00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المنافقين  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 177 ]

سورة المنافقين

مدنية بالاجماع وهي إحدى عشر آية بسم الله الرحمن الرحيم (1) إذا جائك المنافقون قالوا نشهد ؟ إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون لانهم لم يعتقدوا ذلك لما كانت الشهادة إخبارا عن علم لانها من الشهود بمعنى الحضور والاطلاع لذلك صدق المشهود به وكذبهم في الشهادة. في الاحتجاج عن الباقر (عليه السلام) قال له طاوس اليماني أخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق وكانوا كاذبين قال المنافقون حين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) نشهد إنك لرسول الله. (2) اتخذوا أيمانهم حلفهم الكاذب جنة وقاية عن القتل والسبي فصدوا عن سبيل الله صدا أو صدودا إنهم ساء ما كانوا يعملون من نفاقهم وصدهم. (3) ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم حتى تمرنوا على الكفر واستحكموا فيه فهم لا يفقهون حقيقة الايمان ولا يعرفون صحته. (4) وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم لضخامتها وصباحتها وإن يقولوا تسمع لقولهم لذلاقتهم وحلاوة كلامهم كأنهم خشب مسندة إلى الحائط في كونهم أشباحا خالية عن العلم والنظر. القمي عن الباقر (عليه السلام) يقول لا يسمعون ولا يعقلون يحسبون كل

[ 178 ]

صيحة عليهم أي واقعة عليهم لجبنهم واتهامهم هم العدو استئناف فاحذرهم قاتلهم الله دعاء عليهم أنى يؤفكون كيف يصرفون عن الحق. (5) وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم عطفوها إعراضا واستكبارا عن ذلك ورأيتهم يصدون يعرضون على الاستغفار وهم مستكبرون عن الاعتذار. (6) سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم لرسوخهم في الكفر إن الله لا يهدى القوم الفاسقين الخارجين عن مظنة الاستصلاح لانهماكهم في الكفر والنفاق. (7) هم الذين يقولون أي للانصار لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا يعنون فقراء المهاجرين ولله خزائن السموات والارض بيده الارزاق والقسم ولكن المنافقين لا يفقهون ذلك لجهلهم بالله. (8) يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون من فرط جهلهم وغرورهم. القمي قال نزلت في غزوة المريع وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إليها فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلا فيها وكان انس بن سيار حليف الانصار وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا على البئر فتعلق دلو سيار بدلو جهجاه فقال سيار دلوي وقال جهجاه دلوي فضرب جهجاه يده على وجه سيار فسال منه الدم فنادى سيار بالخزرج ونادى جهجاه بقريش فأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة فسمع عبد الله بن ابي النداء فقال ما هذا فأخبروه بالخبر فغضب غضبا شديدا ثم قال قد كنت كارها لهذا المسير الى الاول العرب ما ظننت اني ابقى إلى أن اسمع مثل هذا فلا يكن عندي تغيير ثم أقبل على أصحابه فقال هذا عملكم أنزلتموه منازلكم وواسيتموهم بأموالكم ووقيتموهم بأنفسكم وأبرزتم نحوركم للقتل فأرمل نسائكم وأيتم صبيانكم ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم ثم

[ 179 ]

قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل وكان في القوم زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ظل شجرة في وقت الهاجرة وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والانصار فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن ابي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلك وهمت يا غلام قال لا والله ما وهمت فقال لعلك غضبت عليه فقال لا والله ماغضبت عليه قال فلعله سفه عليك قال لا والله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لشقران مولاه فأحدج راحلته وركب وتسامع الناس بذلك فقالوا ما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليرحل في مثل هذا الوقت فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال وعليك السلام فقال ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت فقال أو ما سمعت قولا قال صاحبكم قالوا وأي صاحب لنا غيرك يا رسول الله قال عبد الله بن ابي زعم انه ان رجع إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل فقال يا رسول الله فأنت وأصحابك الاعز وهو وأصحابه الاذل فسار رسول الله (صلى الله عليه وآله) يومه كله لا يكلمه أحد فأقبلت الخزرج على عبد الله بن ابي يعذلونه فحلف عبد الله أنه لم يقل شيئا من ذلك فقالوا فقم بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نعتذر إليه فلوى عنقه فلما جن الليل سار رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليله كله والنهار فلم ينزلوا إلا للصلاة فلما كان من الغد نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونزل أصحابه وقد امهدهم الارض من السهر الذي أصابهم فجاء عبد الله بن ابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحلف عبد الله أنه لم يقل ذلك وأنه ليشهد أن لا إله إلا الله وانك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وان زيدا قد كذب علي فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه واقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له كذبت على عبد الله سيدنا فلما رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان زيد معه يقول اللهم إنك لتعلم اني لم اكذب على عبد الله ابن ابي فما سار إلا قليلا حتى أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما كان يأخذه من البرحاء عند نزول الوحي عليه فثقل حتى كادت ناقته ان تبرك من ثقل الوحي فسرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يسكب العرق عن جبهته ثم أخذ باذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل

[ 180 ]

ثم قال يا غلام صدق فوك ووعى قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين ففضح الله عبد الله بن ابي قال القمي فلما نعتهم الله لرسوله وعرفهم مشى إليهم عشايرهم فقالوا لهم قد افتضحتم ويلكم فأتوا نبي الله يستغفر لكم فلووا رؤوسهم وزهدوا في الاستغفار وفي رواية إن ولد عبد الله بن ابي أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله إن كنت عزمت على قتله فمرني أن اكون أنا الذي أحمل إليك رأسه فوالله لقد علمت الاوس والخزرج اني أبرهم ولدا بوالده فإني أخاف أن تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال رسول الله بل نحسن لك صحابته مادام معنا. وفي الكافي عن الكاظم (عليه السلام) قال إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا وأنزل بذلك قرآنا فقال يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي (عليه السلام) لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله والسبيل هو الوصي إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون يقول لا يعقلون نبوتك وإذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية علي يستغفر لكم النبي من ذنوبكم لووا رؤوسهم قال الله ورأيتهم يصدون عن ولاية علي (عليه السلام) وهم مستكبرون عليه ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدى القوم الفاسقين يقول الظالمين لوصيك. (9) يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله لا يشغلكم تدبيرها والاهتمام بها عن ذكره كالصلاة وسائر العبادات ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون لانهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني. (10) وأنفقوا من ما رزقناكم بعض أموالكم ادخارا للاخرة من قبل أن يأتي

[ 181 ]

أحدكم الموت أن يرى دلائله فيقول رب لو لا أخرتني أمهلتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين في الفقيه وسئل عن قول الله فأصدق وأكن من الصالحين قال أصدق من الصدقة وأكن من الصالحين. وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) قال الصلاح هنا الحج. (11) ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها. القمي عن الباقر (عليه السلام) ان عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء فإذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون إلى مثلها فذلك قوله ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها إذا أنزله الله وكتبه كتاب السموات وهو الذي لا يؤخره والله خبير بما تعملون وقرئ بالياء وقد سبق ثواب قراءة هذه السورة




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336939

  • التاريخ : 29/03/2024 - 01:46

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net