00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الكوثر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 108 "

" سورة الكوثر "

 قال السميع العليم: بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الابتر (3) ومما جاء في معنى تأويل الكوثر: 1 - ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن سعيد العماري (من ولد عمار بن ياسر) (1)، عن إسماعيل بن زكريا، عن محمد بن عون، عن عكرمة عن ابن عباس في قوله (إنا أعطيناك الكوثر) قال: نهر في الجنة عمقه في الارض سبعون ألف فرسخ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، شاطئاه من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت، خص الله تعالى به نبيه وأهل بيته - صلوات الله عليهم - دون الانبياء (2). 2 - ويؤيده: ما رواه أيضا، عن أحمد بن محمد (عن أحمد بن الحسن عن أبيه) (3) عن حصين بن مخارق، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أراني جبرئيل منازلي (في الجنة) (4)، ومنازل أهل بيتي على الكوثر (5). 3 - ويعضده أيضا: ما رواه عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن

___________________________

(1) ليس في البحار، وفي نسخة " ب " عن عمار بن ياسر.

 (2) عنه البحار: 8 / 25 ح 24 والبرهان: 4 / 513 ح 4.

 (3) ليس في نسخة " ب " والبحار والبرهان، وفي نسخ " أ، ج، م " أحمد بن محمد بن الحصين، والصحيح ما أثبتناه، أولا بقرينة بقية الموارد التي تبلغ أكثر من عشرة موارد " وثانيا " بحسب طبقة الرواة، فراجع اعلام روايات الكتاب.

 (4) ليس في نسخة " ب " والبحار.

 (5) عنه البحار: 8 / 25 ح 25 والبرهان: 4 / 513 ح 5.

 

[ 857 ]

مسمع بن أبي سيار (1)، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما أسري بي إلى السماء السابعة قال لي جبرئيل: تقدم يا محمد أمامك - وأراني الكوثر - وقال: يا محمد هذا الكوثر لك دون النبيين. فرأيت عليه قصورا كثيرة من اللؤلؤ والياقوت والدر، وقال: يا محمد هذه مساكنك ومساكن وزيرك ووصيك علي بن أبي طالب وذريته الابرار. قال: فضربت بيدي على (2) بلاطه فشممته، فإذا هو مسك، وإذا أنا بالقصور لبنة ذهب، ولبنة فضة (3). 4 - وروى أيضا، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله ابن حماد، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الغداة، ثم التفت إلى علي عليه السلام، فقال: يا علي ما هذا النور الذي أراه قد غشيك ؟ قال: يا رسول الله أصابتني جنابة في هذه الليلة، فأخذت بطن الوادي فلم اصب الماء، فلما وليت ناداني مناد: يا أمير المؤمنين ! فالتفت فإذا خلفي إبريق مملوء من ماء (وطشت من ذهب مملوء من ماء) (4) فاغتسلت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أما المنادي فجبرئيل، والماء من (نهر يقال له: الكوثر) (5) عليه إثنا عشر ألف شجرة، (كل شجرة لها ثلاث مائة وستون غصنا، فإذا أراد أهل الجنة الطرب هبت ريح، فما من شجرة ولا غصن) (6) إلا وهو أحلى صوتا من الآخر.

___________________________

(1) في نسختي " أ، م " مسمع بن أبي سيرة، وفي نسخة " ج " مسمع، عن أبي سيرة.

 (2) في نسخ " أ، ب، م " إلى.

 (3) عنه البحار: 8 / 26 ح 26 والبرهان: 4 / 513 ح 6، وفي نسخة " م " لبنة من ذهب ولبنة من فضة.

 (4) ليس في نسخة " ب " والبحار.

 (5) في نسخة " ج " نهر الكوثر ونهر الكوثر.

 (6) في نسخة " ج " بدل ما بين القوسين: وكل غصن من ذلك الشجرة له صوت وما من غصن.

 

[ 858 ]

ولولا أن الله تبارك وتعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا، لماتوا فرحا من شدة حلاوة تلك الاصوات، وهذا النهر في جنة عدن، وهو لي ولك ولفاطمة والحسن والحسين، وليس لاحد فيه شئ (1). [ ورواه الخوارزمي مع أدنى تغيير وزيادة تقرير ] (2). فانظروا إلى هذا التأويل، وما فيه من الفضل المبين لمولانا أمير المؤمنين وذريته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين صلاة باقية إلى يوم الدين. 5 - وروى محمد بن أبي القاسم الطبري في " البشائر " بإسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت [ على النبي صلى الله عليه وآله ] (3) (إنا أعطيناك الكوثر) قال [ له ] (4) علي عليه السلام: ما هذا الكوثر يا رسول الله ؟ قال: نهر أكرمني الله تعالى به. قال عليه السلام: إن هذا النهر لشريف (5) فانعته [ لنا ] (6) يا رسول الله. قال صلى الله عليه وآله: نعم يا علي، الكوثر نهر يجري (من) (7) تحت عرش الله، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، حصباؤه الزبرجد والياقوت والمرجان، (و) (8) حشيشه الزعفران، ترابه المسك الاذفر، قواعده تحت عرش الله عزوجل. قال: و (9) ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله [ يده ] (10) على جنب علي عليه السلام وقال: يا علي إن [ هذا ] (11) النهر لي ولك ولمحبيك بعدي (12).

___________________________

(1) عنه البحار: 8 / 26 ح 27 والبرهان: 4 / 513 ح 7.

 (2) مناقب الخوارزمي: 216، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (3، 4) من المصدر والبحار.

 (5) في المصدر والبحار: شريف.

 (6) من البحار، وفي المصدر: لى.

 (7، 8) ليس في المصدر والبحار.

 (9) في المصدر والبحار: ثم بدل " قال: و ".

 (10) من المصدر والبحار، وفي البحار " في " بدل " على ".

 (11) من المصدر والبحار.

 (12) بشارة المصطفى: 6 وعنه البحار: 8 / 18 ح 2 وعن أمالى الطوسى: 1 / 67 وأمالى المفيد: 294 ح 5 ومناقب ابن شهر اشوب: 2 / 12، وأخرجه في البحار: 39 / 299 ح 104 عن أمالى المفيد، وفي البرهان: 4 / 512 ح 1 عن أمالى الطوسى والمفيد.

 

[ 859 ]

6 - وذكر علي بن إبراهيم (رحمه الله) في هذه السورة أن الكوثر نهر في الجنة أعطاه الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله عوضا من ابنه إبراهيم. قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد وفيه عمرو بن العاص، والحكم بن [ أبي ] (1) العاص فقال عمرو: يا أبا الابتر، وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي (2) أبترا ثم قال عمرو: إني لاشنا محمدا صلى الله عليه وآله - أي أبغضه -. فأنزل الله على رسوله (إنا أعطيناك الكوثر - إلى قوله تعالى - إن شانئك هو الابتر) أي مبغضك عمرو بن العاص هو الابتر، يعني لا دين له ولا نسب (3). " 110 " " سورة النصر " وقال أيضا (رحمه الله): لما نزل بمنى في حجة الوداع (إذا جاء نصر الله والفتح) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعيت إلي نفسي، فجاء إلى مسجد الخيف، فجمع الناس ثم قال: نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه (4)، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغل عليه قلب امرء مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم. أيها الناس إني تارك فيكم [ الثقلين ] (5) ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ولن تزلوا " كتاب الله، وعترتي أهل بيتي " فانه [ قد ] (6) نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى

___________________________

(1) من المصدر والبحار.

 (2) في المصدر والبحار: يسمى.

 (3) تفسير القمى: 741 وعنه البحار: 17 / 209 ح 14 والبرهان: 4 / 515 ح 3، وصدره في البحار: 8 / 135 ح 45، والحديثان: 5، 6 من نسخة " أ ".

 (4) في المصدر: ليس بفقيه.

 (5) من المصدر وفي الاصل: به بدل بهما.

 (6) من تفسير القمى والبحار.

 

[ 860 ]

يردا علي الحوض كاصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه - ولا أقول: كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه (1).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335584

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:13

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net