00989338131045
 
 
 
 
 
 

 المقدمة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير غريب القرآن   ||   تأليف : فخر الدين الطريحي

تفسير غريب القرآن الكريم

تأليف الفقيه المحدث المفسر اللغوى الشيخ فخر الدين الطريحي المتوفى سنة 1085 عنى بتحقيقه والتعليق عليه ونشره محمد كاظم الطريحي

[ 3 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

(1) القرآن الكريم.

(2) علومه.

(3) لغته.

(4) غريبه.

(5) المؤلفون في غريبه.

(6) كتابنا هذا.

 (7) نسخه المخطوطة.

 (8) مصادر التحقيق.

 (9) بعض المناعب.

 (10) شكر وثناء. - ترجمة المؤلف.

القرآن الكريم

للقرآن الكريم منزلته العظمى لا عند الأمم الاسلامية فحسب بل عند كافة العناصر ومختلف القوميات والطوائف، وهو المعجزة الخالدة على مر الأزمان، وتطور البشرية، كان ولا يزال الأثر الساطع والبرهان القاطع في الوحي السماوي، والتشريع الالهي، لما إشتمل عليه من تبيان الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، بالاضافة إلى أخبار الماضين، وحوادث المتأخرين، وما يحتاجه الناس في معاملاتهم، وأمور معاشهم من نظم إجتماعية، ودساتير أخلاقية، لحفظ نوعهم، وصيانة مجتمعهم، كما كشف عن غوامض الايجاد، وأسرار التكوين في المبدأ والمعاد، واوضح علل الاجتماع لكل زمان ومكان صاعدا بالانسانية إلى أسمى معارج الارتقاء والخلود والبقاء، فكفلت تعاليمه وسننه، ومناهجه ونظمه السمو والرقي والفوز والنجاح والسعادة في الدارين.

[ 4 ]

علومه :

 تضمن القرآن الكريم من المعاني والبيان، والفصاحة والبلاغة، والعلوم والفنون ما كان له الأثر البالغ في نفوس المسلمين وغيرهم من أهل الملل والنحل، فمنذ أن صدع الرسول (ص) بدعوته وإستمع المسلمون لباهر آياته تقاسم العلماء جهودهم في تدوين العلوم القرآنية، وصنفوا فيها الكثير من المؤلفات والموسوعات حتى تنوعت القراءات والتفاسير، وتعددت الكتب والشروح فتجاوزت المئات، ومن المعلوم التي اهتموا فيها وبالغوا في المحافظة عليها علم القراءة والتجويد، وترتيب السور ونزولها، وعدد الآيات والوقوف عليها، كما عنى في أحكام القرآن ومتشابه آياته، وفي معانيه وأمثاله، ومجازه وإعجازه، وقصصه وأخباره، وحكمه ومواعظه، ولغاته وغريبه، إلى غير ذلك من العلوم والفنون في شتى المواضع والأغراض.

لغته:

 إختص القرآن الكريم بلغة قريش، وقريش يومئذ من أضخم وأعظم القبائل العربية، وأكثرها زعامة وتجارة وحضارة، فلذا تضمنت لغتهم بعض الألفاظ العربية الاخرى والغير العربية إنصحرت كلها في مجموع ما أنزل من كلمات القرآن ومعانيه، ولهذا الاندماج روعته في البلاغة القرآنية أدرك أثره المعاصرون لزمن الرسول (ص) وكان من العوامل المساعدة على وحدة اللغة العربية وتماسكها وبذلك يمكن تحديد زمن إزدهار اللغة العربية وتطورها مبتدأ منذ نزول القرآن حيث توحدت فيه الالفاظ العربية وتطورت مبانيها ومعانيها كما أشتذبت مفرداتها الغير مألوفة لتنافرها أو لندرة إستعمالها، وفي هذا العصر طبعت العربية بطابع القرآن، وإتسمت بالايجاز والاعجاز ثم تكونت بعد ذلك انواع العلوم اللسانية حسب مقتضياتها وكان القرآن الكريم مصدرا لتلك المعارف والعلوم، والحافظ الاعظم للعربية في جميع مراحلها التاريخية.

[ 5 ]

غريبه :

 عرف غريب القرآن (1) وبدأ التأليف فيه العصر الثاني لعصر الرسول (ص) كما وصفه إبن الأثير في النهاية: (... وفي العصر الثاني كان اللسان العربي عندهم صحيحا محروسا لا يتداخله الخلل، ولا يتطرق إليه الزلل إلى أن فتحت الأمصار، وخالط العرب غير جنسهم من الروم والفرس والحبش والنبط وغيرهم من أنواع الأمم الذين فتح الله على المسلمين بلادهم، فاختلطت الفرق، وامتزجت الألسن، وتداخلت اللغات، ونشأ بينهم الأولاد، فتعلمو من اللسان ما لا بد لهم في الخطاب منه، وحفظوا من اللغة ما لا غنى لهم في المحاورة عنه، وتركوا ما عداه لعدم الحاجة إليه وأهملوه لقلة الرغبة في الباعث عليه، فصار بعد كونه من أهم المعارف مطرحا مهجورا، فما إنقضى زمانهم على إحسانهم إلا واللسان العربي قد إستحال أعجميا أو كاد فلا ترى المستقل به والمحافظ عليه إلا الآحاد) . (2) بهذا الوصف الموجز الرائع يحدثنا العلامة ابن الأثير عن الأسباب المهمة التي أوجبت على العلماء الاهتمام بهذا العلم الشريف وحثهم على التأليف فيه حفظا له من الضياع، وفي حفظه أمانا للغة العربية من الاندثار، وصونا لمعاني الكلمات القرآنية والأحاديث النبوية من النسيان، وهي أسباب مهمة جدا حفزت أئمة اللغة وعلمائها للتأليف في

____________________________

(1) قال أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي في معالم السنن: الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كما أن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل، والغريب من الكلام يقال به على وجهين، أحدهما: أن يراد به إنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر، والوجه الآخر: أن يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب فإذا وقعت الينا الكلمة من لغاتهم إستغربنا انتهى، ولا يقصد من هذا التعريف غريب القرآن لأن القرآن الكريم نزل بلغة فهمها الناس على مختلف طبقاتهم وتفاوتهم في المعرفة والفهم.

(2) مقدمة النهاية ص 3، 4، وكشف الظنون ج 3 ص 1203. (*)

[ 6 ]

غريبي القرآن والحديث فلا ترى مؤلفا فيهما إلا وقد ألم بهما إذ كانت الأسباب واحدة والغرض معرفة الكلمة الغريبة لغة ومعنى وإعرابا، ولولا هذه العناية التي بذلها العلماء رحمهم الله لحدث للغة العربية ما حدث لغيرها من اللغات التي اندرست وتبعثرت مفرداتها بمرور الزمن، وإختلاط الأجناس، وإمتزاج الألسن، وتداخل اللغات.

المؤلفون في غريبه :

صنف في الغريب فريق كبير من اللغويين والمفسرين والمحدثين تربوا قائمة مؤلفاتهم على الخمسين كتابا كما ذكرتها معاجم الكتب والرجال، إلا أن الواصل الينا من تصانيفهم قليل جدا وهي خسارة لا تعوض في ثروتنا العلمية وثرائنا الاسلامي بالاضافة إلى الخسائر الفادحة التي منى بها الأدب العربي بما فقده من نفائس الآثار، وروائع الفنون ولولا العناية التي بذلها العلماء المتأخرون لحفظ ما تبقى من كتب السلف وآثارهم لانطمس القسم الأوفر من آثار المدنية الاسلامية. وكان أول من صنف في غريب القرآن وعني بجمعه وترتيبه أبو سعيد أبان بن تغلب بن رباح الجريري التابعي المتوفى سنة 141 وهو من أصحاب الامام الصادق والباقر عليهما السلام. ثم تبعه جماعة من جهابذة العلماء أفردنا قائمة بتراجمهم بعد أن تصفحنا الكثير من المراجع والمظان وهم: محمد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي النسابة (1) المتوفى سنة 146. أبو فيد مؤرج بن عمر النحوي السدوسي البصري (2) المتوفى سنة 174. أبو جعفر محمد بن الحسن بن أبي سارة الرواسي الكوفي (3) المتوفى سنة 190. أبو الحسن النضر بن شميل المازني البصري المتوفى سنة 203.

____________________________

(1) صاحب التفسير الكبير من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام.

(2) وإسمه " مرثد بن الحارث بن ثور بن علقمة بن سدوس ".

(3) يروي هو وأبوه عن الباقر والصادق عليهما السلام. (*)

[ 7 ]

أبو عمر إسحاق بن مرارة الشيباني (1) المتوفى سنة 206. أبو زكريا يحيي بن زياد الديلمى المعروف بالفراء المتوفى سنة 207. أبو عبيد معمر بن مثنى التميمي البصري المتوفى سنة 211. أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط المتوفى سنة 215. أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي البصري المتوفى سنة 216. أبو عبيد القاسم بن سلام الحريري الهروي الخزاعي الكوفي (2) المتوفى سنة 224. محمد بن سلام الجمحي المتوفى سنة 231. أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي القحطاني البصري المتوفى سنة 231. أبو بكر محمد بن حبيب المغزني المتوفى سنة 248. أبو عثمان بكر بن محمد بن بقية المازني البصري المتوفى سنة 248. أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الباهلي الدينوري (3) المتوفى سنة 267. أبو العباس محمد بن الحسن بن دينار الأحول المتوفى في المائة الثالثة. أبو عبد الله محمد بن العباس بن أبي محمد بن المبارك بن المغيرة العدوي المتوفى سنة 310. أبو زيد أحمد بن سهل البلخي المتوفى سنة 322. أبو عبد الله ابراهيم بن محمد بن عرفة الازدي المعروف بنفطويه المتوفى سنة 323. أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الانباري المتوفى سنة 328. أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني (4) المتوفى سنة 330.

____________________________

(1) إختصره أبو عبيد القاسم بن سلام الحريري المتوفى سنة 224، وأبو يحيى محمد ابن رضوان الوادياشي " الوادي آشي " المتوفى سنة 657 ورده على بن حمزة البصري المتوفى سنة 375، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصفهاني المتوفى سنة 430، وشرحه يوسف بن حسن السيرافي المتوفى سنة 385، وأبو العباس أحمد بن محمد المريسي المتوفى سنة 460 تقريبا.

(2) ولعله المختصر المار الذكر.

(3) ولم يتمه.

(4) سماه نزهة القلوب وفرحة المكروب، ويعرف بالعزيزي طبع في القاهرة عام = (*)

[ 8 ]

أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد (1) المتوفى سنة 345. أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي (2) المتوفى في المائة الرابعة. أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش الموصلي (3) المتوفى سنة 351. أبو بكر أحمد بن عبد الله بن خلف الدوري الوراق المتوفى سنة 379. أبو الحسن علي بن محمد العدوي السميساطي " الشمشاطي " المتوفى سنة 390. أبو عبد الله محمد بن يوسف الكفرطابي المتوفى سنة 503. أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الاصفهاني (4) المتوفى سنة 565. أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي (5) المتوفى سنة 597. أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن يوسف الفرغاني (6) المتوفى في المائة السابعة. زين الدين محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (7) الذي كان موجودا سنة 768. أبو يحيى محمد بن رضوان بن محمد بن أحمد النميري الوادياشي (8) المتوفى سنة 657.

____________________________

= 1295 بهامش تبصرة الرحمن وتيسير المنان لعلي بن أحمد المعروف بالمخدوم علي المهايمي وطبع منفردا في القاهرة عام 1325، وترجمه " شرحه " محمد سعيد بن پير عثمان الرومي الحنفي وسماه رغائب الفرقان في ترجمة غرائب القرآن.

(1) صاحب ثعلب.

(2) معاصر ابن الفرات " الوزير أبو الحسن علي بن محمد المقتول سنة 312 ".

(3) سماه الاشارة في غريب القرآن.

(4) الشهير بالراغب الاصفهاني سماه المفردات في غريب القرآن، ويعرف بمفردات الراغب طبع في القاهرة عام 1324 بهامش تفسير غريب الحديث والأثر لابن الأثير " أبي السعادات " وطبع منفردا في القاهرة عام 1318.

(5) سماه الاريب بما في القرآن من الغريب، ويسمى الاريب في تفسير الغريب.

 (6) سماه البيان في غريب القرآن فرغ من تأليفه سنة 591.

 (7) فرغ من تعليقه سنة 668.

 (8) ولعله المختصر المار الذكر. (*)

[ 9 ]

أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن حيان الأندلسي (1) المتوفى سنة 745 علاء الدين على بن عثمان التركماني الماردينى الحنفي (2) المتوفى سنة 750. نظام الدين الحسن بن محمد بن الحسين القمى النيسابوري (3) المتوفى سنة 827. الشهاب أحمد بن يوسف بن عبد الدائم بن محمد المعروف بابن السمين الحلبي (4) المتوفى سنة 756. زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (5) المتوفى سنة 806. أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد بن الهائم الشافعي المصري (6) المتوفى سنة 815. عبد الرحمن (أبو عبد الرحمن عبد الله) بن مخلوف المالكي الأشعري (7) المتوفى سنة 875. جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي (8) المتوفى سنة 910.

____________________________

(1) سماه إتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب ويسمى الأريب في تفسير الغريب

(2) سماه بهجة الاريب لما " مما " في كتاب الله العزيز من الغريب.

(3) المعروف بالنظام الاعرج، سماه غرائب القرآن ورغائب الفرقان، طبع في طهران بثالثة أجزاء عام 1280، وفي مجلد واحد عام 1313، وطبع في القاهرة عام 1900 بهامش جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري.

(4) سماه عمدة الالفاظ في تفسير أشرف الالفاظ، ويعرف بمفردات القرآن، ورأيت منه الجزء الاول في مكتبة الاوقاف ببغداد عدد 1080 م.

(5) رتبه نظما.

(6) سماه التبيان في غريب القرآن.

(7) المعروف بالثعالبي الجزائري سماه الذهب الابريز في غريب " غرائب " القرآن العزيز

(8) سماه مفحمات الأقران في مبهمات القرآن، وهو النوع الرابع والسبعون " المفردات القرآنية " ضمن الجزء الثاني من كتابه التبيان في علوم القرآن المطبوع في القاهرة عام 1306، و 1318، والمطبوع منفردا في ليدن عام 1839 وفي القاهرة عام 1284، وعام 1309، وطبع في القاهرة عام 1309 مع شرح منظومة السجاعي في بيان الانبياء المذكورين في القرآن الكريم، قال في مقدمته " ان السهيلي أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الاندلسي الغساني المالقى المتوفى سنة 581 " صنف التعريف وذيل عليه تلميذ تلامذته إبن عسكر (محمد بن علي الغساني المالقي المتوفي سنة 636) = (*)

[ 10 ]

فخر الدين بن محمد علي الطريحي النجفي (1) المتوفى سنة 1085. محمد مراد بن علي الكشميري النقشبندي (2) المتوفى سنة 1132. أبو الباقر علي بن محمد بن حيدر (3) المتوفى سنة 1314. مصطفى بن يوسف الأسير الحسيني البيروتي (4) . محمود بن ابراهيم وهبه (5) . عبد الرؤوف المصري المحامي (6) . الشيخ قاسم بن الحسن آل محي الدين الجامعي (7) . ومن بحوث مجمع فؤاد الأول للغة العربية، البحث الذي لا يزال ينشر تباعا في مجلة رسالة الاسلام (8) بعنوان معجم ألفاظ القرآن الكريم. وللاستاذ منير القاضي (9) محاضرة في اسلوب القرآن الكريم ومفردات ألفاظه نشر في مجلة المجمع العلمي العراقي (10) .

____________________________

= وسماه التكميل والاتمام، وجمعها البدر إبن جماعة " بدر الدين محمد بن سعد الدين بن جماعة الشافعي " فنهج المؤلف طريقتهم

(1) گتابنا هذا.

(2) سماه جامع المفردات القرآنية.

(3) المعروف بالشيخ علي حيدر.

(4) سماه هدية الاخوان في تفسير ما ابهم علي العامة من ألفاظ القرآن طبع في بيروت عام 1307، وفي دمشق عام 1331.

(5) سماه تفسير غريب القرآن طبع في القاهرة عام 1913.

 (6) سماه معجم القرآن الكريم طبع في جزئين عام 1367.

 (7) رتبه نظما على الحروف وسماه التبيان في نظم غريب القرآن، وعلق على النظم نثرا وسماه البيان في غريب القرآن.

 (8) العدد الرابع من السنة الثانية عام 1369 الى العدد الأول من السنة الرابعة عام 1371.

 (9) رئيس المجمع العلمي العراقي وعميد كلية الحقوق.

 (10) العدد الاول من السنة الاولى عام 1369. (*)

[ 11 ]

ومن الكتب الغير معروف مؤلفها: الانموذج القويم في تفسير غريب القرآن العظيم (1) . أثير الغريب في نظم الغريب (2) . كما عنى جماعة في غريبي القرآن والحديث فألفوا فيهما بترتيب الحروف الهجائية وكان أول من عنى بذلك: أبو عبيد أحمد بن محمد (بن عبد الرحمن) بن أبي عبيد العبيدي الهروي الفاشاني (الباشاني) (3) المتوفى سنة 401. محمد طاهر الصديقي الفتني الهندي (4) المقتول سنة 981 (984) . فخر الدين بن محمد على الطريحي النجفي (5) المتوفى سنة 1085.

هذا الكتاب

ولم يبق من الكتب المصنفة في غريب القرآن إلا النادر القليل، ومن هذا النادر

____________________________

(1) الموجود في مكتبة الزيتونة " بتونس " ذيل كشف الظنون ج 1 ص 136.

(2) كشف الظنون ج 1 ص 10.

(3) سماه الغريبين، رده عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد المليحي الهروي المتوفى سنة 463، ولخصه أبو المظفر عمر بن محمد بن أحمد النسفي المتوفى سنة 537 وسمى تلخيصه بعث الرغائب لبحث الغرائب، واختصره أبو المكارم الوزير علي بن محمد النحوي المتوفى سنة 561، وصنف تكملة له الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر الاصفهاني المتوفى سنة 581، وسماه المغيث، وله كتاب آخر في هفوات الغريبين، وزاد عليه محمد بن علي الغساني المالقي " المعروف بابن عسكر " المتوفى سنة 636 وسماه المشرع المروي في " على " غريب الهروي.

(4) المعروف بملك المحدثين، سماه مجمع البحار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار طبع في جزئين بلكنا وعام 1248، وفي أربعة أجزاء بلكنا وعام 1284، 1314.

(5) مؤلف هذا الكتاب، سماه مجمع البحرين ومطلع النيرين الآتي ذكره. (*)

[ 12 ]

القليل كتابنا هذا تأليف العلامة الثفة الجليل المحقق الشيخ فخر الدين بن محمد علي الطريحي. فانه بعد أن عثر على كتاب غريب القرآن لأبي بكر السجستاني الذي يصفه بأنه: كتاب فائق رائق عجيب غريب، والذي يظهر مما كتبه الشيخ وما إشتملت عليه قائمة مؤلفاته، و تاريخ تأليفه لهذا الكتاب، إنه كان بحاجة لمثل كتاب السجستاني لمراجعته في تدوين تفسيره الشهير بالمشارق الطريحية. ولما رأى الصعوبة في الاستفادة منه كما يقول في المقدمة: لأن المطلوب منه يعسر تناوله للقصور في ترتيبه والخلل في تبويبه ولأن السجستاني رحمه الله إقتصر على قسم من الألفاظ الغريبة واختصر تفسيرها مما لا يفي بالغرض ويجعل الباحث مضطرا للمراجعة في كتب اللغة والتفسير، خصوصا وقد تضاعفت الكلمات الغريبة في عصر الطريحي بتباعد الزمن، ولهذه الأسباب ولغيرها عرضت للشيخ فخر الدين فكرة التأليف في هذا العلم الخطير ليفي بالحاجة ويسد الفراغ الذي أحس به - والكتب في زمانه نادرة الحصول - ولهذا كله شرع في تأليفه هذا ورتبه على الحروف الهجائية جاعلا كل باب على أنواع منها ثم أفرد بابا لما يناسبه الانفراد من الالفاظ الغريبة مستخرجا للكلمات الغريبة حسب ترتيبها الهجائي ومثبتها في نوعها من الحروف ذاكرا لتفسيرها ومعانيها، جامعا بالاضافة لما في كتاب السجستاني ما في كتب اللغة والتفسير، مضيفا عليها ما تتبعه من كلمات غريبة لم تكن في واحد من الكتب المصنفة قبله، فجاء كتابه هذا جامعا للحسن بين الاضافة والوضع، وافيا بالغرض في إشباع التفسير وايراد الحجة وذكر النظائر، وتخليص المعاني، و تعريف القراءات وبيان الاعراب، وسماه نزهة الناظر وسرور الخاطر وتحفة الحاضر ومتاع المسافر، كما سماه ربيع الاخوان الموضح لكلمات القرآن، وعرف بعده بكشف غوامض القرآن، والغرائب القرآنية، وتفسير غريب القرآن.

[ 13 ]

نسخة المخطوطة

كنت أسمع عن هذا الاثر النفيس وأقرء عنه كثيرا في المراجع التاريخية والمعاجم اللغوية فيحثني الشوق وتزداد بي الرغبة للعثور عليه وكانت منه نسختان في النجف وواحدة ببغداد لم يمكنني الاستفادة منهما لأسباب لا أرى موجبا لذكرها، ولدى وجودي في طهران عام 1371 للمشاركة في التحضير لمهرجان الشيخ الرئيس ابن سينا قيل لي إن نسخة منه قد سلمت من تصرف النساخ وإنها موجودة في مكتبة الاستاذ الجليل السيد مرتضى مدرسي چهاردهي فذهبت لزيارته بصحبة العالم الفقيه الشيخ محمد باقر المازندراني، وعرضنا عليه رغبتي في نشر هذا الكتاب فتفضل به مشجعا إياي على إقتحام هذا العمل الخطير، وفي الأيام التي قضيتها في خراسان بضيافة المحسن الشهير الكبير الحاج حسين آقا ملك أقبلت على قراءته ثم إستنسخت لي نسخة منه وأكببت على تحقيقه ومراجعة نصوصة، وكم كان عملي شاقا إذ ظهر لي أن دون تحقيق أمنيتي عقبات كأداء وإنها ليست بالنسخة الموثوق فيها لكثرة التحريف والسقط وإشتباه الحروف والكلمات على أنها لم تخلو من قراءات حسنة كان لها قيمتها في المراجعة والتصحيح، وتتكون هذه النسخة من 391 صفحة ومسطرتها عشرون سطرا مكتوبة بالخط الفارسى وقد كتبت الابواب والانواع بالحبر الاحمر إنتهى ناسخها من إتمامها كما هو مثبت في آخرها في مراغه يوم الجمعة وقت العصر الرابع والعشرين من شهر جمادى الثانية سنة 1241، وعليها تمليكات وتواقيع متعددة. ولدى عودتي إلى العراق أخبرني الاستاذ المؤرخ عباس العزاوي المحامي بوجود نسخة من هذا السفر في مكتبة الاوقاف العامة ببغداد فاسترحت من العناء الذي كنت أكابده والمصاعب التي أتصورها وأنا مباشر في طبع الكتاب، وقابلتها مع نسختي مقابلة كاملة فأكملت السقط الموجود في النسخة الاولى وأصلحت مابان لي نقصانه وأغلب الظن ان هذه النسخة منقولة عن أصل جيد ولعلها نقلت عن نسخة المؤلف

[ 14 ]

وذلك لسلامة كلماتها من التحريف إلاالنادر منها وأغلب ما فيها من الاخطاء مرده إلى السهو أو الاسراع في النقل وتتكون هذه النسخة من 270 صفحة ومسطرتها 21 سطرا مكتوبة بالخط النسخي إنتهى ناسخها من كتابتها كما في الصفحة الاولى مانصه: هذا من الكتب التي إستكتبه لنفسه في سنة 1121 وقد مسح الختم المذيل بها وعليها تمليكات منها مانصه: جاءت النوبة إلى الفقير الحقير إلى ربه الغني ملا عبد الله بن ملا محمود بن ملا عثمان بن الشيخ محمد الرحبي في شهر صفر سنة 1189، وفي الورقة المقابلة صورة وقفية الكتاب على المدرسة السليمانية ببغداد، والنسخة مسجلة في المكتبة عدد 2398 م ومن المصادر المباشرة أيضا كتاب مجمع البحرين ومطلع النيرين للمؤلف نفسه، وهو موسوعة في جزئين كبيرين كتبه الشيخ فخر الدين على طريقة شراح الألفاظ اللغوية بالاحاديث والاخبار وقد أضاف إليها كثيرا من المعارف والعلوم الاسلامية، أما ما يتعلق بضبط السور والوقوف على الآيات وإملاء الكلمات وإعرابها فقد اعتمدت في مراجعة القرآن الكريم نسخة حافظ عثمان، وفيما يتعلق بالتعليق عليه، وتحقيق نصوصه، وتبسيط معانيه، وترجمة الاعلام الواردة فيه راجعت المشهور من كتب اللغة والتفسير وقواميس الرجال، وفيما يلي ثبت بأهم المصادر التي إستفدت منها: الاصابة في تمييز الصحابة لأحمد بن حجر العسقلاني، القاهرة، عام 1327. الأنساب لأبي سعيد عبد الكريم السمعاني، لندن، عام 1912. الأعلام لخير الدين الزركلي، القاهرة، عام، 1345. أسد الغابة في معرفة الصحابة لابي الحسن ابن الاثير الجزري، القاهرة، عام 1319. إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون لاسماعيل بن محمد أمين الباباني، الاستانة، عام 1364. التبيان في علوم القرآن لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، القاهرة، عام 1306. تأويل مختلف الحديث لأبي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري، القاهرة، عام 1326. تنقيح المقال في علم الرجال للشيخ عبد الله المامقاني، النجف، عام 1349.

[ 15 ]

بغية الوعاة في طبقات اللغيين والنحاة، القاهرة، عام 1326. تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام للسيد حسن الصدر، بغداد، عام 1370. تهذيب الالفاظ لابي يعقوب بن اسحاق بن السكيت، بيروت، عام 1895. جامع التثانيف الحديثه ليوسف اليان سركيس، القاهرة، عام 1345. حسن المحاضرة لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي، القاهرة، عام 1324. خلاصة الاقوال في معرفة الرجال للعلامة الحلي جمال الدين، طهران، عام 1310. الرجال للشيخ أبو العباس أحمد بن علي النجاشي، بمبي، عام 1317. طبقات النحويين واللغويين مجلة الدروس الشرقية، روما، عام 1919. غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين محمد بن الجزري، القاهرة، عام 1351. القاموس المحيط لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، القاهرة، عام 1330. الفهرست لابن النديم محمد بن إسحاق، القاهرة، عام 1348. الفهرست لأبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي، النجف، عام 1356. فهرس الآداب العربية للمستشرق الالماني بروكلمن الجزء الثاني من الذيل، ليدن، عام 1938. الكامل لأبى العباس المبرد، الاستانة، عام 1276. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة ملا مصطفى، الاستانة، عام 1362. الكنى والالقاب للشيخ عباس القمي، صيدا، عام 1358. المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته لمحمد فارس بركات، دمشق، عام 1358. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، عام 1364. مختا...... لمحمد بن أبي بكر الرازي، القاهرة عام 1355.

[ 16 ]

معرفة أخبار الرجال لأبي عمرو محمد الكشي، بمبي، عام 1317. معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف اليان سركيس، القاهرة، عام 1346. معجم البلدان لأبي عبد الله ياقوت الحموي، القاهرة، عام 13 2. مجلة المجمع العلمي العراقي العدد الاول من السنة الاولى، بغداد، عام 1369. مجلة رسالة الاسلام السنة الثانية والثالثة والرابعة، القاهرة، عام 1369، 1370، 1371. مجمع البيان في تفسير القرآن لابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، صيدا، عام 1355. وفيات الاعيان لابن خلكان شمس الدين أحمد الاربلي، القاهرة، عام 1299.

[ 17 ]

بعض المتاعب

ومما لا بد منه الاشارة إلى ما حدث لي - أثناء تهيئة ملازم الكتاب وطبعه والانفاق عليه - من المحن والملابسات التي كادت تعيقني عن إتمامه لو لا أني وطدت نفسي على إقتحام الصعاب مهما كلفني الامر من تضحيات ليس من اللائق ذكرها، وحسبي إحياء هذا الاثر الرائع الذي طالما ناشدنى أهل العلم بنشره، راجيا منه تعالى أن يجمل عملي خالصا لوجهه الكريم.

[ 18 ]

ترجمة المؤلف

 (1) الهجرة إلى النجف.

(2) آل طريح.

(3) الشيخ فخر الدين.

(4) نسبه ومولده.

(5) أساتذته ومشائخه.

 (6) صفاته وعلومه.

 (7) آثاره.

 (8) مكتبته.

 (9) شعره.

 (10) أسفاره. 1

(1) تلامذته والراوون عنه. 1

(2) وفاته. 1

(3) مصادر الترجمة. 1

(4) الخاتمة.

الهجرة الى النجف

 إزدادت الهجرة إلى النجف الأشرف زيادة كبيرة بعد أن كانت منحصرة - تقريبا - في المجاورين لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام، وذلك سنة 448 للهجرة عندما هاجر إليها شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى (1) وإتخذها موطنا له خوفا من الفتنة التي تجددت في بغداد وأحرقت فيها داره وكتبه، وفي انتقاله إلى النجف إنتقل إليها طلاب العلوم والمعارف من بغداد والحلة وغيرهما من المدن الاسلامية المهمة وكانت الحلة حينئذ عاصمة للدولة المزيدية (2) ، وقلبا للفرات الأوسط والذي ساعد على كثرة الهجرة منها الحروب والفتن التي أثارها بنو أسد فيما بينهم والتي لم تنتهي إلا بتشتت شملهم وإنقراض دولتهم.

____________________________

(1) ولد قدس سره بطوس في شهر رمضان سنة 385، وقدم بغداد سنة 408، وبقي فيها أربعين سنة، ثم إنتقل إلى النجف إلى أن توفي فيها ليلة الاثنين الثاني والعشرون من محرم سنه 460، ودفن في داره التي اتخذت مسجدا فيما بعد - وهو المسجد المعروف باسمه إلى اليوم -.

(2) نسبة إلى مزيد الأسدي والد مؤسسها أبو الحسن علي وكان بدء تأسيسها سنة 403، ودامت زهاء ثلاث وأربعين ومائة سنة. (*)

[ 19 ]

آل طريح

 وممن نزح من الحلة إلى النجف في منتصف القرن السادس الشيخ يعقوب الأسدى (1) وجماعة من أبناء عمومته وأقاربه، رغبة في المجاورة، و تجنبا من الفتن والخصومات، فاتخذوا مساكنهم في الجهة الشرقية (2) من مشهد الامام عليه السلام، ثم إشتهر أبنائهم فيما بعد باسرة آل طريح (3) التي خلفت لها كثيرا من الأسر والأرومات في المدن العراقية كالحلة وكربلا وبغداد والبصرة، غير من سكن منهم ايران والبلدان المجاورة الاخرى. وقد نبغ من هذه الأسرة المعرفة بالمجد والسؤدد فربق كبير من العلماء والمجتهدين والشعراء والادباء، فلا تكاد أن تتصفح كتابا من كتب التاريخ والتراجم إلا أن تقع على ذكر لأحد أعلامها وما لهذه الاسرة من المفاخر الجليلة والأمجاد الفذة وما سجله التاريخ لعلمائها وادبائها من روائع الآثار وجلائل الأعمال " كما كانت لهم سدانة المشهد العلوي والولاية العامة في النجف في القرن السادس الهجري " (4) .

الشيخ فخر الدين

وكان أشهرهم آثارا وأبعدهم صيتا وأكثرهم ذكرا في القرن الحادي عشر العالم اللغوى الفقيه المحدث الشيخ فخر الدين الطريحي قدس سره.

____________________________

(1) ترجمة السيد الامين في اعيانه ج 9 ص 102.

(2) محلة البراق اليوم، وتعرف قديما بمحلة آل طريح. ماضي النجف وحاضرها ص 84.

(3) نسبة إلى الشيخ طريح.

(4) مجلة اللغة العرب الجزء العاشر من السنة السادسة ص 723، أعيان الشيعة ج 20 ص 409.

[ 20 ]

نسبه ومولده

هو الشيخ فخر الدين (1) بن الشيخ محمد علي (2) بن الشيخ أحمد (3) بن الشيخ علي بن الشيخ أحمد بن الشيخ طريح بن الشيخ خفاجي بن الشيخ فياض بن الشيخ حيمه ابن الشيخ خميس (4) بن الشيخ جمعة بن الشيخ سليمان بن الشيخ داود بن الشيخ جابر ابن الشيخ يعقوب المسلمي (5) العزيزي (6) المنتهي نسبه إلى الصحابي الجليل حبيب بن مظهر الأسدي.

____________________________

(1) ولد في النجف الاشرف سنة 979 للهجرة

(2) ترجمه الحر العاملي في أمل الآمل بزيادة لفظ إبن بين محمد وعلي، والظاهر انه من غلط النساخ وذلك بما صرح هو بخطه عند ذكر نسبه في آخر كل جزء من الاجزاء الاربعة التي كتبها من كتاب مالا يحضره الفقيه لابن بابويه، كما ذكره ولده الشيخ فخر الدين فيما كتبه من تصانيفه، وصرح باسمه ولده الشيخ جمال الدين الذي كتب نسبة على آخر نسخة من كتاب جامع المقاصد - وهذا الجامع يسمى شرح المقاصد للمحقق الكركي وهو شرح لقواعد العلامة الحلي - وكذلك ذكره حفيدة الشيخ صفى الدين في بعض إجازاته، وترجمة الشيخ أغا بزرك في كتابه المخطوط الروضة النضرة قال: المولى الورع التقي النقي الشيخ محمد علي بن الشيخ أحمد إلى آخر نسبه، ثم قال: وصاحب الترجمة من العلماء الابرار العارفين بالحديث والرجال.

(3) ترجمه الشيخ عباس القمى في الكنى والألقاب ج 2 ص 408، وقال السيد الأمين في أعيانه ج 9 ص 101 بعد أن ساق نسبه: هكذا وجد نسبه مدرجا في أواخر نسخة بخطه من اصول الكافي للكليني، ثم قال: وروى عن الشيخ أحمد بعض العلماء كما روى عنه بعض أنجاله، وكانت بينه وبين الشيخ بهاء الدين العاملي مراسلات وقد توفي سنة 965.

(4) وفي بعض المجاميع الخطية زيادة ميثم بين حيمه وخميس.

(5) بضم الميم نسبة إلى أحد أجداده.

 (6) الغروي خ ل. (*)

[ 21 ]

مشائخه

 قرأ على والده الشيخ محمد علي وعمه الشيخ محمد حسين وروى عنهما بالاجازة وله الرواية بطريقتين عن استاذه السيد الأمين شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني المتوفى سنة 1060. الأول: عن الشيخ عبد النبي بن سعد الدين الجزائري المتوفى سنة 1021 عن الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي المتوفى سنة 1031. والثانى: عن الميرزا محمد الرجالي المتوفى سنة 1028 عن الشيخ ظهير الدين (1) ابراهيم المتوفى سنة 1032 عن والده نور الدين علي بن عبد العالي المشهور بابن مفلح الميسى العاملي المتوفى سنة 938. ويروي أيضا بطريقتين عن استاذه الشيخ محمد النجفي. الأول: عن والده الشيخ جابر بن الشيخ عباس عن الشيخ محمود بن حسام الدين المشرفي الجزائري عن الشيخ بهاء الدين العاملي. والثاني: عن الشيخ عبد النبي بن سعد الدين الجزائري عن السيد محمد بن علي بن الحسين الموسوي العاملي (2) المتوفى سنة 1009.

صفاته وعلومه

 كان قدس سره جليل القدر، عظيم الشأن، ممثلا لمكارم الأخلاق، وعلو الهمة وشرف النفس، ولين الجانب، متحليا بالورع والتقوى، والزهد والصلاح، وصفه معاصروه " إنه كان أعبد أهل زمانه وأورعهم، ومن تقواه إنه ما كان يلبس الثياب

____________________________

(1) سماه الشهيد الثاني في اجازته له تقي الدين.

(2) مؤلف مدارك الاحكام في شرح عبارات شرائع الاسلام.

[ 22 ]

" صورة خط المؤلف "

[ 23 ]

التي خيطت بالابريسم، وكان يخيط ثيابه بالقطن " (1) . مشاركا في الكثير من علوم زمانه، فقيها قوي الملكة في إستنباط الأحكام وبيانها، وإماما في اللغة لا يكاد يفوته شئ منها سواء في ذلك أصيلها ودخيلها. وعالما في الحديث واسع الرواية دقيق المعرفة في نقد الأخبار وتمييزها. وشاعرا ناثرا، واضح العبارة جزيل اللفظ، حسن الأسلوب، مرهف الشعور، مترسلا في التعبير عن أغراضه و مقاصده، صنف في مختلف الموضوعات والعلوم الشرعية واللغوية والأصول و الحديث كما أن له رسائل في بعض الفنون الاخرى، وكان في تآليفه معتنيا في الترتيب والتبويب، والتنسيق والابتكار بما لم يسبق له مثيل.

آثاره

تزيد قائمة مؤلفاته على الأربعين كتابا أدرج قسما منها بخطه على ظهر بعضها (2) وصرح بها ولده الشيخ صفي الدين من بعده، كما ذكرها كل من تعرض لذكره، ولا يزال الكثير منها إما مفقودا أو مخطوطا، وفيما يلي فهرس المعروف منها:

(1) الاحتجاج في مسائل الاحتياج.

(2) الأربعون حديثا.

(3) إيضاح الأحباب في شرح خلاصة الحساب (3) فرغ من تأليفه بأصبهان في التاسع من شهر رجب سنة 1071 " 1083 ".

(4) تحفة الوارد وعقال الشارد (4) .

(5) تميز المعطوفات من الرجال.

____________________________

(1) رياض العلماء ج 4. المصورة في الصفحة المقابلة.

(3) والخلاصة للشيخ البهائي مختصر مطبوع.

(4) في اللغة. (*)

[ 24 ]

 (6) جامع المقال فيما يتعلق بأحوال الدراية والرجال (1) .

 (7) جامعة الفوائد (2) .

 (8) جواهر المطالب في فضائل الامام علي بن أبي طالب.

 (9) حاشية على كتاب المعتبر (3) .

 (10) رسالة في مسائل تقليد الميت (4) .

(1) رسالة في ضبط أسماء الرجال (5) .

(2) شفاء السائل في مستطرفات المسائل (6) .

(3) شرح الرسالة الاثنى عشرية (7) فرغ منه في الكاظمية سنة 1041.

(4) الضياء اللامع في شرح مختصر الشرائع (8) .

(5) اللمعة الوافية (9) فرغ منه يوم الأربعاء خامس رجب سنة 1057.

 (6) عواطف الإستبصار (10) .

____________________________

(1) ويسمى تمييز المشتركات من الرجال، ولتلميذه الشيخ محمد أمين الكاظمي تعليق على الباب الثاني عشر منه يعرف بهداية المحدثين.

(2) في الرد على المولى محمد أمين الاستربادي المتوفى بمكة المكرمة سنة 1023.

(3) والمعتبر في شرح المختصر للمحقق الحلي.

(4) نقل فيها أدلة سبعة لبعض مشائخه المعاصرين له على جواز تقليده ثم تعرض لدفعها والرد عليها.

(5) على نهج الايضاح للعلامة الحلي.

 (6) في علم مواقيت الصلاة.

 (7) ويسمى النكت الفخرية في شرح الرسالة الاثنى عشرية، والاثنى عشرية للشيخ حسن بن الشهيد الثاني.

 (8) ويسمى المختصر النافع، والشرائع ومختصرها المعروف بالنافع للمحقق الحلي.

 (9) في اصول الفقه، ويسمى فوائد الاصول وهو نظير الزبدة للشيخ البهائي.

 (10) والاستبصار للشيخ الطوسي. (*)

[ 25 ]

(7) غريب القرآن (1) .

 (8) غريب الحديث.

 (9) الفخرية الكبرى (2) . 20 - الفخرية الصغرى (3) .

(1) الكنز المذخور في عمل الساعات والأيام والشهور.

(2) كشف آيات القرآن الكريم.

(3) كنز الفوائد في تلخيص الشواهد (4) .

(4) مجمع البحرين ومطلع النيرين (5) ألفه أوان توجهه إلى إيران، وفرغ منه في

____________________________

(1) هذا الكتاب.

(2) في الفقه، ولولده الشيخ صفى الدين شرح عليها سماه الرياض الأزهرية في شرح الفخرية.

(3) مختصر من الفخرية الكبرى ولابن أخيه الشيخ حسام الدين شرح عليها سماه نهج الشريعة الغرا في شرح الفخرية الصغرى.

(4) يعنى بالشواهد، كتاب معاهد التنصيص على شواهد التلخيص " لبدر الدين أبو الفتح عبد الرحيم العباسي المتوفى سنة 963 ".

(5) وله عليه حواشي كثيرة ولولده الشيخ صفى الدين كتاب المستدرك على المجمع وقد طبع المجمع على حجر الرستك ثمان مرات كما أحصاها بروكلمن وهي في طهران سنة 1266، 1274، 1277، 1282، 1294، 1298، 1302، وفي تبريز سنة 130

 (6) 1307، وفي طهران ايضا 1321، ثم ذكر نسخه الخطية في مكتبات الهند واوربا المجلد الثاني من الذيل ص 500، والمعروف انه طبع أكثر من ذلك إلا ان الناشرون له لم يعتنوا به على انه من امهات المراجع الاسلامية التي لا يستغنى عنها فلم يتكلفوا ما يجب في مقابلته وتصحيحه ولا مراجعة اصوله الخطية أو المطبوعة كما يظهر ذلك جليا لدى مقابلة نسخه المطبوعة بعضها ببعض. (*)

[ 26 ]

الثلاثاء سادس شهر رجب سنة 1089.

(5) مستطرفات نهج البلاغة.

 (6) مشارق النور للكتاب المشهور (1) .

 (7) المنتخب في جمع المراثي والخطب (2) .

 (8) مجمع الشتات في النوادر والمتفرقات.

 (9) النكت اللطيفة في شرح الصحيفة (3) .

مكتبته

ومكتبته المعروفة بالخزانة الفخرية من أقدم خزائن الكتب المنشاة بعد الخزانة الغروية باربعة قرون تقريبا ثم إشتهرت في عصره باسمه لما أضاف إليها وما إستنسخه بنفسه من الكتب، وكان أكثرها وقفا على طلاب العلم، وقد حوت نفائس الآثار ونقلت عنها أكثر مكتبات النجف فيما بعد (4) .

شعره

وللشيخ فخر الدين شعر متفرق إقتصر أكثره على مدائح ومراثي آل البيت

____________________________

(1) تفسير مختصر، يعرف بالمشارق الطريحية.

(2) في ثلاثة أجزاء طبع لأول مرة في طهران عام 1307 بهامش مقاتل الطالبيين وأخبارهم " لأبي الفرج على بن الحسين الاصبهاني المتوفى 356، وطبع الجزء الاول والثاني منفردا في بومبي عام 1308 وفي طهران عام 1324 وفي النجف عام 1356 وعام 1369.

(3) المعروفة بالسجادية " للامام زين العابدين علي بن الحسين المتوفى سنة 95 ".

(4) العرفان الجزء الاول من السنة السادسة ص 25، 26، وماضي النجف وحاضرها ص 104. (*)

[ 27 ]

عليهم السلام فمنه قوله:

-      طوبى لمن أضحى هواكم قصده * وإلى محبتكم إشارة رمزه –

-      في قربكم نيل المسرة والمنى * وجنابكم متنزه المتنزه –

-      قلبي يهبم بحبكم تفريطه * في مثلكم والله غاية عجزه –

- يضحى كدود القز يتعب نفسه * في نسجه وهلاكه في نسجه –

اسفاره

حصلت له أسفار متعددة منها سفره إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج عام 1062 ومنها سافر إلى زيارة الامام الرضا عليه السلام فأقام مدة في طوس ثم عرج منها إلى إصبهان حيث أقام فيها مدة من الزمن.

تلامذته والراوون عنه

 تتلمذ عليه وحضر مجلس درسه ولازمه وروى عنه جماعة من العلماء والمجتهدين والادباء والمحدثين، وكان مجلسه حاشدا بطلاب العلوم على إختلاف أنواعها في النجف الأشرف أو أثناء مجاورته للعتبات المقدسة في كربلا والكاظمية وطوس أو إعتكافه في جامع الكوفة أو إقامته في إصبهان والرماحية (1) ، كما روى عنه ذلك بعض من عثر على إجازاتهم منهم: السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الكلتكاني البحراني (2) المتوفى سنة 1107. والسيد محمد بن باقر بن محمد تقي الشهير بالعلامة المجلسي المتوفى سنة 1110.

____________________________

(1) الرماحية من مدن الفرات في ربوع خزاعة بالشامية على مقربة من النجف إندرست في طغيان الفرات سنة 1112 وعفى أثرها.

(2) وهو ينقل عنه في مؤلفاته كثيرا ويصفه في غاية الزهد. (*)

[ 28 ]

وولده الشيخ صفي الدين الذي أجازه (1) يوم الجمعة من الجمادى الثانية سنة 1072. وإبن أخيه الشيخ حسام الدين بن الشيخ جمال الدين (2) المتوفى سنة 1095. والشيخ محمد بن الحسن بن علي المشغري الشهير بالحر العاملي المتوفى سنة 1104. والسيد نعمة الله بن عبد الله الحسيني الموسوي الجزائري الشهير بالشوشتري المتوفى سنة 1112. والشيخ محمد أمين بن محمد علي بن فرج الله الكاظمي. والشيخ محمد بن عبد الرحمن المحدث الحلي سمع منه وقرأ عليه الاستبصار (3) وأجازه يوم الخميس جمادى الاولى سنة 1070. والشيخ عناية الله بن محمد حسين بن عناية الله بن زين الدين المشهدي.

____________________________

(1) كتبها والده بخطه على ظهر الجزء الأول من كتاب ما لا يحضره الفقيه لابن بابوية والنسخة التي عليها الاجازة هي بخط الشيخ محمد علي والد الشيخ فخر الدين فرغ من كتابتها سنة 1036، وفي آخر الجزة الثالث أيضا إجازة اخرى بخط الشيخ فخر الدين لولده الشيخ صفي الدين تاريخها سنة 1076

(2) المولود في النجف سنة 1005 والمتوفى فيها سنة 1095 أو بعد سنة 1096 ترجمه السيد الامين في أعيانه. وذكر من تأليفه تفسير القرآن الكريم الموسوم ب‍ " الوجيز في تفسير القرآن العزيز "، والتبصرة الجلية والتذكرة الحسامية في مبهمات المسائل الرضاعية، والرسالة الهية في الصلوات اليومية، والدرة البهية في مدح خير البرية، وشرح الصومية للشيخ البهائي، وشرح الفخرية لعمه الشيخ فخر الدين، وشرح مبادئ الوصول إلى علم الاصول للعلامة الحلي، وشرح شرائع الاسلام للمحقق الحلي. أعيان الشيعة ج 20 ص 411

(3) والاستبصار للشيخ الطوسي. (*)

[ 29 ]

وفاته

 توفي قدس سره في الرماحية سنة 1085، وقد طعن بالسن جدا، ونقل إلى النجف الأشرف ودفن بظهر الغري، وقد شيعه من الرماحية إلى النجف خلق كثير وكان يوم وفاته يوما مشهودا لم ير يوم أعظم منه لكثرة الصلاة عليه (1) . وقد أرخ عام وفاته تلميذه الشيخ محمد أمين الكاظمي بقوله:

فخر أصاب حشى الهدى والدين * مذ فخره أودى بسهم منون

علم له علم العلوم وفضله * منشور أعلام ليوم الدين

سل " مجمع البحرين " والدرر التي * جمعت به عن علمه المخزون

وانظر لتأليفاته وبيانه * الشافي بعين بصيرة ويقين

نجد التقى في فعله والحكم * في أقواله بالفضل والتبيين

- لا فخر حيث تضيف أصحاب الكسا *أرخ (وطيدا بعد فخر الدين)

مصادر الترجمة

أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين العاملي الجزء التاسع، صيدا، عام 1357 أعيان الشيعة للسيد محسن الامين العاملي الجزء العشرون، صيدا، عام 1364 أمل الآمل في علماء جبل عامل للحر العاملي محمد بن الحسن، ايران انساب القبائل العراقية للسيد مهدي القزويني، النجف، عام 1337 البحار للعلامة المجلسي السيد محمد باقر الجزء الخامس والعشرون، طهران 1303 البحار للعلامة المجلسي السيد محمد باقر الجزء السادس والعشرون طهران عام 1315 التاريخ الأدبي في العهد العثماني لعباس العزاوي المحامي، مخطوط

____________________________

(1) وفيات العلماء ج 4، والحصون المنيعة ج 2. (*)

[ 30 ]

تنقيح المقال في توضيح الرجال للشيخ حسن بن الشيخ عباس البلاغي، مخطوط ترجمة الشيخ فخر الدين الطريحي مقدمة المنتخب بقلم الشيخ عبد المولى الطريحي النجف، عام 1369 الحصون المنيعة في طبقات الشيعة للشيخ علي آل كاشف الغطاء الجزء الثاني، مخطوط " التاسع، مخطوط الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ محمد محسن الشهير بآقا بزرك الطهراني ثمانية أجزاء طبع الأول في النجف عام 1355 الذريعة الى تصانيف الشيعة للشيخ محمد محسن الشهير بآقا بزرك الطهراني الأجزاء المخطوطة الروضة النضرة في علماء المائة الحادية عشرة للشيخ محمد محسن الشهير بآقا بزرك الطهراني، مخطوط رياض العلماء لمرزا عبد الله أفندي الجزء الثاني، مخطوط " الرابع، " روضا ت الجنات في أحوال العلماء والسادات للسيد محمد باقر الخوانساري طهران، عام 1306 الطليعة في شعراء الشيعة للشيخ محمد السماوي، مخطوط عنوان الشرف في وشي النجف للشيخ محمد السماوي، النجف، عام 1360 الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي، صيدا، عام 1358 لؤلؤة البحرين للشيخ يوسف البحراني، طهران، عام 1269 مستدرك الوسائل لمرزا حسين النوري الجزء الثالث، طهران، عام 1321 ماضي النجف وحاضرها للشيخ جعفر محبوبه، صيدا، عام 1353 مجلة لغة العرب الجزء العاشر من السنة السادسة، بغداد، عام 1928

[ 31 ]

مجلة العرفان الجزء الأول من السنة السادسة عشرة، صيدا، عام 1347 نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر للدكتور محمد مهدى البصير بغداد، عام 1365

الخاتمة

هذا ما قصدناه في هذه المقدمة مختصرين على تعريف علم الغريب، وأسباب نشوئه، والأعلام المؤلفين فيه، كما إختصرنا ترجمة المؤلف حيث لم يمكننا دراسة عصره، ووصف آثاره، وذلك لعدم وجود الوقت الكافي مع تشويش البال، وقساوة الظروف، وحسبنا قد إستطعنا فيما نرجوه مخلصين أن نقدم لقراء العربية أثرا من آثارنا المخطوطة، وما لهذا الأثر من أهمية في تاريخنا الاسلامي، وثروتنا العلمية، معتذرا عما قد فاتني من ملاحظات أثناء التصحيح أو المراجعة وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

         النجف الاشرف، 11 شوال 1372، 23 حزيران 1953.

محمد كاظم الطريحي




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336313

  • التاريخ : 28/03/2024 - 21:35

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net