00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الصف 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 168 ]

سورة الصف

وتسمى سورة الحواريين وسورة عيسى مدنية وهي أربع عشرة آية بلا خلاف بسم الله الرحمن الرحيم (1) سبح لله ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم. (2) يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون روي أن المسلمين قالوا لو علمنا أحب الاعمال إلى الله لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا فأنزل الله إن الله يحب الذين يقتلون في سبيله صفا فولوا يوم احد فنزلت والقمي مخاطبة لاصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين وعدوه أن ينصروه ولا يخالفوا أمره ولا ينقضوا عهده في أمير المؤمنين (عليه السلام) فعلم الله أنهم لا يفون بما يقولون وقد سماهم الله المؤمنين باقرارهم وإن لم يصدقوا. (3) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون المقت أشد البغض في نهج البلاغة الخلف يوجب المقت عند الله وعند الناس قال الله تعالى كبر مقتا عند الله الاية. وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله أيها الذين آمنوا الايتين. (4) إن الله يحب الذين يقتلون في سبيله صفا مصطفين كأنهم بنيان مرصوص في تراصهم من غير فرجة والرص إتصال بعض البناء بالبعض واستحكامه. في مصباح المتهجد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة خطب بها يوم الغدير قال واعلموا أيها المؤمنون إن الله عز وجل قال إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا أتدرون ما سبيل الله ومن سبيله أنا سبيل الله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه (صلى الله عليه وآله).

[ 169 ]

(9) وإذ قال موسى لقومه يقوم لم تؤذونني وقد تعلمون انى رسول الله إليكم والعلم بالرسالة يوجب التعظيم ويمنع الايذاء في المجمع روى في قصة قارون أنه دس إليه إمرأة وزعم أنه زنى بها ورموه بقتل هارون فلما زاغوا عن الحق أزاغ الله قلوبهم صرفها عن قبول الحق والميل إلى الصواب القمي أي شكك قلوبهم والله لا يهدى القوم الفاسقين. (6) وإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدى من التورية ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد يعني محمدا (صلى الله عليه وآله) والمعنى ديني التصديق بكتب الله وأنبيائه في العوالي في الحديث إن الله تعالى لما بشر عيسى (عليه السلام) بظهور نبينا (صلى الله عليه وآله) قال له في صفته واستوص بصاحب الجمل الاحمر والوجه الاقمر نكاح النساء. وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) لما أن بعث الله المسيح (عليه السلام) قال إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد (صلى الله عليه وآله) من ولد إسماعيل يجئ بتصديقي وتصديقكم وعذري وعذركم. وعن الباقر (عليه السلام) لم تزل الانبياء تبشر بمحمد (صلى الله عليه وآله) حتى بعث الله المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) فبشر بمحمد (صلى الله عليه وآله) وذلك قوله تعالى يجدونه يعني اليهود والنصارى مكتوبا يعني صفة محمد واسمه عندهم يعني في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهو قول الله عز وجل يخبر عن عيسى (عليه السلام) ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد. وفي الفقيه عنه (عليه السلام) إن اسم النبي في صحف إبراهيم على نبينا وآله و (عليه السلام) الماحي وفي توراة موسى الحاد وفي انجيل عيسى (عليه السلام) أحمد وفي الفرقان محمد (صلى الله عليه وآله). والقمي قال سأل بعض اليهود رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم سميت أحمد (صلى الله عليه وآله) قال لاني في السماء أحمد مني في الارض.

[ 170 ]

وفي الاكمال عن الصادق (عليه السلام) قال كان بين عيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله) و (عليه السلام) خمس مأة عام منها مأتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر كانوا مستمسكين بدين عيسى (عليه السلام) ثم قال ولا تكون الارض إلا وفيها عالم فلما جائهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين. (7) ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الاسلام أي لا أحد أظلم ممن يدعى إلى الاسلام الظاهر حقيته الموجب له خير الدارين فيضع موضع إجابته الافتراء على الله بتكذيب رسوله وتسمية آياته سحرا والله لا يهدى القوم الظالمين لا يرشدهم إلى ما فيه فلاحهم. (8) يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم حجته بطعنهم فيه والله متم نوره مبلغ غايته بنشره وإعلانه وقرئ بالاضافة ولو كره الكافرون إرغاما لهم. في الكافي عن الكاظم (عليه السلام) يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بأفواههم والله متم الامامة لقوله الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا فالنور هو الامام هو والقمي والله متم نوره قال بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم إذا خرج يظهره الله على الدين كله حتى لا يعبد غير الله. (9) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ليغلبه على جميع الاديان ولو كره المشركون لما فيه من محض التوحيد وإبطال الشرك سبق تفسيره في سورة التوبة. (10) يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم وقرئ بالتشديد من عذاب أليم. (11) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. القمي عن الباقر (عليه السلام) في الاية الاولى فقالوا لو نعلم ماهي لبذلنا فيها الاموال والانفس والاولاد فقال الله تؤمنون بالله الايتين.

[ 171 ]

(12) يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم. (13) واخرى تحبونها ولكم إلى هذه النعمة المذكورة نعمة اخرى محبوبة وفيه تعريض بأنهم يؤثرون العاجل على الاجل نصر من الله وفتح قريب عاجل القمي يعني في الدنيا بفتح القام (عليه السلام) وأيضا قال فتح مكة وبشر المؤمنين. (14) يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله وقرئ بالتنوين واللام كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله أي من جندي متوجها إلى نصرة الله والحواريون أصفياؤه وقد سبق تفسير الحواري في سورة آل عمران قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بنى إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين فصاروا غالبين. في ثواب الاعمال والمجمع عن الباقر (عليه السلام) من قرأ سورة الصف وادمن قراءتها في فرائضه ونوافله صفه الله مع ملائكته وأنبيائه المرسلين صلوات الله عليهم اجمعين.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338090

  • التاريخ : 29/03/2024 - 08:50

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net