00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سور يس 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 36 "

" سور يس " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم - إلى قوله - بمغفرة وأجر كريم (11) 1 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون) [ قال: لتنذر قوما الذين أنت فيهم كما أنذر آباؤهم فهم غافلون ] (1) عن الله وعن رسوله وعن (وعده) (2) ووعيده (لقد حق القول على أكثرهم - ممن لا يقر بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده - فهم لا يؤمنون) بإمامة أمير المؤمنين والاوصياء من بعده، فلما لم يقروا بها كانت عقوبتهم ما ذكره الله سبحانه (إنا جعلنا في أعناقهم

___________________________

 (1) من الكافي.

 (2) ليس في الكافي.

 

[ 487 ]

أغلالا فهي إلى الاذقان فهم مقمحون) في نار جهنم. ثم قال (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) عقوبة منه لهم حيث أنكروا ولاية أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام من بعده، هذا في الدنيا وأما في الآخرة ففي نار جهنم مقمحون. ثم قال: يا محمد (وسواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) بالله ولا برسوله ولا بولاية علي ومن بعده. ثم قال (إنما تنذر من اتبع الذكر - يعني أمير المؤمنين عليه السلام - وخشي الرحمن بالغيب فبشره - يا محمد - بمغفرة وأجر كريم) (1). وقوله تعالى: وكل شئ أحصيناه في إمام مبين (12) 2 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا عبد الله بن أبي العلاء، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن عبد الله بن القاسم، عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) قال: في أمير المؤمنين عليه السلام (2). 3 - ويؤيده: ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمة الله عليه) قال: حدثنا أحمد بن محمد الصائغ قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا أحمد ابن سلام الكوفي قال: حدثنا الحسين بن عبد الواحد قال: حدثنا حرب (3) بن الحسين (4) قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة، عن أبي الجارود، عن محمد بن علي الباقر صلوات الله عليهما قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) قام رجلان (5) من مجلسهما فقالا: يا رسول الله هو التوراة ؟ قال: لا، قالا:

___________________________

(1) الكافي: 1 / 432 ذح 90 وعنه البحار: 24 / 332 ح 58 والبرهان: 4 / 4 ح 1.

 (2) عنه البحار: 24 / 158 ح 24 والبرهان: 4 / 6 ح 7.

 (3) في معاني الاخبار: الحارث.

 (4) في الامالى والمعاني: الحسن.

 (5) في معاني الاخبار: أبو بكر وعمر.

 

[ 488 ]

هو الانجيل ؟ قال: لا. قالا: هو القرآن ؟ قال: لا. قال: فأقبل أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو هذا، إنه الامام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ (1). يعني علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. 4 - ويؤيد هذا التأويل: ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (قدس الله روحه) في كتابه مصباح الانوار: بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق عليه السلام ذات يوم فقال لي: يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم ؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم ؟ قال: يا مفضل تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضرة، فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الاعلى، قال: قلت: عرفني ذلك يا سيدي. قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عزوجل وذرأه وبرأه، وأنهم كلمة التقوى وخزان (2) السماوات والارض والجبال والرمال والبحار، وعرفوا كم في السماء نجم وملك، ووزن الجبال، وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلا - علموها - ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (3) وهوفي علمهم، وقد علموا ذلك. قلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت. قال: نعم يا مفضل، نعم يا مكرم، نعم يا محبور، نعم يا طيب، طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها (4). 5 - ومما يوضحه بيانا ما جاء في الدعاء " اللهم إني أسألك بالاسم الذي به تقوم السماء وبه تقوم الارض، وبه تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق

___________________________

(1) أمالى الصدوق: 144 ح 5، معاني الاخبار: 95 ح 1 وعنه البحار: 35 / 427 ح 2 والبرهان: 4 / 6 ح 6.

 (2) كذا في البحار. وفي النسخ: خزناء.

 (3) سورة الانعام: 59.

 (4) مصباح الانوار: 237 (مخطوط) وعنه البحار: 26 / 116 ح 22 والبرهان: 4 / 7 ح 8.

 

[ 489 ]

وبه تفرق بين المجتمع وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، إنك على كل شئ قدير " (1). وهذا الاسم العظيم (2) داخل في جملة الاسماء التي علموها من الاسم الاعظم 6 - لما رواه الشيخ محمد بن يعقوب رحمه الله، عن محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل، عن شريس الوابشي (3)، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن إسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض (4) ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناوله بيده، ثم (5) عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة عين. وعندنا نحن (6) من الاسم الاعظم إثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله تبارك وتعالى إستأثر به في علم الغيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (7). 7 - ومن ذلك: ما رواه أيضا، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن زكريا بن عمران القمي، عن هارون بن الجهم، عن رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام - لم أحفظ إسمه - قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن عيسى بن مريم عليه السلام اعطي من الاسم الاعظم حرفين كان يعمل بهما. وأعطي موسى بن عمران عليه السلام اربعة أحرف. وأعطي إبراهيم عليه السلام ثمانية أحرف. وأعطى نوح عليه السلام خمسة عشر حرفا.

___________________________

(1) أخرجه في البحار: 94 / 88 ضمن ح 2 عن كمال الدين: 470 ورواه الشيخ في الغيبة: 156.

 (2) في نسخة " ج " أعظم.

 (3) وابش نسبة إلى قبيلة بني وابش بطن من قيس عيلان.

 (4) في نسخة " ج " به الارض.

 (5) في نسخة " ج " حتى.

 (6) في الكافي: ونحن عندنا.

 (7) الكافي: 1 / 230 ح 1 وعنه البحار: 14 / 113 ح 5 والبرهان: 3 / 203 ح 1، وأخرجه في البحار: 4 / 210 ح 4 عن بصائر الدرجات: 208، وفي البحار: 27 / 25 ح 1 عن بصائر الدرجات وكشف الغمة: 2 / 191.

 

[ 490 ]

وأعطى آدم عليه السلام خمسة وعشرين حرفا، وإن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد صلى الله عليه وآله وإن اسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفا، أعطى محمدا صلى الله عليه وآله إثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرف واحد. (1) إستأثر به في علم الغيب. ومما جاء في تأويل الاحصاء نبأ حسن من الانباء وهو: 8 - ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله ذكره في كتابه مصباح الانوار قال: ومن عجائب آياته ومعجزاته ما رواه أبو ذر الغفاري رحمه الله قال: كنت سائرا في أغراض مع أمير المؤمنين عليه السلام إذ مررنا بواد ونمله كالسيل الساري، فذهلت مما رأيت فقلت: الله أكبر جل محصيه. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تقل ذلك يا أبا ذر ولكن قل جل بارؤه، فوالذي صورك إني أحصي عددهم وأعلم الذكر منهم والانثى بإذن الله عزوجل (2). 9 - ومما ورد في علم أهل البيت: ماروى الشيخ محمد بن يعقوب رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر وغيره، عن محمد بن حماد، عن أخيه أحمد بن حماد، عن إبراهيم [ بن عبد الحميد ] (3)، عن أبيه، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله ورث النبيين كلهم ؟ قال: نعم. قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال: ما بعث الله نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله أعلم منه. قال: قلت: إن عيسى بن مريم كان يحيي الموتى بإذن الله قال: صدقت. قلت: وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل قال: فقال: إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره " فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين - حين فقده، فغضب عليه وقال - لاعذبنه عذابا شديدا

___________________________

(1) الكافي: 1 / 230 ح 2 وعنه البحار: 17 / 124 ح 11 وعن بصائر الدرجات: 208 ح 2 وأخرجه في البحار: 27 / 25 ح 2 عن البصائر.

 (2) أخرجه في البرهان: 4 / 7 ح 9 عن مصباح الانوار: وأخرج نحوه في البحار: 40 / 176 ح 58 عن الفضائل: 135 والروضة في الفضائل لابن شاذان: 115.

 (3) من البصائر والبحار: 26.

 

[ 491 ]

أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " (1) وإنما غضب لانه كان يدله على الماء فهذا - وهو طائر - قد أعطي ما لم يعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه وإن الله سبحانه يقول (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى) (2) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال، وتقطع به البلدان، وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن ياذن الله به مع ما قد يأذن الله به مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في أم الكتاب. إن الله يقول (وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين) (3) ثم قال سبحانه (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (4). فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ (5). ومن ههنا بان أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الامام الذي أحصى الله فيه علم كل شئ لكونه يعلم علم الكتاب الذي فيه تبيان كل شئ، وبالله التوفيق ونسأله الهداية إلى سواء الطريق واتباع أولي التحقيق فريق محمد، وأهل بيته خير فريق. وقوله تعالى: قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون (52) 10 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب رحمه الله، عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن محمد بن سالم بن (6) أبي سلمة، عن الحسن

___________________________

(1) سورة النمل: 20، 21.

 (2) سورة الرعد: 31.

 (3) سورة النمل: 75.

 (4) سورة فاطر: 32.

 (5) الكافي: 1 / 226 ح 7 وعنه البحار: 14 / 112 ح 4 والبرهان: 3 / 201 ح 1، وأخرجه في البحار: 26 / 161 ح 7 وج 92 / 84 ح 17 عن بصائر الدرجات: 47 ح 2 وص 114 ح 3.

 (6) في جميع النسخ: محمد بن مسلم، عن أبي سلمة، وهو غير صحيح، وما أثبتناه من المصدر.

 

[ 492 ]

ابن شاذان الواسطي قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام أشكو جفاء أهل واسط وحملهم (1) علي، وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني، فوقع بخطه: إن الله قد أخذ ميثاق أوليائه (2) على الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربك فلوقد قام سيد الخلق لقالوا " يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون " (3) يعني ب‍ " سيد الخلق " القائم عليه السلام.

___________________________

(1) في النسخ " أ، م، ج " والبرهان: وجهلهم.

 (2) في المصدر: أوليائنا.

 (3) الكافي: 8 / 247 ح 346 وعنه البحار: 53 / 89 ح 87 والبرهان: 4 / 12 ح 1.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402796

  • التاريخ : 19/04/2024 - 17:05

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net