00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الفتح 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 33 ]

سورة الفتح

مدنية عدد آيها تسع وعشرون آية بالاجماع. بسم الله الرحمن الرحيم (1) إنا فتحنا لك فتحا مبينا. في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لما نزلت هذه الاية لقد نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها. والقمي عن الصادق (عليه السلام) قال سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم إن الله عز وجل أمر رسوله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذي الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن وساق رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة وستين بدنة وأشعرها عند إحرامه وأحرموا من ذا الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدي مشعرات مجللات فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مأتي فارس كمينا ليستقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يعارضه على الجبال فلما كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذن بلال فصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس فقال خالد بن الوليد لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة لا صبناهم فإنهم لا يقطعون صلاتهم ولكن يجئ الان لهم صلاة اخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا إليهم فنزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصلاة الخوف في قوله عز وجل وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلوة الاية وهذه الاية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلاة الخوف فيها فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله (صلى الله عليه

[ 34 ]

وآله) الحديبية وهي على طرف الحرم وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستنفر الاعراب في طريقه معه فلم يتبعه أحد ويقولون أيطمع محمد وأصحابه أن يدخلوا الحرم وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم أنه لا يرجع محمد وأصحابه إلى المدينة أبدا فلما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لا يدعون رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني لم آت لحرب وإنما جئت لا قضي مناسكي وانحر بدني واخلي بينكم وبين لحمانها فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه وقالوا لو لا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فلما أقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عظم ذلك وقال يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الابنية وأخرجوا العود والمطافيل يحلفون باللات والعزى لا يدعوك تدخل مكة وحرمهم وفيهم عين تطرف أفتريد أن تبير أهلك وقومك يا محمد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما جئت لحرب وإنما جئت لا قضي مناسكي وأنحر بدني واخلي بينكم وبين لحمانها فقال عروة والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش والله لئن دخل محمد مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترئن علينا العرب فبعثوا حفص بن الاحنف وسهيل بن عمرو فلما نظر إليهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب الا خلوا بيني وبين العرب فان أك صادقا فإنماأجر الملك إليهم مع النبوة وإن أك كاذبا كفتهم ذؤ بان العرب لا يسألني اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط إلا أجبتهم إليه فلما وافوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالوا يا محمد الا ترجع عنا عامك هذا إلى أن ننظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب فإن العرب قد تسامعت بمسيرك فإذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترأت علينا ونخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضي نسكك وتنصرف عنا فأجابهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ذلك وقالوا له ترد إلينا كل من جاءك من رجالنا ولا نرد إليك كل من جاءنا من رجالك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جاءكم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه ولكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون

[ 35 ]

في إظهارهم الاسلام ولا يكرهون ولا ينكر عليهم شئ يفعلونه من شرائع الاسلام فقبلوا ذلك فلما أجابهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الصلح أنكر عامة أصحابه وأشد ما كان انكارا عمر فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل فقال نعم قال فنعطي الذلة في ديننا فقال إن الله عز وجل قد وعدني ولن يخلفني قال ولو أن معي أربعين رجلا لخالفته ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح فقال عمر يا رسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق مع المحلقين فقال أمن عامنا هذا وعدتك قلت لك إن الله عز وجل قد وعدني ان أفتح مكة وأطوف وأسعى واحلق مع المحلقين فلما أكثروا عليه قال لهم إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب وحملوا عليهم فانهزم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) هزيمة قبيحة ومروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال يا علي خذ السيف واستقبل قريشا فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) سيفه وحمل على قريش فلما نظروا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) تراجعوا ثم قالوا يا علي بدا لمحمد (صلى الله عليه وآله) فيما أعطانا فقال لا وتراجع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألستم أصحابي يوم بدر إذ أنزل الله عز وجل فيكم إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إنى ممدكم بألف من الملئكة مردفين ألستم أصحابي يوم احد إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخريكم ألستم أصحابي يوم كذا ألستم أصحابي يوم كذا فاعتذروا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وندموا على ما كان منهم وقالوا الله أعلم ورسوله فاصنع ما بدا لك ورجع حفص بن الاحنف وسهيل ابن عمرو إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالا يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترط من إظهار الاسلام وان لا يكره أحد على دينه فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمكتب ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له اكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل ابن عمرو لا نعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك باسمك اللهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اكتب باسمك اللهم فإنه اسم من أسماء الله ثم اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد سول الله (صلى الله عليه وآله) والملا من قريش فقال سهيل بن عمرو ولو

[ 36 ]

علمنا أنك رسول الله ما حاربناك اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله اتأنف من نسبك يا محمد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا رسول الله وإن لم تقروا ثم قال امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما أمحوا اسمك من النبوة أبدا فمحاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده ثم كتب هذا ما اصطلح به محمد بن عبد الله والملا من قريش وسهيل بن عمرو واصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكف بعضنا عن بعض وعلى أنه لا اسلال ولا اغلال وان بيننا وبينهم غيبة مكفوفة وان من احب ان يدخل في عهد محمد (صلى الله عليه وآله) وعقده فعل ومن أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها فعل وأنه من أتى محمدا بغير إذن وليه رده إليه وأنه من أتى قريشا من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) لم ترده إليه وأن يكون الاسلام ظاهرا بمكة ولا يكره أحد على دينه ولا يؤذى ولا يعير وأن محمدا يرجع عنهم عامه هذا وأصحابه ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة أيام ولا يدخل عليها بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب وكتب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشهد على الكتاب المهاجرون والانصار ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا علي إنك أبيت أن تمحو اسمي من النبوة فو الذي بعثني بالحق نبيا لتجيبن أبنائهم إلى مثلها وأنت مضيض مضطهد فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان فقال عمرو بن العاص لو علمنا إنك أمير المؤمنين (عليه السلام) ما حاربناك ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) صدق الله ورسوله أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك قال فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنو بكر فقالت نحن في عهد قريش وعقدها وكتبوا نسختين نسخة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونسخة عند سهيل بن عمرو ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبروهم وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاصحابه انحروا بدنكم واحلقوا رؤوسكم فامتنعوا وقالوا كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة فاغتم لذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشكا ذلك إلى ام سلمة

[ 37 ]

فقالت يا رسول الله انحرانت واحلق فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعظيما للبدن رحم الله المحلقين وقال قوم لم يسوقوا البدن يارسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثانيا رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدي فقالوا يا رسول الله والمقصرين فقال رحم الله المقصرين ثم رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحو المدينة إلى التنعيم ونزل تحت الشجرة فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح واعتذروا وأظهروا الندامة على ما كان منهم وسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يستغفر لهم فنزلت آية الرضوان. أقول: هذه القصة مذكورة في روضة الكافي عن الصادق (عليه السلام) بزيادة ونقصان من أرادها رجع إليه. (2) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر علة للفتح من حيث أنه مسبب عن جهاد الكفار والسعي في إزاحة الشرك وإعلاء الدين وتكميل النفوس الناقصة قهرا ليصير ذلك بالتدريج إختيارا وتخليص الضعفة عن أيدي الظلمة. في المجمع والقمي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الاية فقال ما كان له ذنب ولا هم بذنب ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له. وفي المجمع عنه (عليه السلام) انه سئل عنها فقال والله ما كان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة علي (عليه السلام) ما تقدم من ذنبهم وما تأخر قال بعض أهل المعرفة قد ثبت عصمته (صلى الله عليه وآله) فليس له ذنب فلم يبق لاضافة الذنب إليه إلا أن يكون هو المخاطب والمراد امته كما قيل إياك ادعو واسمعي يا جارة قال ما تقدم من ذنبك من آدم إلى زمانه وما تأخر من زمانه إلى يوم القيامة فإن الكل امته فإنه ما من امة إلا وهي تحت شرع محمد (صلى الله عليه وآله) من اسم الباطن من حيث كان نبيا وآدم بين الماء والطين وهو سيد النبيين والمرسلين فإنه سيد الناس فبشر الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله) بقوله ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر لعموم رسالته إلى الناس كافة وما يلزم الناس رؤية شخصه فكما وجه في زمان ظهوره رسوله

[ 38 ]

عليا (عليه السلام) إلى اليمن لتبليغ الدعوة كذلك وجه الرسل والانبياء إلى اممهم من حين كان نبيا وآدم بين الماء والطين فدعا الكل إلى الله فالكل امته من آدم إلى يوم القيامة فبشره الله بالمغفرة لما تقدم من ذنوب الناس وما تأخر منها وكان هو المخاطب والمقصود الناس فيغفر الكل ويسعدهم وهو اللائق بعموم رحمته التي وسعت كل شئ وبعموم مرتبة محمد (صلى الله عليه وآله) حيث بعث إلى الناس كافة بالنص ولم يقل أرسلناك إلى هذه الامة خاصة وإنما اخبر أنه مرسل إلى الناس كافة والناس من آدم (عليه السلام) إلى يوم القيامة فهم المقصودون بخطاب مغفرة الله لما تقدم من ذنبه ولما تأخر. أقول: وقد مضى في المقدمة الثالثة ما يؤي هذا المعنى. وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) قال إنه سئل عن هذه الاية فقال لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم وقالوا اجعل الالهة إلها وحدا إلى قوله إلا اختلق فلما فتح الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله) مكة قال تعالى يا محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر لان مشركي مكة اسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذ دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم مغفورا بظهوره عليهم وفي رواية ابن طاووس عنهم أن المراد منه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند أهل مكة وقريش يعني ما تقدم قبل الهجرة وبعدها فإنك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال غفروا ما كان يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا وما كان يظهر من عداوته لهم في مقابلة عداوتهم له فلما رأوه قد تحكم وتمكن وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب ويتم نعمته عليك باعلاء الدين وضم الملك إلى النبوة ويهديك صرطا مستقيما في تبليغ الرسالة وإقامة مراسم الرئاسة.

[ 39 ]

(3) وينصرك الله نصرا عزيزا نصرا فيه عز ومنعة. (4) هو الذى أنزل السكينة الثبات والطمأنينة. في الكافي عنهما (عليهما السلام) هو الايمان في قلوب المؤمنين القمي هم الذين لم يخالفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم ينكروا عليه الصلح ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم يقينا مع يقينهم برسوخ العقيدة واطمينان النفس عليها أو ليزدادوا إيمانا بالشرائع مع إيمانهم بالله واليوم الاخر وقد مضى لزيادة الايمان بيان في أواخر سورة التوبة ولله جنود السموات والارض يدبر أمرها فيسلط بعضها على بعض تارة ويوقع فيما بينهم السلم كما تقتضيه حكمته وكان الله عليما بالمصالح حكيما فيما يقدر ويدبر. (5) ليدخل فعل ما فعل ودبر ما دبر ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم يغطيها ولا يظهرها وكان ذلك عند الله فوزا عظيما لانه منتهى ما يطلب من جلب نفع أو دفع ضر. (6) ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء وهو أن لا ينصر رسوله والمؤمنين عليهم دائرة السوء دائرة ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين لا يتخطأهم وقرئ السوء بالضم القمي وهم الذين أنكروا الصلح واتهموا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وسائت مصيرا. (7) ولله جنود السموات والارض وكان الله عزيزا حكيما. (8) إنا أرسلناك شهدا على امتك ومبشرا ونذيرا على الطاعة والمعصية (9) لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتقووه بتقوية دينه ورسوله وتوقروه وتعظموه وتسبحوه وتنزهوه بكرة وأصيلا غدوة وعشيا وقرأ الاربعة بالياء. (10) إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله لانه المقصود ببيعته يد الله فوق أيديهم يعني يدك التي فوق أيديهم في حال بيعتهم إياك إنما هي بمنزلة يد الله لانهم في الحقيقة يبايعون الله عز وجل ببيعتك.

[ 40 ]

في العيون عن الرضا (عليه السلام) في حديث بيعة الناس له قال عقد البيعة هو من أعلى الخنصر إلى أعلى الابهام وفسخها من أعلى الابهام إلى أعلى الخنصر وفي إرشاد المفيد في حديث بيعتهم له قال فرفع الرضا (عليه السلام) يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون أبسط يدك للبيعة فقال الرضا (عليه السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم فمن نكث نقض العهد فإنما ينكث على نفسه فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه ومن أوفى بما عهد عليه الله وفى في مبايعته فسيؤتيه أجرا عظيما وهو الجنة وقرئ عليه بضم الهاء فسنؤتيه بالنون القمي نزلت في بيعة الرضوان لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا يفعله ولا يخالفوه في شئ يأمرهم به فقال الله عز وجل بعد نزول آية الرضوان إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم الاية وإنما رضى الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى الله عنهم فقدموا في التأليف آية الشرط على آية الرضوان وإنما نزلت أو لا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها. (11) سيقول لك المخلفون من الاعراب قيل هم أسلم وجهينة ومزينة وغفار استفزهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عام الحديبية فتخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهاليهم وإنما خلفهم الخذلان وضعف العقيدة والخوف عن مقاتلة قريش أن صدوهم. والقمي هم الذين استنفرهم في الحديبية ولما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر فاستأذنه المخلفون أن يخرجوامعه فقال الله تعالى سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى قوله إلا قليلا شغلتنا أموالنا وأهلونا إذ لم يكن لنا من يقوم باشغالهم فاستغفر لنا من الله على التخلف يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار قل فمن يملك لكم من الله شيئا فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه إن أراد بكم ضرا ما يضركم كقتل أو هزيمة وخلل في المال والاهل وعقوبة على التخلف وقرئ بالضم أو أراد بكم نفعا ما يضاد ذلك بل كان

[ 41 ]

الله بما تعملون خبيرا فيعلم تخلفكم وقصدكم فيه. (12) بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا لظنكم أن المشركين يستأصلونهم وزين ذلك في قلوبكم فتمكن فيها وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا هالكين عند الله لفساد عقيدتكم وسوء نيتكم القمي أي قوم سوء. (13) ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا نبه على كفرهم ثم سجل عليه بوضع الظاهر موضع الضمير. (14) ولله ملك السموات والأرض يدبر كيف يشاء يغفر لمن يشاء ويعذب من يشآء وكان الله غفورا رحيما فإن الغفران والرحمة من دأبه والتعذيب داخل تحت قضائه بالعرض ولذلك جاء في الحديث القدسي سبقت رحمتي غضبي. (15) سيقول المخلفون يعني المذكورين إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها يعني مغانم خيبر ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلم الله أن يغيروه وهو وعده لاهل الحديبية أن يعوضهم من مغانم مكة خيبر وقرئ كلم الله قل لن تتبعونا نفي في معنى النهي كذلكم قال الله من قبل من قبل تهيئهم للخروج إلى خيبر فسيقولون بل تحسدوننا أن نشارككم في الغنائم بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا إلا فهما قليلا وهو فطنتهم لامور الدنيا. (16) قل للمخلفين من الاعراب كرر ذكرهم بهذا الاسم مبالغة في الذم وإشعارا بشناعة التخلف ستدعون إلى قوم اولى بأس شديد قيل هم هوازن وثقيف تقتلونهم أو يسلمون أي يكون أحد الامرين فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا هو الغنيمة في الدنيا والجنة في الاخرة وإن تتولوا كما توليتم من قبل عن الحديبية يعذبكم عذابا أليما لتضاعف جرمكم. (17) ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج لما أوعد على التخلف نفى الحرج عن هؤلاء المعذورين استثناء لهم عن الوعيد ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الانهار قيل فصل

[ 42 ]

الوعد وأجمل الوعيد مبالغة في الوعد لسبق رحمته ثم جبر ذلك بالتكرير على سبيل التعميم فقال ومن يتول الاية ومن يتول يعذبه عذابا أليما إذا لترهيب هنا أنفع من الترغيب وقرئ ندخله ونعذبه بالنون. (18) لقد رضى الله عن المؤمنين إذيبا يعونك تحت الشجرة قد سبقت قصته. القمي عن الصادق (عليه السلام) قال كتب علي (عليه السلام) إلى معاوية أنا أول من بايع رسول الله تحت الشجرة في قوله لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم الطمأنينة وسكون النفس وأثابهم فتحا قريبا فتح خيبر غب انصرافهم. (19) ومغانم كثيرة يأخذونها يعني مغانم خيبر وكان الله عزيزا حكيما غالبا مراعيا مقتضى الحكمة. (20) وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها وهي ما يفئ على المؤمنين إلى يوم القيامة فعجل لكم هذه يعني مغانم خيبر وكف أيدى الناس عنكم أيدي أهل خيبر وحلفائهم ولتكون آية للمؤمنين أمارة يعرفون بها صدق الرسول في وعدهم ويهديكم صرطا مستقيما هو الثقة بفضل الله والتوكل عليه. (21) واخرى لم تقدروا عليها بعد قد أحاط الله بها وكان الله على كل شئ قديرا. (22) ولو قتلكم الذين كفروا من أهل مكة ولم يصالحوا لولوا الادبار لانهزموا ثم لا يجدون وليا يحرسهم ولا نصيرا ينصرهم. (23) سنة الله التى قد خلت من قبل أي سن غلبة أنبيائه سنة قديمة فيمن مضى من الامم كما قال كتب الله لا غلبن أنا ورسلي ولن تجد لسنة الله تبديلا تغييرا. (24) وهو الذى كف أيديهم عنكم أيدي كفار مكة وأيديكم عنهم ببطن مكة في داخل مكة من بعد أن أظفركم عليهم القمي أي من بعد أن أممتم من المدينة إلى الحرم وطلبوا منكم الصلح من بعد أن كانوا يغزونكم بالمدينة صاروا يطلبون الصلح بعد

[ 43 ]

أن كنتم تطلبون الصلح منهم وكان الله بما تعملون بصيرا من مقاتلتهم أو لا طاعة لرسوله وكفهم ثانيا لتعظيم بيته وقرئ بالياء. (25) هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا محبوسا أن يبلغ محله الهدي ما يهدى إلى مكة ومحله مكانه الذي يحل فيه نحره ولو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات القمي يعني بمكة لم تعلموهم لم تعرفوهم بأعيانهم لاختلاطهم بالمشركين أن تطئوهم أن تواقعوا بهم وتبتدؤهم فتصيبكم منهم من جهتهم معرة مكروه كوجوب الدية والكفارة بقتلهم والتأسف عليهم وتعيير الكفار بذلك والاثم بالتقصير في البحث عنهم بغير علم أي تطؤهم غير عالمين بهم وجواب لو لا محذوف لدلالة الكلام عليه والمعنى لو لا كراهة أن تهلكوا ناسا مؤمنين بين أظهر الكافرين جاهلين بهم فيصيبكم باهلاكهم مكروه لما كف أيديكم عنهم. القمي أخبر الله عز وجل نبيه أن علة الصلح إنما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا فلما كان الصلح آمنوا وأظهروا الاسلام ويقال إن ذلك الصلح كان أعظم فتحا على المسلمين من غلبهم ليدخل الله في رحمته علة لما دل عليه كف الايدي من أهل مكة صونا لمن فيها من المؤمنين أي كان ذلك ليدخل الله في توفيقه لزيادة الخير والاسلام من يشاء من مؤمنيهم أو مشركيهم لو تزيلوا لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما بالقتل والسبي القمي يعني هؤلاء الذين كانوا بمكة من المؤمنين والمؤمنات لو زالوا عنهم وخرجوا من بينهم لعذبنا الذين كفروا منهم. وعن الصادق (عليه السلام) إنه سئل ألم يكن علي (عليه السلام) قويا في بدنه قويا في أمر الله فقال بلى قيل فما منعه أن يدفع أو يمتنع قال سألت فافهم الجواب منع عليا (عليه السلام) من ذلك آية من كتاب الله تعالى فقيل وأي آية فقرأ لو تزيلوا الاية إنه كان لله تعالى ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي (عليه السلام) ليقتل الاباء حتى تخرج الودائع فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله وكذلك قائمنا أهل البيت (عليهم السلام) لا يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله فإذا خرجت يظهر على

[ 44 ]

من يظهر فيقتله. وفي الاكمال عنه (عليه السلام) ما في معناه بأسانيد متعددة منها قال في هذه الاية لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذبنا الذين كفروا. (26) إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية الانفة حمية الجهلية التي تمنع إذعان الحق القمي يعني قريشا وسهيل بن عمرو حين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لا نعرف الرحمن الرحيم وقولهم لو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك فاكتب محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين أنزل عليهم الثبات والوقار فتحملوا حميتهم وألزمهم كلمة التقوى كلمة الشهادة. القمي عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه قال في خطبته وأولى القول كلمة التقوى. وفي العلل عنه (صلى الله عليه وآله) إنه قال في تفسير لا إله إلا الله وهي كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة. في الكافي عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عنها فقال هو الايمان. وفي المجالس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين. وفي الخصال عنه (عليه السلام) قال في خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى. وفي التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في خطبته انا عروة الله الوثقى والكلمة التقوى. وفي الاكمال عن الرضا (عليه السلام) في حديث له نحن كلمة التقوى والعروة الوثقى وكانوا أحق بها وأهلها والمستأهل لها وكان الله بكل شئ عليما فيعلم أهل

[ 45 ]

(27) لقد صدق الله رسوله الرؤيا صدقه في رؤياه بالحق متلبسا به فإن ما رآه كان لا محالة في وقته المقدر له وقد سبق قصته في أول السورة لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين محلقا بعضكم ومقصرا آخرون لا تخافون بعد ذلك فعلم ما لم تعلموا من الحكمة في تأخير ذلك فجعل من دون ذلك فتحا قريبا هوفتح خيبر ليستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الموعود. (28) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وبدين الاسلام ليظهره على الدين كله ليغلبه على جنس الدين كله بنسخ ما كان حقا وإظهار فساد ماكان باطلا ثم بتسليط المسلمين على أهله إذ ما أهل دين إلا وقد قهر بالاسلام أو سيقهر وفيه تأكيد لما وعده بالفتح. القمي وهو الامام (عليه السلام) الذي يظهره الله عز وجل على الدين كله فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا قال وهذا مما ذكرناه أن تأويله بعد تنزيله. أقول: قد سبق تمام الكلام فيه في سورة التوبة وكفى بالله شهيدا على أن ما وعده كائن أو على رسالته. (29) محمد رسول الله جملة مبينة للمشهود به أو استيناف مع معطوفه وبعدهما خبر والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم يغلظون على من خالف دينهم ويتراحمون فيما بينهم كقوله أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين تريهم ركعا سجدا لانهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا الثواب والرضا سيماهم (1) في وجوههم من أثر السجود قيل يريد السمة التي تحدث في جباههم من كثرة السجود. وفي الفقيه عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عنه فقال هو السهر في الصلاة ذلك مثلهم في التورية صفتهم العجيبة الشأن المذكورة فيها ومثلهم في الانجيل. القمي عن الصادق (عليه السلام) قال نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى الذين

______________________________

(1) أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم اشد بياضا. (*)

[ 46 ]

اتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) لان الله عز وجل قد أنزل في التوراة والانجيل والزبور صفة محمد (صلى الله عليه وآله) ومبعثه ومهاجره وهو قوله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قوله في الانجيل فهذه صفته في التوراة والانجيل وصفة أصحابه فلما بعثه الله عرفه أهل الكتاب كما جل جلاله كزرع أخرج شطئه فراخه وقرئ بالفتحات فازره فقواه من الموازرة وهي المعاونة أو من الايزار وهي الاعانة وقرئ فأزره كاجره في آجره فاستغلظ فصار من الدقة إلى الغلظ فاستوى على سوقه فاستقام على قصبه جمع ساق وقرئ سؤقه بالهمزة يعجب الزراع بكثافته وقوته وغلظه وحسن منظره قيل هو مثل ضربه الله للصحابة قلوا في بدو الاسلام ثم كثروا واستحكموا فترقى أمرهم بحيث أعجب الناس ليغيظ بهم الكفار علة لتشبيههم بالزرع في زكاته واستحكامه وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما. في الامالي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سئل فيمن نزلت هذه الاية قال إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور ونادى مناد ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمد فيقوم علي بن أبي طالب صلوات عليهما فيعطي الله اللواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقة الاولين من المهاجرين والانصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره فإذا أتى على آخرهم قيل لهم قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة إن ربكم يقول لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم يعني الجنة فيقوم علي بن أبي طالب (عليه السلام) والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار الحديث. وفي ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) حصنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت أيمانكم من التلف بقراءة إنا فتحنا لك فتحا فإنه إذا كان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلائق أنت من عبادي المخلصين الحقوه بالصالحين من عبادي وأسكنوه جنات النعيم واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400486

  • التاريخ : 18/04/2024 - 22:59

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net