي سمع الكلمة من الملائكة فأخذها بسرعة * (فأتبعه شهاب) * كوكب مضئ * (ثاقب) * يثقبه أو يحرقه أو يخبله.

______________________________

أسباب نزول الآية 33 قوله تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم) الآية. أخرج مسلم من طريق أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال: كان عبد الله بن أبي يقول لجارية له: اذهبي فابغينا شيئا فأنزل الله (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. وأخرج أيضا من هذا الطريق أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما على الزنا فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل = (*)

 

[ 588 ]

(11) * (فاستفتهم) * استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا * (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) * من الملائكة والسماوات والارضين وما فيهما وفي الاتيان بمن تغليب العقلاء * (إنا خلقناهم) * أي أصلهم آدم * (من طين لازب) * لازم يلصق باليد: المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير. (12) * (بل) * للانتقال من غرض إلى آخر وهو الاخبار بحاله وحالهم * (عجبت) * بفتح التاء خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم، أي من تكذيبهم إياك * (و) * هم * (يسخرون) * من تعجبك. (13) * (وإذا ذكروا) * وعظوا بالقرآن * (لا يذكرون) * لا يتعظون. (14) * (وإذا رأوا آية) * كانشقاق القمر * (يستسخرون) * يستهزءون بها. (15) * (وقالوا) * فيها * (إن) * ما * (هذا إلا سحر مبين) * بزينر، وقالوا منكرين للبعث: * (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) * في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين. (17) * (أو آباؤنا الاولون) * بسكون الواو عطفا بأو، وبفتحها والهمزة للاستفهام والعطف بالواو والمعطوف عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة الاستفهام. (18) * (قل نعم) * تبعثون * (وأنتم داخرون) * أي صاغرون. (19) * (فإنما هي) * ضمير مبهم يفسره: " زجرة " أي صيحة * (واحدة فإذا هم) * أي الخلائق أحياء * (ينظرون) * ما يفعل بهم. (20) * (وقالوا) * أي الكفار * (يا) * للتنبيه * (ويلنا) * هلاكنا، وهو مصدر لا فعل له من لفظه، وتقول لهم الملائكة: * (هذا يوم الدين) * يوم الحساب والجزاء. (21) * (هذا يوم الفصل) * بين الخلائق * (الذي كنتم به تكذبون) * ويقال للملائكة: (22) * (احشروا الذين ظلموا) * أنفسهم بالشرك * (وأزواجهم) * قرناءهم من الشياطين * (وما كانوا يعبدون) *.

______________________________

= الله (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. وأخرج الحاكم من طريق أبي الزبير عن جابر قال: كانت مسيكة لبعض الانصار فقالت: إن سيدي يكرهني على البغاء فنزلت (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. وأخرج البزار والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس قال: كانت لعبد الله بن أبي جارية تزني في الجاهلية فلما حرم الزنا قالت: لا والله لا أزني أبدا فنزلت (ولا تكرهوا فتياتكم على = (*)

 

[ 589 ]

(23) * (من دون الله) * أي غيره من الاوثان * (فاهدوهم) * دلوهم وسوقوهم * (إلى صراط الجحيم) * طريق النار. (24) * (وقفوهم) * احبسوهم عند الصراط * (إنهم مسؤولون) * عن جميع أقوالهم وأفعالهم، ويقال لهم توبيخا: (25) * (مالكم لا تناصرون) * لا ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ويقال لهم: (26) * (بل هم اليوم مستسلمون) * منقادون أذلاء (27) * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) * يتلاومون ويتخاصمون. (28) * (قالوا) * أي الاتباع منهم للمتبوعين * (إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) * عن الجهة التي كنا نأمنكم منها لحلفكم أنكم على الحق فصدقناكم واتبعناكم، المعنى أنكم أضللتمونا. (29) * (قالوا) * أي المتبعون لهم * (بل لم تكونوا مؤمنين) * وإنما يصدق الاضلال منا أن لو كنتم مؤمنين فرجعتم عن الايمان إلينا. (30) * (وما كان لنا عليكم من سلطان) * قوة وقدرة تقهركم على متابعتنا * (بل كنتم قوم طاغين) * ضالين مثلنا. (31) * (فحق) * وجب * (علينا) * جميعا * (قول ربنا) * بالعذاب: أي قوله " لاملان جهنم من الجنة والناس أجمعين " * (إنا) * جميعا * (لذائقون) * العذاب بذلك القول ونشأ عنه قولهم. (32) * (فأغويناكم) * المعلل بقولهم * (إنا كنا غاوين) *. (33) قال تعالى * (فإنهم يومئذ) * يوم القيامة * (في العذاب مشتركون) * أي لاشتراكهم في الغواية. (34) * (إنا كذلك) * كما نفعل بهؤلاء * (نفعل بالمجرمين) * غير هؤلاء: أي نعذبهم التابع منهم والمتبوع. (35) * (إنهم) * أي هؤلاء بقرينة ما بعده * (كانوا إذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون) *. (36) * (ويقولون أئنا) * في همزتيه ما تقدم * (لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) * أي لاجل محمد. (27) قال تعالى: * (بل جاء بالحق وصدق المرسلين) * الجائين به، وهو أن لا إله إلا الله. (28) * (إنكم) * فيه التفات * (لذائقوا العذاب الاليم) *.

______________________________

= البغاء). وأخرج البزار بسند ضعيف عن أنس نحوه وسمى الجارية معاذة. وأخرج سعيد بن منصور عن شعبان عن عمرو بن دينار عن عكرمة أن عبد الله بن أبي كانت له أمتان: مسيكة ومعاذة فكان يكرههما على الزنا فقالت إحداهما: إن كان خيرا فقد استكثرت منه وإن كان غير ذلك فإنه ينبغي أن أدعه فأنزل الله (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) الآية. (*)

 

[ 590 ]

(39) * (وما تجزون إلا) * جزاء * (ما كنتم تعملون) *. (40) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين استثناء منقطع، أي ذكر جزاؤهم في قوله: (41) * (أولئك لهم) * في الجنة * (رزق معلوم) * بكرة وعشيا. (42) * (فواكه) * بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذا لا لحفظ صحة لان أهل الجنة مستغنون عن حفظها بخلق أجسامهم للابد * (وهم مكرمون) * بثواب الله سبحانه وتعالى. (43) * (في جنات النعيم) *. (44) * (على سرر متقابلين) * لا يرى بعضهم قفا بعض. (45) * (يطاف عليهم) * على كل منهم * (بكأس) * هو الاناء بشرابه * (من معين) * من خمر يجري على وجه الارض كأنهار الماء. (46) * (بيضاء) * أشد بياضا من اللبن * (لذة) * لذيذة * (للشاربين) * بخلاف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب. (47) * (لا فيها غول) * ما يغتال عقولهم * (ولا هم عنها ينزفون) * بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب وأنزف: أي يسكرون بخلاف خمر الدنيا. (48) * (وعندهم قاصرات الطرف) * حابسات الاعين على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم لحسنهم عندهن * (عين) * ضخام الاعين حسانها. (49) * (كأنهن) * في اللون * (بيض) * للنعام * (مكنون) * مستور بريشه لا يصل إليه غبار، ولونه وهو البياض في صفرة، أحسن ألوان النساء. (50) * (فأقبل بعضهم) * بعض أهل الجنة * (على بعض يتساءلون) * عما مر بهم في الدنيا. (51) * (قال قائل منهم إني كان لي قرين) * صاحب ينكر البعث. (52) * (يقول) * لي تبكيتا * (أئنك لمن المصدقين) * بالبعث. (53) * (أئذا متنا ومنا ترابا وعظاما أئنا) * في الهمزتين في الثلاثة مواضع ما تقدم * (لمدينون) * مجزيون ومحاسبون ؟ أنكر ذلك أيضا. (54) * (قال) * ذلك القائل لاخوانه: * (هل أنتم مطلعون) * معي إلى النار لننظر حاله ؟ فيقولون: لا.

______________________________

أسباب نزول الآية 48 قوله تعالى: (وإذا دعوا) الآية. أخرج ابن أبي حاتم من مرسل الحسن قال: كان الرجل إذا كان بينه وبين الرجل منازعة فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محق أذعن وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيقضى له بالحق وإذا أراد أن يظلم فدعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرض فقال: انطلق إلى فلان فأنزل الله (وإذا دعوا إلى الله ورسوله) الآية. (*)

 

[ 591 ]

(55) * (فاطلع) * ذلك القائل من بعض كوى الجنة * (فرآه) * أي رأى قرينه * (في سواء الجحيم) * في وسط النار. (56) * (قال) * له تشميتا * (تالله إن) * مخففة من الثقيلة * (كدت) * قاربت * (لتردين) * لتهلكني بإغوائك (57) * (ولولا نعمة ربي) * علي بالايمان * (لكنت من المحضرين) * معك في النار وتقول أهل الجنة: (58) * (أفما نحن بميتين) *. (59) * (إلا موتتنا الاولى) * أي التي في الدنيا * (وما نحن بمعذبين) * هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأبيد الحياة وعدم التعذيب. (60) * (إن هذا) * الذي ذكرت لاهل الجنة * (لهو الفوز العظيم) *. (61) * (لمثل هذا فليعمل العاملون) * قيل يقال لهم ذلك، وقيل هم يقولونه. (62) * (أذلك) * المذكور لهم * (خير نزلا) * وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره * (أم شجرة الزقوم) * المعدة لاهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله في الجحيم كما سيأتي. (63) * (إنا جعلناها) * بذلك * (فتنة للظالمين) * أي الكافرين من أهل مكة، إذ قالوا: النار تحرق الشجر فكيف تنبته. (64) * (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) * أي قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها. (65) * (طلعها) * المشبه بطلع النخل * (كأنه رؤوس الشياطين) * الحيات القبيحة المنظر. (66) * (فإنهم) * أي الكفار * (لآكلون منها) * مع قبحها لشدة جوعهم * (فمالئون منها البطون) *. (67) * (ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم) * أي ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له. (68) * (ثم إن مرجعهم لالى الجحيم) * يفيد أنهم يخرجون منها لشرب الحميم وأنه خارجها. (69) * (إنهم ألفوا) * وجدوا * (آباءهم ضالين) *. (70) * (فهم على آثارهم يهرعون) * يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه. (71) * (ولقد ضل قبلهم أكثر الاولين) * من الامم الماضية. (72) * (ولقد أرسلنا فيهم منذرين) * من الرسل مخوفين. (73) * (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) * الكافرين: أي عاقبتهم العذاب.

______________________________

أسباب نزول الآية 55 قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا) الآية. أخرج الحاكم وصححه والطبراني عن أبي بن كعب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الانصار رمتهم العرب عن قوس واحدة وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه فقالوا: ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت (وعد الله الذين آمنوا منكم) وأخرج ابن أبي حاتم عن = (*)

 

[ 592 ]

(74) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب لاخلاصهم في العبادة، أو لان الله أخلصهم لها على قراءة فتح اللام. (75) * (ولقد نادانا نوح) * بقوله " رب إني مغلوب فانتصر " * (فلنعم المجيبون) * له نحن: أي دعانا على قومه فأهلكناهم بالغرق. (76) * (ونجيناه وأهله من الكرب العظيم) * أي الغرق. (77) * (وجعلنا ذريته هم الباقين) * فالناس كلهم من نسله عليه السلام وكان له ثلاثة أولاد: سام وهو أبو العرب والفرس والروم، وحام وهو أبو السودان، ويافث وهو أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك. (78) * (وتركنا) * أبقينا * (عليه) * ثناء حسنا * (في الآخرين) * من الانبياء والامم إلى يوم القيامة. (79) * (سلام) * منا * (على نوح في العالمين) *. (80) * (إنا كذلك) * كما جزيناهم * (نجزي المحسنين) *. (81) * (إنه من عبادنا المؤمنين) *. (82) * (ثم أغرقنا الآخرين) * كفار قومه. (83) * (وإن من شيعته) * أي ممن تابعه في أصل الدين * (لابراهيم) * وإن طال الزمان بينهما وهو ألفان وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح. (84) * (إذ جاء ربه) * أي تابعه وقت مجيئه * (بقلب سليم) * من الشك وغيره. (85) * (إذ قال) * في هذه الحالة المستمرة له * (لابيه وقومه) * موبخا * (ماذا) * ما الذي * (تعبدون) *. (86) * (أئفكا) * في همزتيه ما تقدم * (آلهة دون الله تريدون) * وإفكا مفعول له، وآلهة مفعول به لتريدون والافك: أسوأ الكذب، أي أتعبدون غير الله ؟. (87) * (فما ظنكم برب العالمين) * إذ عبدتم غيره أنه يترككم بلا عقاب ؟ لا، وكانوا نجامين، فخرجوا إلى عيد لهم وتركوا طعامهم عند أصنامهم زعموا التبرك عليه فإذا رجعوا أكلوه، وقالوا للسيد إبراهيم: أخرج معنا. (88) * (فنظر نظرة في النجوم) * إيهاما لهم أنه يعتمد عليها ليعتمدوه.

______________________________

= البراء قال: فينا نزلت هذه الآية ونحن في خوف شديد. أسباب نزول الآية 61 قوله تعالى: (ليس على الاعمى) الآية. قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كان الرجل يذهب بالاعمى والاعرج والمريض إلى بيت أبيه أو بيت أخيه أو بيت أخته أو بيت عمته أو بيت خالته فكانت = (*)

 

[ 593 ]

(89) * (فقال إني سقيم) * عليل أي سأسقم (90) * (فتولوا عنه) * إلى عيدهم * (مدبرين) * (91) * (فراغ) * مال في خفية * (إلى آلهتهم) * وهي الاصنام وعندها الطعام * (فقال) * استهزاء * (ألا تأكلون) * فلم ينطقوا. (92) فقال * (مالكم لا تنطقون) * فلم يجب. (93) * (فراغ عليهم ضربا باليمين) * بالقوة فكسرها فبلغ قومه ممن رآه. (94) * (فأقبلوا إليه يزفون) * أي يسرعون المشي فقالوا له: نحن نعبدها وأنت تكسرها. (95) * (قال) * لهم موبخا * (أتعبدون ما تنحتون) * من الحجارة وغيرها أصناما (96) * (والله خلقكم وما تعملون) * من نحتكم ومنحوتكم فاعبدوه وحده، وما مصدرية وقيل موصولة وقيل موصوفة. (97) * (قالوا) * بينهم * (ابنوا له بنيانا) * فاملؤوه حطبا وأضرموه بالنار فإذا التهب * (فألقوه في الجحيم) * النار الشديدة. (98) * (فأرادوا به كيدا) * بإلقائه في النار لتهلكه * (فجعلناهم الاسفلين) * المقهورين فخرج من النار سالما. (99) * (وقال إني ذاهب إلى ربي) * مهاجر إليه من دار الكفر * (سيهدين) * إلى حيث أمرني ربي بالمصير إليه وهو الشام فلما وصل إلى الارض المقدسة قال: (100) * (رب هب لي) * ولدا * (من الصالحين) *. (101) * (فبشرناه بغلام حليم) * أي ذي حلم كثير. (102) * (فلما بلغ معه السعي) * أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثلاث عشرة سنة * (قال يا بني إني أرى) * أي رأيت * (في المنام أني أذبحك) * ورؤيا الانبياء حق وأفعالهم بأمر الله تعالى * (فانظر ماذا ترى) * من الرأي شاوره ليأنس بالذبح وينقاد للامر به * (قال يا أبت) * التاء عوض عن ياء الاضافة * (افعل ما تؤمر) * به * (ستجدني إن شاء الله من الصابرين) * على ذلك. (103) * (فلما أسلما) * خضعا وانقادا لامر الله تعالى * (وتله للجبين) * صرعه عليه، ولكل إنسان جبينان بينهما الجبهة وكان ذلك بمنى، وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة الالهية.

______________________________

= الزمني يتحرجون من ذلك يقولون: إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية رخصة لهم (ليس على الاعمى حرج) الآية. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) تحرج المسلمون وقالوا الطعام من أفضل الاموال فلا يحل لاحد منا أن يأكل عند أحد فكف الناس عن ذلك فنزل (ليس على الاعمى حرج) إلى قوله (أو = (*)

 

[ 594 ]

(104) * (وناديناه أن يا إبراهيم) *. (105) * (قد صدقت الرؤيا) * بما أتيت به مما أمكنك من أمر الذبح: أي يكفيك ذلك فجملة ناديناه جواب لما بزيادة الواو * (إنا كذلك) * كما جزيناك * (نجزي المحسنين) * لانفسهم بامتثال الامر بإفراج الشدة عنهم. (106) * (إن هذا) * الذبح المأمور به * (لهو البلاء المبين) * أي الاختبار الظاهر. (107) * (وفديناه) * أي المأمور بذبحه، وهو إسماعيل أو إسحاق قولان * (بذبح) * بكبش * (عظيم) * من الجنة وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السلام فذبحه السيد إبراهيم مكبرا. (108) * (وتركنا) * أبقينا * (عليه في الاخرين) * ثناء حسنا. (109) * (سلام) * منا * (على إبراهيم) *. (110) * (كذلك) * كما جزيناه * (نجزي المحسنين) * لانفسهم. (111) * (إنه من عبادنا المؤمنين) *. (112) * (وبشرناه بإسحاق) * استدل بذلك على أن الذبيح غيره * (نبيا) * حال مقدرة: أي يوجد مقدرا نبوته * (من الصالحين) *. (113) * (وباركنا عليه) * بتكثير ذريته * (وعلى إسحاق) * ولده بجعلنا أكثر الانبياء من نسله * (ومن ذريتهما محسن) * مؤمن * (وظالم لنفسه) * كافر * (مبين) * بين الكفر. (114) * (ولقد مننا على موسى وهارون) * بالنبوة. (115) * (ونجيناهما وقومهما) * بني إسرائيل * (من الكرب العظيم) * أي استعباد فرعون إياهم. (116) * (ونصرناهم) * على القبط * (فكانوا هم الغالبون) *. (117) * (وآتيناهما الكتاب المستبين) * البليغ البيان فيما أتى به من الحدود والاحكام وغيرها وهو التوراة. (118) * (وهديناهما الصراط) * الطريق * (المستقيم) *. (119) * (وتركنا) * أبقينا * (عليهما في الآخرين) * ثناء حسنا. (120) * (سلام) * منا * (على موسى وهارون) *. (121) * (إنا كذلك) * كما جزيناهما * (نجزي المحسنين) *. (122) * (إنهما من عبادنا المؤمنين) *. (123) * (وإن إلياس) * بالهمزة أوله وتركه * (لمن المرسلين) * قيل هو ابن أخي هارون أخي موسى، وقيل غيره أرسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها. (124) * (إذ) * منصوب باذكر مقدرا * (قال لقومه ألا تتقون) * الله.

______________________________

= مفاتحه) الآية. وأخرج الضحاك قال: كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض ولا أعرج لان الاعمى لا يبصر طيب الطعام والمريض لا يستوفي الطعام كما يستوفي الصحيح والاعرج لايستطيع المزاحمة على الطعام فنزلت رخصة في مؤاكلتهم وأخرج عن مقسم قال،: كانوا يتقون أن يأكلوا مع الاعمى والاعرج فنزلت. وأخرج الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس = (*)

 

[ 595 ]

(125) * (أتدعون بعلا) * اسم صنم لهم من ذهب، وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك: أي أتعبدونه * (وتذرون) * تتركون * (أحسن الخالقين) * فلا تعبدونه. (126) * (الله ربكم ورب آبائكم الاولين) * برفع الثلاثة على إضمار هو، وبنصبها على البدل من أحسن. (127) * (فكذبوه فإنهم لمحضرون) * في النار. (128) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين منهم فإنهم نجوا منها. (129) * (وتركنا عليه في الآخرين) * ثناء حسنا. (130) * (سلام) * منا * (على إل ياسين) * قيل هو إلياس المتقدم ذكره، وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغليبا كقولهم للمهلب وقومه المهلبون وعلى قراءة آل ياسين بالمد، أي أهله المراد به إلياس أيضا. (131) * (إنا كذلك) * كما جزيناه * (نجزي المحسنين) *. (132) * (إنه من عبادنا المؤمنين) *. (133) * (وإن لوطا لمن المرسلين) *. (134) اذكر * (إذ نجيناه وأهله أجمعين) *. (135) * (إلا عجوزا في الغابرين) * أي الباقين في العذاب. (136) * (ثم دمرنا) * أهلكنا * (الآخرين) * كفار قومه. (137) * (وإنكم لتمرون عليهم) * على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم * (مصبحين) * أي وقت الصباح يعني بالنهار. (138) * (وبالليل أفلا تعقلون) * يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبرون به. (139) * (وإن يونس لمن المرسلين) *. (140) * (إذ أبق) * هرب * (إلى الفلك المشحون) * السفينة المملوءة حين غاضب قومه لما لم ينزل بهم العذاب الذي وعدهم به فركب السفينة فوقفت في لجة البحر، فقال الملاحون: هنا عبد أبق من سيده تظهره القرعة. (141) * (فساهم) * قارع أهل السفينة * (فكان من المدحضين) * المغلوبين بالقرعة فألقوه في البحر. (142) * (فالتقمه الحوت) * ابتلعه * (وهو مليم) * أي آت بما يلام عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه. (143) * (فلولا إنه كان من المسبحين) * الذاكرين بقوله كثيرا في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ". (144) * (للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) * لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة.

______________________________

= قال: خرج الحارث غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلف على أهله خالد بن زيد فحرج أن يأكل من طعامه وكان مجهودا فنزلت. قوله تعالى: (ليس عليكم جناح) الآية أخرج البزار بسند صحيح عن عائشة قالت: كان المسلمون يرغبون في النفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتحهم إلى زمناهم ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما أحببتم وكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا إنهم أذنوا عن غير طيب نفس فأنزل = (*)

 

[ 596 ]

(145) * (فنبذناه) * أي ألقيناه من بطن الحوت * (بالعراء) * بوجه الارض: أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما * (وهو سقيم) * عليل كالفرخ الممعط. (146) * (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) * وهي القرع تظله بساق على خلاف العادة في القرع معجزة له، وكانت تأتيه وعلة صباحا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي. (147) * (وأرسلناه) * بعد ذلك كقبله إلى قوم بنينوى من أرض الموصل * (إلى مائة ألف أو) * بل * (يزيدون) * عشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفا. (148) * (فآمنوا) * عند معاينة العذاب الموعودين به * (فمتعناهم) * أبقيناهم ممتعين بمالهم * (إلى حين) * تنقضي آجالهم فيه. (149) * (فاستفتهم) * استخبر كفار مكة توبيخا لهم * (ألربك البنات) * بزعمهم أن الملائكة بنات الله * (ولهم البنون) * فيختصون بالاسنى. (150) * (أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون) * خلقنا فيقولون ذلك. (151) * (ألا إنهم من إفكهم) * كذبهم * (ليقولون) *. (152) * (ولد الله) * بقولهم الملائكة بنات الله * (وإنهم لكاذبون) * فيه. (153) * (أصطفى) * بفتح الهمزة للاستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت، أي أختار * (البنات على البنين) *. (154) * (ما لكم كيف تحكمون) * هذا الحكم الفاسد. (155) * (أفلا تذكرون) * بإدغام التاء في الذال، أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد. (156) * (أم لكم سلطان مبين) * حجة واضحة أن لله ولدا. (157) * (فأتوا بكتابكم) * التوراة فأروني ذلك فيه * (إن كنتم صادقين) * في قولكم ذلك. (158) * (وجعلوا) * أي المشركون * (بينه) * تعالى * (وبين الجنة) * أي الملائكة لاجتنانهم عن الابصار * (نسبا) * بقولهم إنها بنات الله * (ولقد علمت الجنة إنهم) * أي قائلي ذلك * (لمحضرون) * للنار يعذبون فيها. (159) * (سبحان الله) * تنزيها له * (عما يصفون) * بأن لله ولدا. (160) * (إلا عباد الله المخلصين) * أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه هؤلاء. (161) * (فإنكم وما تعبدون) * من الاصنام.

______________________________

= الله (ليس عليكم جناح) إلى قوله (أو ما ملكتم مفاتحه) وأخرج ابن جرير عن الزهري أنه سئل عن قوله (ليس على الاعمى حرج) ما بال الاعمى والاعرج والمريض ذكروا هنا فقال أخبرني عبد الله بن عبد الله قال: إن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا وكانوا يتحرجون من ذلك ويقولون لا ندخلها وهم غيب فأنزل = (*)

 

[ 597 ]

(162) * (ما أنتم عليه) * أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله * (بفاتنين) * أي أحدا. (163) * (إلا من هو صال الجحيم) * في علم الله تعالى. (164) قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم * (وما منا) * معشر الملائكة أحد * (إلا له مقام معلوم) * في السماوات يعبد الله فيه لا يتجاوزه. (165) * (وإنا لنحن الصافون) * أقدامنا في الصلاة. (166) * (وإنا لنحن المسبحون) * المنزهون الله عما لا يليق به. (167) * (وإن) * مخففة من الثقيلة * (كانوا) * أي كفار مكة * (ليقولون) *. (168) * (لو أن عندنا ذكرا) * كتابا * (من الاولين) * أي من كتب الامم الماضية. (169) * (لكنا عباد الله المخلصين) * العبادة له. (170) قال تعالى: * (فكفروا به) * بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن الاشرف من تلك الكتب * (فسوف يعلمون) * عاقبة كفرهم. (171) * (ولقد سبقت كلمتنا) * بالنصر * (لعبادنا المرسلين) * وهي " لاغلبن أنا ورسلي ". (172) أو هي قوله * (إنهم لهم المنصورون) *. (173) * (وإن جندنا) * أي المؤمنين * (لهم الغالبون) * الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا، وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة. (174) * (فتول عنهم) * أي أعرض عن كفار مكة * (حتى حين) * تؤمر فيه بقتالهم. (175) * (وأبصرهم) * إذ نزل بهم العذاب * (فسوف يبصرون) * عاقبة كفرهم. (176) فقالوا استهزاء: متى نزول هذا العذاب ؟ قال تعالى تهديدا لهم: * (أفبعذابنا يستعجلون) *. (177) * (فإذا نزل بساحتهم) * بفنائهم قال الفراء: العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم * (فساء) * بئس صباحا * (صباح المنذرين) * فيه إقامة الظاهر مقام المضمر. (178) * (وتول عنهم حتى حين) *. (179) * (وأبصر فسوف يبصرون) * كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم. (180) * (سبحان ربك رب العزة) * الغلبة * (عما يصفون) * بأن له ولدا. (181) * (وسلام على المرسلين) * المبلغين عن الله التوحيد والشرائع. (182) * (والحمد لله رب العالمين) * على نصرهم وهلاك الكافرين.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335105

  • التاريخ : 28/03/2024 - 14:00

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net