00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة البلد 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 329 ]

سورة البلد

مكية وهي عشرون آية بلا خلاف بسم الله الرحمن الرحيم (1) لا اقسم بهذا البلد. (2) وأنت حل بهذا البلد قيل أي اقسم بهذا البلد الحرام يعني مكة لشرف من حل به وهو النبي (صلى الله عليه وآله). وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) قال كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا (صلى الله عليه وآله) فيه فقال الله لا اقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد يريد أنهم استحلوك فيه فكذبوك وشتموك وكان لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجرة الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم. وفي الكافي عنه (عليه السلام) ما يقرب منه والقمي البلد مكة وأنت حل بهذا البلد قال كانت قريش لا يستحلون أن يظلموا أحدا في هذا البلد ويستحلون ظلمك فيه. (3) ووالد وما ولد وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) يعني آدم (عليه السلام) وما ولد من الانبياء والاوصياء (عليهم السلام) وأتباعهم والقمي مثله. وفي الكافي مرفوعا قال أمير المؤمنين ومن ولد من الائمة (عليهم السلام).

[ 330 ]

(4) لقد خلقنا الانسان في كبد قيل أي في تعب ومشقة فإنه يكابد مصائب الدنيا وشدائد الاخرة والقمي أي منتصبا. وفي العلل عن الصادق (عليه السلام) أنه قيل له إنا نرى الدواب في بطون أيديها الرقعتين مثل الكي فمن أي شئ ذلك فقال ذلك موضع منخريه في بطن امه وابن آدم فرأسه منتصب في بطن امه وذلك قول الله تعالى لقد خلقنا الانسان في كبد وما سوى ابن آدم فراسه في دبره ويداه بين يديه. (5) أيحسب أن لن يقدر عليه أحد فينتقم منه. القمي عن الباقر (عليه السلام) قال يعني يقتل في قتلة ابنة النبي (صلى الله عليه وآله). أقول: لعله اريد به الثالث. (6) يقول أهلكت مالا لبدا كثيرا من تلبد الشئ إذا اجتمع القمي لبد أي مجتمعا. وفي الحديث السابق قال يعني الذي جهز به النبي (صلى الله عليه وآله) في جيش العسرة. وعنه (عليه السلام) قال هو عمرو بن عبدود حين عرض عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) الاسلام يوم الخندق وقال فأين ما انفقت فيكم مالا لبدا وكان أنفق مالا في الصد عن سبيل الله فقتله علي (عليه السلام). (7) أيحسب أن لم يره أحد. القمي قال في فساد كان في نفسه. (8) ألم نجعل له عينين يبصر بهما. (9) ولسانا يترجم به عن ضمائره وشفتين يستر بهما فاه ويستعين بهما على النطق والاكل والشرب وغيرها.

[ 331 ]

(10) وهدينه النجدين. في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال نجد الخير والشر. وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) سبيل الخير وسبيل الشر. وعنه (عليه السلام) انه قيل له إن اناسا يقولون في قوله وهديناه النجدين أنهما الثديان فقال لا هما الخير والشر. (11) فلا اقتحم العقبة أي فلم يشكر تلك الايادي باقتحام العقبة وهو في الدخول في أمر شديد قيل العقبة الطريق في الجبل استعارها لما فسرها به من الفك والاطعام والقمي قال العقبة الائمة من صعدها فك رقبته من النار. (12) وما أدريك ما العقبة. (13) فك رقبة (14) أو إطعام في يوم ذى مسغبة ذي مجاعة. (15) يتيما ذا مقربة ذا قرابة (16) أو مسكينا ذا متربة ذا فقر القمي قال لا يقيه من التراب شئ وقرئ وفك رقبة أو اطعم. في الكافي عن الرضا (عليه السلام) إذا أكل اتي بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى اطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شئ شيئا فيضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الاية فلا اقتحم ثم يقول علم الله أنه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة وعن الصادق (عليه السلام) من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الاجر في الاخرة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين ثم قال من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تلا أو إطعام الاية. وعنه (عليه السلام) انه سئل عن هذه الاية فقال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز

[ 332 ]

العقبة ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا ثم قال الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت. وفيه والقمي عنه (عليه السلام) بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة. (17) ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. (18) اولئك أصحاب الميمنة القمي قال أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) (19) والذين كفروا بآياتنا قال الذين خالفوا أمير المؤمنين (عليه السلام) هم أصحاب المشأمة قال أصحاب المشأمة هم أعداء آل محمد صلوات الله عليهم. (20) عليهم نار موصدة قال أي مطبقة. في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) من كان قراءته في فريضة لا اقسم بهذا البلد كان في الدنيا معروفا أنه من الصالحين وكان في الاخرة معروفا إن له مكانا وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين (عليهم السلام) والشهداء والصالحين ان شاء الله تعالى.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21394992

  • التاريخ : 16/04/2024 - 18:17

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net