[ 395 ]
سورة الفلق
مدنية في أكثر الاقاويل وقيل مكية عدد آيها خمس بالاجماع بسم الله الرحمن الرحيم (1) قل أعوذ برب الفلق ما يفلق عنه أي يفرق عنه وخص عرفا بالصبح ولذلك فسر به. وفي المعاني عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن الفلق قال صدع في النار فيه سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف اسود في كل أسود سبعون ألف جرة سم لابد لاهل النار أن يمروا عليها والقمي قال الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له ان يتنفس فأذن له فتنفس فأحرق جهنم الحديث. (2) من شر ما خلق قيل خص عالم الخلق بالاستعاذة منه لانحصار الشر فيه فان عالم الامرخير كله. (3) ومن شر غاسق ليل عظم ظلامه كقوله الى غسق اليل إذا وقب دخل ظلامه في كل شئ قيل خص الليل لان المضار فيه تكثير ويعسر الدفع ولذلك قيل الليل أخفى للويل. (4) ومن شر النفاثات في العقد من شر النفوس أو النساء السواحر اللاتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها والنفث النفخ مع ريق. (5) ومن شر حاسد إذا حسد إذا ظهر حسده وعمل بمقتضاه فانه لا يعود ضرره منه قبل ذلك إلى المحسود بل يخص به لاغتمامه بسروره وفي المعاني مرفوعا انه قال في هذه الاية أما رأيته إذا فتح عينيه وهو ينظر إليك هو ذاك قيل خص الحسد بالاستعاذة منه لانه
[ 396 ]
العمدة في الاضرار. في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كاد الحسد ان يغلب القدر. في طب الائمة عن الصادق (عليه السلام) ان جبرئيل اتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال يا محمد قال لبيك يا جبرئيل قال ان فلانا سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان فابعث إليه يعني البئر أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينيك وهو عديل نفسك حتى يأتيك بالسحر قال فبعث النبي (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقال انطلق إلى بئر ازوان فان فيها سحر اسحرني به لبيد ابن اعصم اليهودي فائتني به قال فانطلقت في حاجة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهبطت فإذا ماء البئر صار كأنه الجنا من السحر فطلبته مستعجلا حتى انتهيت إلى اسفل القليب فلم أظفر به قال الذين معي ما فيه شئ فاصعد قلت لا والله ما كذبت ولا كذب وما نفسي بيده مثل أنفسكم يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فقال افتحه ففتحته وإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليه احدى عشرة عقدة وكان جبرئيل انزل يومئذ بالمعوذتين على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال النبي (صلى الله عليه وآله) يا علي اقرأها على الوتر فجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى فرغ منها وكشف الله عز وجل عن نبيه ما سحر وعافاه وفي رواية إن جبرئيل ومكيائيل أتيا النبي (صلى الله عليه وآله) فجلس أحدهما عن يمينه والاخر عن شماله فقال جبرئيل لميكائيل ما وجع الرجل فقال ميكائيل هو مطبوب فقال جبرئيل ومن طبه قال لبيد بن اعصم اليهودي ثم ذكر الحديث وعن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن فقال نعم هما من القرآن فقال الرجل ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه فقال (عليه السلام) اخطأ ابن مسعود وقال كذب ابن مسعود هما من القرآن قال الرجل فأقرأ بهما في المكتوبة قال نعم وهل تدري ما معنى المعوذتين وفي أي شئ انزلتا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سحره لبيد بن عاصم اليهودي فقال أبو بصير وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره. قال الصادق (عليه السلام) بلى كان النبي (صلى الله عليه وآله) انه يجامع وليس
[ 397 ]
يجامع وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده والسحر حق وما سلط السحر الا على العين والفرج فأتاه جبرئيل فأخبره بذلك فدعا عليا (عليه السلام) وبعثه ليستخرج ذلك من بئر ازوان وذكر الحديث وروت العامة ما يقرب من ذلك. والقمي عن الصادق كان سبب نزول المعوذتين انه وعك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنزل عليه جبرئيل بهاتين السورتين فعوذه بهما وفي المجمع ما يقرب منه. والقمي عن الباقر (عليه السلام) قيل له ان ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف فقال كان أبي يقول إنما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهما من القرآن. وفي الكافي عن جابر قال أمنا أبو عبد الله (عليه السلام) في صلاة المغرب فقرأ المعوذتين ثم قال هما من القرآن. في ثواب الاعمال والمجمع عن الباقر (عليه السلام) قال من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.