[ 1492 ]
سورة الفلق [ مكية، وهي خمس آيات ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم (قل أعوذ برب الفلق): ما يفلق عنه، أي: يفرق عنه، وخص عرفا بالصبح وفسر به. وسئل عن الفلق، فقال: (صدع في النار فيه سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف أسود، في جوف كل أسود سبعون ألف جرة سم، لابد لأهل النار من أن يمروا عليها) (2). والقمي: الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره، سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فأذن له، فتنفس فأحرق جهنم (3). (من شر ما خلق) كان ما كان. (ومن شر غاسق): ليل عظم ظلامه إذا وقب: دخل ظلامه في كل شئ. (ومن شر النفاثات في العقد): ومن شر النفوس أو النساء السواحر اللواتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها. والنفث: النفخ مع ريق. ورد: (إن يهوديا سحر النبي صلى الله عليه وآله في إحدى عشر عقدة في وتر دسه في بئر فمرض
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - معاني الأخبار: 227، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - القمي 2: 449.(*)
[ 1493 ]
ونزلت المعوذتان وأخبره جبرئيل عليه السلام بموضع السحر، فبعث عليا عليه السلام فجاء به فقرأهما عليه، فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة، فعوفي) (1). قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله يرى إنه يجامع وليس يجامع، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده، والسحر حق، وما سلط إلا على العين والفرج) (2). أقول: وأما قول الكفار: إنه مسحور، فأرادوا به أنه مجنون بواسطة السحر. (ومن شر حاسد إذا حسد): إذا ظهر حسده وعمل بمقتضاه، فإنه لا يعود ضرره منه قبل ذلك إلى المحسود، بل يخص به لاغتمامه بسروره. قال: (أما رأيته إذا فتح عينيه وهو ينظر إليك، هو ذاك) (3). قيل: خص الحسد بالاستعاذة منه، لأنه العمدة في الأضرار (4). ورد: (كاد الحسد أن يغلب القدر) (5).
__________________________
(1) - طب الأئمة: 113، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام، مجمع البيان 9 - 10: 568، البيضاوي 5: 200 ما يقرب منه.
(2) - طب الأئمة: 114، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - معاني الأخبار: 228، الحديث: 1.
(4) - البيضاوي 5: 201.
(5) - الكافي 2: 307، الحديث: 4، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.(*)