[ 1455 ]
سورة الانشراح [ مكية، وهي ثماني آيات ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح لك صدرك) قيل: ألم نفسحه بالعلم والحكمة وتلقى الوحي والصبر على الأذى والمكاره، حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق، فكان غائبا حاضرا (2). والقمي: بعلي عليه السلام، فجعلناه وصيك، وبفتح مكة، ودخول قريش في الأسلام (3). ورد: (قيل له أينشرح الصدر ؟ قال: نعم. قالوا: يا رسول الله وهل لذلك علامة يعرف بها ؟ قال: نعم، التجافي عن دار الغرور، والأنابة إلى دار الخلود، والأعداد للموت قبل نزوله) (5). (ووضعنا عنك وزرك): ما ثقل عليك احتماله. القمي: ثقل الحرب (4). (الذي أنقض ظهرك) قيل: أثقل ظهرك حتى حمله على النقيض، وهو صوت
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - البيضاوي 5: 189.
(3) - القمي 2: 428.
(4) - مجمع البيان 9 - 10: 508، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
(5) - القمي 2: 428.(*)
[ 1456 ]
الرحل من ثقل الحمل (1). وهو مثل، معناه: لو كان حملا لسمع نقيض ظهره. (ورفعنا لك ذكرك) القمي: تذكر إذا ذكرت، وهو قول الناس: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله (2). وورد عنه في تفسيره: (قال لي جبرئيل: قال الله: إذا ذكرت ذكرت معي) (3). (فإن مع العسر) كضيق الصدر، والوزر المنقض للظهر، وضلال القوم وإيذائهم يسرا كشرح الصدر، ووضع الوزر، وتوفيق القوم للاهتداء والطاعة، فلا تيأس من روح الله إذا عراك ما يغمك. (إن مع العسر يسرا) تأكيد أو استئناف بوعد يسر آخر، كثواب الاخرة. (فإذا فرغت فانصب). (وإلى ربك فارغب) يعني إذا فرغت من عبادة عقبها بأخرى وأوصل بعضها ببعض، ولا تخل وقتك من عبادة. قال: (فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة، فانصب إلى ربك في الدعاء، وارغب إليه في المسألة يعطك) (4). وفي رواية: (فإذا فرغت من نبوتك، فانصب عليا، وإلى ربك فارغب في ذلك) (5). أقول: بناء هذه الرواية على أنه بكسر الصاد، من النصب بالتسكين، بمعنى الرفع والوضع، يعني إذا فرغت من أمر التبليغ فارفع علم هدايتك للناس، وضع من يقوم به خلافتك موضعك.
__________________________
(1) - مجمع البيان 9 - 10: 508، البيضاوي 5: 189.
(2) - القمي 2: 428.
(3) - مجمع البيان 9 - 10: 508، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
(4) - مجمع البيان 9 - 10: 509، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
(5) - القمي 2: 429، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)