00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة مريم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

(19)

 (سورة مريم) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم كهيعص [ 1 ] ذكر رحمت ربك عبده زكريا [ 2 ] 1 - تأويله: ماروى الطبرسي (ره) في الاحتجاج وغيره في غيره (1) مرفوعا إلى سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي (ره) قال: أعددت نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا فقصدت مولاي أبا محمد الحسن عليه السلام بسر من رأى فلما انتهينا منها إلى باب سيدنا عليه السلام فاستأذنا، فخرج الاذن بالدخول، قال سعد: فما شبهت مولانا أبا محمد عليه السلام حين غشينا نور وجهه إلا بدرا قد استوفى ليالي أربعا بعد عشر، وعلى فخذه الايمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر، فسلمنا عليه فألطف لنا في الجواب وأومأ لنا بالجلوس، فلما جلسنا سألته شيعته عن امورهم في دينهم (2) وهدايتهم (3)، فنظر أبو محمد الحسن عليه السلام إلى الغلام، وقال: يا بني أجب شيعتك ومواليك، فأجاب كل واحد عما في نفسه وعن حاجته من قبل أن يسأله عنها بأحسن جواب وأوضح برهان حتى حارت عقولنا في غامر علمه وإخباره بالغائبات، ثم التفت إلي أبو محمد عليه السلام وقال: ما جاء بك يا سعد ؟ قلت: شوقي إلى لقاء مولانا (4) فقال: المسائل التي أردت أن تسأل عنها ؟ قلت: على حالها يا مولاي. قال: فاسأل قرة عينى عنها - وأوما إلى الغلام - (5) عما بدالك منها، فكان

_____________________________

1) في نسخ (ب، ج، م) ماروى بحذف الاسانيد.

 2) في نسخة (م) (خ ل) زمنهم.

 3) في نسخة (م) هداياتهم.

 4) في نسخة (ج) موالينا.

 5) في الكمال: فقال لي الغلام: سل عما. (*)

[ 300 ]

بعض ما سألته أن قلت له: يابن رسول الله أخبرني عن تأويل * (كهيعص) * ؟ فقال: هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع الله عزوجل عليها زكريا عليه السلام، ثم قصها على محمد صلى الله عليه وآله، وذلك أن زكريا عليه السلام سأل الله عزوجل أن يعلمه أسماء الخمسة (الاشباح) (1)، فأهبط إليه جبرئيل عليه السلام فعلمه إياها فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سري عنه همه وانجلى كربه، وإذا ذكر [ اسم ] الحسين خنقته العبرة، ووقعت عليه البهرة. فقال ذات يوم: يا إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسلت همومي، إذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي فأنبأه الله عزوجل عن قصته، فقال: (كهيعص) فالكاف إسم كربلاء، والهاء هلاك العترة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين والعين عطشه، والصاد صبره، فلما سمع بذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيهن الناس من الدخول عليه وأقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته: إلهي أتفجع خير جميع خلقك بولده، إلهي أتنزل هذه الرزية بفنائه، إلهي أتلبس عليا و فاطمة ثياب هذه المصيبة (2) إلهي أتحل كره (3) هذه الفجيعة بساحتهما. ثم قال: إلهي ارزقني ولدا تقربه عيني على الكبر، واجعله وارثا رضيا يوازي محله مني محل الحسين من محمد صلى الله عليه وآله فإذا رزقتنيه فأفتني بحبه ثم افجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده الحسين، فرزقه الله يحيى وفجعه به. وكان حمل يحيى وولادته لستة أشهر، وكان حمل الحسين وولادته كذلك (5).

_____________________________

1) ليس في البحار.

 2) في نسخة (م) (شاهدة المصيبة) بدل (ثياب هذه المصيبة).

 3) في نسخة (م) كبر، وفى البحار: كربة.

 4) في البحار: وصيا.

 5) كمال الدين 2 / 454 ح 21، دلائل الامامة: 274، الاحتجاج: 2 / 268 مفصلا وعنها البحار: 52 / 78 ذ ح 1 والعبارة موافقة للكمال والدلائل والبحار وذيله في البرهان: 3 / 3 ح 3 عن كمال. (*)

[ 301 ]

ومعنى قوله: وافجعني به كما تفجع محمدا، ومحمد صلى الله عليه وآله توفى قبل قتل الحسين عليه السلام وكذلك زكريا عليه السلام وهذا يدل على أن الانبياء عليهم السلام أحياء عند ربهم يرزقون، وبهذا القول صار بين يحيى وبين الحسين عليه السلام ممائلة في أشياء منها: حمله لستة أشهر، ومنها قتله ظلما، ومنها أن رأس يحيى عليه السلام. اهدى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، والحسين صلوات الله عليه اهدي رأسه الكريم إلى باغ من بغاة بني امية لانهم شر البرية، فعليهم اللعنة الجزئية والكلية وعلى الممهدين لهم والتابعين من جميع البرية. قوله تعالى: وإنى خفت المولى من ورآءى وكانت امرأتي عاقرا فهب لى من لدنك وليا [ 5 ] يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا [ 6 ] 2 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن همام بن سهيل عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار، قال: حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: كنت عند أبي يوما قاعدا حتى أتى رجل فوقف به وقال: أفيكم (1) باقر العلم ورئيسه محمد بن علي ؟ قيل له: نعم، فجلس طويلا ثم قال إليه، فقال: يابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل في قصة زكريا * (وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا) * الآية قال: نعم الموالي بنو العم، وأحب الله أن يهب له (2) وليا من صلبه، وذلك أنه فيما كان علم من فضل محمد صلى الله عليه وآله. قال: يا رب أمعما (3) شرفت محمدا وكرمته ورفعت ذكره حتى قرنته بذكرك فما يمنعك يا سيدي أن تهب لي ذرية من صلبه فتكون فيها النبوة ؟

_____________________________

1) في نسختي (ب، م) أفى القوم.

 2) في نسخة (ج (يهبه) بدل (يهب له).

 3) في نسخة (ج) معما. (*)

[ 302 ]

قال: يا زكريا قد فعلت ذلك بمحمد ولا نبوة بعده وهو خاتم الانبياء، ولكن الامامة لابن عمه وأخيه علي بن أبي طالب من بعده وأخرجت الذرية من صلب علي إلى بطن فاطمة بنت محمد وصيرت بعضها من بعض، فخرجت منه الائمة حججي على خلقي، وإني مخرج من صلبك ولدا يرثك ويرث من آل يعقوب، فوهب الله له يحيى عليه السلام (1). قوله تعالى: لم نجعل له من قبل سميا 3 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا حميد بن زياد، عن أحمد ابن الحسين بن بكر قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال باسناده إلى عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في قول الله عزوجل * (لم نجعل له من قبل سميا) * قال: ذلك يحيى بن زكريا لم يكن له (من قبل سميا) وكذلك الحسين لم يكن له (من قبل سميا)، ولم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا. قلت: فما كان بكاؤها ؟ قال: تطلع الشمس حمراء، قال: وكان قاتل الحسين عليه السلام ولد زنا، وقاتل يحيى بن زكريا ولد زنا (2). 4 - ويؤيده: ما رواه علي بن إبراهيم - في تفسيره - عن أبيه (3)، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل * (لم نجعل له من قبل سميا) * فقال: الحسين لم يكن (له من قبل سميا) (ويحيى بن زكريا لم يكن (له من قبل سميا)) (4)

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 373 ح 101 والبرهان: 3 / 4 ح 1.

 2) عنه البرهان: 3 / 4 ح 1 وأخرج ذيله في البحار: 14 / 184 ح 30 وج 44 / 303 ح 14 عن كامل الزيارات: 78.

 3) لم نعثر على الحديث في تفسير القمى لا سندا ولامتنا رغم البحث عنه، فيحتمل أن تكون الرواية موجودة في النسخة الموجودة عند المؤلف ره، وفى البرهان: محمد بن العباس عن محمد بن خالد 4) ليس في البرهان. (*)

[ 303 ]

ولم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا. قلت: فما كان بكاؤها ؟ قال: كانت تطلع الشمس حمراء وتغيب حمراء، وكان قاتل الحسين ولد زنا، وقاتل يحيى بن زكريا ولد زنا (1). [ 5 - وعنه ما رواه محمد بن العباس، مسندا عن الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل * (لم نجعل له من قبل سميا) * قال: ذلك يحيى بن زكريا عليه السلام لم يكن (له من قبل سميا) وكذلك الحسين لم يكن (له من قبل سميا)، ولم تبك السماء إلا عليهما. قلت فما بكاؤها ؟ قال: تطلع الشمس حمراء وتغيب حمراء قال: وكان قاتل الحسين ولد الزنا وقاتل يحيى بن زكريا ولد الزنا. وعنه ما رواه علي بن إبراهيم، عن الصادق عليه السلام بأدنى تفاوت ] (2). قوله تعالى: وءاتينه الحكم صبيا [ 12 ] 6 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا علي بن سليمان الرازي عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن حكم بن أيمن قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: والله لقد اوتي علي عليه السلام (الحكم صبيا) كما اوتي يحيى بن زكريا (الحكم صبيا) (3). 7 - وذكر أبو علي الطبرسي (ره) قال: روى العياشي باسناده عن علي بن أسباط قال: قدمت المدينة وأنا اريد مصر فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام وهو إذ ذاك خماسي، فجعلت أتأمله لاصفه لاصحابنا بمصر، فنظر إلي وقال: يا علي إن الله قد أخذ في الامامة كما أخذ في النبوة، وقال سبحانه عن يوسف * (فلما بلغ أشده - واستوى - آتيناه حكما وعلما) * (4)، وقال عن يحيى * (وآتيناه الحكم صبيا) * (5).

_____________________________

1) عنه البرهان: 3 / 4 ح 2.

 2) مابين المعقوفين أثبتناه من البرهان: 3 / 4 ح 3.

 3) عنه البحار: 40 / 181 ح 62 والبرهان: 3 / 6 ح 1.

 4) يوسف: 22.

 5) مجمع البيان: 6 / 506 وعنه البرهان: 3 / 6 ح 2 وفى البحار: 25 / 102 ح 3 عن التأويل عن العياشي. (*)

[ 304 ]

قوله تعالى: وجعلنا لهم لسان صدق عليا [ 50 ] 8 - تأويله: ذكره الشيخ أبو جعفر بن بابويه في كتابه كمال الدين وقال ماهذا لفظه: ثم غاب إبراهيم عليه السلام الغيبة الثانية حين نفاه الطاغوت عن مصر فقال (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) فقال الله تقدس ذكره بعد ذلك * (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * يعني به علي ابن أبي طالب عليه السلام لان إبراهيم عليه السلام كان قد دعا الله عزوجل أن يجعل له (لسان صدق في الآخرين) (1) فجعل الله عزوجل له ولاسحاق ويعقوب (لسان صدق عليا) يعني به عليا عليه السلام (2). 9 - وذكره أيضا علي بن إبراهيم رحمه الله (3)، عن أبيه، عن جده أنه قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن قول الله عزوجل * (ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * فأخذ الكتاب ووقع تحته: ورفقك الله ورحمك هو أمير المؤمنين علي عليه السلام (4). 10 - وذكر محمد بن العباس (ره) قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا أحمد بن محمد السياري، عن يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إن قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الله عزوجل، فقلت لهم: من قوله تعالى * (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * فقال: صدقت، هو هكذا (5).

_____________________________

1) الشعراء: 74.

 2) كمال الدين: 1 / 139 وفيه (لسان صدق عليا) فأخبر علي عليه السلام بأن القائم عليه السلام هو الحادى عشر من ولده، وعنه البرهان: 3 / 13 ذح 2 وص 184 ح 2.

 3) في نسخة (م) ذكر أيضا عن على بن ابراهيم.

 4) تفسير القمى: 411 وفيه: يعنى أمير المؤمنين عليه السلام حدثنى بذلك أبى عن الحسن بن على العسكري عليه السلام، وعنه البحار: 36 / 57 ح 1 والبرهان: 3 / 14 ح 5.

 5) عنه البحار: 36 / 57 ح 3 والبرهان: 3 / 14 ح 6 ورواه السيارى في التنزيل والتحريف عن ابن اورمة القمى عنه عليه السلام. (*)

[ 305 ]

ومعنى قوله * (لسان صدق) * أي وجعلنا لهم ولدا ذالسان أي قول صدق، وكل ذي قول صدق فهو صادق، والصادق معصوم، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام. قوله تعالى: أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسراءيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهمءايت الرحمن خروا سجدا وبكيا [ 58 ] 11 - تأويله: قال محمد بن العباس (ره): حدثنا جعفر بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما يسجد في سورة مريم حين يقول * (وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) * ويقول: نحن عنينا بذلك، ونحن أهل الجبوة والصفوة (1). 12 - ويؤيده: ما قال أيضا: حدثنا محمد بن همام بن سهيل، عن محمد بن إسماعيل العلوي، عن عيسى بن داود النجار، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل * (اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) *. قال: نحن ذرية إبراهيم، ونحن المحمولون مع نوح، ونحن صفوة الله. وأما قوله * (ممن هدينا واجتبينا) * فهم والله شيعتنا الذين هداهم الله لمودتنا واجتباهم لديننا فحيوا عليه وماتوا عليه، وصفهم الله بالعبادة والخشوع ورقة القلب، فقال * (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) *. ثم قال عزوجل * (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) * وهو جبل من صفر يدور في وسط جهنم.

_____________________________

1) عنه البحار: 24 / 148 ح 25 والبرهان: 3 / 17 ح 1 وفيه: نحن أهل الهدى والصفوة. (*)

[ 306 ]

ثم قال عزوجل * (الا من تاب - من غش آل محمد - وآمن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا - إلى قوله - كان تقيا) * (1). قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آيتنا بينت قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن. نديا [ 73 ] - إلى قوله تعالى - وتنذر به قوما لدا [ 97 ] 13 - تأويله: مارراه الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا) * قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا، (فقال الذين كفروا - من قريش - للذين آمنوا) الذين اقروا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت (بالولاية) (2) (أي الفريقين خير مقاما و أحسن نديا) تعييرا منهم، فقال الله عزوجل ردا عليهم * (وكم أهلكنا قبلهم من قرن - من الامم السالفة - هم أحسن أثاثا ورءيا) *. قلت: قوله * (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا) * قال: كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا بولايتنا، فكانوا ضالين مضلين، فيمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتى يموتوا [ فيصيرهم الله شرا مكانا وأضعف جندا ] (3). قلت: قوله * (حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا) *. قال: أما قوله * (حتى إذا رأوا ما يوعدون) * فهو خروج القائم عليه السلام وهو الساعة.

_____________________________

1) عنه البحار: 23 / 223 ح 37 وج 24 / 374 ح 102 والبرهان: 3 / 18 ح 2.

 2) ليس في الكافي.

 3) من الكافي. (*)

[ 307 ]

* (فسيعلمون) * ذلك اليوم ما ينزل بهم من عذاب الله على يدي قائمه فذلك قوله * (من هو شر مكانا [ يعني عند القائم عليه السلام ] (1) وأضعف جندا) *. قلت: قوله عزوجل * (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) * قال: يزيدهم [ ذلك اليوم ] (2) هدى على هدى باتباعهم القائم عليه السلام حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه. قلت: قوله عزوجل * (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * ؟ قال: إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والائمة من بعده فهو العهد عند الله. قلت: قوله عزوجل * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * ؟ قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام هي الود الذي قال الله عزوجل. قلت: قوله * (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) * ؟ قال: إنما يسره الله (3) على لسانه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام علما، فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه (لدا) أي كفارا (4). قوله تعالى: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا [ 85 ] ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا [ 86 ] 14 - تأويله: رواه علي بن ابراهيم (ره)، عن أبيه، عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي يخرج يوم القيامة قوم من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن، عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلالا، فيؤتون بتوق من نور، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، فيركبون عليها حتى ينتهوا إلى [ عرش ] (5)

_____________________________

1) من نسخة (ج) والكافي.

 2) من الكافي.

 3) في نسخة (ج) بشر الله.

 4) الكافي: 1 / 431 ح 90 وعنه البحار: 24 / 332 ح 58 والبرهان: 3 / 20 ح 1 وص 38 ح 1.

 5) من البحار. (*)

[ 308 ]

الرحمن، والناس في الحساب يهتمون ويغتمون، وهؤلاء يأكلون ويشربون فرحون. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: من هؤلاء يا رسول الله ؟ فقال: يا علي هم شيعتك وأنت إمامهم، وهو قول الله عزوجل * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا - على الرحائل - ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) * (1). وهم أعداؤك يساقون إلى النار بلا حساب. قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصلحت سيجعل لهم الرحمن ودا [ 96 ] 15 - تأويله: قال علي بن إبراهيم (ره): روي أن أمير المؤمنين كان جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: قل يا علي: اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، [ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا ] فأنزل الله على نبيه * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * (2). 16 - وقال أيضا: وروى فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) *. قال: آمنوا بأمير المؤمنين وعملوا الصالحات بعد المعرفة (3). معناه: بعد المعرفة بالله وبرسوله وبالائمة صلوات الله عليهم. 17 - وقال محمد بن العباس (ره): حدثنا محمد بن عثمان بن (4) أبي شيبة، عن عون بن سلام، عن بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات

_____________________________

1) تفسير القمى: 414 مع اختلاف وعنه البحار: 7 / 172 ح 2 والبرهان: 3 / 24 ح 2، وفى البحار: 68 / 140 ح 84 عن التأويل.

 2) تفسير القمى: 416 وعنه البحار: 35 / 354 ح 4 والبرهان: 3 / 26 ح 5 وما بين المعقوفين من نسخة (م).

 3) عنه البرهان: 3 / 27 ح 7 ولم نجده في تفسير القمى.

 4) في البحار (عن) والصحيح ما اثبتناه، راجع لسان الميزان: 5 / 270. (*)

[ 309 ]

سيجعل لهم الرحمن ودا) * قال: محبة في قلوب المؤمنين (1). 18 - وقال أيضا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن يعقوب ابن جعفر بن (2) سليمان، عن (3) علي بن عبد الله بن العباس، عن أبي عبد الله عليه السلام (4) في قول الله عزوجل * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * قال: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، فما من مؤمن إلا وفي قلبه حب لعلي بن أبي طالب (5). صلوات الله عليه وعلى ذريته الطيبين صلاة باقية دائمة في كل حين.

_____________________________

1) في البرهان: 3 / 26 ح 3 وفى البحار: 35 / 357 ح 8 عنه وعن تفسير فرات: 88.

 2) في نسخة (ب) عن.

 3) في نسخ (ب، ج، م) والبرهان: بن.

 4) في البحار ونسخة (ب) (عبد الله بن العباس) بدل (أبي عبد الله عليه السلام).

 5) عنه البحار: 35 / 357 ح 9 والبرهان: 3 / 26 ح 4.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400634

  • التاريخ : 19/04/2024 - 00:16

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net