[ 1464 ]
سورة البينة [ مكية، وهي ثماني آيات ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم (لم يكن الذين كفروا) القمي: يعني قريشا (2). من أهل الكتاب والمشركين (منفكين) عن كفرهم (حتى تأتيهم البينة). قال: (البينة محمد صلى الله عليه وآله) (3). رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة في السماء لا يمسها إلا الملائكة المطهرون. وقيل: مطهرة عن الباطل، وأريد بالصحف ما كتب فيها، فإنه كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب، لكنه لما تلا مثل ما في الصحف كان كالتالي لها (4). (فيها كتب قيمة): مكتوبات مستقيمة عادلة غير ذات عوج. (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) عما كانوا عليه (إلا من بعد ما جاءتهم البينة). قيل: يعني لم يزل كانوا مجتمعين في تصديق محمد صلى الله عليه وآله حتى بعثه الله فلما بعث تفرقوإ
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - القمي 2: 432.
(3) - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) - مجمع البيان 9 - 10: 523، الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 20: 142، عن قتادة.(*)
[ 1465 ]
في أمره واختلفوا، فآمن به بعضهم وكفر آخرون (1). والقمي: لما جاءهم رسول الله بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده (2). (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) أي: لا يشركون به حنفاء: مائلين عن العقائد الزائغة. القمي: طاهرين (3). (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) أي: دين الملة القيمة. (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية). (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية). قال: (هم شيعتنا أهل البيت) (4). القمي: نزلت في آل محمد عليهم السلام (5). (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه) لأنه بلغهم أقصى أمانيهم (ذلك لمن خشي ربه) فإن الخشية ملاك الأمر والباعث على كل خير. ورد: أنه قال لرجل من الشيعة: (أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم، والملائكة إخوانكم في الخير، فإذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة، وقبوركم لكم جنة، للجنة خلقتم، وفي الجنة نعيمكم، وإلى الجنة تصيرون) (6).
__________________________
__________________________
(1) - مجمع البيان 9 - 10: 523. 2 و 3 - القمي 2: 432.
(4) - المحاسن: 171، الباب: 36، الحديث: 140، عن أبي جعفر عليه السلام.
(5) - القمي 2: 432.
(6) - الكافي 8: 366، الحديث 556، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)