التفسير التوحيدي( القسم الأول)

د. حسن الترابي

التوحيد في الدين

هذا اجتهاد في تفسير القرآن، تأسس منهجه على التوحيد الذي يقوم به كل أمر الدين وتتأصل كل شعابه عليه فالإيمان بالله الواحد وحدة مطلقة منزهة عن كل مثال أو شبيه هو أصل الطمأنينة التي تحفظ المؤمن من كل اضطراب يرى الوجود متفرقات لا حصر لها من أشياء وقوى في السموات والأرض والطبيعة، على امتداد عالم الشهادة، أو تبصر الأرض شتاتاً من أقاليم مختلفة عبر المشارق والمغارب أو زماناً متعدداً متبايناً عبرالقرون والسنون سابقها ولاحقها، أو مشاكسة لمختلفات الحياة في خاصة شأن الإنسان وعامة شؤون المجتمع.

ففي أصل الفطرة الأولى لنفس الإنسان إمكانات الإيمان والتوحيد والتقوى وفي وجدانه عقيدة وحدة ملهمة، ولكنها عرضة لفتـنة الضلال والفجور واضطراب الشرك واحتراب الشهوات، إلا إذا اسعفته بمتاب أصول الإيمان الأزلية فتطمئن نفسه فيؤمن ويتـقي. والإنسان بحواسه وانفعالاته ورؤاه يمكن أن يتوقف عاكفاً على بعض ظواهر الطبيعة ولا يوحِّد شتاتها ومتفرقاتها إلى الله الواحد الخالق فوقها. لكن عقيدة التوحيد تلهم الانسان حيثما تأمل الظواهر في الطبيعة او المجتمع او أعمل حواسه حيثما رأى أو سمع يتبين آيات الوحدة من وراء أستار الطبيعة وحجب الحادثات، مهما تكثـفت أشكالها وتكاثرت أعيانها، ويردها جميعاً إلى الخالق الواحد، فيتذكر ويتعمق ويطمئن إيماناً.

فالإنسان وما حوله في الطبيعة قد يزكو بأصل الفطرة الأولى وينتهي إلى الإيمان بالله الواحد، ويوحد حياته باطناً فكراً وعاطفة وظاهراً حساً وعملاً ويسلمها كلها موحدة إلى الله، دوافعا ومقاصد وحركة وآثاراً. والإنسان ـ كذلك ـ في علاقته بالمجتمع، قد يستشعر أنه خلق فرداً واحداً مستقلاً، يقوم بنفسه ليكسب كسباً لذاته، ولكنه ـ أيضاً ـ قد يتصل بما حوله ويجد الوحدة التي تصله بالقربى عبر الأسرة والأهل والقوم ثم بالبشر كافة عبرالجوار بالوطن والإقليم وبالأرض قاطبة.

والإنسان وما حوله يتحرك في الزمان موحداً سيرته فيصل أول عمره بآخره علماً وتجربة وعبرة وذكريات وآمالاً، ويربط نفسه بتأريخ المجتمع سلفاً وخلفاً له، وبالإنسانية حوله ماضياً ومستقبلاً، وهو في كل ذلك يصل دنياه بآخرته ابتلاءً وتكليفاً وخطة وسعياً نحو الأزل حيث الرجعى إلى الله مسؤولاً مجزياً. فالإنسان واحد بفطرته يخرج بإيمانه من الشهادة إلى الغيب ومن الدنيا إلى الآخرة، مستشعراً بهذه التذكرة وذلك الانفعال أن الوجود متحد لديه، صوراً ونظاماً وأفراداً وإنساناً وأماكن وعالماً وأزمنة وأزلاً، كل ذلك آية هادية لله الواحد. ثم ان الله ـ سبحانه وتعالى ـ الذي خلق الإنسان بأصول الوحدة مركوزة في نفسه، قد يسر له سبل القربى إلى الوحدانية المطلقة، ببعث الرسالة المتعاقبة التي حملها الرسل تترى، وإنزال الكتاب يجدد اللاحق السابق، وبالصلاة الواصلة دائما بالله.

ومهما فتن الزمانُ الإنسانَ بعد عهد الرسل (عليهم الصلاة والسلام) والكتاب وتقادم عليه الوصل وتطاول الأمد فنسى الهدى وانقطع بعالم الشهادة والدنيا عن آيات الله، بل إذا تعامل مع الرسالة والكتاب تزويراً وتحريفاً وقامت كل حياته تعبيراً عن انصرافه عن أصول الوحدة في الدنيا وعن أصول الرسالة فإن الله قد يمن عليه بالتوبة فيعود ويجدد نفسه ويحيي الأصول ويتذكر صلته بالله والرسالات والكتب ويبقى ثابتاً موحداً السماء بالأرض والغيب بالشهادة والدنيا بالآخرة.

القرآن موحداً للكتب الأولى وسيرة الرسالة

لقد أنزل الله القرآن المجيد، خاتماً للكتب التي وعد الله بها الإنسان منذ هبوط آدم عليه السلام أن تظل تتنزل عليه الآيات التي تصل بالله الواحد وبالغيب هدى واحد المغزى عبر قرون ذرية آدم وأممها. وقد نزل القرآن موحَداً إلى الكتب الاولى ومُصَدِقاً للكتب بين يديه ومهيمناً، ولم ينزل القرآن ألواحاً أو كتاباً أو جملةً واحدة ولكنه رتل ترتيلاً ليتوحد مع سيرة النبي الخاتم صلى الله عليه وآ له وسلم ورسالته في البلاغ والبيان قولاً وعملاً، عبر حياته وحياة أمة الجماعة المسلمة التي يقودها إذ تـفاعلت واتحدت كلها مع القرآن، فهو يهديها ويعملها ويزكيها ويعظها ويقوِّمها حيث تخطئ ويصدقها ويدفعها حين تصيب، يتنزل أحياناً قبل حركتها وأحياناً بعد حركتها، وأحياناً أثناء حركتها فأصبحوا يتلون القرآن ويتلون رشده علماً وعاطفةً ويتلون هديه قولاً وعملاً.

وقد مثل الرسول صلى الله عليه وا له وسلم ومن معه من المسلمين شبكة إنسانية مُوَحَدة تتحرك وتتناصح وتتعاون بدءاً من الرسول صلى الله عليه وا له وسلم إلى ذوي قرباه وأهله ثم أصحابه ثم من يواليه هجرةً ونصرةً، ثم من حوله من أبناء أمة الإسلام رجالاً ونساءاً.ان سنة الله ـ سبحانه وتعالى ـ في الهدى وسنة الرسول صلى الله عليه وا له وسلم في أمانة الرسالة وسنة الصُحْبةِ المسلمة في الطاعة صارت كلها سنة واحدة متحدة بالقرآن.

القرآن آية لوحدانية الله

لقد جاء القرآن آية لوحدانية الله، لا بدعوة نصوصه فحسب، بل بوحدتها، فكما يري المؤمن في سلامة السموات والأرض من الاضطراب والفساد نفياً للشرك وآية للتوحيد (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) وكذلك يري المؤمن وحدة الله جالية في وحدة القرآن ونظامه (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) فآيات القرآن في وحدة، مهما تكاثرت وتنوعت فيها الألفاظ والمعاني. أما لفظ القرآن فهو بلسان عربي مبين. والعربية موحدة الأصوات والجذور، لا تضطرب مختلطة بأصول من لغات وألسنة شتى. وعربية القرآن أجلى وحدة واتساقاً من كل كلام عربي. وأما معاني القرآن فهي موحدة آيات وسوراً، ووحدة الآيات المتلوة في كتاب الوحي تتداعى مع وحدة آيات الله المجلوة في كتاب الكون والحياة والوجود، كما يجدها الإنسان في فطرته وفكره، فالآيات في القرآن تتوارد وتصل مظاهر الخلق المتكاثر في الكون المشهود بأحوال الحياة الإنسانية المختلفة وحقائق الوجود مخلوقا وخالقاً فالآيات تتوارد بكل ذلك موصولة معانيها موحدة مغازيها.

المدخل التوحيدي لتفسير القرآن

إن خير اتصال بالقرآن هو التفسير التوحيدي الذي يتم عبر أصول هذه الوحدة الشاملة، وحدة الله المطلقة التي لا تتعرض لشبهة، ووحدة كلامها التامة التي لا يعتريها اختلاف، ووحدة القرآن محفوظاً لا يُحر ف ولا يُضَيع كسالف الكتب. ثم وحدة الإنسان في فطرته وحواسه بالخلق الموحد في الكون والبشر، ووحدة حياة الإنسان عبر ظروف وصروف المكان والزمان ووحدة الغيب والشهادة، ووحدة الرسل والرسالات والكتب ووحدة هدى الدين مهما تقلب الإنسان بين فتنة النسيان والذكرى أو الهوى والهدى ووحدة المصير والرجعى إلى الله.

فالتفسير التوحيدي اجتهاد تحركه العظة والعبرة بما سلف في التراث الإسلامي، استدراكاً للقصور الذي غلب كثيراً، وللتـقادم الذي وقع عامة، فغمت بذلك الوحدة في فهم القرآن قواماً لحياة الإنسان. ومهما حفظ نص القرآن في الكتب والقلوب، فالإنسان عرضة لأن يتـقدم أحياناً نحو القرآن بزاوية خاصة من زوايا التوحيد، ينفعل بها وينحصرحولها بما خصه الله من ابتلاء وبيئة وثقافة وكسب، ولذلك إنما تبدو العلة في كثير من مناهج التفسير المعهودة من حيث إنها فرطت في توحيد كلمات القرآن وآيه وسوره وتوحيد أصواته ومعانيه، إلى سالف التدين التأريخي ثم إلى واقع الخطاب المستمر منذ عهد التنزيل أبداً إلى حاضر حياة المسلمين والناس في الأرض وتوحيد أحكام شرعه وتكاليفه للإنسان مع أحكام قدره في الطبيعة، وتوحيد حقائق الغيب فيه إلى حق عالم الشهادة. وعموماً تعبئة كل معارف الإنسان وعلومه ومشاعره وتجاربه معاً نحو الاتحاد مع القرآن والقربى من الله.

التفسير التوحيدي وتراث علوم التفسير

لقد توجه بعض المفسرين الأُول بتقدير عظيم نحو سنة صدر تأريخ الإسلام المثالية وأشفقوا من نزوله تجربة خلفهم في التأريخ عن ذلك المثال درجة أو درجات فاتخذ أولئك المفسرون أسباب نزول الآي وأقوال السلف من الصحابة والتابعين والسابقين مدخلهم الأساس إلى فهم القرآن المروي المأثور ولذلك ربطوا معاني القرآن بحيثيات الواقع قبل النزول مما ترويه قصص التأريخ الجاهلي أو تحكيه آثار الديانة الكتابية السائدة عندئذ لاسيما تدين بني إسرائيل والنصارى المتـنفذ حول جزيرة العرب، وبذلك حوصر كثير من معنى القرآن إلى فهم تأريخي لا يناسب توحيد القرآن هدياً أبداً وحفظه كتاباً خالداً إلى كل زمان ومكان، بل ينقطع عما يتجاوز ذلك بالأسباب الموضوعية لتطور الحياة.

وكم من مفسر عاش ـ من بعد ـ تجربة إقبال الأفواج من الشعوب والجماهير على ملة الإسلام، تتبين هدى التعاليم القرآنية وتتحرى إتباع الأئمة الهداة في تنزيل القرآن على مسالك حياة الناس أفراداً، فانفعل المفسر بثقافته الفقهية، ليدور مع الأحكام العملية في آيات القرآن، وانحصر جهده وانقطع عن النظر الشامل للكتاب، الذي جاء شاملاً موحدا ً لحياة الإنسان الفردية الخاصة ولحياته العامة في المجتمع، ولما ضل مجتمع المسلمين عن رشد الحياة العامة ـ في القرآن ـ وعلاقاتها الاقتصادية والاجتماعية الكلية، وانحسر التدين ليتركز على الحياة الخاصة، لم يتبصر فقهاء الإسلام ومفسرو القرآن لاستدراك الخلل ومعالجة المرض، بل تركز الهم عند غالب الفقهاء على فرعيات شعائر الفرد وفرطت وحدة الحياة بالقرآن.

ومن المفسرين ـ كذلك ـ من انشغل بالثغور الثقافية للأُمةِ وانفعل باتساعها المضطرد حيث سادت قضايا علم الكلام والمنطق والفلسفة، التي غزت مع غزو الإسلام للمجتمعات التي تحمل الثقافات الهيلينية، فعكف لمعالجة ما أثاره الوافد من قضايا ومشكلات فكرية، مكرساً خطابه لآي القرآن لتلك الزاوية، منقطعاً بها عن سائر العلوم وعن الواقع.

وإذ دخل غير العرب في الإسلام وأصبحوا السواد الأعظم لأُمته، وانتشرت كذلك علوم اللغة العربية ليتعلمها القادمون العجم، انصب اهتمام بعض المفسرين على مسائل اللغة في بيان معاني الكلمات وتصاريفها ووجوه التعبير نحواً وبلاغة وإشارات للتأويلات والإعجاز فخفت واختفت ـ من بعد ـ معان جليلة لا يجد لها المفسر مدخلاًعبر المعالجات المشغولة بعلوم اللغة والبيان.

ولما استشرى وغلب الفقه الظاهر وتكاثفت تفاصيله التي تعالج الظاهر من سلوك المسلم، قام فقه الباطن مستدركاً على ذلك الغلو الظاهري بالحركة الصوفية. وقد بدأت وهي تـنشد استكمالاً لتوحيد التدين عبادة لله الذي يبصر القلوب من وراء مرأى الصور، ولذلك انصرف بعض المفسرين عن الوقوف عند ظاهر تعاليم القرآن حول سلوك الإنسان وكلامه ومعاملاته ونزلوا فقط إلى شعاب الإيمان وإلى وقع القرآن على نفس الإنسان تأملاً وتذكراً وخشوعاً واستغرق بعضهم في أعماق الباطن حتى انقطعوا عن وحدة الإنسان العابد بكل نفسه لله الواحد السميع البصير.

وفي عهد متأخر نشطت وراجت علوم الطبيعة والمجتمع، فتحرك مفسرون يكادون ينحصرون في آيات الطبيعة، وكأن القرآن رسالة لأحكام الله وأقداره في طبيعة الأشياء عبر السموات والأرض وعوالم الإنسان والحيوان، فقصر إسهامهم عن الرعاية الحق لرسالة القرآن في سوق الآيات من المطبوع المسير من أشياء الكون إلى الإنسان ـ محل خطاب الرسالة ـ ولتسوقه للإيمان بحقائق القدر المغيب وليسلم طاعة لأحكام الله في المشروع له وحياً المخير فيه أمانة.

لقد شهدت تجربة النهضة الإسلامية الحديثة تأملاً منبسطاً مشرفاً على ظلال القرآن بأشد مما ينظر إلى ذات النص بهموم علوم التفسير ومناهجه، وقد أقبل عليه مفسره بثقافة واسعة وتجربة غنية ونفس شفافة وقادة بالموهبة والفن ولكن بانفعال عظيم بواقع أزمة المسلمين العامة، وواقع محنة حركة الإسلام الخاصة، وتصوب جل ذلك التأمل نحو الحاكمية قضية واحدة اعتبرها أساس الأزمة فغطت بأثرها كل ظلال مؤلفه العظيم.

الأزمة اليوم في مناهج التفسير

هكذا جرت مصائر مناهج التفسير والمفسرين مع مصائر سيرة أمة الإسلام في التأريخ ومهما قصر بعض المفسرين بتصويب المنهج والنظر إلى هم مخصوص بعلم غالب عن المنهج التوحيدي الشامل لفهم القرآن ومهما بدا كسب بعضهم غريباً بعد تطور العلوم لدى الإنسانية وتقلب الهموم لدى الأمة التي يخاطبها القرآن فقد انحشدت ـ بفضل الجهد العظيم الذي بذله علماء التفسير ـ انحشدت ذخيرة عظيمة من تراث التفسير جزاهم الله خيراً عن تركتهم للخلف. لكن قرون الخلف في ابتلاء متجدد وتحديات متصلة متقلبة، فالذين جمدوا أو انحطوا كان لهم خير فيما حفظ من تراث، لكن الذين غشيتهم تذكرة وتوبة ونهضة، فإنهم يرون العلل التي أصابت فقه القرآن وتفسيره، أو يدركون المسافة والبين إذا قارنوا التفاسير القديمة بحاجتهم الحاضرة لفقه القرآن.

فالأزمة اليوم في فقه القرآن في التباعد عن التوحد بين مجتمع المسلمين والقرآن، وفي استشعار المسلم المعاصر أن بعض آي القرآن محفوظات مقدسات لكنها ملفوظات لا يبلغ فقه مغزاها ومقطوعات منبتة لا تبدو له بينها علاقة اتساق ومجردات لا تتنزل بهديها في علمه وبمغازيها في واقع حياته الحاضرة، وكثيراً ما ترتب عن ذلك عزل القرآن عن المسلم قراءة، بالمعنى الذي يحمله تصريف كلمة إقرأ في اسم القرآن، إذا بلغ المسلم الجهد في قراءته زيادة عن قرأ بالمد والنون فهو قرآن، أو عزل القرآن عن حق تلاوته في حياة المسلم، بالمعنى الذي يحمله تصريف كلمة تلا إذا بلغ الجهد في فعلها تمام الاتباع. وتلاوة المسلم للقرآن باللسان لفظاً للكلم، وبالجنان فهماً لمعناها وبالجارحة عملاً بمقتضاها. هكذا هجر القرآن واقصى من العلم ورفع عن سيرة الحياة فتطورت بمعزل عنه، أو عادت إليه بمتاب أجيال من المسلمين بعد اغتراب عن جملة مقاصد الدين وسلوك التدين ولكنها لم تستطع ان تقرأ القرآن في ضوء خبرتها الاجتماعية وكسبها من العلم.

إن هذه الأزمة هي الأكبر في حياة المسلمين والوعي بها هو الذي يعين ويدفع نحو التماس التفسير التوحيدي للقرآن، بما يعيده بياناً وهدىً في علمهم، وبما يوحد إيمانهم وسلوكهم وقعاً على الحياة الموحدة كلها عبادة لله الواحد. أما غير المسلمين فقد فتن كثير من علمائهم ومستشرقيهم بتوالي الآيات متنوعة المعاني والمغازي والقصص ولم تعنهم كتب التفسير المنقول والقديم على الفهم التوحيدي الذي يشرح الاتساق والاتحاد بين الآيات في محيط السورة ويبين خطاب القرآن وحياة الإنسان عبر العصور وتوهم غالب أولئك الأجنبيين عن ملة الإسلام ولسان القرآن أن القرآن عضين لا تقوم فيه تراتيب محكمة تامة بين الآيات والسور ولم يروا فيه الا مقطوعات لا تكاد تقوم بينها رابطة.