00989338131045
 
 
 
 
 
 

 مذاهب تفسيرية: 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير كنز الدقائق ( الجزء الأول )   ||   تأليف : الميرزا محمد المشهدي

مذاهب تفسيرية:

هناك نجد تنوعا في وجه التفاسير حسب تنوع الاختصاصات التي كان يحملها أرباب التفسير في مختلف العلوم والمعارف. فصاحب العلوم العقلية يبدو على تفسيره كثير من لمحات البراهين الفلسفية والاستدلالات العقلية منطبقا عليها وجوه الآيات المختلفة. وصاحب الحديث كان يهمه تفسير القرآن بالمأثور من روايات السلف.

وصاحب الادب إنما أعجبته أساليب القرآن البلاغية في فنون المعاني والبيان والبديع، ورعاية قواعد اللغة والنحو والتصريف. وهكذا أصحاب القراء_ات وغيرهم في مختلف شؤون القرآن وهي كثيرة.

ومن التفسير بالمأثور - بعد تفسير العياشي والقمي - تفسير الصافي للمولى محمد المحسن الفيض الكاشاني المتوفى سنة 1091 هـ وكان صاحب تفسيرنا الحاضر " كنز الدقائق " تلميذا له ومتأثرا باسلوبه في التفسير كثيرا، ونجد هذا التأثير جليا في تفسيره.

كان الفيض قد مزج في تفسيره بين العقل والنقل حسبما عبر، فأتى بالمنقول من أحاديث أهل البيت عليهم السلام مردفا لها بما راقه من تأويلات عقلية قريبة أو بعيدة. الامر الذي نلمسه في تفسير الكنز بوضوح.

وهكذا تأثر صاحبنا بتفسير آخر لم يحد عن طريقة المنقول وهو تفسير " نور الثقلين " لعبد العلي بن جمعة الحويزي المتوفى سنة 1053 ه_. ولعله تتلمذ عنده أيضا.

ونظيره البرهان في تفسير القرآن للمحدث الشهير السيد هاشم البحراني المتوفى عام 1107 ه_، جمع فيه من شتات الاحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام حول لفيف من آيات القرآن.

تفسير كنز الدقايق وبحر الغرائب:

أما تفسيرنا الحاضر فهو حصيلة ما سبقه من امهات تفاسير

[11]

أصحابنا الامامية، جمع فية من لباب البيان وعباب التعبير أينما وجده طي الكتب والتاليف السالفة.

فقد اختار حسن تعبير أبي سعيد عبدالله بن عمر الشيرازي البيضاوي في تفسيره " أنوار التنزيل وأسرار التأويل " كما فعله استاذه وشيخه المقدم - المولى الفيض الكاشاني في الصافي - من قبل.

كما انتخب من اسلوب الطبرسي في المجمع ترتيبه وتبويبه، مضيفا إليه ما استحسنه من كشاف الزمخشري وحواشي العلامة الشيخ البهائي، كما صرح هو في مقدمة تفسيره.

فصار تأليفه مجموعة خير الاقوال وأحسن الآثار، حسبما جاء في تقريظ العلمين " المجلسي والخوانساري " على الكتاب.

قال السيد الامين: وجدنا من كتاب كنز الدقائق مجلدا كبيرا مخطوطا وعلى ظهر النسخة تقريظ بخط آقا جمال الدين الخوانساري قال فيه: أما بعد، فقد أيد الله تعالى بفضله الكامل، جناب المولى العالم العارف الالمعي الفاضل، مجمع فضائل الشيم، جامع جوامع العلوم والحكم، عالم معالم التنزيل وأنواره، عارف معارف التأويل وأسراره، حلال كل شبهة عارضة، كشاف كل مسألة دقيقه غامضة، الذي أحرق بشواظ طبعه الوقاد شوك الشكوك والشبهات، ونقد بلحاظ ذهنه النقاد نقود الاحكام الشرعية المستفادة من الآيات والروايات، أعني المكرم بكرامة الله الاحد الصمد، مولانا ميرزا محمد، أعانه الله في كل باب، وأثابه جزيل الثواب، إذ وفقه الله لتأليف هذا الكتاب الكريم في تفسير القرآن، وجمعه من التفاسير المعتبرة، وسائر كتب الاخبار المشتهرة، فهو كاسمه " كنز الدقائق وبحر الغرائب " الذي يصادف بغوص النظر فيه أصداف درر الحقائق، فنفع الله به الطالبين، وجعله ذخرا لمؤلفة الفاضل يوم الدين.

وأنا العبد المفتقر إلى عفو ربه الباري، جمال الدين محمد بن حسين الخوانساري، أعانهما الله تعالى يوم الحساب، وأوتيا فيه بيمينهما الكتاب. وقد كتب ذلك في شهر محرم الحرام من شهور سنة 1107.

وكتب المجلسي عليه أيضا - بعد البسملة ما صورته -: لله در المولى الاولى الفاضل الكامل المحقق المدقق البدل النحرير، كشاف دقائق المعاني بفكره الثاقب، ومخرج جواهر الحقائق برأيه الصائب، أعني الخبير الاسعد الارشد مولانا ميرزا محمد، مؤلف هذا التفسير، لا زال مؤيدا بتأييدات الرب القدير. فلقد أحسن وأتقن، وأفاد وأجاد فسر الآيات

[12]

البينات بالآثار المروية عن الائمة الاطياب، فامتاز من القشر اللباب، وجمع بين السنة والكتاب، وبذل جهده في استخراج ما تعلق بذلك من الاخبار، وضم إليها لطائف المعاني والاسرار، جزاه الله عن الايمان وأهله خير جزاء المحسنين، وحشره مع الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

كتب بيمناه الوزارة الداثرة أفقر العباد إلى عفو ربه الغني محمد باقر بن محمد تقي، اوتيا كتابهما بيمناهما، وحوسبا حسابا يسيرا، في يوم عيد الغدير المبارك من سنة ألف ومائة واثنتين، والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة على سيد المرسلين محمد وعترته الاكرمين الاطهرين(1).

ومن هذين التقريظين من هذين العلمين تعرف قيمة هذا التفسير ومحله الارقى من التحقيق والجمع والتدقيق.

كما يبدو منهما جلالة مؤلفه ومكانته السامية من العلم والادب والفضيلة.

والامر كذلك بعد مراجعة التفسير نفسه فإنه - رحمه الله - وان جهد في مراجعة امهات كتب التفسير والحديث مضافا إلى الادب والبيان، لكنه بفضل تضلعه في فنون الادب واللغة والفقه والتفسير والحديث والكلام والحكمة المتعالية نراه قد أخذ ولكن أخذ تحقيق، ونقل ولكن نقل تمحيص، مصداقا لقوله تعالى: " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه "(2) وهذا هو عين التحقيق وليس تقليدا مقيتا كما زعم.

وعليه فبحق أقول: إن هذا التفسير جامع كامل وكاف شاف، يغني عناء مراجعة كثير من التفاسير المعتبرة بعد هذا الغناء والكفاية، فلله در مؤلفه وجزاه الله عن الاسلام والقرآن خير جزاء.

وإليك ما ذكره العلامة المتتبع الشيخ آغا بزرگ الطهراني بشأن هذا التفسير، قال: وهذا التفسير مقصور على ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام نظير تفسير " نور الثقلين " لكنه أحسن منه بجهات: لذكره الاسانيد، وبيان ربط الآيات وذكر الاعراب، وكأنه مقتبس منه لكنه بزيادات فصار أكبر حجما.

وقد يتكلم بما هو مخالف لما في

___________________________________

(1) أعيان الشيعة: ج 9 ص 408 ط دار التعارف، بيروت.

(2) الزمر: 18 (*)

[13]

نور الثقلين(1).

وقال المحقق النوري: هو من أحسن التفاسير وأجمعها وأتمها وهو أنفع من الصافي ونور الثقلين(2).

 

___________________________________

(1) الذريعة: ج 18 ص 152.

(2) الفيض القدسي: ص 100




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21334705

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:28

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net