00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الجن 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1360 ]

سورة الجن [ مكية، وهي ثمان وعشرون آية ] (1)

 بسم الله الرحمن الرحيم (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرانا عجبا): كتابا بديعا مباينا لكلام الناس، في حسن نظمه ودقة معناه. (يهدي إلى الرشد): إلى الحق والصواب (فامنا به ولن نشرك بربنا أحدا) قد سبق بعض قصتهم في الأحقاف (2). (وأنه تعالى جد ربنا) قيل: أي: عظمته، مستعار من الجد الذي هو البخت (3). قال: (إنما هو شئ قالته الجن بجهالة، فحكى الله عنهم) (4). والقمي: ولم يرضه الله منهم (5). (ما اتخذ صاحبة ولا ولدا).

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - الايات: 29 - 32.

(3) - الكشاف 4: 167، البيضاوي 5: 154.

(4) - الخصال 1: 50، الحديث: 59، التهذيب 2: 316، الحديث: 1290، عن أبي جعفر عليه السلام، من لا يحضره الفقيه 1: 261، الحديث: 1190، عن أبي عبد الله عليه السلام، مجمع البيان 9 - 10: 368، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

(5) - القمي 2: 388.(*)

[ 1361 ]

(وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا): قولا بعيدا عن الحق، مجاوزا عن الحد. (وأنا ظننا أن لن تقول الأنس والجن على الله كذبا) اعتذار عن اتباعهم السفيه في ذلك. (وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن). قال: (كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحي إليه الشيطان فيقول: قل لشيطانك: فلان قد عاذ بك) (1). (فزادوهم رهقا): فزادوا الجن باستعاذتهم بهم كبرا وعتوا. والقمي: أي: خسرانا (2). (وأنهم): وأن الأنس (ظنوا كما ظننتم) أيها الجن أو بالعكس (أن لن يبعث الله أحدا) والايتان إما من كلام الجن بعضهم لبعض، أو استئناف كلام من الله. ومن فتح (ان) فيهما جعلهما من الموحى به. (وأنا لمسنا السماء): التمسناها، أي: طلبنا بلوغها أو خبرها (فوجدناها ملئت حرسا شديدا): حراسا قويا، وهم الملائكة الذين يمنعونهم عنها (وشهبا). (وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع): مقاعد خالية عن الحرس والشهب، صالحة للترصد والاستماع (فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا) أي: شهابا راصدا له ولأجله، يمنعه عن الاستماع بالرجم، وقد مضى في الحجر والصافات (3). وفي حديث سبب أخبار الكاهن قال: (وأما أخبار السماء: فإن الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك، وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وإنما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء، ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله لأثبات الحجة ونفي الشبهة. وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه، فيختطفها ثم يهبط بها إلى الأرض فيقذفها إلى

__________________________

(1) - القمي 2: 389، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - المصدر.

(3) - الحجر(15): 17 و 18، الصافات(37): 7 - 10.

[ 1362 ]

الكاهن، فإذا قد زاد كلمات من عنده، فيختلط الحق بالباطل. فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به، فهو ما أداه إليه شيطانه مما سمعه، وما أخطأ فيه، فهو من باطل ما زاد فيه، فمنذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة) (4). (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا): خيرا. (وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك): قوم دون ذلك (كنا طرائق قددا): متفرقة. القمي: أي: على مذاهب مختلفة (5). (وأنا ظننا): علمنا (أن لن نعجز الله في الأرض) كائنين أينما كنا فيها (ولن نعجزه هربا): هاربين منها إلى السماء، ولن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمرا، ولن نعجزه هربا إن طلبنا. (وأنا لما سمعنا الهدى امنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا). القمي: البخس: النقصان. والرهق: العذاب (1). (وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون): الجائرون عن طريق الحق فمن أسلم (فأولئك تحروا): توخوا رشدا: رشدا عظيما يبلغهم إلى دار الثواب. قال: (أي: الذين أقروا بولايتنا) (2). (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا). (وأن لو استقاموا): وأنه لو استقاموا (على الطريقة): الطريقة المثلى (لاءسقيناهم ماء غدقا): لوسعنا عليهم الرزق، والغدق: الكثير.

__________________________

(1) - الاحتجاج 2: 81، عن أبي عبد الله عليه السلام، مع اختلاف يسير.

(2) - القمي 2: 389.(*)(3) - المصدر.

(4) - المصدر، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر عليهما السلام.(*)

[ 1363 ]

قال: (معناه: لأفدناهم علما كثيرا، يتعلمونه من الأئمة) (1). وفي رواية: (يعني لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين علي والأوصياء من ولده، وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم، (لأسقيناهم ماءا غدقا)، يقول: لأشربنا قلوبهم الأيمان) (2). (لنفتنهم فيه): لنختبرهم كيف يشكرونه (ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا): يدخله عذابا شاقا يعلو المعذب ويغلبه. (وأن المساجد لله): مختصة به (فلا تدعوا مع الله أحدا) قال: (يعني بالمساجد: الوجه واليدين والركبتين والأبهامين) (3). وفي رواية: (هم الأوصياء) (4). (وأنه لما قام عبد الله) يعني محمدا يدعوه: يعبد الله (كادوا) يعني قريشا (يكونون عليه لبدا) أي: أبدا. يعني يتعاونون عليه. وقيل: معناه: كاد الجن يكونون عليه متراكمين من ازدحامهم عليه: تعجبا مما رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته (5). (قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحدا) فليس ذلك ببدع ولا منكر، يوجب إطباقكم على مقتي أو تعجبكم. (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا). قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس إلى ولاية علي عليه السلام، فاجتمعت إليه قريش وقالوا:

__________________________

(1) - مجمع البيان 9 - 10: 372، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - الكافي 1: 220، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام.

(3) - من لا يحضره الفقيه 2: 381، الحديث: 1627، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وفي الكافي 3: 312، ذيل الحديث: 8، عن أبي عبد الله عليه السلام، والعياشي 1: 319، الحديث: 109، عن الجواد عليه السلام، والقمي 2: 390، عن ابن عباس ما بمعناه.

(4) - الكافي 1: 425، الحديث: 65، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام.

(5) - البيضاوي 5: 155.(*)

[ 1364 ]

يا محمد اعفنا من هذا. فقال: هذا إلى الله ليس إلي، فاتهموه وخرجوا من عنده، فأنزل الله: (قل إني لا أملك لكم) الاية) (1). (قل إني لن يجيرني من الله أحد) قال: إن عصيته (ولن أجد من دونه ملتحدا): منحرفا وملتجأ. (إلا بلاغا من الله ورسالاته) قال: (في علي) (2). (ومن يعص الله ورسوله) قال (في ولاية علي) (3). (فان له جهنم خالدين فيها أبدا). (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قال: (يعني الموت والقيامة) (4). وفي رواية: (القائم وأنصاره) (5). والقمي: في الرجعة (6). (فسيعلمون من أضعف ناصرا) هو أو هم (وأقل عددا). (قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا) القمي: لما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون من الرجعة. قالوا: متى يكون هذا ؟ قال الله: قل يا محمد: (إن أدري) الاية (6). (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا): فلا يطلع. (إلا من ارتضى من رسول) قال: (وكان محمد ممن ارتضاه) (7). وفي رواية: (ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما يشاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة) (8). فإنه يسلك من بين يديه: بين يدي المرتضى ومن خلفه رصدا. القمي: يخبر

__________________________

(1) و 2 و 3 - الكافي 1: 434، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام.

(4) - القمي 2: 390، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(5) - الكافي 1: 434، قطعة من حديث: 91، عن الكاظم عليه السلام. 6 و 7 - القمي 2: 391.

(8) - الكافي 1: 256، الحديث: 2، عن أبي جعفر عليه السلام.

(9) - الخرائج والجرائح: 306، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.(*)

[ 1365 ]

الله رسوله الذي يرتضيه، بما كان قبله من الأخبار وما يكون بعده من أخبار القائم والرجعة والقيامة (1). وقيل: رصدا، أي: حرسا من الملائكة، يحرسونه من اختطاف الشياطين وتخاليطهم (2). (ليع لم أن قد أبلغوا) قيل: أي: ليعلم النبي الموحى إليه: أن قد أبلغ جبرئيل والملائكة النازلون بالوحي، أو ليعلم الله: أن قد أبلغ الأنبياء. بمعنى ليتعلق علمه به موجودا (3). (رسالات ربهم) كما هي محروسة عن التغيير (وأحاط بما لديهم) بما عند الرسل (وأحصى كل شئ عددا) حتى القطر والرمل.

__________________________

(1) - القمي 2: 391.

(2) و 3 - البيضاوي 5: 156.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338860

  • التاريخ : 29/03/2024 - 12:11

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net