00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الفتح 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1180 ]

سورة الفتح [ مدنية، وهي تسع وعشرون آية ] 1

بسم الله الرحمن الرحيم * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) *. ورد: (إن سبب نزول هذه السورة، وهذا الفتح العظيم، أن الله عزوجل أمر رسوله صلى الله عليه وآله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج، فخرجوا، فلما نزل ذا الحليفة، أحرموا بالعمرة، وساقوا البدن. قال: فلما كان في اليوم الثاني نزل الحديبية - وهي على طرف الحرم - وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستنفر الأعراب في طريقه معه، فلم يتبعه أحد ويقولون: أيطمع محمد وأصحابه أن يدخلوا الحرم، وقد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم ؟ ! إنه لا يرجع محمد وأصحابه إلى المدينة أبدا. فلما نزل الحديبية، خرجت قريش يحلفون باللات والعزى: لا يدعون رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل مكة، وفيهم عين تطرف، فبعث إليهم: أني لم آت لحرب، وإنما جئت لأقضي مناسكي وأنحر بدني وأخلي بينكم وبين لحمانها، فبعثوا إليه حفص بن الأحنف 2 وسهيل ابن عمرو 3، فقالا: يا محمد ألا ترجع عنا عامك هذا،

__________________________

1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 - هو مكرز بن حفص بن الأخيف، من بني عامر بن لؤي، من قريش: شاعر جاهلي، من الفتاك، أدرك الإسلام، وقدم المدينة لما أسر المسلمون سهيل بن عمرو يوم بدر. راجع: المغازي(للواقدي) 1: 599 و 602، السيرة النبوية(لابن كثير) 3: 316، الأعلام(للزركلي) 7: 284. 3 - سهيل بن عمرو بن عبد شمس، القرشي العامري، من لؤي: خطيب قريش وأحد سادتها في الجاهلية، أسره(*)

[ 1181 ]

إلى أن ننظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب ؟ فإن العرب قد تسامعت مسيرك، فإذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترأت علينا، ونخلي لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام، حتى تقضي نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ذلك، واشترط عليهم: أن المسلمين بمكة لا يؤذون في إظهارهم الإسلام، ولا يكرهون ولا ينكر عليهم شئ يفعلونه من شرائع الإسلام. فقبلوا ذلك. فلما أجابهم إلى الصلح، أنكر عليه عامة أصحابه، وأشد ما كان إنكارا عمر، فقال: يا رسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام، ونحلق مع المحلقين ؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك ؟ قلت لك: إن الله عزوجل قد وعدني أن أفتح مكة وأطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما أكثروا عليه قال لهم: إن لم تقبلوا الصلح فحاربوهم. فمروا نحو قريش وهم مستعدون للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هزيمة قبيحة، ومروا برسول الله صلى الله عليه وآله فتبسم، ثم قال: يا علي خذ السيف واستقبل قريشا، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إليه تراجعوا، ثم قالوا: يا علي بدا لمحمد فيما أعطانا ؟ فقال: لا. ورجع حفص بن الأحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا: يا محمد قد أجابت قريش إلى ما اشترطت من إظهار الإسلام، وأن لا يكره أحد على دينه قال: وكتبوا نسختين، نسخة عند رسول الله صلى الله عليه وآله ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل وحفص إلى قريش، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انحروا بدنكم واحلقوا رؤوسكم فامتنعوا، وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت، ولم نسع بين الصفا والمروة ؟ فنحر رسول ا لله وحلق، فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب. ثم رحل نحو المدينة فرجع إلى التنعيم، ونزل تحت الشجرة، فجاء أصحابه الذين أنكروا عليه الصلح واعتذروا، وأظهروا الندامة على ما كان منهم، وسألوه أن يستغفر لهم. فنزلت آية الرضوان) 1. هذا ملخص القصة. * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * علة للفتح من حيث إنه مسبب عن

__________________________

المسلمون يوم بدر، وافتدي، فأقام على دينه إلى يوم الفتح بمكة، فأسلم وسكنها، ثم سكن المدينة. مات بالطاعون في الشام سنة: 18 ه‍. الأعلام(للزركلي) 3: 144. 1 - القمي 2: 309، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1182 ]

جهاد الكفار والسعي في إزاحة الشرك وإعلاء الدين وتكميل النفوس الناقصة قهرا، ليصير ذلك بالتدريج اختيارا، وتخليص الضعفة عن أيدي الظلمة. سئل عن هذه الاية، فقال: (ما كان له ذنب ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له) 1. وفي رواية: (يعني ذنبك عند مشركي أهل مكة، حيث دعوت إلى توحيد الله فيما تقدم وتأخر وجعلت الآلهة إلها واحدا) 2. * (ويتم نعمته عليك) * بإعلاء الدين وضم الملك إلى النبوة * (ويهديك صراطا مستقيما) * في تبليغ الرسالة وإقامة مراسم الرياسة. * (وينصرك الله نصرا عزيزا) *: نصرا فيه عز ومنعة. * (هو الذي أنزل السكينة) *: الثبات والطمأنينة. قال: (هو الأيمان) 3. * (في قلوب المؤمنين) *. القمي: هم الذين لم يخالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم ينكروا عليه الصلح 4. * (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) *. قد مضى معنى زيادة الإيمان في سورة الأنفال 5. * (ولله جنود السموات والأرض) * يدبر أمرهما، فيسلط بعضها على بعض تارة، ويوقع فيما بينهم السلم أخرى، كما تقتضيه حكمته. * (وكان الله عليما حكيما) *. * (ليدخل المؤمنين والمؤمنات) *: فعل ما فعل ليدخل * (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم) *: يغطيها * (وكان ذلك عند الله فوزا عظيما) * لأنه منتهى ما يطلب من جلب نفع أو دفع ضر. * (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن

__________________________

1 - القمي 2: 314، مجمع البيان 9 - 10: 110، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 202، الباب: 15، ذيل الحديث الطويل: 1، وليس فيها:(جعلت الآلهة إلها واحدا). 3 - الكافي 2: 15، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام، والحديث: 4 و 5، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - القمي 2: 315. 5 - ذيل الآية: 4.(*)

[ 1183 ]

السوء) * وهو أن لا ينصر رسوله والمؤمنين * (عليهم دائرة السوء) *: دائرة ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين لا يتخطاهم. القمي: هم الذين أنكروا الصلح واتهموا رسول الله 1. * (وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا) *. * (ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزا حكيما) *. * (إنا أرسلناك شاهدا) * على أمتك * (ومبشرا) * على الطاعة ونذيرا) * على المعصية. * (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه:) * وتقووه بتقوية دينه ورسوله وتوقروه) *: وتعظموه * (وتسبحوه) *: وتنزهوه * (بكرة وأصيلا) *: غدوة وعشيا. * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) * لأنه المقصود ببيعته * (يد الله فوق أيديهم) * يعني يدك التي فوق أيديهم في حال بيعتهم إياك، إنما هي بمنزلة يد الله، لأنهم في الحقيقة يبايعون الله ببيعتك. * (فمن نكث) *: نقض العهد * (فإنما ينكث على نفسه) *: فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) *. القمي: نزلت هذه الآية بعد نزول آية الرضوان، واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله شيئا يفعله، ولا يخالفوه في شئ يأمرهم به، وإنما رضي الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا به، فبهذا العقد 2 رضي الله عنهم، فقدموا في التأليف آية الشرط على آية الرضوان 3. * (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا) *. القمي: هم

__________________________

1 - القمي 2: 315. 2 - في(ب) والمصدر:(فبهذا العهد). 3 - القمي 2: 315.(*)

[ 1184 ]

الذين استنفرهم في الحديبية 1. * (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) *. تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار. * (قل فمن يملك لكم من الله شيئا) *: فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه * (إن أراد بكم ضرا) * كقتل أو هزيمة، وخلل في المال والأهل، وعقوبة على التخلف * (أو أراد بكم نفعا) *: ما يضاد ذلك * (بل كان الله بما تعملون خبيرا) *. * (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا) *: لظنكم أن المشركين يستأصلونهم * (وزين ذلك في قلوبكم فتمكن) * فيها وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا) *: هالكين عند الله، لفساد عقيدتكم وسوء نيتكم. القمي: أي: قوم سوء 2. * (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا) *. * (ولله ملك السموات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما) * فإن الغفران والرحمة من دأبه، والتعذيب داخل تحت قضائه بالعرض، كما قال: (سبقت رحمتي غضبي) 3. * (سيقول المخلفون) * يعني المذكورين. القمي: ولما رجع من الحديبية إلى المدينة غزا خيبر، فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه، فقال الله: (سيقول المخلفون) 4. * (إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها) * يعني مغانم خيبر * (ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله) * وهو وعده لأهل الحديبية: أن يعوضهم من مغانم مكة مغانم خيبر. * (قل لن تتبعونا) * نفي في معنى النهي كذلكم قال الله من قبل) *: من قبل تهيئهم للخروج إلى خيبر فسيقولون بل تحسدوننا) * أن نشارككم في الغنائم * (بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا) *: إلا فهما قليلا، وهو فطنتهم لأمور الدنيا.

__________________________

1 - القمي 2: 315. 2 - القمي 2: 315. 3 - الكافي 1: 443، الحديث: 13، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - القمي 2: 315.(*)

[ 1185 ]

* (قل للمخلفين من الأعراب) *. كرر ذكرهم بهذا الاسم، مبالغة في الذم، وإشعارا بشناعة التخلف. * (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد) *. قيل: هم هوازن وثقيف 1. * (تقاتلونهم أو يسلمون) * أي: يكون أحد الأمرين: * (فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا) * هو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة * (وإن تتولوا كما توليتم من قبل) * عن الحديبية * (يعذبكم عذابا أليما) * لتضاعف جرمكم. * (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) * لما أو عد على التخلف، نفى الحرج عن هؤلاء المعذورين، استثناء لهم عن الوعيد. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الانهار ومن يتول يعذبه عذابا اليما) *. * (لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا) * فتح خيبر غب انصر افهم. ومغانم كثيرة ياخذونها يعنى مغانم خيبر وكان الله عزيزا حكيما. وعدكم الله مغانم كثيرة تاخدونها) * وهي ما يفي على المؤمنين الى يوم القيامة فعجل لمكم هذه) * يعنى مغانم خيبر (وكف ايدي الناس عنكم ايدي اهل خيبر وحلفائهم (ولتكون آية للمؤمنين *: امارة يعرفون بها صدق الرسول في وعدهم ويهديكم صراطا مستقيما هو الثقة بفضل الله والتوكل عليه. واخرى لهم تقدروا عليها بعد (قد احاط الله بها وكان الله على كل شئ قديرا. ولو قائلكم الذين كفروا * من أهل مكة ولم يصالحوا (لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا) * يحرسهم (ولا نصيرا) ينصرهم.

__________________________

1 - الكشاف 3: 545 البيضاوي 5: 83.(*)

[ 1186 ]

(سنة الله التي قد خلت من قبل) أي: سن غلبة أنبيائه، سنة قديمة فيمن مضى من الأمم (ولن تجد لسنة الله تبديلا). (وهو الذي كف أيديهم عنكم): أيدي كفار مكة (وأيديكم عنهم ببطن مكة): في داخل مكة (من بعد أن أظفركم عليهم) القمي: أي: من بعد أن أممتم (1) من المدينة إلى الحرم، وطلبوا منكم الصلح من بعد أن كانوا يغزونكم بالمدينة صاروا يطلبون الصلح بعد أن كنتم تطلبون الصلح منهم (2). (وكان الله بما تعملون بصيرا) من مقاتلتهم أولا طاعة لرسوله، وكفهم ثانيا لتعظيم بيته. (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا): محبوسا (أن يبلغ محله). الهدي: ما يهدى إلى مكة، ومحله: مكانه الذي يحل فيه نحره. (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) القمي: يعني بمكة (3). (لم تعلموهم): لم تعرفوهم بأعيانهم لاختلاطهم بالمشركين (أن تطؤهم): أن تواقعوا بهم وتبتدؤوهم (فتصيبكم منهم): من جهتهم (معرة): مكروه، كوجوب الدية والكفارة بقتلهم، والتأسف عليهم، وتعيير الكفار بذلك، والأثم بالتقصير في البحث عنهم. (بغير علم) أي: تطؤوهم غير عالمين بهم. وجواب (لولا) محذوف لدلالة الكلام عليه، والمعنى: لولا كراهة أن تهلكو اناسا مؤمنين بين أظهر الكافرين جاهلين بهم، فيصيبكم بإهلاكهم مكروه، لما كف أيديكم عنهم. القمي: أخبر الله عزوجل نبيه: أن علة الصلح إنما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة، ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا، فلما كان الصلح أمنوا وأظهروإ

__________________________

1 - أي: قصدتم. والام بالفتح: القصد. يقال: أمه وأممه وتأممه: إذا قصده. الصحاح 5: 1865(أمم) 2 و 3 - القمي 2: 316.(*)

[ 1187 ]

الأسلام. ويقال: إن ذلك الصلح كان أعظم فتحا على المسلمين من غلبهم (1). (ليدخل الله في رحمته). علة لما دل عليه كف الأيدي من أهل مكة، صونا لمن فيها من المؤمنين، أي: كان ذلك ليدخل الله في توفيقه، لزيادة الخير أو الأسلام (من يشاء) من مؤمنيهم أو مشركيهم (لو تزيلوا): لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض (لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) بالقتل والسبي. القمي: يعني هؤلاء الذين كانوا بمكة من المؤمنين والمؤمنات، لو زالوا عنهم وخرجوا من بينهم لعذبنا الذين كفروا منهم (2). وورد في تفسيره: (لو أخرج الله ما في أصلاب المؤمنين من الكافرين، وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين، لعذبنا الذين كفروا) (3). (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية): الأنفة (حمية الجاهلية) التي تمنع إذعان الحق (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) فتحملوا حميتهم (وألزمهم كلمة التقوى) قال: (هو الأيمان) (4). وفي رواية: (لا إله إلا الله هي كلمة التقوى، يثقل الله بها الموازين يوم القيامة) (5). وفي أخرى نبوية: (إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين) (6). (وكانوا أحق بها وأهلها): والمستأهل لها (وكان الله بكل شئ عليما). (لقد صدق الله رسوله الرؤيا): صدقه في رؤياه بالحق: متلبسا به، فإن ما

__________________________

1 و 2 - القمي 2: 316. 3 - كمال الدين 2: 642، الباب: 54، ذيل الحديث الطويل: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - الكافي 2: 15، الحديث: 5، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - علل الشرائع 1: 251، الباب: 182، الحديث: 8، عن حسن بن علي عليهما السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(6) - الأمالي(للصدوق): 386، المجلس: 72، الحديث: 23، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.(*)

[ 1188 ]

رآه كائن لا محالة. وقد سبق قصته في أول السورة. (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله امنين محلقين رءوسكم ومقصرين): محلقا بعضكم ومقصرا آخرون (لا تخافون) بعد ذلك (فعلم ما لم تعلموا) من الحكمة في تأخير ذلك (فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) هو فتح خيبر لستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الموعود. (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق): وبدين الأسلام (ليظهره على الدين كله): ليغلبه على جنس الدين كله، بنسخ ما كان حقا، وإظهار فساد ما كان باطلا، ثم بتسليط المسلمين على أهله، إذ ما من أهل دين إلا وقد قهر بالأسلام أو سيقهر. وفيه تأكيد لما وعده بالفتح. القمي: وهو الأمام الذي يظهره الله عزوجل على الدين كله، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا. وهذا مما ذكرنا أن تأويله بعد تنزيله (1). أقول: وقد سبق تمام الكلام فيه في سورة التوبة (2). (وكفى بالله شهيدا) على أن وعده كائن، أو على رسالته. (محمد رسول الله) جملة مبينة للمشهود به، أو استئناف مع معطوفه، وما بعدهما خبر. (والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم): يغلظون على من خالف دينهم، ويتراحمون فيما بينهم، كقوله: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين (3). (تراهم ركعا سجدا) لأنهم مشتغلون بالصلاة في أكثر أوقاتهم (يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود) قال: (هو السهر في الصلاة) (4). (ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل): صفتهم العجيبة الشأن، المذكورة فيهما.

__________________________

(1) - القمي 2: 317.

(2) - ذيل الاية: 33.

(3) - المائدة(5): 54.

(4) - من لا يحضره الفقيه 1: 299، الحديث: 1369، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1189 ]

قال: (إن الله عزوجل قد أنزل في التوراة والأنجيل والزبور صفة محمد، وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله:) محمد رسول الله (إلى قوله:) في الأنجيل () (1). (كزرع أخرج شطأه): فراخه (فازره): فقواه (فاستغلظ فاستوى على سوقه): فاستقام على قصبه، جمع ساق. (يعجب الزراع) بكثافته وقوته وغلظه وحسن منظره. قيل: هو مثل ضربه الله للصحابة، قلوا في بدء الأسلام، ثم كثروا واستحكموا، فترقى أمرهم بحيث أعجب الناس (2). (ليغيظ بهم الكفار) علة لتشبيههم بالزرع في زكائه واستحكامه. (وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما). (نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ومن كان تحت لوائه يوم القيامة، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، لا يخالطهم غيرهم). كذا ورد (3).

__________________________

(1) - القمي 1: 33، ذيل الاية: 6 من سورة البقرة، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - البيضاوي 5: 86، الكشاف 3: 551.

(3) - الأمالي(للشيخ الطوسي) 1: 387، عن النبي صلى الله عليه وآله.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22216540

  • التاريخ : 3/02/2025 - 22:52

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net