00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المؤمنون 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الثالث)   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 393 ]

سورة المؤمنون

مكية عدد آيها مأة وثماني عشرة آية (1) قد أفلح المؤمنون. في الكافي عن الباقر عليه السلام قال أتدري من هم قيل أنت أعلم قال قد أفلح المؤمنون المسلمون إن المسلمين هم النجباء. والقمي عن الصادق عليه السلام قال لما خلق الله الجنة قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون. (2) الذين هم في صلوتهم خاشعون القمي قال غضك بصرك في صلواتك وإقبالك عليها. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال إذا دخلت في صلواتك فعليك بالتخشع والأقبال على صلواتك فإن الله تعالى يقول الذين هم في صلوتهم خاشعون. وعنه عن النبي صلوات الله عليهما قال ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق. وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إنه رآى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال أما إنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه وروي أنه كان يرفع بصره إلى السماء في صلاته فلما نزلت الاية طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى الأرض.

[ 394 ]

والذين هم عن اللغو معرضون القمي يعني عن الغناء والملاهي. وفي إرشاد المفيد عن أمير المؤمنين عليه السلام كل قول ليس فيه ذكر فهو لغو. وفي المجمع عن الصادق عليه السلام قال إن يتقول الرجل عليك بالباطل أو يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله. قال وفي رواية اخرى أنه الغناء والملاهي. وفي الأعتقادات عنه عليه السلام أنه سئل عن القصاص أيحل الأستماع لهم فقال لا. (4) والذين هم للزكوة فاعلون. القمي عن الصادق عليه السلام من منع قيراطا من الزكاة فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة. (5) والذين هم لفروجهم حافظون. (6) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيامنهم. القمي يعني الأماء قال والمتعة حدها الأماء. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن المتعة فقال حلال فلا تتزوج إلا عفيفة إن الله عزوجل يقول والذين هم لفروجهم حافظون وعنه عليه السلام تحل الفروج بثلاثة وجوه نكاح بميراث ونكاح بلا ميراث ونكاح بملك اليمين. وعن أبيه عن النبي صلوات الله عليهما إن الله أحل لكم الفروج على ثلاثة معان فرج مورث وهو الثبات وفرج غير مورث وهو المتعة وملك أيمانكم فإنهم غير ملومين. (7) فمن ابتغى وراء ذلك القمي قال من جاوز ذلك فأولئك هم العادون الكاملون في العدوان.

[ 395 ]

(8) والذين هم لاماناتهم وقرء لأمانتهم وعهدهم راعون لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحق أو الخلق قائمون بحفظها وإصلاحها. (9) والذين هم على صلوتهم وقرء صلواتهم يحافظون القمي قال على أوقاتها وحدودها. وفي الكافي عن الباقر عليه السلام إنه سئل عن هذه الاية فقال هي الفريضة قيل الذين هم على صلوتهم دائمون قال هي النافلة. (10) أولئك الجامعون لهذه الصفات هم الوارثون. (11) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. القمي عن الصادق عليه السلام قال ما خلق الله خلقا إلا جعل له في الجنة منزلا وفي النار منزلا فإذا سكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة أشرفوا فيشرفون على أهل النار وترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم هذه منازلكم التي في النار لو عصيتم الله لدخلتموها قال فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة في ذلك اليوم فرحا لما صرف عنهم من العذاب ثم ينادي مناد يا أهل النار إرفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فينظرون إلى منازلهم في الجنة وما فيها من النعيم فيقال لهم هذه منازلكم التي لو أطعتم ربكم لدخلتموها قال فلو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار حزنا فيورث هؤلاء منازل هؤلاء ويورث هؤلاء منازل هؤلاء وذلك قول الله عز وجل أولئك هم الوارثون ب الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون. وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإن مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله. وفي العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال في هذه الاية. (12) ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين. القمي قال السلالة الصفوة من الطعام والشراب الذي يصير نطفة والنطفة

[ 396 ]

أصلها من السلالة والسلالة هو من صفو الطعام والشراب والطعام من أصل الطين فهذا معنى قوله جل ذكره من سلالة من طين. (13) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين قال يعني في الانثيين ثم في الرحم. (14) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما قد سبق تفسيرها في أوايل سورة الحج وقرء العظم على التوحيد فيهما ثم أنشأناه خلقا آخر. القمي عن الباقر عليه السلام قال هو نفخ الروح فيه فتبارك الله أحسن الخالقين. في التوحيد عن الرضا عليه السلام إنه سئل وغير الخالق الجليل خالق قال إن الله تبارك وتعالى قال تبارك الله أحسن الخالقين وقد أخبر أن في عباده خالقين وغير خالقين منهم عيسى بن مريم خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله والسامري خلق لهم عجلا جسدا له خوار. (15) ثم إنكم بعد ذلك لميتون (16) ثم إنكم يوم القيمة تبعثون. (17) ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق سبع سموات قيل سماها طرائق لأنها طورق بعضها فوق بعض مطارقة النعل وكل ما فوقه مثله وهو طريقه وما كنا عن الخلق غافلين. (18) وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الارض. القمي عن الباقر عليه السلام فهي الأنهار والعيون والابار. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام يعني ماء العقيق. أقول: يعني بالعقيق الوادي.

[ 397 ]

وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال إن الله تعالى أنزل من الجنة خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم وذلك قوله وأنزلنا من السماء ماء بقدر الاية وإنا على ذهاب به بالأفساد أو التصعيد أو التعميق بحيث يتعذر إستنباطه لقادرون كما كنا قادرين على إنزاله قيل في تنكير ذهاب إيماء إلى كثرة طرقه ومبالغة في الأيعاد به. (19) فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة تتفكهون بها ومنها تأكلون تغذيا. (20) وشجرة تخرج من طور سيناء وقرء بكسر السين تنبت بالدهن وصبغ للاكلين أي تنبت بالشئ الجامع بين كونه دهنا يدهن به ويسرج منه وكونه إداما يصبغ فيه الخبز أي يغمس فيه للأيتدام وقرئ تنبت من أنبت بمعنى نبت. القمي قال شجرة الزيتون وهو مثل لرسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فالطور الجبل وسيناء الشجرة. وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال الزيت شجرة مباركة فائتدموا به وادهنوا. وفي التهذيب عن الباقر عليه السلام كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلام أن أخرجوني إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فأدفنوني فهو أول طور سيناء ففعلوا ذلك. وعن الصادق عليه السلام وقد ذكر الغري قال وهي قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى عليه السلام تقديسا واتخذ عليه إبراهيم خليلا واتخذ محمدا حبيبا وجعله للنبيين عليهم السلام مسكنا فو الله ما سكن بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين عليه السلام. (21) وإن لكم في الانعام لعبرة تعتبرون محالها نسقيكم وقرء بفتح النون مما

[ 398 ]

في بطونها من الألبان ولكم فيها منافع كثيرة في ظهورها وأصوافها وشعورها ومنها تأكلون. (22) وعليها وعلى الفلك تحملون في البر والبحر فإن الأبل سفينة البر. (23) ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وقرء بالجر أفلا تتقون أفلا تخافون أن يزيل عنكم نعمه. (24) فقال الملؤ الأشراف الذين كفروا من قومه لعوامهم ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم أن يطلب الفضل عليكم ويسودكم ولو شاء الله أن يرسل رسولا لانزل ملئكة رسلا ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين أي بالتوحيد الذي يدعونا إليه. (25) إن هو إلا رجل به جنة جنون ولأجله يقول ذلك فتربصوا به فاحتملوا وانتظروا حتى حين لعله يفيق من جنونه. (26) قال رب انصرني عليهم بإهلاكهم بما كذبون بسبب تكذيبهم إياي. (27) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا بحفظنا أن تحظى فيه أو يفسد عليك مفسد ووحينا وأمرنا وتعليمنا كيف تصنع فإذا جاء أمرنا بنزول العذاب وفار التنور في الجوامع روي أنه قيل لنوح عليه السلام إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة فلما نبع الماء من التنور أخبرته إمرأته فركب وقد سبق تمام القصة في سورة هود عليه السلام فاسلك فيها فأدخل فيها يقال سلك فيه وسلك غيره من كل زوجين اثنين الذكر والانثى وقرء كل بغير التنوين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم بإهلاكه ولكفره ولا تخاطبني في الذين ظلموا بالدعاء بالأنجاء إنهم مغرقون لا محالة. (28) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذى نجينا من القوم الظالمين كقوله تعالى فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. (29) وقل رب أنزلني منزلا وقرء بفتح الميم وكسر الزاي مباركا وأنت خير المنزلين

[ 399 ]

في الفقيه قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يا علي إذا نزلت منزلا فقل اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ترزق خيره ويدفع شره. (30) إن في ذلك لايات وإن كنا لمبتلين وإن كنا لممتحنين عبادنا بهذه الايات وفي نهج البلاغة إن الله قد أعاذكم من أن يجور عليكم ولم يعذكم من أن يبتليكم وقد قال جل من قائل إن في ذلك لايات وإن كنا لمبتلين. (31) ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين هم عادا وثمود. (32) فأرسلنا فيهم رسولا منهم هو هودا وصالح أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون. (33) وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الاخرة وأترفنهم وأنعمناهم في الحيوة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون. (34) ولئن أطعتم بشرا مثلكم فيما يأمركم به إنكم إذا لخاسرون حيث أذللتم أنفسكم. (35) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما مجردة عن اللحوم والأعصاب أنكم مخرجون من الأجداث. (36) هيهات هيهات لما توعدون اللام للبيان كما في هيت لك. (37) إن هي إلا حيوتنا الدنيا إن الحياة إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيى يموت بعضنا ويولد بعض وما نحن بمبعوثين بعد الموت. (38) إن هو ما هو إلا رجل افترى على الله كذبا فيما يدعيه من إرسالنا فيما يعدنا من البعث وما نحن له بمؤمنين بمصدقين. (39) قال رب انصرني عليهم وانتقم لي منهم بما كذبون بسبب تكذيبهم إياي.

[ 400 ]

(40) قال عما قليل ليصبحن نادمين على التكذيب إذا رأوا العذاب. (41) فأخذتهم الصيحة بالحق صيحة جبرئيل صاح عليهم صيحة هائلة تصدعت منها قلوبهم فماتوا وفيه دلالة على أن القرن قوم صالح فجعلناهم غثاء القمي عن الباقر عليه السلام الغثاء اليابس الهامد من نبات الأرض قيل شبههم في دمارهم بغثاء السيل وهو حميلة كقول العرب سار به الوادي لمن هلك فبعدا للقوم الظالمين يحتمل الأخبار والدعاء. ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين يعني قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم. (43) ما تسبق من أمة أجلها الوقت الذي قدر لهلاكها وما يستأخرون الأجل. (44) ثم أرسلنا رسلنا تترا متواترين واحدا بعد واحد من الوتر وهو الفرد وقرء بالتنوين كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم بعضا في الهلاك وجعلناهم أحاديث لم يبق منهم إلا حكايات تمثل بها فبعدا لقوم لا يؤمنون. (45) ثم أرسلنا موسى وأخاه هرون بآياتنا بالايات التسع وسلطان مبين وحجة واضحة ملزمة للخصم. (46) إلى فرعون وملئه فاستكبروا عن الأيمان والمتابعة وكانوا قوما عالين متكبرين. (47) فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون يعني إن بني إسرائيل لنا خادمون منقادون. (48) فكذبوهما فكانوا من المهلكين بالغرق. (49) ولقد آتينا موسى الكتب التوراة لعلهم لعل بني إسرائيل يهتدون إلى المعارف والأحكام.

[ 401 ]

وجعلنا ابن مريم وأمه آية بولادتها إياه من غير مسيس وآويناهما إلى ربوة وقرء بفتح الراء وجعلنا مأويهما مكانا مرتفعا ذات قرار منبسطة تصلح للأستقرار والزرع ومعين ماء طاهر جار على وجه الأرض. في الكافي عن الصادق عليه السلام قال الربوة نجف الكوفة والمعين الفرات. وفي المجمع عنهما عليهما السلام الربوة حيرة الكوفة وسوادها والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات. (51) يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنى بما تعملون عليم. في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وأنه أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. (52) وإن هذه أمتكم أمة واحدة. القمي قال على مذهب واحد وقرء وإن بالكسر والفتح وبالتخفيف وانا ربكم فاتقون في شق (1) العصا ومخالفة الكلمة. (53) فتقطعوا أمرهم بينهم فتخربوا وافترقوا وجعلوا دينهم أديانا متفرقة زبرا قطعا جمع زبور الذي بمعنى الفرقة كل حزب من المتحزبين بما لديهم من الدين فرحون معجبون معتقدون أنهم على الحق. القمي قال كل من اختار لنفسه دينا فهو فرح به. (54) فذرهم في غمرتهم في جهالتهم شبهها بالماء الذي يغمر القامة حتى حين إلى أن يقتلوا أو يموتوا. (55) أيحسبون أنما نمدهم به ما نعطيهم ونجعله مددا لهم من مال وبنين بيان لما.

[ 402 ]

(56) نسارع لهم في الخيرات فيما فيه خيرهم وإكرامهم بل لا يشعرون إن ذلك إستدراج. في المجمع عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن الله تعالى يقول يحزن عبدي المؤمن إذا قترت عليه شيئا من الدنيا وذلك أقرب له مني ويفرح إذا بسطت له الدنيا وذلك أبعد له مني ثم تلا هذه الاية ثم قال إن ذلك فتنة لهم. (57) إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون من خوف عذابه حذرون. (58) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون. (59) والذين هم بربهم لا يشركون شركا جليا ولا خفيا. (60) والذين يؤتون ما آتوا قيل يعطون ما اعطوه من الصدقات. والقمي قال من العبادة والطاعة ويؤيده قراءة يأتون ما أتوا في الشواذ وما يأتي من الروايات وقلوبهم وجلة خائفة أن لا يقبل منهم وأن لا يقع على الوجه اللائق فيؤاخذ به أنهم إلى ربهم راجعون لأن مرجعهم إليه وهو يعلم ما يخفى عليهم. في الكافي عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن هذه الاية فقال مم إشفاقهم ورجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم إن لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون أن تقبل منهم. وفي المجمع عنه عليه السلام وقلوبهم وجلة معناه خائفة أن لا يقبل منهم قال: وفي رواية اخرى يؤتى ما أتى وهو خائف راج. وفي المحاسن عنه عليه السلام في هذه الاية قال يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون أنهم يثابون عليه. وفي الكافي عنه عليه السلام قال إن استطعت أن لا تعرف فافعل وما عليك أن

[ 403 ]

لا يثني عليك الناس وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله ثم قال قال أبي علي ابن أبي طالب عليه السلام لا خير في العيش إلا لرجلين رجل يزداد كل يوم خيرا ورجل يتدارك السيئة بالتوبة وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك وتعالى منه إلا بولايتنا أهل البيت ألا ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا ورضي بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما أكن رأسه وهم والله في ذلك خائفون وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا وكذلك وصفهم الله تعالى فقال والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ثم قال ما الذي اتوا اتوا والله الطاعة مع المحبة والولاية وهم في ذلك خائفون ليس خوفهم خوف شك ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا. (61) أولئك يسارعون في الخيرات يرغبون في الطاعات أشد الرغبة فيبادرون بها وهم لها سابقون. القمي عن الباقر عليه السلام هو علي بن أبي طالب عليه السلام لم يسبقه أحد. (62) ولا نكلف نفسا إلا وسعها دون طاقتها يريد به التحريض على ما وصف به الصالحون وتسهيله على النفوس ولدينا كتاب هو صحيفة الأعمال ينطق بالحق بالصدق لا يوجد فيه مايخالف الواقع وهم لا يظلمون بزيادة عقاب أو نقصان ثواب. في المناقب عن السجاد عليه السلام إنه كان إذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتى إذا كان آخر ليلة دعاهم ثم أظهر الكتاب وقال يا فلان فعلت كذا وكذا ولم اؤدبك فيقرون أجمع فيقوم وسطهم ويقول ارفعوا أصواتكم وقولوا يا علي بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصيها فاذكر ذل مقامك بين يدي ربك الذي لا يظلم مثقال ذرة وكفي بالله شهيدا فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويبكي وينوح. (63) بل قلوبهم قلوب الكفرة في غمرة في غفلة غامرة من هذا قيل من

[ 404 ]

الذي وصف به هؤلاء أو من كتاب الحفظة. والقمي يعني من القرآن ولهم أعمال خبيثة من دون ذلك سوى ماهم عليه من الشرك هم لها عاملون معتادون فعلها. (64) حتى إذا أخذنا مترفيهم متنعميهم القمي يعني كبرائهم بالعذاب في الجوامع هو قتلهم يوم بدرا والجوع حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف عليه السلام فابتلاهم بالقحط حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحترقة والقدد والأولاد إذا هم يجارون فاجئوا الصراخ بالأستغاثة. (65) لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قيل لهم ذلك. (66) قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون تعرضون مدبرين عن سماعها وتصديقها والعمل بها والنكوص الرجوع قهقري. (67) مستكبرين به قيل أي بالقرآن بتضمين الأستكبار معنى التكذيب وقيل أي بالبيت العتيق وشهرة استكبارهم وافتخارهم بأنهم قوامه أغنت عن سبق ذكره سامرا أي يسمرون بذكر القرآن والطعن فيه قيل كانوا يقصون بالليل في مجالسهم حول البيت تهجرون أما من الهجر بمعنى القطيعة أو الهذيان أي تعرضون عن القرآن أو تهذون في شأنه أو من الهجر بالضم بمعنى الفحش وقرئ بضم التاء. (68) أفلم يدبروا القول أي القرآن ليعلموا أنه الحق من ربهم باعجاز لفظه ووضوح مدلوله أم جائهم ما لم يأت آبائهم الاولين من الرسول والكتاب وفي الجوامع حيث خافوا الله فآمنوا به وأطاعوه قال وآباؤهم إسمعيل وأعقابه. وعن النبي صلى الله عليه وآله لا تسبوامضر ولا ربيعة فإنهما كانا مسلمين ولا تسبوا الحارث بن كعب ولا أسد بن خزيمة ولا تميم بن مرة فإنهم كانوا على الأسلام وما شككتم فيه من شئ فلا تشكوا في أن تبعا كان مسلما. (69) أم لم يعرفوا رسولهم بالأمانة والصدق وحسن الخلق وكمال العلم مع

[ 405 ]

عدم التعلم إلى غير ذلك مما هو صفة الأنبياء فهم له منكرون. (70) أم يقولون به جنة فلا يبالون بقوله وكانوا يعلمون أنه أرجحهم عقلا وأثبتهم نظرا بل جائهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون لأنه يخالف شهواتهم وأهوائهم فلذلك أنكروه قيل إنما قيد الحكم بالأكثر لأنه كان منهم من ترك الأيمان استنكافا من توبيخ قومه أو لقلة فطنته وعدم فكرته لا لكراهة الحق. (71) ولو اتبع الحق اهوائهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن لذهب ما قام به العالم فلا يبقى. القمي قال الحق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام قال فساد السماء إذا لم تمطر وفساد الأرض إذا لم تنبت وفساد الناس في ذلك بل آتيناهم بذكرهم بالكتاب الذي هو ذكرهم أي وعظهم أو صيتهم وفخرهم أو الذكر الذي تمنوه بقولهم لو أن عندنا ذكرا من الاولين فهم عن ذكرهم معرضون. (72) أم تسئلهم خرجا أجرا على أداء الرسالة فخراج ربك خير فأجره في الدنيا والاخرة خير لسعته ودوامه ففيه مندوحة لك عن عطائهم والخرج بإزاء الدخل والخراج غالب في الضريبة على الأرض ففيه إشعار بالكثرة واللزوم وقرء الخرج في الموضعين وبالخراج فيهما. القمي عن الباقر عليه السلام يقول أم تسألهم أجرا فأجر ربك خير وهو خير الرازقين تقرير لخيرية خراجه. (73) وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم. القمي قال إلى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. (74) وإن الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون لعادلون عنه فإن خوف الاخرة أقوى البواعث على طلب الحق وسلوك طريقه. القمي قال عن الأمام لحادون.

[ 406 ]

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون. (75) ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر يعني القحط للجوا لتمادوا في طغيانهم إفراطهم في الكفر والأستكبار عن الحق وعداوة الرسول والمؤمنين يعمهون عن الهدى. روي أنهم قحطوا حتى أكلوا العلهر فجاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أنشدك الله والرحم ألست تزعم إنك بعثت رحمة للعالمين قتلت الاباء بالسيف والأبناء بالجوع فنزلت كذا في الجوامع. (76) ولقد أخذناهم بالعذاب قيل يعني القتل يوم بدر. والقمي هو الجوع والخوف والقتل فما استكانوا لربهم وما يتضرعون بل أقاموا على عتوهم واستكبارهم في الكافي عن الباقر عليه السلام إنه سئل عن هذه الاية قال الأستكانة هي الخضوع والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما. وفي المجمع عن الصادق عليه السلام الأستكانة الدعاء والتضرع رفع اليدين في الصلاة. (77) حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد. في المجمع عنه عليه السلام وذلك حين دعا النبي صلى الله عليه وآله عليهم فقال اللهم إجعلها عليهم سنين كسني يوسف عليه السلام فجاعوا حتى أكلوا العلهر وهو الوبر بالدم. وعن الباقر عليه السلام هو في الرجعة إذا هم فيه مبلسون متحيرون آيسون من كل خير حتى جاءك أغناهم يستعطفك


1 - العلهر: بالكسر القراد الضخم وطعام من الدم والوبر كان يتخذ في المجاعة. (*)

[ 407 ]

(78) وهو الذى أنشأ لكم السمع والابصار لتحسوا بهما ما نصب من الايات والافئدة لتتفكروا فيها وتستدلوا بها إلى غير ذلك من المنافع قليلا ما تشكرون تشكرونها شكرا قليلا لأن العمدة في شكرها إستعمالها فيما خلقت لأجلها والأذعان لمنعمهما من غير إشراك. (79) وهو الذى ذرأكم في الارض خلقكم وبثكم فيها بالتناسل واليه تحشرون تجمعون بعد تفرقتكم. (80) وهو الذى يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون بالنظر والتأمل إن الكل منا وأن قدرتنا تعم كل شئ. (81) بل قالوا كفار مكة مثل ما قال الاولون. (82) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظما أئنا لمبعوثون إستبعادا ولم يتأملوا إنهم كانوا قبل ذلك أيضا ترابا فخلقوا. (83) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الاولين إلا أكاذيبهم التي كتبوها جمع أسطور لأنه يستعمل فيما يتلهى به كالأعاجيب والأضاحيك وقيل جمع أسطار جمع سطر. (84) قل لمن الارض ومن فيها إن كنتم تعلمون. (85) سيقولون لله لأن العقل الصريح إضطرهم بأدنى نظر بأنه خالقها قل بعد ما قالوه أفلا تذكرون فتعلمون أن من فطر الأرض ومن فيها إبتداء قدر على إيجادها ثانيا وأن بدء الخلق ليس بأهون من إعادته. (86) قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم فإنها أعظم من ذلك. (87) سيقولون لله فيه وقرء بغير لام فيه وفيما بعده على ما يقتضيه لفظ السؤال قل أفلا تتقون عقابه فلا تشركوا به بعض مخلوقاته ولا تنكروا قدرته على بعض مقدوراته.

[ 408 ]

(88) قل من بيده ملكوت كل شئ الملك الذي وكل به وهو يجير يغيث من يشاء ويحرسه ولا يجار عليه ولا يغاث أحد ولا يحرس وتعديته بعلى التضمين معنى النصرة إن كنتم تعلمون. (89) سيقولون لله قل فأنى تسحرون فمن أين تخدعون فتصرفون من الرشد مع ظهور الأمر وتظاهر الأدلة. (90) بل أتيناهم بالحق من التوحيد والوعد بالنشور وإنهم لكاذبون حيث أنكروا ذلك. (91) ما اتخذ الله من ولد لتقدسه عن مماثلة أحد وما كان معه من إله يساهمه في الألوهية إذا لذهب كل إله بما خلق وإستبد به وامتاز ملكه عن ملك آخر ولعلا بعضهم على بعض كما هو حال ملوك الدنيا فهذا التدبير المحكم وإتصاله وقوام بعضه ببعض يدل على صانع واحد سبحان الله عما يصفون من الولد والشريك. (92) عالم الغيب والشهادة وقرء بالرفع فتعالى عما يشركون. في المعاني عن الصادق عليه السلام الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان. (93) قل رب إما تريني إن كان لابد من أن تريني فإن ما والنون للتأكيد ما يوعدون. (94) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين قرينا لهم. في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال في حجة الوداع وهو بمني لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في كتيبة يضاربونكم قال الراوي فغمز من خلفه منكبه الأيسر فالتفت فقال أو علي فنزلت. أقول: ومن طريق الخاصة ما رواه سعد بن عبد الله في مختصر بصائره بإسناده عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد خطبنا يوم الفتح أيها الناس لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ولئن فعلتم

[ 409 ]

أضربكم بالسيف ثم التفت عن يمينه فقال الناس غمزه جبرئيل فقال له أو علي أو علي. وفي رواية أبان بن تغلب عن الصادق عليه السلام قال فنزل عليه جبرئيل فقال يا محمد إن شاء الله أو يكون ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام فقال رسول الله أو يكون ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له جبرئيل واحدة لك وإثنتان لعلي عليه السلام وموعدكم السلام قال أبان جعلت فداك وأين السلام فقال يا أبان السلام من ظهر الكوفة. أقول: وذلك إنما يكون في الرجعة. (95) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون يعني الرجعة. (96) ادفع بالتي هي أحسن السيئة وهي الصفح عنها والأحسان في مقابلتها وهو أبلغ من ادفع بالحسنة السيئة لما فيه من التنصيص على التفصيل. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام التي هي أحسن التقية نحن أعلم بما يصفون بما يصفونك به. (97) وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وساوسهم وأصل الهمزة النخس. القمي قال ما يقع في قلبك من وسوسة الشياطين. (98) وأعوذ بك رب أن يحضرون ويحوموا حولي في شئ من الأحوال. (99) حتى إذا جاء أحدهم الموت متعلق بيصفون وما بينهما اعتراض قال تحسرا على ما فرط فيه من الأيمان والطاعة لما اطلع على الأمر رب ارجعوني ردون إلى الدنيا والواو لتعظيم المخاطب كقوله ألا فارحموني يا إله محمد فإن لم أكن أهل فأنت له أهل. (100) لعلي أعمل صالحا فيما تركت.

[ 410 ]

القمي نزلت في مانع الزكاة. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام من منع الزكاة سئل الرجعة عند الموت وهو قوله تعالى رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا ردع عن طلب الرجعة وإستبعاد لها إنها كلمة هو قائلها لتسلط الحسرة عليه ومن ورائهم أمامهم برزخ إلى يوم يبعثون. القمي قال البرزخ أمر بين أمرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة وهو قول الصادق عليه السلام والله ما أخاف عليكم إلا البرزخ وأما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم. وفي الكافي عن الصادق عليه السلام إنه قيل له إني سمعتك وأنت تقول كل شيعتنا في الجنة على ماكان منهم قال صدقتك كلهم والله في الجنة قيل إن الذنوب كثيرة كبار فقال أما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصي النبي صلى الله عليه وآله ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ قيل وما البرزخ فقال القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة. وفي الخصال عن السجاد عليه السلام إنه تلا هذه الاية وقال هو القبر وأن لهم فيها معيشة ضنكا والله إن القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. (101) فإذا نفخ في الصور لقيام الساعة فلا أنساب بينهم تنفعهم بالتعاطف والتراحم أو يفتخرون بها وذلك من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه يومئذ كما هو اليوم. في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله كل حسب ونسب منقطع إلا حسبي ونسبي ولا يتسائلون ولا يسئل بعضهم بعضا لاشتغاله بنفسه وهو لا يناقض قوله تعالى وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون لأن هذا عند النفخة وذلك عند المحاسبة. والقمي عن الصادق عليه السلام في هذه الاية قال لا يتقدم يوم القيامة أحد إلا بالأعمال.

[ 411 ]

وفي المناقب عن السجاد عليه السلام فيها والله لا ينفعك غدا إلا مقدمة تقدمها من عمل صالح. (102) فمن ثقلت موزينه موزونات عقايده واعماله. القمي قال بالأعمال الحسنة فأولئك هم المفلحون. (103) ومن خفت موازينه قال من تلك الأعمال الحسنة. أقول: قد مضى تحقيق معنى الوزن في سورة الأعراف فأولئك الذين خسروا أنفسهم غبنوها حيث ضيعوا زمان استكمالها وأبطلوا إستعدادها لنيل كمالها في جهنم خالدون. (104) تلفح وجوههم النار تحرقها. القمي قال تلهب عليهم فتحرقهم قيل اللفح كالنفخ إلا أنه أشد تأثيرا من النفخ وهم فيها كالحون من شدة الأحتراق والكلوح تقلص الشفتين عن الأسنان. القمي أي مفتوحي الفم متربدي الوجوه. (105) ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون أي يقال لهم ذلك تأنيبا وتذكيرا. (106) قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ملكتنا بحيث صارت أحوالنا مؤدية إلى سوء العاقبة وقرئ شقاوتنا بالألف وفتح الشين. في التوحيد عن الصادق عليه السلام قال بأعمالهم شقوا وكنا قوما ضالين عن الحق. (107) ربنا أخرجنا منها من النار فإن عدنا إلى التكذيب فانا ظالمون لأنفسنا. (108) قال اخسئوا فيها اسكتوا سكوت هوان فانها ليست مقام سؤال من خسئات الكلب إذا زجرته فانزجر ولا تكلمون.

[ 412 ]

القمي بلغني والله أعلم أنهم تداكوا بعضهم على بعض سبعين عاما حتى انتهوا إلى قعر جهنم. (109) إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. (110) فاتخذتموهم سخريا هزوا قرء بضم السين حتى أنسوكم ذكري من فرط تشاغلكم بالأستهزاء بهم فلم تخافوني في أوليائي وكنتم منهم تضحكون إستهزاء بهم. (111) إنى جزيتهم اليوم بما صبروا على أذاكم أنهم هم الفائزون مخصوصون بالفوز بمراداتهم وقرئ بكسر الهمزة. (112) قال قال الله تعالى أو الملك المأمور بسؤالهم وقرئ قل على الأمر للملك كم لبثتم في الارض احياء وأمواتا في القبور عدد سنين. (113) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم استقصارا لمدة لبثهم فيها فاسئل العادين. القمي قال سل الملائكة الذين يعدون علينا الايام ويكتبون ساعاتنا وأعمالنا التي اكتسبناها فيها. (114) قال وقرء قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون. (115) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا توبيخ لهم على تغافلهم أي لم نخلقكم تلهيا بكم وإنما خلقناكم لنتعبدكم ونجازيكم على أعمالكم وهو كالدليل على البعث وأنكم إلينا لا ترجعون وقرء بفتح التاء وكسر الجيم. في العلل عن الصادق عليه السلام إن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لأظهار قدرته وليكلفهم على طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيمه. وعنه عليه السلام إنه قيل له خلقنا للفناء فقال مه خلقنا للبقاء وكيف وجنته

[ 413 ]

لا تبيد ونار لا تخمد ولكن إنما نتحول من دار إلى دار. (116) فتعالى الله الملك الحق الذي يحق له الملك لا إله إلا هو رب العرش الكريم. (117) ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإن الباطل لا برهان به نبه بذلك على أن التدين بما لا دليل عليه ممنوع فضلا عما دل الدليل على خلافه فإنما حسابه عند ربه فإنه مجازيه مقدار ما يستحقه إنه لا يفلح الكافرون بدأ السورة بتقرير فلاح المؤمنين وختمها بنفي الفلاح عن الكافرين. (118) وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين. في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام قال من قرأ سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة وإذا كان يدمن قراءتها في كل جمعة كان منزله في الفردوس الأعلى مع النبيين والمرسلين اللهم ارزقنا تلاوته بحق محمد وآله صلوات الله عليه وآله.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337778

  • التاريخ : 29/03/2024 - 06:01

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net