00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الرحمن 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير شبر   ||   تأليف : العلامة المحقق الجليل السيد عبدالله شبر

سورة الرحمن

 (55) سورة الرحمن ست أو سبع أو ثمان وسبعون آية (76 - 77 - 78) مكية

وقيل إلا آية يسئله من في السموات.

بسم الله الرحمن الرحيم

(الرحمن) صدر به السورة لتضمنها تعديد نعم الدارين وقدم أجلها قدرا فقال.

(علم القرآن) المشتمل على أصول الدين وفروعه.

(خلق الإنسان) أي جنسه.

(علمه البيان) هو إفهام الغير ما في الضمير بالمنطق.

[497 ]

(الشمس والقمر بحسبأن) يجريان في منازلهما بحساب مضبوط لا تفاوت فيه.

(والنجم) ما نجم أي طلع من النبات بلا ساق (والشجر) ما له ساق (يسجدان) ينقادان لأمره وتدبيره.

(والسماء رفعها ووضع الميزان) أثبت العدل الذي قامت به السموات والأرض أو آلة الوزن للعدل بينكم.

(ألا تطغوا) أن لا تجوروا (في الميزان) آلة الوزن.

(وأقيموا الوزن بالقسط) بالعدل (ولا تخسروا الميزان) لا تنقصوه.

(والأرض وضعها) خفضها مبسوطة (للأنام) للخلق من كل ذي روح أو للثقلين.

(فيها فاكهة) ما يتفكه به (والنخل ذات الأكمام) أوعية ثمرها أو كلما يغطى من ليف ونحوه.

(والحب) كالحنطة والشعير (ذو العصف) ورق الزرع اليابس والتين (والريحان) الرزق أو المشموم.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان) خطاب للثقلين بدلالة الأنام أو أيها الثقلان عليهما وكررت تجديدا كتذكير الناسي وتنبيه الساهي.

(خلق الإنسان) آدم (من صلصال) طين يابس إذا نقر صلصل أي صوت (كالفخار) كالخزف.

(وخلق الجان) أبا الجن قيل هو إبليس (من مارج) لهب صاف من الدخان (من نار) بيان لمارج.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(رب المشرقين ورب المغربين).

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(مرج) أرسل (البحرين) من العذب والملح (يلتقيان) متلاصقين.

(بينهما برزخ) حاجز من قدرته تعالى (لا يبغيان) لا يبغي أحدهما على الآخر فيمازجه.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(يخرج) ببناء الفاعل والمفعول (منهما) من مجموعهما فالخارج من أحدهما وهو الملح كالخارج من الآخر (اللؤلؤ) كبار الدر (والمرجان) صغاره أو الخرز الأحمر.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(وله الجوار) أي السفن (المنشئات) المرفوعات الشرع أو المحدثات (في البحر كالأعلام) كالجبال ارتفاعا.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(كل من عليها) على الأرض من حيوان وغيره ومن للتغليب (فان) هالك.

(ويبقى وجه ربك) ذاته (ذو الجلال) العظمة (والإكرام) التعظيم أو التفضيل.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان) وكون الفناء نعمة لأنه وصلة إلى الحياة الباقية والسعادة الدائمة ولما فيه من العبرة والتذكير.

(يسئله من في السموات والأرض) نطقا أو حالا ما يحتاجون إليه وهو كناية عن غناه وافتقارهم (كل يوم) وقت (هو في شأن) من إيجاد وإعدام وقبض وبسط ونحوها.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(سنفرغ لكم) سنقصد لحسابكم أو سنتجرد له مستعار من قولك لمن تهدده سأفرغ لك، إذ المتجرد للشيء أقدر عليه (أيه الثقلان) الجن والإنس، سميا بذلك لثقلهما على الأرض.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان) وكون التهديد نعمة لأنه لطف للمكلف.

(يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا) تخرجوا (من أقطار السموات

[498 ]

والأرض) من نواحيهما هاربين من قضاء الله (فانفذوا) أمر تعجيز (لا تنفذون) لا تستطيعون النفوذ (إلا بسلطان) بقوة ولا قوة لكم على ذلك والنعمة هنا الوعظ والتحذير والمساهلة فلذا قال.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران).

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فإذا انشقت السماء) انصدعت (فكانت وردة) أي حمراء كوردة (كالدهان) في الذوبان جمع دهن أو اسم لما يدهن به أو كالأديم الأحمر وجواب إذا محذوف كوقع أمر فظيع.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان) ولا ينافي قوله فوربك لنسألنهم أجمعين لأنه في وقت آخر.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(يعرف المجرمون بسيماهم) بعلامتهم من سواد الوجوه وزرقة العيون (فيؤخذ بالنواصى والأقدام) مضمومة ناصية كل منهم إلى قدميه أو يؤخذ بهذه مرة وبهذه أخرى.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان) ويقال لهم.

(هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون).

(يطوفون بينها) يصلونها (وبين حميم) ماء حار (ءان) متناه في الحرارة.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(ولمن خاف مقام ربه) الذي يقيم فيه العباد للحساب أو قيامه عليه رقيبا فيترك معاصيه (جنتان) جنة عدن وجنة نعيم أو روحانية وجسمانية.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(ذواتا أفنان) أنواع من النعم.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فيهما عينان تجريان).

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فيهما من كل فاكهة زوجان) صنفان غريب ومعروف.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(متكئين على فرش بطائنها من استبرق) ديباج غليظ فتكون ظهائرها أعلى وأجل (وجنى الجنتين) ثمرهما (دان) قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فيهن) في الجنان لدلالة الجنتين عليهن أو فيما اشتملتا عليه من القصور والمجالس (قاصرات الطرف) البصر على أزواجهن (لم يطمثهن) لم يفتضهن (إنس قبلهم ولا جان) فهن أبكار من الحوراء ونساء الدنيا المنشئات خلقا آخر.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(كأنهن الياقوت والمرجان) أي اللؤلؤ صفاء وحمرة وبياضا.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(هل جزاء الإحسان) في العمل (إلا الإحسان) بالثواب.

[499 ]

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(ومن دونهما) دون الجنتين المذكورين للخائفين المقربين (جنتان) لمن دونهم من أصحاب اليمين.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(مدهامتان) من ادهام كاسواد لفظا ومعنا أي سوداوان من شدة الخضرة.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فيهما عينان نضاختان) فوارتان بالماء.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فيهما فاكهة ونخل ورمان) عطفا عليها لفضلهما.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(فيهن) أي الجنتين أو أماكنهما (خيرات) أي خيرات الأخلاق (حسان) الصور.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(حور) بيض أو شديدات سواد العيون وبياضها (مقصورات في الخيام) مخدرات مصونات في خيام من در مجوف.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(لم يطمثهن إنس قبلهم) قبل أزواجهن (ولا جان).

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(متكئين على رفرف خضر) جمع رفرفة أي بسط أو وسائد أو رياض الجنة (وعبقري حسان) أي طنافس جمع عبقرية أو جنس وصف بالجمع للمعنى ونسبة إلى عبقر تزعم العرب أنه بلد الجن فينسبون إليه كل عجيب.

(فبأي ءالاء ربكما تكذبان).

(تبارك) تعالى (اسم ربك) تعالى مسماه وقيل الاسم مقحم (ذي الجلال والإكرام).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401168

  • التاريخ : 19/04/2024 - 05:15

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net