00989338131045
 
 
 
 
 
 

 كسب الثوري لمعيشته  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير سفيان الثوري   ||   تأليف : الامام ابي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري

[ 21 ]

كسب الثوري لمعيشته

كان رحمه الله يتجر كالامام أبى حنيفة الكوفى رحمهما الله - وكان ما بيديه من رأس المال نحوا من مائتي دينار - فكان يفرقها على قوم من إخوانه في اليمن، يبضعون له به - ويوافي الموسم كل عام، فيلقاهم ويحاسبهم ويأخذ ما ربحوا. ولم يقبل شئ من الولاة والسلاطين إلا مرة واحدة - ثم ترك ذلك حتى أنه جاء إليه رجل ببدرة أو بدرتين - وكان أبو ذلك الرجل صديقا لسفيان جدا - وكان سفيان يأتيه فيقيل عنده - ويإتيه كثيرا. فقال: (يا اب عبد الله، في نفسك من أبى شئ) ؟ فأثنى عليه وقال: (رحم الله أباك) ! وذكر من فضله - فقال له: (يا أبا عبد الله، قد عرفت كيف صار إلى هذا المال - وأنا أحب أن تقبل هذا الذى جئتك به، تستعين به على عيالك) - فقبله منه - فخرج الرجل - فلما خرج أو كاد أن يخرج قال لاخيه مبارك: (يا مبارك، الحقة فرده) - قال مبارك فلحقته فرددته فقال: (يا ابن أخى أن تقبل هذا المال - فإنى قد قبلته منك ولكن أحب ان تقبله) - فلم يزل به حتى أخذه - قال مبارك فلما خرج، جئت وقد داخلني ما لا أملك - فقعدت بين يديه فقلت: (ويحك، يا أخى ! ايش قلبك هذا ؟ حجارة ؟ أنت ليس لك عيال - أما ترحمني ؟ أما ترحم اخوانك ؟ أما ترحم صبياننا ؟ فأكثرت عليه من هذا النحو. فقال: (يا مباك تأكلها انت هنيئا مريئا وأسأل انا عنه. لا يكون هذا ابدا) ولا يبعد إن يكون مبنى هذا الاجتناب أنه كان آية في الورع، والورع لا يجتمع مع أكل ما فيه شيهة. والاموال التى كانت بيد السلاطين والامراء، كان المتورعون من العلماء يحسبونها من بيوت أموال المسلمين، التى تصرفوا فيها

[ 22 ]

خلافا للشرع المبين. ولذا أبى، رحمه الله أن يقبل مائتي دينار بعث بها محمد بن إبراهيم الهاشمي الذى كان واليا على مكة. فقال ابن عيينة، وكان حاضرا في مجلسه (كأنك لا تراها حلالا) ؟ قال: (بلى ولكن أكره أن أذل) وقد عرض عليه قضاء الكوفة فلم يقبله أيضا لانه كان لا يحب أن يعين الحكومة التى بنيت على القهر والجبر. وكذا كان لا يود أن يجعل نفسه عرضة لوعيد (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) لان حرية الفكر والعمل لم تبق في ذلك العهد، وكان العمال يحكمون بما أشار به السلاطين. ولاجل هذا الزهد قد صار جريئا على القول بالحق واشتهر بين الناس بالقوال بالحق

خروج الثوري من الكوفة

ولما استخلف أبو جعفر المنصور وحج، لقيه الثوري بمنى (وكان ذلك قى سنة 140 أو 144) قال: فقلت: اتق الله. فإنما انزلت هذه المنزلة وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والانصار، وأبنائهم يموتون جوعا حج عمر بن الخطاب، فما انفق الا خمسة عشر دينارا. وكان ينزل تحت الشجر) فقال: (فإنما تريد ان أكون مثلك). فقال لى: (أخرج). فخرج الثوري من عنده. ولما رجع الكوفة، جعل يأخذ عليه ما يفعل بالمسلمين من الجور والجبر والقهر. فصبر أبو جعفر عليه مدة، وبالاخرة أمر بأخذه. فخرج من الكوفة هاربا للنصف من ذى القعدة سنة 155 ه‍ (761 م) ولم يرجع إليها حتى مات. وكان

[ 23 ]

معدان معه حين خرج. فلما خلفا الكوفة بظهر، قال له سفيان: (يا معدان، ما تركت ورائي من أثق به. ولا أقدم أمامى على من أثق به). يعنى الثقة في الدين وروده مكة ولعله ذهب من الكوفة الى مكة لاداء فريضة الحج. فلما صار إليها، اجتمع هو والاوزاعي في دار مفضل بن مهلهل. قال المفضل، وكان على الموسم عبد الصمد بن على الهاشمي. فدق الباب. قلنا: (من هذا) ؟ قال: (الامير) فقام الثوري فدخل المخرج. وقام الاوزاعي، فتلقاه فقال له عبد الصمد بن على: (من أنت ؟ أيها الشيخ) ! قال: (أنا أبو عمرو الاوزاعي) قال: (حياك الله بالسلام ! أما أن كتبك كانت تأتينا فكنا نقضى حوائجك ؟ ما فعل سفيان الثوري) ؟ قال قلت (دخل المخرج) فدخل الاوزاعي في أثره فقال (سلام عليكم، كيف أنتم) ؟ فقال له عبد الصمد بن على (يا أبا عبد الله أتيتك أكتب هذه المناسك عنكك) قال له سفيان (ألا أدلك على ما هو أنفع لك) ؟ قال (وما هو) ؟ قال (تدع ما أنت فيه) قال (كيف أصنع بأمير المؤمنين أبى جعفر) ؟ قال (إن أردت الله كفاك الله أبا جعفر) فقال له الاوزاعي (يا أبا عبد الله، ان هؤلاء قريش. وليس يرضون منا إلا بالاعظام لهم) فقال: يا أبا عمرو، إنا ليس نقدر نضربهم. فإنما نؤدبهم بمثل هذا الذى ترى) قال المفضل فالتفت الى الاوزاعي فقال لي: (قم بنا من ههنا فإنى لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا، وأرى هذا لا يبالى)

[ 24 ]

حبسه بأمر أبى جعفر ولما تيقن أبو جعفر أن الثوري لا يعدل عن نهجه في نقد الحكومة ولا يبالى في مؤخذتها أي مؤخذة كانت أراد أن يحبسه وينتقم منه انتقاما تاما. فكتب الى محمد بن إبراهيم عامله على مكة، بحبس رجل من آل أبى طالب كان بمكة، وبحبس ابن جريج وعباد بن كثير والثوري. فحبسهم. ثم اطلقهم من الحبس بغير إذن أبى جعفر. فغضب عليه أبو جعفر أمر أبى جعفر بصلب الثوري ولما لم تصل يد أبى جعفر الى الثوري وظن أنه قد خاب بعث الخشابين حين خرج الى مكة في سنة 158 ه‍ (774 م) وقال (إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه) فجاء النجارون ونصبوا الخشب، ونودى سفيان وإذا رأسه في حجر الفضل بن عياض ورجلاه في حجر ابن عيينة. فقالوا: (يا أبا عبد الله، اتق الله ولا تشمت بنا الاعداء) فتقدم الى أستار الكعبة ثم أخذها. ثم قال (برئت منه، ان دخلها أبو جعفر) فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكة. فأخبر بذلك سفيان. فلم يقل - حضوره عند المهدى ولما مات أبو جعفر في سنة 158 ه‍، ظن الثوري أن الخلاف الذى كان بينه وبين الحكومة قد دفن معه. وكان قد قاسى الشدة حين اختفائه بمكة. فكان لا يرى ان يبقى على تلك الحالة الصعبة، بل يود أن يسالم الحكومة ويسمك لسانه. فجاءوا به الى المهدى. فلما دخل عليه الثوري، سلم تسليم العامة، والربيع قائم على رأسه متكئا على سيفه يراقب أمره. فأقبل عليه المهدى بوجه طلق، وقال

[ 25 ]

له (يا سفيان، تفر منا ههنا وههنا، وتظن أنا لو اردناك بسوء لم نقدر عليك. فقد قدرنا عليك الان. أفما تخشى ان نحكم فيك بهوانا) ؟ قال سفيان (إن تحكم في بحكم يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل) فقال له الربيع (إلهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا ! إئذن لى أن أضرب عنقه) فقال له المهدى (اسكت ويلك ! وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم. اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه في حكم) فكتب عهده ودفع إليه، فأخذه وخرج فرمى به في دجلة وهرب. فطلب في كل بلد فلم يوجد. ولما امتنع من قضاء الكوفة، ويولاه شريك بن عبد الله النخعي قال الشاعر:

تحرز سفيان وفر بدينه * وأمسى شريك مرصدا للدراهم

 أمر المهدى بطلبه قال ابن سعد، فطلب الثوري. فخرج الى مكة. فكتب المهدى أمير المؤمنين الى محمد بن إبراهيم وهو على مكة يطلبه. فبعث محمد الى سفيان فأعلمه ذلك وقال (إن كنت تريد إتيان القوم فاظهر حتى أبعث بك إليهم وإن كنت لا تريد ذلك فتوار) فتوارى سفيان وطلبه محمد بن إبراهيم. أمر مناديا فنادى بمكة (من جاء بسفيان فله كذا وكذا) فلم يزل متواريا بمكة لا يظهر إلا لاهل العلم ومن لا يخافه. وحينما كان متواريا بمكة لقيه الفقر والفاقة. حتى أن أخته بعثت مرة مع أبى شهاب الحناط بجراب فيه كعك وخشكنانج فقدم هو مكة فسأل عنه. فقيل له، إنه ربما يقعد دبر الكعبة مما يلى باب الحناطين. قال أبو شهاب، فأتيته هناك. وكان لى صديقا فوجدته مستلقيا فسلمت عليه. فلم يسألنى تلك السألة، ولم يسلم علي كما كنت أعرف منه. فقلت له (إن أختك بعثت إليك

[ 26 ]

معى بجراب فيه كعك وخشكنانج) فعجل على واستوى جالسا فقلت (يا أبا عبد الله أتيتك وأنا صديقك فسلمت عليه فلم ترد على ذلك الرد. فلما أخبرتك أنى أتيتك بجراب كعك لا يساوى شيئا، جلست وكلمتني) فقال (يا أبا شهاب لا تلمني فإن هذه لى ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقا). قال أبو شهاب فعذرته) عند المهدى بمكة فلما حج المهدى في سنة 160 ه‍، دخل عليه سفيان وقال له مثل ما قال لابي جعفر المنصور (حج عمر بن الخطاب فأنفق في حجته ستة عشر دينارا. وأنت حججت فأنفقت في حجتك بيوت الاموال) فقال (أي شئ تريد ؟ أكون مثلك) ؟ قال (فوق ما أنا فيه ودون ما أنت فيه) فقال وزيره أبو عبيد الله: يا أبا عبد الله قد كانت كتبك تأتينا فننفذها) قال (من هذا) ؟ قال المهدى (أبو عبيد الله وزيرى) قال (احذره فإنه كذاب أنا كتبت اليك) ؟. ثم قام فقال له المهدى: أين أبا عبد الله ؟ قابل (أعود) وكان قد ترك نعله حين قام فعاد فأخذها ثم مضى فانتظره المهدى فلم يعد قال (وعدنا أن يعود فلم يعد) قيل له إنه قد عاد لاخذ نعاله. فغضب فقال (قد آمن الناس إلا سفيان الثوري. يونس بن فروة الزنديق) قرنه بزنديق. قال، فإنه ليطلب وإلخلفى المسجد الحرام. فذهب فألقى نفسه بين النساء فجللنه قيل له (لم فعلت) ؟ قال (إنهن أرحم) ثم خرج الى البصرة فلم يزل بها حتى مات وروده البصرة قال ابن سعد فلما خاف سفيان بمكة من الطلب خرج الى البصرة فقدمها فنزل قرب منزل يحيى بن سعيد القطان فقال لبعض أهل الدار (أما قربكم أحد من أصحاب الحديث) ؟ قالوا (بلى يحيى بن سعيد) قال

[ 27 ]

(فجئني به) فأتاه به فقال (أنا ههنا منذ ستة أيام أو سبعة) فحوله يحيى الى جواره وفتح بينه وبينه بابا. وكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة يسلمون عليه ويسمعون منه فكان فيمن أتاه جرير بن حازم والمبارك بن فضالة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وحماد بن زيد وغيرهم. وأتاه عبد الرحمن بن مهدى ولزمه فكان يكتبان عنه تلك الايام. وكلما أبا عوانة أن يأتيه فأبى وقال (رجل لا يعرفني كيف آتيه) ؟ وذلك أن أبا عوانة سلم عليه بمكة فلم يرد عليه سفيان السلام. وكلم في ذلك، فقال (لا أعرفه) ولما تخوف سفيان ان يشتهر في مقامه بالبصرة قرب يحيى بن سعيد قال له (حولني من هذا الموضع) فحوله الى منزل الهيثم بن منصور الاعرجي من بنى سعد بن زيد مناة من بنى تميم. فلم يزل فيهم المراسلة بينه وبين الخليفة وحين قيامة بالبصرة كلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان وقال (هذا فعل أهل البدع. وما تخاف منهم ؟) فأجمع سفيان وحماد بن زيد على أن يقدما بغداد. وكتب سفيان الى المهدى (أو الى يعقوب بن داود) فبدأ بنفسه فقيل له (إنهم يغضبون من هذا) فبدأ بهم. فأتاه جواب كتابه بما يحب من القريب والكرامة واليمع منه والطاعة فكان على الخروج إليهم إذ حمى. واشتد به المرض وقارب الهلاك. فلما أحس بالموت جزع فقال له مرحوم بن عبد العزيز (يا أبا عبد الله ما هذا الجزع ؟ إنك تقدم على الرب الذى كنت تعبده) فسكن وهدأ وقال (انظروا من ههنا من أصحابنا الكوفيين) فأرسلوا الى عبادان فقدم عليه عبد الرحمن بن عبد الملك والحسن بن عياش أخو أبى بكر بن عياش. فأوصى الى الحسن بن عياش في تركته وأوصى عبد الرحمن أن يصلى عليه فأقاما عنده حتى مات فخرج بجنازته على أهل البصرة فجأة وسمعوا بموته. وشهده الخلق. وصلى عليه

[ 28 ]

عبد الرحمن بن عبد الملك وكان رجلا صالحا رضيه سفيان لنفسه ونزل في حفرته ونزل معه خالد بن الحارث وغيرهما ودفنوه ثم انصرف عبد الرحمن بن عبد الملك والحسن بن عياش الى الكوفة فاخبرا أهلها بموت سفيان وقال السمعاني: إنه كان انتقل الى عبد الرحمن بن مهدى قبل موته فغسله هو ويحيى بن سعيد ودفن في مقابر بنى كليب بالبصرة وقت العشاء وكان أبو حاتم الرازي قد زار قبره هناك وقال الخطيب (إن بنى تميم كانوا لا يحبون ان يصلى يمانى على مضرى فقيل لهم ما أوصاه به الثوري، فسكتوا) وقال أبو داؤد (مات سفيلن بالبصرة ودفن ليلا ولم نشهد الصلاة يعنى عليه - وغدونا على قبره ومعنا جرير فصلى بنا على قبره، ومعنا جرير بن حازم وسلام بن مسكين. فتقدم جرير فصلى بنا على قبره. ثم بكى فقال

إذا بكيت على قبر لتكرمه * فبك الغداة على الثوري سفيان

 ورثاه أبو زياد الفقيمى.

فقال لقد مات سفيان حميدا مبرزا * على كل قار هجنته المطامع

يلوذ بأبواب الملوك بنية * مبهرجة والزى فيه التواضع

يشمر عن ساقيه والرأس فوقه * قلنسوة فيها اللصيص المخادع

جعلتم فداء للذى صان دينه * وفر به حتى حوته المضاجع

على غير ذنب كان إلا تنزها * عن الناس حتى ادركته المصارع

بعيد من أبواب الملوك مجانب * وإن طلبوه لم تنله الاصابع

فعينى على سفيان تبكى حزينة * شجاها طريد نازح الدار شاسع

يقلب طرفا لا يرى عند رأسه * قريبا حميما أوجعته الفواجع

فجعنا به حبرا فقيها مؤدبا * بفقه جميع الناس قصد الشرائع

على مثله تبكى العيون بفقده * على واصل الارحام والخلق واسع

[ 29 ]

تاريخ وفاته قال ابن سعد (اجمعوا لنا أنه توفى بالبصرة وهو مستخف في شعبان سنة 161 ه‍ (778 م) في خلافة المهدى) واختاره البخاري. الطبري والمسعودي. الخطيب. ابن النديم. الحاكم والسمعاني وابن الجوزى وابن الاثير وابن خلكان والذهبي وابن حجر وغيرهم وروى الخطيب عن خيفة بن خياط انه مات سنة 162 ه‍ (779 م) وذكرها ابن خلكان واليافعي أيضا - لكنهم ضعفوا هذا القول واختلف في عمره فالاصح أنه مات وهو ابن 64 سنة لان موسى بن داؤد قال سمعت سفيان الثوري يقول سنة ثمان وخمسين (لى إحدى وستون سنة) وروى الخطيب عن أبى نعيم أنه مات وهو إبن 66 سنة واختار هده الرواية السمعاني والذهبي في الدول واليافعي والناوى وابن العماد. وعند المسعودي كان له 63 سنة حين قضى نحبه زواجه وكان الثوري مع الزهد عن الدنيا يقول (كثرة النساء ليست من الدنيا لان عليا رضى الله عنه كان من أزهد الصحابة وكان له أربع نسدة وتسع عشرة سرية) لكنه كان يكره أن يتز. ج امرأة ذات مال. بل يكره التزويج نفسه مخافة ان يكون له ولد فيأكل حسناته قال منصور بن سابق: ألح على سفيان رجل من إخوانه من أهل البصرة في التزويج فقال له: (فزوجني)

[ 30 ]

قال: فخرج سفيان الى مكة وأتى الرجل البصرة، فخطب عليه امرأة من كبار أهل البصرة ممن لها المال والشرف. فأجبوه. وهيأت قطارا من الحشم والمال، حتى قدمت مكة على سفيان. فأتى الرجل سفيان فقال له (أخطب عليك) ؟ فقااال (من) ؟ قال (ابنة فلان) فقال (ما لى فيها حاجه. إنما سألتك أن تزوجني امرأة مثلى). قال (فإنهم قد أجابوا) فقال له (ما لى فيها حاجه) قال (تفضحني عند القوم) قال (ما لى فيها حاجه) قال (وكيف أصنع) ؟ قال (إرجع الى القوم فقل لهم لا حاجة لى فيها) قال: فرجع فأخبرهم فقالت الورأة فبأى شئ يكرهنى) ؟ قال: قلت (المال) قالت (فإنى أخرج من كل مال لى، وأصبر معه) قال: فجاء الجل نشطا فأخبره فقال (لا حاجة لى فيها إمرأة نشأت في الخير ملكة لا تصبر على هذا فأبى أن يقبلها فرجعت وقبيل لسفيان (أي شئ تكرهه في التزويج) ؟ قال (أخاف أن يكون لى ولد) ومع هذا قد نكح مرتين. فولدت له زوجته الاولى إبنا مات في حياته ثم نكح أم أبى حذيفة النهدي حين اختفائه بالبصرة فلم تلد له. ولم يعقب سفيان ولاجل ذلك وهب كل ماله (وكان مائة وخمسين دينارا) لاخته وإبن أخته عمار بن محمد. ولم يرثه مبارك بن سعيد أخوه. كتب الثوري قد صرح المؤرخون أن للثوري غير واحد من الكتب في التفسير والحديث والفقه والاختلاف والزهد. وعده ابن الجوزى في المصنفين من العلماء المتقدمين

[ 31 ]

قال الخطيب: وكان أصحاب الحديث يأتونه في مكانه حين اختفائه بالبصرة في بيت يحيى بن سعيد القطان. فإذا سمع بصاحب حديث بعث إليه، وكان يقول (أنت (يعنى يحيى) تريد مثل أبى وائل عن عبد الله. أين تجد كل وقت هذا ؟ اذهب الى الكوفة فجئني بكتبي أحدثك) قال له يحيى (أنا أختلف إليك وأخاف على دمى. فكيف أذهب، فأتي بكتبك) ؟ قال (وكان يحيى جبانا جدا) وقال ابن الاسود الحارثى (خاف سفيان شيئا فطرح كتبه فلما أمن أرسل الى وإلى يزيد بن توبة الرهبى فقال (أخرجوا الكتب) فدخلنا البئر فجعلنا نخرجها فأقول (يا أبا عبد الله وفى الركاز الخمس) وهو يضحك فأخرجنا تسع قمطرات كل واحد الى هنا وأشار الى أسفل ثدييه قال، فقلت (اعزل لى كتابا تحدثني به) فعزل لى كتابا فحدثني به) وإذ قضى الثوري أكثر عمره في الكوفة وكانت هي مركز جولاته الى سنة 155 ه‍، فنحن على اليقين في أنه صنف أكثر الكتب أو كلها في الكوفة ثم لما خرج منها في السنة المذكورة خوفا على نفسه من الخليفة تركها في بيته ونظن أن واحدا من تلاميذه جاء بها إليه حين كان هو مستترا بالبصرة ليريها عنه. ثم طرحها الثوري حين خاف شيئا ثم أخرجها لما أمن وحدث بها. وأيضا نجزم بأن ما أخرج من البئر من الكتب كان تسع قمطرات كل واحده الى أسفل من ثديى الرجل. والظاهر ان الكتب التى نسبها المؤرخون الى الثوري لا يمكن ان تبلغ الى تسع قمطرات. فهل لعب بها الحدثان مثل مؤلفات معاصريه أم في الرواية شئ من المبالغة ؟ فلولا ان عندنا قول ابن قتيبة (وأوصى الى عمار بن سيف في كتبه فمحاها، وأحرقها) فيتضح منه ان الكتب المذكورة في التاريخ والتذكرة هي البقية التى كانت قد رويت وانتشرت في البلاد ولذا لم تصل إليها يد النار

[ 32 ]

فأول تلك الكتب 1 - الجامع الكبير في الفقه والاختلاف. ذكره ابن النديم، وقال (يجرى مجرى الحديث) وايضا ذكره أبو بكر ابن خليفة في فهرست مروياته والعلامة محمد عابد السندي في حصر الشارد وكان الجامع الكبير هذا من أطول الكتب. وكان يضرب للشئ الجامع كل شئ كما يضرب لسفينة نوح. قال ابن الحاج:

فقر وذل وخمول معا * أحسنت، يا جامع سفيان

 قال لابن ماكولا في ترجمة على بن زياد العبسى التونسى انه روى عن الثوري وأدخل المغرب جامع الثوري 2 - الجامع الصغير. ذكره ابن النديم في فهرسته، وقال: رواه جماعة 3 - كتاب الفرائض ذكره ابن النديم والعلامة السندي 4 - كتاب آداب سفيان الثوري. ذكره أبو بكر بن خليفة في فهرست مروياته 5 - كتاب التفسير ذكره الحاج خليفة باسم (تفسير الثوري) لكنه لم ير نسخته بنفسه فأحال النسبة على الثعلبي بقوله (ذكره الثعلبي) وأيضا ذكره العسقلاني في التهذيب 4 / 159 في ذكر سلمة بن نبيط فقال (وقع له (أي للتفسير) ذكر في مسند أثر علقه البخاري في أواخر الطلاق (باب اللعان) وعن الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى: ثلاثة أيام إلا رمزا، اشارة. وهذا وصله الثوري في تفسيره

[ 33 ]

رواية أبى حذيفة عنه عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بهذا) ورواه العلامة السندي أيضا باسناد حذيفة عنه كما في حصر الشارد (أما كتاب التفسير لامام الثوري، فأنا أرويه عن الشيخ صالح الفلاني عن محمد بن سنه عن مولاى الشريف محمد بن عبد الله باجازته، عن محمد بن عبد الرحمن العلقمي عن الحافظ السيوطي عن الحافظ الذهبي، نا أحمد بن على بن الحسن الجزرى نا محمد بن إسمعيل بن أبى الفتح خطيب مرو نا على بن حمزة بن على بن طلحة البغدادي، نا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين نا محمد بن محمد بن أبى إبراهيم بن غيلان، نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي نا اسحاق بن الحسن الحربى، نا أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري) وذكر ابن النديم وأبو المحاسن في تاريخه رسالتين له. أولاهما رسالة الى عباد بن عباد الارسوفى وقد تقدم في ذكر زهد الثوري. والاخرى في موضع اسمها بياض في الفهرست وذكر الحاكم نخسا أخرى له فقال: (1) نسخ الثوري وغيره من مشائخ العرب، ينفرد بها الهياج بن بسطام الهروي عنهم (2) نسخ أخرى للثوري وغيره. ينفرد بها أبو مهران بن أبى عمر الرازي عنهم (3) نسخ للثوري وغيره، ينفرد بها نوح بن ميمون المرزوى عنهم النسخة الرامبورية لتفسير الثوري أما تفسير الثوري فلا توجد له نسخة سوى نسختنا. وهذه النسخة ناقصة

[ 34 ]

من الاول والاخر كليهما، وهناك سفيانان في عصر واحد: الثوري وابن عيينة، ولكليهما تفسير القرآن الكريم كما صرح به الحاج خليفة في كشف الظنون فلم أجترى على نسبته الى الثوري حتى وجدت دليلين قويين: الاول انه ذكر في أول سورة و (الصافات) إسناد لفظه (حدثنا محمد ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان) وأبو حذيفة هذا هو موسى بن مسعود النهدي الذى لازم الثوري بالبصرة. وكان العلامة السندي قد ذكره في اسناده لتفسير الثوري والثانى: أنى وجدت في تفسير (وإهلكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) (البقرة) إسنادا لفظه (سفيان عن أبيه سعيد بن مسروق عن أبى الضحى) وكان سعيد اسم أبى الثوري فجزمت بأن ما كان من الاوراق هو جزء من كتاب التفسير للثوري كيفية النسخة وكميتها والنسخة مكتوبة بالنسخ القريب من الكوفى العادى على كاغد عربي لونه مائل الى الحمرة. ولا يبعد ان يكون قد كتبت في المائة الثالثة من الهجرة وفى أول النسخة وآخرها نقصان لا يمكن تعيينه وتقديره على التخمين لان الصفحات خالية عن الاعداد. والاوراق عليها أثر البلى الخفيف. وعدد الاوراق 18 - وعدد السطور 27 - 31. وطول الكتاب وعرضه 26 + 8017. وطول الكتابة وعرضها 3017 + 12. ومن خصائص كتابتها ان الكاتب: 1 - لم يلتزم رسم المصاحف العثمانية في كتابة آيات القرآن الكريم. 2 - ولم يكتب الالف في ابن عباس وابن مسعود وامثالهما الا في مواضع قليلة. 3 - ولم يكتبها في سفيان وحارث وأمثالهما. 4 - ولم يكتب الهمزة في حكماء وعلماء وأمثالهما، وكتب عوضها المد على الالف

[ 35 ]

ولم يكتب في السائب ووائل وأمثالهما. 6 - ولم يكتبها في تقرؤنها وأمثالها 7 - ولم يكتب الواو العاطفة في قوله (صلى الله سلم) وأول النسخة (الاسلام يعنى ظورتهم. فنزلت (لا إكراه في الدين) سفيان عن منصور بن المعتمر عن مجاهد في قوله (ويلعنهم اللاعنون) قال العقارب والخنافس والدواب يقولون (حبس عنا المطر بذنوب بنى آدم) وخاتمتها (سورة والطور - سفيان عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ان الله...) وقد فسرت في هذه النسخة من سور القرآن العزيز: (1) سورة البقرة (2) وسورة آل عمران (3) وسورة النساء (4) وسورة المائدة (5) وسورة الانعام (6) وسورة الاعراف (7) وسورة الانفال (8) وسورة براءة (9) وسورة يونس (10) وسورة هود (11) وسورة يوسف (12) وسورة رعد (13) وسورة إبراهيم (14) وسورة الحجر (15) وسورة النحل (16) وسورة بنى إسرائيل (17) وسورة الكهف (18) وسورة مريم (19) وسورة طه (20) وسورة اقترب (21) وسورة الحج (22) وسورة المؤمنين (23) وسورة النور (24) وسورة الفرقان (25) وسورة الشعراء (26) وسورة طس النمل (27) وسورة القصص (28) وسورة العنكبوت (29) وسورة الروم (30) وسورة لقمان (31) وسورة الم السجدة (32) وسورة الاحزاب (33) وسورة سبأ (34) وسورة الملائكة (35) وسورة يس (36) وسورة الصافات (37) وسورة ص (38) وسورة الزمر (39) وسورة المؤمن (40) وسورة حم السجدة (41) وسورة عسق (42) وسورة الزخرف (43) وسورة الجاثية (44) وسورة الاحقاف (45) وسورة الفتح (46) وسورة الحجرات (47) وسورة ق (48) وسورة الذاريات (49) وسورة الطور. والسور كلها على الترتيب العثماني. وسقط بينها تفسير سورة محمد

[ 36 ]

وسورة الدخان، كأن الثوري لم يكن عنده فيهما شئ. أما الايات، فليس على النهج المتعارف. فتفسير الاية المتأخرة مقدم على الاية المتقدمة. وتفسير بعض الايات يوجد في تفسير الايات لسورة أخرى وعدد روايات هذه النسخة 911. وأكثرها مروية عن مفسري مكة. وفيها روايات رفعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى الثوري من الصحابة عن أبى بكر وعمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن مسعود وأبى بن كعب وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك وأبى سعيد الخدرى وزبير بن العوام وأبى هريرة وعمار بن ياسر وإبى ذر وابن عباس والبراء بن عازب وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وخباب بن الارت وسعد بن أبى وقاص وسلمان الفارسى وعقبة بن عامر رضى الله عنهم أجمعين ومن أمهات المؤمنين عن عائشة وأم سلمة رضى الله عنهما وأكثر رواياته منقطعة رواها عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وأبى رزين والشعبى والسدى وعطاء. طاؤس وسعيد بن المسيب وشريح والحسن البصري وضحاك بن مزاحم وعمرو بن ميمون وعلقمة وحبيب بن أبى ثابت وقاسم بن محمد ومسروق ومحمد بن كعب القرظى وأبى الهيثم وأبى مجلز وغيرهم رواة هذه النسخة وروى هذا التفسير عن تلميذه أبو خذيفة. وهو موسى ابن مسعود النهدي البصري المؤدب. وهو من رواة البخاري ووالترمذى وأبى داود وابن ماجة. وروى هو عن الثوري وغيره وعنه البخاري وطائفة قال ابن معين: (هو مثل عبد الرزاق وقبيصة ويعلى وعبيد الله في الثوري) وقال أحمد (انه

[ 37 ]

من أهل الصدق) وقال أبو حاتم (صدوق معروف بالثوري. ولكن كان يصحف) وقال ابن سعيد (كثير الحديث ثقة إن شاء الله. وكان حسن الرواية عن عكرمة بن عمار وزهير بن محمد وسفيان الثوري). وقال العجلى: (ثقة صدوق) وضعفه بندار والترمذي. وذكره ابن حبان في الثقات وقال (يخطئ) وقال ابن خزيمة (لا أحدث عنه من يبصر الحديث) وقال أبو احمد الحاكم (ليس بالقوى عندهم) ويروى عن الامام أحمد أنه قال مرة (كان سفيان الذى يحدث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الذى يحدث عنه الناس) مات في جمادى الاخرة سنة 220 ه‍ (835 م) وقيل سنة 226 ه‍ (841 م). ورواه عن أبى حذيفة اسحق بن الحسن الحربى كما وقع في اسناد العلامة السندي في حصر الشارد. ورواه عنه أيضا محمد المكنى بأبى جعفر كما وجدنا في أسانيد بعض الاثار من نسختنا هذه. فمن هذا الراوى عن أبى حذيفة ؟ كان ظنى قى بدء الامر ان محمدا وأبا جعفر رجلان. وهما محمد بن المثنى أبو موسى البصري، وأبو جعفر بن جرير الطبري صاحب التفسير المشهور. لكن صرفني عن هذا الظن ان ذكر أبى جعفر قد جاء في موضع بلفظ (شك أبو جعفر) وفى موضع آخر بلفظ (الشك من أبى جعفر) وكان ذلك أشارة الى أن أبا جعفر كنية احد من رواة الاثرين. ورواتهما محمد وأبو حذيفة والثوري وابن جريج وسلنة بن كهيل وابن أبى مليكة ومجاهد. وليس فيهم

[ 38 ]

من يكنى بأبى جعفر. فلم يبق الا محمد قمن هذا الذى يسمى بمحمد ويكنى بأبى جعفر ؟ بالاسف لم أعثر على تعيينه بعد البحث عنه. لعل الله يحدث بعد ذلك امرا. مآخذ ترجمة الثوري ولترجمة الثوري ولترجمة قد راجعت: ابن سعد في الطبقات 6: 257 الى 260 والبخاري في التاريخ الكبير 2: 93 2 الى 94 والصغير 186 و 187 و 216 ومسلما في المنفردات 32 وابن قتيبة في المعارف 217 و 268 وابن رستة في الاعلاق النفيسة 219 والدولابي في الكنى: 56 2 والطبري في الذيل المذيل 105 وابن ابي حاتم في الجرح 2: 222 1 الى 225 وتقدمة المعرفة 55 الى 126 وابن النديم في الفهرست 314 والحاكم في المعرفة 106 و 165 و 174 وابن ماكولا في الكمال 1: 568 وابن القيسراني المقدسي في الجمع بين رجال الصحيحين 1: 194 والانساب 27 و 179. والشهرستاني في الملل 65 والسمعاني في الانساب 117 الف وادب الاملاء 6 وغيرها وابن الجوزي في صفة الصفوة 3: 82 الى 84 والتلقيح 235 وابن الاثير في جامع الاصول 2: 822 الف واخاه في الكال 6: 20 والقفطي في الوفيات 1: 296 وابا الفداء في المخنصر 2: 9 والتبريزي في الرجال 23 ب الذهبي في التذكرة 1: 190 الى 193 والكاشف 36 الف والدول 6 1 78 واليافعي في مرآة الجنان 1: 345 الى 347 وابن كثير في البداية 10: 134 وشمس الدين الحسيني في مختصر مجمع الاحباب 279 الف الى 287 الف والقرشي في الجواهر المضيئة 1: 250 والقلقشندي في نهاية الارب

[ 39 ]

201 والجزري في الغاية 1: 308 وابن العجمي في نهاية السوال 121 ب والعسقلاني في التهذيب 4 / 111 الى 115 التقريب 151 والمدلسين 10 والعيني في العمدة 1: 260 والسيوطي في التلخيص 45 والخزرجي في الخلاصة 145 والشعراني في اللواقح 1: 52 الى 56 والفتني في الرجال 81 الف وب الكفوي في اعلام الاخيار 65 ب الى 66 ب والدهلوي في الاكمال 116 الشذرات 1: 250 والزركلي في الاعلام 3: 158. وقد ذكره من علماء الشعية الكشي في معرفة اخبار الرجال 248 والطوسي في الرجال 110 والحلي في الخلاصة 109 والاسترابادي في منهج المقال 154 الف واللاهجي في خير الرجال 60 الف الى 61 الف والكلابلابي في منتهى المقال 148. من الواجب في الختام ان اشكر وزارة المعارف الجليلة على اعانتها الجزيلة في نشر هذا الكتاب واشكر ايضا عمال هندوستان برنتنك وركس على سعيهم الجميل في صحة الطباعة وحسنها. وادعو للذين استفدت من كتبهم ان يعطيهم الله درجات عالية في جنات عدن. واستغفر الله لي من الخطا والسهو والنسيان في التصحيح والتحشية. والحمد لله اولا وآخرا. والصلوة والسلام على رسوله محمد وآله واصحابه ظاهرا وباطنا. مكتبة رضا - رامبور الهند امتياز علي عرشي مدير المكتبة

[ 41 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403855

  • التاريخ : 20/04/2024 - 02:24

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net