" 88 "
" سورة الغاشية "
" وما فيها من الآيات في الائمة الهداة " منها: قوله تعالى: وجوه يومئذ خاشعة (2) عاملة ناصبة (3) تصلى نارا حامية (4) تسقى من عينءانية (5) ليس لهم طعام إلا من ضريع (6) لا يسمن ولا يغني من جوع (7) 1 - تأويله: ذكره الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمة الله عليه) في أماليه في حديث يرفعه إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام (2) أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لقنبر (رضي الله عنه): يا قنبر أبشر وبشر واستبشر لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة، ألا وإن لكل شئ عروة، وعروة الاسلام الشيعة. ألا وإن لكل شئ دعامة، ودعامة الاسلام الشيعة. ألا وإن لكل شئ شرفا، وشرف الاسلام الشيعة. ألا وإن لكل شئ سيدا، وسيد المجالس مجلس الشيعة. ألا وإن لكل شئ إماما، وإمام الارض أرض يسكنها الشيعة، والله لولا ما في الارض منكم لما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات مالهم في الدنيا ولا لهم في آخرة من نصيب، و (إن) (3) كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى
___________________________
(1) عنه البرهان: 4 / 451 ح 3، ورواه في الكافي: 1 / 225 ح 5 (عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن اسماعيل، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان مثله) وعنه البحار: 13 / 225 ح 20 وج 17 / 133 ح 9. ورواه الصفار في بصائر الدرجات: 137 ح 8 (عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن ابن مسكان مثله) وعنه البحار: 26 / 185 ح 17.
(2) في الامالى: أبي عبد الله الصادق عليه السلام.
(3) ليس في الامالى.
[ 787 ]
هذه الآية (عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع) الحديث (1). [ وذكر علي بن إبراهيم (رحمه الله) في هذه الآية مثل ذلك ] (2). 2 - وروي عن أهل البيت عليهم السلام حديثا [ مسندا ] (3) في قوله عزوجل (وجوه يؤمئذ خاشعة عاملة ناصبة) أنها التي نصبت العداوة لآل محمد عليهم السلام وأما (وجوه يؤمئذ ناعمة لسعيها راضية) الآية، فهم شيعة آل محمد، صلوات الله عليهم (4). 3 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن سهل عن (5) محمد، عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت (له) (6) " هل أتاك حديث الغاشية " قال: يغشاهم الامام القائم بالسيف. قال: قلت " وجوه يومئذ خاشعة " قال: [ خاضعة ] (7) لا تطيق الامتناع. قال: قلت " عاملة " قال: عملت بغير ما أنزل الله. قال: قلت " ناصبة " قال: نصبت غير ولاة الامر. قال: قلت " تصلى نارا حامية ". قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم، وفي الآخرة [ نار ] جهنم (8). وقوله تعالى: إن إلينا إيابهم (25) ثم إن علينا حسابهم (26) (جاء في تأويله الباطن ما رواه:) (9)
___________________________
(1) أمالى الصدوق: 500 قطعة من ح 4 وعنه البرهان: 4 / 453 ح 6 وأخرجه في البحار: 68 / 80 قطعة من ح 141 عن الكافي: 8 / 212 قطعة من ح 259 وفي البحار: 7 / 204 وج 27 / 109 عن تفسير فرات: 208 وله تخريجات أخر تركناها للاختصار.
(2) لم نعثر عليه في تفسير القمى، بل وجدناه في روضة الكافي مرويا عنه، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".
(3) من نسخة " م ".
(4) عنه البرهان: 4 / 454 ح 7.
(5) في الاصل: بن.
(6) ليس في الكافي.
(7) من الكافي.
(8) الكافي: 8 / 50 ح 13 وعنه البحار: 24 / 310 ح 16 والبرهان: 4 / 453 ح 1، واثبات الهداة: 6 / 372 ح 63، وما بين المعقوفين من الكافي.
(9) سقط من نسخة " أ ".
[ 788 ]
4 - محمد بن العباس (ره)، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان للآدميين سألنا الله أن يعوضهم بدله فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم ثم قرأ " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " (1). 5 - وبهذا الاسناد إلى عبد الله بن حماد، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عليهم السلام في قوله عزوجل (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألناه أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان لمخالفيهم (2) فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم، ثم قال: هم معنا حيث كنا (3). 6 - وروي عن الصادق عليه السلام في قوله (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) قال عليه السلام: إذا حشر الله الناس في صعيد واحد أجل الله أشياعنا أن يناقشهم في الحساب فنقول: إلهنا هؤلاء شيعتنا. فيقول الله تعالى: قد جعلت أمرهم إليكم، وقد شفعتكم فيهم وغفرت لمسيئهم، أدخلوهم الجنة بغير حساب (4). 7 - وقال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد ابن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن جميل بن دراج قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: أحدثهم بتفسير جابر ؟ قال: لا تحدث به السفلة فيذيعوه، أما تقرأ (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) قلت: بلى. قال: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الاولين والآخرين ولانا حساب شيعتنا
___________________________
(1) عنه البحار: 24 / 267 ح 32 والبرهان: 4 / 455 ح 4، وأخرجه في البحار: 7 / 264 ح 19 والبرهان: 4 / 456 ح 9 عن أمالى الشيخ: 2 / 520 وفي البحار: 24 / 272 ح 5 عن المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 5.
(2) في نسخة " ب " لمن خالفهم.
(3) عنه البحار: 24 / 267 ح 33 والبرهان: 4 / 455 ح 5.
(4) عنه البرهان: 4 / 456 ح 7.
[ 789 ]
فما كان بينهم وبين الله حكمنا على الله فيه فأجاز حكومتنا، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه فوهبوه لنا، وما كان بيننا وبينهم فنحن أحق من عفا وصفح (1). 8 - ويؤيد ذلك ما جاء في الزيارة الجامعة المروية عن الهادي عليه السلام وهو قوله: وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم (2). ومعنى هذا التأويل: الظاهر: أن الضمير في إلينا وعلينا راجع إلى الله تعالى. وأما الباطن: فانه راجع إليهم، صلوات الله عليهم، وذلك لانهم ولاة أمره ونهيه في الدنيا والآخرة، والامر كله لله، فلمن شاء من خلقه جعله إليه، ولا شك أن رجوع الخلق يوم القيامة إليهم، وحسابهم عليهم، فيدخلون وليهم الجنة، وعدوهم النار كما ورد في كثير من الاخبار أن أمير المؤمنين عليه السلام قسيم الجنة والنار. 9 - (ويؤيده: ما ذكره) (3) الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، [ قال: ] (4) روى عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال:: قال لي: يا جابر إذا كان يوم القيامة وجمع الله الاولين والآخرين لفصل الخطاب، دعي برسول الله صلى الله عليه وآله،، ودعي بأمير المؤمنين عليه السلام فيكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضئ ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علي عليه السلام مثلها (ويكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة وردية تضئ (5) ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علي عليه السلام مثلها، ثم يصعدان عندهما) (6) ثم يدعى بنا، فيدفع إلينا حساب الناس، فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. ثم يدعى بالنبيين عليهم السلام، فيقامون صفين عند عرش الله عزوجل حتى نفرع
___________________________
(1) عنه البحار: 24 / 267 ح 34 وج 8 / 50 ح 57 والبرها: 4 / 456 ح 6.
(2) راجع عيون الاخبار: 2 / 279 وعنه البحار: 102 / 129.
(3) في نسخة " م " ويؤيد ما ذكرنا ما رواه، وفي نسخة " ب " وروى.
(4) من نسخة " م ".
(5) في الكافي: يضئ لها.
(6) في الكافي والبحار: عندها، وفي نسخة " ج " بدل ما بين القوسين " فيصعدان الوسيلة ".
[ 790 ]
من حساب الناس فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، بعث رب العزة تبارك وتعالى عليا عليه السلام فأنزلهم منازلهم من الجنة وزوجهم، فعلي - والله - الذي يزوج أهل الجنة في الجنة، وما ذاك إلى أحد غيره، كرامة من الله عز ذكره، وفضلا فضله به ومن به عليه، وهو - والله - يدخل أهل النار النار، وهو الذي يغلق على أهل الجنة أبوابها، لان أبواب الجنة إليه، وأبواب النار إليه (1). ومن أجل ذلك أنه قسيم الجنة والنار. ومما ورد في أنه قسيم الجنة والنار وما العلة في ذلك: 10 - ما روي مسندا عن المفضل بن عمر (2) قال: قلت للامام أبي عبد الله عليه السلام. لم صار أمير المؤمنين عليه السلام قسيم الجنة والنار ؟ قال: لان حبه إيمان وبغضه كفر، وإنما خلقت الجنة لاهل الايمان، و [ خلقت ] (3) النار لاهل الكفر، فهو عليه السلام قسيم الجنة والنار لهذه العلة، فالجنة لا يدخلها إلا أهل محبته، والنار لا يدخلها إلا أهل بغضه. قال المفضل: فقلت: يابن رسول الله فالانبياء والاوصياء كانوا يحبونه وأعداؤهم كانوا يبغضونه ؟ قال: نعم. قلت: وكيف ذاك (4) ؟ قال: أما علمت أن النبي صلى الله عليه وآله قال يوم خيبر: " لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله لا (5) يرجع حتى يفتح الله على يديه " ودفع الراية إلى علي ففتح الله عزوجل على يديه ؟ قلت: بلى.
___________________________
(1) الكافي: 8 / 159 ح 154 وعنه البحار: 7 / 337 ح 24 والبرهان: 4 / 455 ح 1، وأخرجه في البحار: 27 / 316 ح 14 عن المحتضر: 155 عن أبي عبد الله عليه السلام.
(2) السند في العلل هكذا: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا ابو العباس القطان قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكى قال: حدثنا عبد الله بن داهر قال: حدثنا أبي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر.
(3) من نسخة " أ " والعلل.
(4) في العلل: فكيف ذلك.
(5) في البحار والبرهان والعلل: ما.
[ 791 ]
قال (1): أما (2) علمت أن النبي صلى الله عليه وآله لما أتي بالطائر المشوي قال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك [ وإلي ] (3) يأكل معي [ من هذا الطائر ] (4) وعنى به عليا ؟ قلت: بلى. قال: فهل يجوز أن لا يحب أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ؟ (فقلت [ له ] (5): لا. قال: فهل يجوز أن يكون المؤمنون من أممهم لا يحبون حبيب الله وحبيب رسوله) (6) وأنبيائه عليهم السلام ؟ قلت: لا. قال: فقد ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين محبون له، وثبت أن أعداءهم والمخالفين لهم كانوا له ولجميع أهل محبته مبغضين ؟ قلت: نعم. قال: فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الاولين والآخرين، [ ولا يدخل النار إلا من أبغضه من الاولين والآخرين ] (7) فهو إذا قسيم الجنة والنار. قال المفضل: (فقلت): (8) يابن رسول الله فرجت عني فرج الله (عنك 9). 11 - الصدوق (رحمه الله) في " علل الشرائع "، عن محمد بن الحسن (رضي الله عنه) عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق [ يقف ] (10) عليه رجل، ويقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره [ ف ] ينادي الذي عن يمينه يقول: يا معشر الخلائق، هذا علي بن أبي طالب عليه السلام صاحب الجنة، يدخل الجنة من شاء. وينادي الذي عن (11) يساره: يا معشر الخلائق، هذا علي بن أبي طالب عليه السلام
___________________________
(1) في نسختي " ب، م " فقال.
(2) في نسخة " م " أوما.
(3، 4، 5) من العلل.
(6) ليس في نسخة " ج ".
(7) من العلل.
(8) ليس في نسخة " ج "، وفي نسخة " أ " قلت له، وفي العلل: فقلت له.
(9) علل الشرائع: 1 / 161 ح 1، وعنه المختصر 216 والمحتضر: 69 والبحار: 39 / 194 ح 5 والبرهان: 4 / 224 ح 7.
(10) من العلل.
(11) في الاصل: من.
[ 792 ]
صاحب النار يدخلها من شاء (1).
|