00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النبأ 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 78 "

" سورة النبأ " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم عم يتساءلون (1) عن النبأ العظيم (2) الذي هم فيه مختلفون 3) كلا سيعلمون (4) ثم كلا سيعلمون (5) فمعنى النبأ: الخبر والشأن. وأما التأويل: فقد ورد فيه روايات كثيرة تتضمن أن النبأ العظيم هو أمير المؤمنين عليه السلام منها: 1 - ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن محمد بن يحيى باسناده عن رجال، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية (2) (عم يتساءلون عن النبأ العظيم) فقال: ذاك إلي، ان شئت أخبرتهم، وإن شئت لم أخبرهم. [ ثم قال: ] (3) لكني اخبرك (4) بتفسيرها. قلت " عم يتساءلون " قال: [ فقال ]: (5) هي في أمير المؤمنين عليه السلام وكان صلوات الله عليه يقول: مالله عزوجل آية هي أكبر مني، ولا لله [ من ] (6) نبأ (هو) (7) أعظم مني (8).

___________________________

(1) ليس في نسخة " ج ".

 (2) في الاصل هذه الاية: قوله تعالى.

 (3) من الكافي، وفي الاصل بدله " و ".

 (4) هكذا في الكافي، وفي الاصل: أخبرهم.

 (5، 6) من الكافي.

 (7) ليس في الكافي.

 (8) الكافي: 1 / 207 ح 3 وعنه البرهان: 4 / 419 ح 1، ورواه في بصائر الدرجات: 76 ح 3.

 

[ 758 ]

2 - ويؤيده: ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم باسناده، عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما لله نبأ هو أعظم مني، ولقد عرض فضلي على الامم الماضية باختلاف ألسنتها (1). 3 - وقال أيضا: حدثنا أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) ؟ قال (2): هو علي عليه السلام لان رسول الله صلى الله عليه وآله ليس فيه خلاف (3). وذكر علي بن إبراهيم (رحمه الله) في تفسيره قال " النبأ العظيم " هو أمير المؤمنين عليه السلام (4). 4 - وذكر صاحب كتاب النخب حديثا مسندا عن محمد بن مؤمن الشيرازي باسناده إلى السدي في تفسير قوله عزوجل (عم يتساءلون عن النبأ العظيم). قال: أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد هذا الامر بعدك لنا أم لمن ؟ قال: يا صخر ! الامر من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى فأنزل الله سبحانه (عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) يعني: أهل مكة يتساءلون عن خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام " النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون " (منهم المصدق بولايته وخلافته، ومنهم المكذب بهما.

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 1 ح 2 وعن تفسير القمى: 709 عن الرضا " ع " وفيه على اختلاف ألسنتها فلم تقر بفضلي، وفي البرهان: 4 / 419 ح 4 عن القمى.

 (2) في نسخة " م " فقال.

 (3) عنه البحار: 36 / 2 ح 4 والبرهان: 4 / 420 ح 6.

 (4) تفسير القمى: 572 وعنه البحار: 36 / 1 ح 1 والبرهان: 4 / 63 ح 3.

 

[ 759 ]

ثم قال " كلا سيعلمون " بعدك أن ولايته حق، ثم قال توكيدا " ثم كلا سيعلمون " (أن ولايته حق إذا سئلوا) (1) عنها في قبورهم، فلا يبقى ميت في مشرق ولا في مغرب ولا بر ولا بحر إلا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بعد الموت، يقولان للميت: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ (2) [ ورواه ابن طاووس (رحمه الله) في كتاب اليقين، والعلامة (رحمه الله) في نهج الحق عن الحافظ محمد بن مؤمن المذكور ] (3) 5 - وذكر أيضا حديثا باسناده (4) إلى علقمة أنه قال: خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام وعليه سلاح وفوقه مصحف وهو يقرأ " عم يتساءلون عن النبأ العظيم " فأردت البراز إليه، فقال (لي) (5) علي عليه السلام: مكانك. وخرج بنفسه فقال له: أتعرف النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ؟) (6) قال: لا فقال علي عليه السلام: أنا والله النبأ العظيم الذي في (7) اختلفتم، وعلى ولايتي تنازعتم، وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم، وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم، ويوم الغدير قد علمتم، ويوم القيامة تعلمون ما عملتم (8) ثم علاه بسيفه، فرمى برأسه ويده (9). 6 - ويؤيده: ما رواه (10) الاصبغ بن نباتة أن عليا عليه السلام قال: والله أنا " النبأ

___________________________

(1) في البحار: يقول: يعرفون ولايته وخلافته إذ يسألون.

 (2) عنه البحار: 36 / 2 ضمن ح 4 مع اختلاف، وأخرجه في البرهان: 4 / 420 ح 8 من طريق العامة عن الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من تفاسير الاثنى عشر.

 (3) كشف اليقين: 151 وعنه البحار: 37 / 258 ح 16 واحقاق الحق: 3 / 484، وما بين المعقوفين من نسخة " أ " وفيها الحافظ محمد بن موسى، والظاهر أنه اشتباه.

 (4) في البحار: وروى أيضا: حدثنا أحمد باسناده.

 (5) ليس في البحار.

 (6) من قوله " ع - " في آخر صفحة: 758 - " منهم المصدق " إلى هنا ليس في نسخة " ج ".

 (7) في البحار: فيه.

 (8) في نسختي " ب، م " ما علمتم.

 (9) عنه البحار: 2 36 ذح 4، وأورده في البرهان: 4 / 420 ح 9 عن كتاب النخب.

 (10) في نسختي " ب، م " وفي رواية.

 

[ 760 ]

العظيم الذي هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون " حين أقف بين الجنة والنار، وأقول: هذا لي، وهذا لك (1). 7 - [ وذكر كثير من العامة أيضا كالخوارزمي وغيره في قوله تعالى (عم يتساءلون عن النبأ العظيم) أن المراد به أمير المؤمنين عليه السلام ] (2). وقوله تعالى: يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا (38) معناه: أنه إذا كان يوم القيامة " يقوم الروح " وهو خلق ما خلق الله تعالى أعظم منه وحده صفا، وتقوم الملائكة كلهم صفا، فيكون خلفه مثل صفهم " لا يتكلمون - أي الروح والملائكة في ذلك اليوم - إلا من أذن له الرحمن - في الكلام - وقال صوابا " في كلامه، وهم النبي والائمة، صلوات الله عليهم لما رواه: 8 - محمد بن العباس (رحمه الله)، عن الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل (إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة، والقائلون صوابا. قال: قلت: ما تقولون إذا تكلمتم ؟ قالوا: نحمد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا، فلا يردنا ربنا. وروي عن الكاظم عليه السلام مثله (3). وذكر علي بن إبراهيم في تفسيره مثله.

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 3 ح 6 وعن مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 277، وأورده في البرهان: 4 / 420 ح 10 عن الاصبغ بن نباتة.

 (2) راجع احقاق الحق: 3 / 484 - 502، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (3) عنه البحار: 24 / 262 ح 17 والبرهان: 4 / 422 ح 3 وفي البحار: 8 / 41 ح 28، 29 عنه وعن المحاسن: 1 / 183 والكافي: 1 / 435 قطعة من ح 91، وأخرجه في البحار: 24 / 257 ح 1 عن مناقب ابن شهر اشوب: 3 / 404.

 

[ 761 ]

9 - وروى أيضا، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن أبي خالد القماط، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال: إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الخلائق من الاولين والآخرين في صعيد واحد، خلع قول " لا إله إلا الله " من جميع الخلائق إلا من أقر بولاية علي عليه السلام وهو قوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) (1). وقوله تعالى: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا (40) 10 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن يونس بن يعقوب [ و ] (2) عن خلف ابن حماد، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن سعيد (3) السمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قوله تعالى (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) يعني علويا يوالي أبا تراب. وروى محمد بن خالد البرقي، عن يحيى الحلبي (عن هارون بن خارجة وخلف بن حماد) (4) عن أبي بصير مثله (5). 11 - وجاء في باطن تفسير أهل البيت عليهم السلام ما يؤيد هذا التأويل في تأويل قوله تعالى (أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا) (6) قال: هو يرد إلى أمير المؤمنين عليه السلام " فيعذبه عذابا نكرا - حتى يقول - يا ليتني كنت ترابا " أي من شيعة أبي تراب. ومعنى " ربه " أي صاحبه. يعني أن أمير المؤمنين عليه السلام قسيم الجنة والنار، وهو يتولى العذاب والثواب

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 262 ح 18 والبرهان: 4 / 422 ح 4.

 (2) هذا هو الظاهر حفظا لطبقة خلف.

 (3) في نسختي " ج، م " سعد " وهو اشتباه.

 (4) هكذا ولكن الظاهر: وخلف عن هارون عطفا لخلف على يحيى للسند المتقدم، ولان رواية يحيى عن هارون ورواية محمد بن خالد، عن خلف، ورواية هارون عن أبي بصير ثابتة كثيرا ولم نعثر على رواية خلف عن أبي بصير ولا محمد بن خالد، عن هارون فراجع.

 (5) عنه البحار: 7 / 194 ح 58 وج 24 / 262 ح 19 والبرهان: 4 / 423 ذح 1.

 (6) سورة الكهف: 87.

 

[ 762 ]

وهو الحاكم في الدنيا ويوم المآب (1). صلوات الله عليه وعلى ذريته الانجاب ماهبت رياح وثارت سحاب.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338196

  • التاريخ : 29/03/2024 - 09:21

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net