00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .

        • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .

              • الموضوع : ميثاق الإمامة في آية الولاية * .

ميثاق الإمامة في آية الولاية *

سماحة آية الله السيّد منير الخباز (حفظه الله)

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: 55]

عن أبي ذر الغفاري (رضي الله تعالى عنه): سمعت رسول الله بهاتين وإلا صمّتا ورأيته بهاتين وإلا عميتا يقول: عليٌّ قائد البررة وقاتل الكفرة منصورٌ من نصره مخذولٌ من خذله. أما إني صلّيت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة الظهر يوما من الأيام فسأل سائل في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يعطني أحد شيئاً. وكان عليٌّ راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختّم فيه فأقبل السائل فأخذ الخاتم من يده بعين رسول الله فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: ‏﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾ [طه: 25ـ32]. فأنزلت: ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا...﴾ [القصص: 35].  اللهم وأنا محمد نبيّك وصفيّك اللهم فـ ﴿اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي﴾ علياً ﴿اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ [طه: 25، 26، 29، 31].

فما استتم رسول الله كلامه حتى نزل جبرئيل يقول له: اقرأ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: 55].

وقد ذكر السيد المرتضى علم الهدى في كتابه الشافي في الإمامة والشيخ الطوسي في كتابه تلخيص الشافي أن أقوى الأدلة على الإمام علي (عليه السلام) من القرآن هي آية الولاية.

عندما نريد أن نتحدث عن ميثاق الإمامة في آية الولاية فإننا نتناول ثلاثة محاور:

المحور الأوّل في تحديد الولاية في الآية المباركة

تحديد الولاية في الآية المباركة ايضاً يعتمد على ثلاثة عناصر نتعرّض لها..

العنصر الأوّل مناسبة النزول:

هناك بعض الباحثين من إخواننا أهل السنّة من قال بأن آية الولاية انما نزلت في عبادة ابن الصامت، وبما انها في عبادة ابن الصامت اذن فلا يصح الاستدلال بها على إمامة الإمام علي (عليه السلام).

نحن نقول بأن هذا الكلام لا ينطبق على الموازين العلمية.. لاحظوا معي هنا أمامنا روايتان رواية تقول ان هذه الآية نزلت في عبادة ابن الصامت ورواية تقول بأن الآية نزلت على علي امير المؤمنين (عليه السلام)، فلنقارن بين الروايتين لنجد أيهما أحق بالتفسير والاتباع.

الرواية التي ذكرت أن المناسبة هي نزلت في عبادة بن الصامت ليس لها الا ثلاثة طرق ولم يروها احد من الصحابة بل رواها التابعون وبعض تابعي التابعين ولم يصحح سندها ولا واحد من علماء الجرح والتعديل من إخواننا أهل السنّة أصلاً.

بينما نأتي للرواية الاخرى التي تقرر ان الآية نزلت في الإمام علي (عليه السلام) إذ تصدق بخاتمه وهو راكع، هذه الرواية متواترة.. فما معنى متواترة؟ هناك مصطلح عند إخواننا اهل السنة ان الرواية التي يرويها عشرة من الصحابة تعتبر متواترة. هذه الرواية رواها عشرة: ابو ذر والمقداد وعمار وابن عباس وجابر وعمرو بن العاص وانس بن مالك وابو رافع وسلمة بن كهيل وحسان بن ثابت وعبدالله بن سلام، مضافاً الى رواية الامام علي والحسن (عليهما السلام)، وحسان بن ثابت هو من انشد في علي (عليه السلام) عندما تصدّق بخاتمه وهو راكع قال:

أبَا حَسَنٍ تفديكَ نفسي ومُهجَتي *** وكُلّ بطيءٍ في الهُدَى ومُسارِعِ

أيَذْهبُ مَدحي في المُحِبِّين ضَائعاً *** ومَا المَدحُ في ذاتِ الإلَهِ بِضائِعِ

فأنتَ الذي أعطيتَ إذْ كُنتَ رَاكِعاً *** فَدَتْكَ نفوسُ القَومِ يَا خَيرَ رَاكِعِ

بِخَاتَمِكَ الميمون يَا خَيْرَ سَيّدٍ *** ويَا خير شارٍ ثمّ يَا خَير بَائِعِ

فأنزلَ فيك الله خَير وِلايَةٍ  *** وبيّنَها في مُحكَمَات الشّرائِعِ

فالرواية متواترة.

ثانياً: الرواية التي ذكرت ان الآية نزلت في الامام علي (عليه السلام) مجمع عليها.

كيف مجمع عليها ؟ الايجي في كتاب المواقف التفتازاني في شرح المقاصد السيوطي في لباب النقول، هؤلاء الثلاثة قالوا: نزول الآية في علي بن ابي طالب كرم الله وجهه مما اجمع عليه الاصحاب، العلماء اجمعوا في نزولها على علي ابن ابي طالب (عليه السلام). والألوسي في روح المعاني قال غالب الاخبار ان الآية نزلت في علي ابن ابي طالب (عليه السلام)، مضافاً ان هذه الرواية متضافرة في كتب الحديث في كتب التفسير في كتب التاريخ رواها احمد، النسائي، ابو نعيم في حلية الاولياء، الطبراني في معجمه، الطبري في ذخائر العقبى، ابن المغازلي، الشافعي في مناقبه، الخطيب الخوارزمي، الحمويني في فرائد السمطين.

نأتي الى كتب التفسير رواها الزمخشري في كشافه، ابو حيان في تفسيره، السيوطي في الدر المنثور، الألوسي في روح المعاني، ابن ابي حاتم الرازي في تفسيره وذكر في اول التفسير وقال لا اروي في كتابي الا الصحيح من الاخبار، ابن تيميه في كتابه منهاج السنة عندما يتعرض للتفاسير المعتبرة يذكر منها تفسير ابن ابي حاتم الرازي. لماذا ؟ لأنه لا يروي الموضوعات من الاخبار.. اذاً كان ابن تيميه يشهد ان تفسير ابن ابي حاتم الرزاي لا يروي الا الصحيح من الاخبار وابن ابي حاتم الرازي التزم بأن لا يروي إِلّا الصحيح وابن ابي حاتم الرازي عندما وصل الى هذه لأية فسرها بنزولها في علي ابن ابي طالب (عليه السلام) عندما تصدق بخاتمه وهو راكع. هذا العنصر الاول وهو الرواية.

نأتي للعنصر الثاني: عندما نريد ان نحدد معنى الولي

ربما يقال ان هذا لفظ مشترك، احياناً يطلق الولي ومعناه المحب كما ذكر في الآية قال تعالى ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]، الولي قد يطلق ويراد به الناصر كقوله تعالى: ﴿... وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ...﴾ [الجاثية: 19] أي: ينصر بعضهم بعضاً، وقوله تعالى: ﴿... وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ...﴾ [الانفال: 72].

الولي قد تطلق ويراد بها من يقدم كما في قوله تعالى: ﴿... وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ...﴾ [الانفال: 75]، يعني يقدم على البعض الآخر، وقد يطلق الولي ويراد بها الأولى بالشؤون «وليك الأولى بشؤونك» الأولى بالتصرف في امورك كما في قوله تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ...﴾ [الاحزاب: 6]. يعني هو الاولى بالتصرف في شؤونهم وأمورهم.

بما ان الولي يطلق على معان، لماذا الشيعة مصرّون على ان الولي في الآية يراد به الإمامة؟ يعني يراد بها الاولى في التصرف بشؤون المؤمنين؟

لكثرة الاستعمال أي: في علم اللغة ان اللفظ له مصاديق متعددة.. اذا كثر استعماله في مصداق من المصاديق فأن كثره الاستعمال قرينة النوعية على الانصراف الى ذلك المصداق او المعنى..

اذن لفظ الولي جاء استعماله في أي معنى؟ كما هو متداول الان ما المعنى من قول هذا ولي فلان؟ أي الاولى بشؤونه والمسؤول عنه.

نأتي للقرآن الكريم، اذا كنت تقرأ القرآن، اكثر من 60 مورداً استخدم القرآن لفظ ولي والقصد منه الاولى بالتصرف، الاولى بالشؤون، منها قوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [البقرة: 107] نصير ذات معنى واضح. إذن ولي بأي معنى تأتي؟ ليست بمعنى النصير بل بمعنى الاولى بشؤونهم لأن العطف كما يقول علماء اللغة يدل على المغايرة فالولي هنا ليس بمعنى النصرة بل الاولى بالتصرف..

وفي قوله تعالى: ﴿فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ﴾ [البقرة: 282] ما معنى وليه؟ الأولى به المسؤول عنه هو الذي يملل.

وقوله تعالى: ﴿... وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾ [الاسراء: 33] والولي هنا ايضاً بمعنى المسؤول عنه المؤول عن شؤونه. اذن كثر استعمال الولي في القران بمعنى الاولى بشؤونكم والاولى بالتصرف في اموركم.

العنصر الثالث: دلالة انما على الحصر

انما باتفاق علماء اللغة اذا اطلقت انما تدل على الحصر، مثلاً: انما ابوك فلان.. يعني ابوك فلان منحصر فيه.

انما فلان شاعر، يعني ليس له صفة اخرى، منحصر في الشعر.

انما فلان عالم، يعني ليس له صفة اخرى، منحصر في العلم.

انما تفيد الحصر، بما ان انما تفيد الحصر اذن نفترض ان الولي له معان متعددة نحن نستطيع ان نعين ان المراد بالولي في الآية هو الامام بدلالة انما على الحصر والسبب ان انما حصرت الولاية في ثلاثة.. انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الموصوفون بصفة معينة يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون. بما ان انما حصرت الولاية في هؤلاء الثلاثة اذن لا يمكن ان تفسر الولاية بمعنى المحبة لأن المحبة لا تنحصر في هؤلاء ولا يمكن ان تفسر الولاية بمعنى النصرة لان النصرة لا تنحصر في هؤلاء الثلاثة، اذن معنى الولاية معنى اخر ينسجم مع الحصر. ما هو المعنى الذي ينسجم مع الحصر هو الاولى بالتصرف كأنه قال الاولى بشؤنكم والتصرف في اموركم هم ثلاثة: الله ورسوله والذين امنوا يقيمون الصلاة يأتون الزكاة وهم راكعون. فدلت الآية على الحصر ودلالتها على الحصر دل على ان المراد بالولاية الإمامة.

امامنا شبهه يطرحها بعض الباحثين من اخواننا اهل السنة وهي انه نتفق معكم ان انما تدل على الحصر ولكن دلالة انما على الحصر لا تعني ان المراد بالولاية الامامة، نستطيع ان نقول ان الولاية معناها النصرة ومع ذلك انما تدل على الحصر لان الناصر للمؤمنين من هو؟ وفعلاً لو دققنا بعقولنا الآية تقول: إنّما وليّكم «كم» مَن هُم؟ المؤمنون، انما وليكم ايها المؤمنون الله ورسوله والذين امنوا، لو فسرنا الولاية بالنصرة سيكون الحصر صحيحاً لأن من ينصر المؤمنين هو الله ورسوله والمؤمنين اذن نصرة المؤمنين تنحصر في ثلاثة الله والرسول والمؤمنين.. المؤمنين ينصر بعضهم بعضاً كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة: 71]. ينصر بعضهم بعضاً.

وقوله تعالى: ﴿... وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ...﴾ [الجاثية: 19]. أي ينصر بعضهم بعضاً، فبما ان ناصر المؤمنين منحصر في الله والرسول والمؤمنين إذن انما وان دلت على الحصر لكن يبقى معنى الولاية النصرة وليس الامامة لان النصرة منحصرة في الله والرسول والمؤمنين. هذه الشبهة!!

والجواب عليها: اننا عندما ندقق في الآية نجد ان الآية حصرت الولاية ليس في كل المؤمنين بل في فئة من المؤمنين لو ان الآية قالت: "انما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا" وانتهت لقلنا المؤمنون ينصر بعضهم بعضاً، إذن الولاية بمعنى النصرة لكن الآية حصرت الولاية في الله ورسوله وفئة معينة من المؤمنين وهم الذين وصفتهم الآية بأنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. اذن بما ان الآية حصرت الولاية في فئة معينة لا في جميع المؤمنين فقد دلت على ان الولاية ليست بمعنى النصرة لان نصرة المؤمنين لا تنحصر بهذه الفئة، كل المؤمنين ينصرون المؤمنين بينما الآية حصرت الآية حصرت الآية في فئة معينة من المؤمنين وهذا الحصر لا ينسجم إِلّا مع الإمام وإِلا فالنصرة والمحبة وجميع معاني الولاية لا تنحصر بفئة معينة فبما ان الآية حصرت الولاية في فئة معينة اذن المراد بالولاية هو الامامة والأولوية بالتصرف لأن المحصور فيهم فئة معينة وهم الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.

المحور الثاني: في دلالات السياق القرآني

ربما يقال بأن السياق القرآني يساعد على عدم دلالة الآية على امامة علي بن ابي طالب (عليه السلام). السياق القرآني لا يلتقي مع تفسير الولاية بمعنى الإمامة وذلك لوجوه ثلاثة اذكرها واناقشها:

الوجه الاول: اذا لاحظنا القران الكريم، عندما يعبر بالزكاة يراد بالزكاة الزكاة الواجبة وليست الصدقة هناك فرق بينهما، والزكاة الواجبة هي الواجبة في الانعام الثلاثة الابل والبقر والغنم والغلات البر القمح والشعير والتمر والزبيب والنقدين المسكوكين الذهب والفضة، متى ما عطف القران الزكاة على الصلاة أي: اذا قال "يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة" اذن المراد بالزكاة الزكاة الواجبة، بينما الشيعة تفسر الزكاة في الآية بالصدقة يقولون تصدق عليّ بخاتمه وهو راكع ففسروا الزكاة على انها الصدقة وهذا يتنافى مع سياق القرآن الكريم، هذا يعني ان تفسير الآية بإمامة علي بن ابي طالب (عليه السلام) ليس في محله، لا ينسجم مع سياق القرآن الكريم.

الجواب على هذا الوجه: الزكاة حين نزول القران كان معناها الانفاق المالي، كل انفاق مالي قربة الى الله يسمى زكاة، الزكاة الواجبة هو معنى حادث كما يقول علماء الاصول اصطلاح حادث لم يكن موجوداً عند نزول الآيات، هذا الاصطلاح حصل بعد سنين طويلة على التشريع الاسلامي، واما حين نزول الآيات فكان المعنى الذي يفهمه العرف العربي من الزكاة هو كل انفاق مالي قصد به التقرب الى الله هو زكاة، اذن تفسير الزكاة بالزكاة الاصطلاحية أي الواجبة لا ينسجم مع ظهور الآيات وقت نزولها، ففي وقت نزولها لم يكن هذا الاصطلاح موجوداً.

ولنأتي بأمثله من القران، عطف الزكاة على الصلاة وهو يريد بالزكاة الانفاق المالي وليس الزكاة الواجبة.

عندما تحدث عن الانبياء وقال عزّ وجلّ: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ﴾ [الانبياء: 73]. ما هي الزكاة في زمن الانبياء؟ كانت عبارة عن انفاق مالي من انفق من ماله فقد زكى.

وفي قوله تعالى في الحديث عن النبي إسماعيل: ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ [مريم: 55]. هل إسماعيل كان يأمر أهله بالإنفاق من اموالهم.

عندما نأتي للحديث عن قوله تعالى عن عيسى بن مريم: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: 30ـ31]. ما هي الزكاة التي اوصي بها عيسى؟ الانفاق المالي ولم يوص بالزكاة الاصطلاحية.

وأيضاً من القران الكريم ما عطف الزكاة على الصلاة او بالعكس وأريد بالزكاة الانفاق المالي، مثلاً قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ [المؤمنون: 1ـ4] المراد بالزكاة هنا ليس الزكاة الواجبة لأن هذه السورة نزلت في مكة والزكاة الواجبة لم تشرع إلّا بعد سنين من الهجرة للمدينة اذاً المراد بالزكاة هنا الزكاة بمعنى الانفاق المالي.

وايضاً قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ [الاعلى: 14]. المراد بالزكاة هنا الانفاق المالي.

هذه بعض الشواهد الزكاة بمعنى الانفاق المالي مع انها قرنت بالصلاة وليس المراد بها الزكاة الاصطلاحية الواجبة.

اذن تفسير الشيعة الزكاة في اية الولاية "يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة" بالصدقة منسجم مع القران الكريم وليس منافياً للقران الكريم.

الوجه الثاني: ان الإمامية فسروا الركوع في الآية بالهيئة الصلاتية، قالوا معنى قوله: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: 55] يعني الركوع الصلاة بينما يراد الركوع الخضوع كقوله تعالى: ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [آل عمران: 43] ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾. يعني اخضعي مع الخاضعين واقيموا لصلاة وَاسجدوا واركعوا مع الراكعين يعني اخضعوا مع الخاضعين فالركوع لا ينحصر بأن يفسر بالركوع الصلاتي ربما يراد به الخضوع فلا ربط للآية حينئذ بما حدث لعلي بن ابي طالب (عليه السلام).

الجواب على هذا: تفسير الركوع بمعنى الخضوع خلاف الظاهر اللغوي، الظاهر اللغوي لهذا اللفظ ركع فلان يعني ركع الركوع الصلاتي لأن هذا الركوع موجود قبل الاسلام كانوا يركعون لملوكهم وآلهتهم، هذه الهيئة موجودة قبل الاسلام هيئة الركوع كما هيئة السجود موجودة. الركوع عندما يطلق في اللغة العربية ينصرف لهذه الهيئة وليس بمعنى الخضوع، وتفسيره بالخضوع هو الذي يحتاج الى قرينة.

ثانياً: يقول علماء اللغة عندما تعطف الجملة الفعلية على الفعلية يمكن ان نفسر الواو بواو العطف او واو الاستئناف او عندما تعطف الجملة الاسمية على الجملة الاسمية يمكن ان نفسر الواو بالعطف او الاستئناف لكن عندما نعطف الجملة الاسمية على الفعلية فإن ظاهراه ان الواو واو الحال وليست واو الاستئناف. مثلاً: حين نقول: دخل فلان المأتم واشتبك مع فلان الآخر، جملة معطوفة على جملة.. واذا قلنا: دخل فلان المأتم، اصبحت جملة اسمية بمجرد أن صدرناها بكلمة وهو: دخل فلان المأتم وهو يدخن هنا الواو: واو حالية، دخل المأتم في حالة معينة وهو يدخن، اذا عطفت الجملة الاسمية على الفعلية صارت ظاهرة في الحال.

عندما نقرأ قوله تعالى: ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [آل عمران: 43]. هذه كلها جمل فعلية فلا مانع ان نقول ان الواو هنا واو العطف لكن في اية الولاية قال: يقيمون الصلاة «جملة فعلية» ويؤتون الزكاة «جملة فعلية» لكن لم يقل راكعون بل قال وهم راكعون «جمله اسمية» ولأنها جملة اسمية صارت ظاهرة في الحال، أي: انهم يأتون الزكاة وهم في حالة معينة وهي الركوع.

الوجه الثالث: أن يقال بأن سياق الآيات السابقة على هذه الآية يتحدث عن النصرة فلماذا نفسر الآية بمعنى الإمامة؟ فلنقرأ بعض الآيات السابقة لتلك الآية، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: 51ـ 56]، حين نقرأ الآيات يأتي بعض الباحثين من اخواننا اهل السنة يقول ان الآيات تدل على النصرة. لماذا؟

كان اهل المدينة قبيلتان قبيله بني عوف وبني قينقاع، قبيلة بني عوف مسلمة وقبيلة بني قينقاع يهودية حصل بينهم حلف قبل الاسلام ان ينصر بعضهم بعضاً، قبيلة بني قينقاع خانت الرسول واصبحت تكيد للمجتمع الاسلامي وتدبر الخطط والمؤامرات للإطاحة بالكيان الاسلامي، حاربهم الرسول، عندما حارب الرسول بني قينقاع هنا تحيرت قبيلة بني عوف لأنهم متعاهدين على نصرة قبيلة بني قينقاع، والآن الرسول بنفسه يصطدم مع قبيلة بني قينقاع فهنا رجلان الأول هو عبدالله ابن أُبي قال: انا لا اخذل من تحالفت معهم قبل الاسلام سأبقى انصرهم وان كان المحارب لهم الرسول، والآخر عبادة ابن الصامت قال بما أنهم حاربوا الرسول أنا بريء منهم أنا أتولّى الله ورسوله والذين آمنوا، فنزلت هذه الآيات: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51]. يعني لا تنصروهم اتركوا نصرتهم، ومدحت وأثنت على عبادة بن الصامت الذي تبرأ من نصرتهم فسياق الآيات يتحدث عن النصرة مقتضى السياق ان المراد بِأية الولاية النصرة لأن السياق يتحدث عن النصرة.

الجواب على هذه الشبهة: اولاً السياق القرآني لا يصح الاحتجاج به لأن الآيات لم تنزل دفعة واحدة، اذا تلاحظ ان الآيات في السورة الواحدة بعضها مكية واخرى مدنية بعضها اول الهجرة وبعضها آخر الهجرة وهي في سورة واحدة. بما ان الآيات لم تنزل دفعة واحدة كيف يكون لها سياق واحد هذه الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51] نحتمل انها نزلت قبل حجة الوداع لأن الرسول حارب بني قينقاع قبل حجة الوداع بينما آية الولاية وما بعدها نزلت بعد حجة الوداع. اذن بما ان الآيات لا نحرز نزولها دفعة واحدة فكيف يكون لها مضمون واحد وكيف يكون لها سياق واحد.

ثانياً: السياق انما نأخذ به اذا لم يتغير المعنى والحال بأن معاني الآيات تغيرت. الآية الاولى تكلمت عن النهي عن تولي اليهود والنصارى، بينما الآيات التي بعدها تتكلم عن حكم الارتداد كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]. اذن خرجت الى معنى آخر ومضمون ثان. الآية التي تليها: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة: 55].

فمع اختلاف الاحكام والمضامين لا يصح البناء على السياق لاختلاف الآيات ومضامينها.

ثالثاً: يقول علماء اللغة وعلماء الاصول: السياق من القرائن العامة، ومناسبة النزول من القرائن الخاصة، والقرينة الخاصة حاكمة على القرينة العامة. لنفترض ان سياق الآيات يتحدث عن النصرة، لكن لدينا رواية متواترة مجمع عليها تقول بأن هذه الآية نزلت في الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ومن الواضح ان النصرة لا تنحصر في علي ابن ابي طالب (عليه السلام)، اذن معنى الولاية ليس النصرة، فالرواية التي فسرت النزول بما صنعه علي بن ابي طالب (عليه السلام) قرينة خاصة على ان المراد بالولاية الإمامة فيرفع بها اليد عن القرينة العامة ألا وهي قرينة السياق.

رابعاً: سياق الآيات يدل على ان المنظور اليه في الآيات القرآنية هو النصرة ولكن هذا السياق لا يتنافى ان المراد في الآية الامامة، الآية عندما تقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51]، معنى اولياء «من يركن اليهم» مثلاً: فلان ولي يعني يركن اليه ويستند اليه كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ...﴾ [هود: 113]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾. أي: لا تركنوا اليهم ولا تتخذوهم اولياء، لماذا؟

لأن الركون على قسمين الى شخص لا ولاية له فهذا ركون مذموم وركون الى شخص له ولاية حقيقية وهذا ركون مطلوب، لماذا الله ينهانا عن الركون للظالم لأن الظالم ليس له ولاية حقيقية الظالم مغتصب، الركون أنما يكون ممدوحاً اذا كان ركوناً إلى من له ولاية. مثلاً: يا بني لا تتولى او يا اخي لا تتولى فلاناً ولا تركن اليه، لماذا؟ لأنه ليس له ولاية حقيقية عليك بل عليك ان تتولى اباك وتركن اليه لأن الاب له ولاية حقيقة على الإنسان ما لم يبلغ، الركون للأب ركون صحيح لان الاب له ولاية حقيقة بينما الركون للأجنبي غير صحيح لان الأجنبي لا ولاية له، فالسياق متلائم مع تفسير الولاية بمعنى الامامة، فكأن الآيات القرآنية هذه تقول: يا أيها الذين آمنوا لا تركنوا لليهود والنصارى فإنهم ليسوا الأولياء الحقيقيين بل عليكم أن تركنوا الى الأولياء الحقيقيين وهم ﴿... اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾.

المحور الثالث: علي قطب الإمامة وقطب الولاية

عندما نركز على اية الولاية نجد ان اية الولاية قرنت بين الله وبين الرسول (صلى الله عليه واله) وبين علي (عليه السلام) في معنى واحد وكما يقول العلماء: القرن بين جميع في معنى واحد يفيد الاتحاد والسنخية، مثلاً: عندما تقول "فلان وفلان وفلان شعراء" يعني متحدون في سنخ واحد من الشعر، «الله والرسول والذين امنوا وليكم» يعني ان الولاية التي ثبتت لهؤلاء الثلاثة في سنخ واحد القرن بين المتعددين في معنى واحد يفيد الاتحاد والسنخية بما ان الله قرن في الآية بين الله والرسول (صلى الله عليه واله) والإمام علي (عليه السلام) في معنى واحد وهو الولاية فما هي تلك الولاية التي ثبتت لله وللرسول الولاية التي ثبتت لهم هي الولاية التكوينية ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ...﴾ [البقرة: 257] الولاية التي ثبتت لله وللرسول الولاية التشريعية ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الاحزاب: 36] الولاية التي ثبتت لله وللرسول ولاية الأمر والحكم ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].

النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم، اذن ثبت للرسول (صلى الله عليه واله) ثلاث ولايات «ولاية تكوينية، ولاية تشريعية، ولاية إدارية» هذه الولايات الثلاث التي ثبتت للنبي (صلى الله عليه واله) ثبتت لعلي ابن ابي طالب (عليه السلام)، وهذا معنى قوله في يوم الغدير: «ألست اولى بكم من انفسكم» أي: ان لي ولاية عليكم ولاية تكوينية، ولاية تشريعية وولاية ادارية، قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

اذن مقتضى القرن بين الرسول (صلى الله عليه واله) والامام علي (عليه السلام) في هذه الآية ان الولاية الثابتة لهما سنخ واحد، وبما ان النبي (صلى الله عليه واله) ثبتت له الولايات الثلاث فتثبت الولايات الثلاث للإمام علي (عليه السلام).

نأتي الآن إلى أسئلة ثلاثة نجيب عنها:

السؤال الأول: ان الآية عبّرت بالجمع ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ لم تعبر باللفظ. بعض الباحثين السنّة يقول: لا يصح استعمال الجمع في واحد. الاية لم تقل: «والذي آمن وأقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع»، بل قالت: ﴿... اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾. فبما ان الآية تلفظت بلفظ الجمع، لا يصح ان يراد بالجمع واحد فإن استعمال الجمع وإرادة الواحد خطأ في اللغة، إذن تفسير الآية بالإمام علي (عليه السلام) خاطئ.

الجواب على ذلك:

اوّلاً: ان هذا الباحث لم يفرّق بين المراد الاستعمالي والمراد الجدي، اذا رجعنا الى علم البيان وعلم الاصول نجد ان هناك فرقاً بين المراد الاستعمالي والمراد الجدي، لم يستعمل الجمع في واحد لكي يكون خطأ، استعمل الجمع في معناه، وانما المراد الواقعي من الجمع مصداق واحد وهو امير المؤمنين علي (عليه السلام) وهذا ليس خطأ بل هو موجود في القرآن.

ثانياً: نأخذ عدة موارد في القرآن يعبر بالجمع وهو يريد واحداً، مثلاً: قوله تعالى: ﴿... لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون: 8] رجعنا ضمير جمع والمتكلم كان واحد وهو عبدالله بن ابي سلول.

وفي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ...﴾ [الممتحنة: 1] هذا خطاب للجمع مع ان المخاطب واحد وهو خاطب ابن ابي بلتعة الذي تكلم مع قريش فعبر بالجمع والمراد واحد.

وفي قوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ﴾ [المائدة: 52] الذي قال نخشى هنا واحد وهو عبدالله بن أُبي، عبر بالجمع وأراد واحداً.

وقوله عز وجل: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 274]. هذه الآية تتحدث بصيغة الجمع من المراد بها؟ ذكر بعض اخواننا من اهل السنة ان المراد بها ابو بكر وذكر البعض الآخر ان المراد بها علي (عليه السلام) سواء أريد بها ابو بكر او أريد بها علي (عليه السلام) فالمراد بها واحد، وقد عبرت بالجمع. والغريب ان بعض اخواننا اهل السنة حين يصل إلى هذه الآية يعتبرها من المناقب العظيمة لأبي بكر وهي قد عبرت بالجمع، في حين يذهب لآية الولاية يقول انه لا يصح، اذن كيف صح في الآية السابقة؟

هنا قيل: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً...﴾ [البقرة: 274] أليست جمعاً؟ فكيف تفسرونها بأبي بكر؟ كيف استعمل الجمع وأريد به واحد، وهنا في اية الولاية يستعمل الجمع واريد به واحد، اذن إما ان يصح في الجميع أو لا يصح في الجميع. اذن بالنتيجة، استعمال الجمع في معنى الجمع مع كون المراد الجدي به مصداقاً واحداً موجود في القرآن الكريم ولاريب فيه.

السؤال الثاني: إذا كانت الآية قد حصرت الإمامة والولاية في الله والرسول (صلى الله عليه واله) والامام علي (عليه السلام) فهذا معناه بطلان إمامة بقية الأئمة، بينما الشيعة تقول: الإمامة لا تختص بعلي (عليه السلام) بل تشمل اثنا عشر شخصاً. بما ان شيعة الإمامية يقولون بإمامة الأئمة الاثني عشر، اذن الإمامة لم تنحصر في علي (عليه السلام)، فكيف تفسرون اية الولاية بالإمامة ومعنى اية الولاية محصورة في علي بعد النبي (صلى الله عليه واله) مع ان عقيدتكم على ان الإمامة لا تنحصر في علي (عليه السلام) بل تشمل اثني عشر شخصاً، كيف تجمعون بين الامرين؟

الجواب على ذلك: اولاً نحن نقول بأن هناك رواية وردت عن الامام الصادق (عليه السلام)، [وسائل الشيعة، ج9، باب الزكاة، باب جواز التصدق حال الركوع] يذكر الرواية عن الامام الصادق (عليه السلام) احمد بن عيسى يقول ان هذه الآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ﴾ نزلت فينا كلّنا، يعني كل الائمة، إذ ما من احد من ذريته [ذرية الامام علي(عليه السلام)] بلغ مبلغ الإمامة الا تصدق وهو راكع فشملته الآية.

جميع الائمة (عليهم السلام) انطبقت عليهم الآية لأن جميع الائمة (عليهم السلام) تصدقوا وهم راكعون فشملتهم الآية المباركة، ولعل هذا السر في تعبير الآية بصيغة الجمع ولم تعبر بالمفرد حتى تشمل بقية الائمة الطاهرين.

رواية الإمام الصادق (عليه السلام) «ما من احد من ذريته بلغ مبلغ الامامة الا وقد تصدق وهو راكع» اذن لفظ الجمع في الآية يصلح ان يكون للتعظيم عبر بالجمع مع ان المراد واحد او للترغيب كما ذكر الزمخشري في كشافه او عبر بالجمع لأنه يريد مجموع الأئمة الاطهار (عليهم السلام).

ثانياً: لنفترض ان الآية تعني علياً (عليه السلام) فقط، الامامة لها درجات لأن الامامة تابعة للعلم، فكلما كان العلم اوسع كانت درجة الامامة اقوى، كل الائمة (عليهم السلام) حجج لله على خلقه معصومون لهم الولاية في عالم التكوين وعالم التشريع وعالم الحكم وإدارة الامور كل الائمة (عليهم السلام) يتساوون في هذه النقطة لكن درجة الامامة تختلف باختلاف درجة العلم. ابراهيم (عليه السلام) كان اماماً لكن امامته لم تكن كإمامة النبي محمد (صلى الله عليه واله) فالإمامة ايضاً لها درجات لذلك الدرجة من الامامة التي ثبتت لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) لم تثبت لاحد من بعده من الائمة الاطهار (صلوات الله عليهم) وان كان جميعهم ائمة، ولذلك ورد عن الصادق (عليه السلام): كلّنا في الفضل سواء وعلي (عليه السلام) له شأن، ولا غرابة في ذلك فإن القرآن اعتبر علياً (عليه السلام) نفس النبي (صلى الله عليه واله)، القرآن في آية المباهلة ماذا قال؟

قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61].

ولم يُخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) الا فاطمة (عليها السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) وعلياً (عليه السلام) فعلي (عليه السلام) نفسه (صلى الله عليه وآله).

السؤال الثالث: يقال كيف تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه وهو راكع هذا معناه انه مشغول عن الصلاة بينما التاريخ يروي ان علياً (عليه السلام) اذا دخل في الصلاة استغرق في ملكوت الله فلا يلتفت يميناً ولا شمالاً ولقد كانت السهام تنفذ الى بدنه يوم صفين فلا يشعر بها وهو قائم يصلي، فاذا كان علي (عليه السلام) مشغولاً بالصلاة فكيف التفت الى وجود سائل ومد خاتمه اليه وهو راكع؟ اذن هذا يقدح في خشوع علي (عليه السلام) اثناء الصلاة ويقدح في عروج روح علي (عليه السلام) الى ربه جل وعلا اثناء الصلاة، فإذا فسرنا الآية بعلي (عليه السلام) فإن هذا قدح في علي (عليه السلام) وليس مدحاً له.

الجواب على ذلك: علي (عليه السلام) جمع بين عبادتين ليس بين عبادة وعمل دنيوي، الانسان الذي يتحرك في الصلاة بحركة دنيوية مثلاً في حين صلاته يضرب بيديه الارض في هذا الحال ان كان يجمع الصلاة مع حركة دنيوية يقال انها تتنافى مع خشوعه وخضوعه لربه، الامام (عليه السلام) اذا جمع في صلاته بين عبادتين فالصدقة عبادة والصلاة عبادة، فعلي (عليه السلام) جمع بين عبادتين، فعلي (عليه السلام) جمع بين عروجين لله، عروج صلاتي وعروج زكاتي، علي (عليه السلام) جمع بين تعلّقين لله، تعلّق صلاتي وتعلّق زكاتي، وهذا يكشف عن عظمته انه يستطيع ان يجمع بين عبادات متعددة في آن واحد، علي (عليه السلام) تشغله صلاته عن الحركة الدنيوية ولا تشغله صلاته عن العبادات الاخرى التي تأتلف مع عبادة الصلاة في مضمون واحد وعروج واحد وتعلق واحد، ولذلك الألوسي وهو من علماء السنة في كتابه روح المعاني عند تفسير الآية اتى بهذه الشبهة ذاتها قال: هو كما قال الشاعر:

يسقي ويشربُ لا تلهيه سكرتهُ *** عن النديم ولا يلهو عن الناسِ

أطاعَهُ سُكرُهُ حتّى تمكّن من *** فعلِ الصحاةِ فهذا واحدُ الناسِ

اذن هذا الانسان الذي يقوى على ربط كل افكاره وكل خيالاته وكل انفعالاته، هذا الذي يضبط كل شؤونه الداخلية والخارجية ويستطيع ان يجمع بين اعمال متعددة بهدف واحد في وقت واحد، هذا دليل عظمته ودليل سيطرته على نفسه وليس دليلاً على القدح في صلاته ابداً، الائمة الاطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) كانوا يجمعون بين العبادات وكانوا قد ينفصلون عن عبادة ليشرعوا في عبادة اخرى وكانوا ينفصلون عن قربة ليشتغلوا بقربة اخرى، الإمام الحسين (عليه السلام) دخل مكة أحرم واعتمر، ثم انطلق الى عبادة اخرى، عبادة الجهاد، عبادة الدفاع عن المبدأ، عبادة التقرّب الى الله بقوله: «إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً» فمعناه أن ثورتي لم تكن للرياء والغرور وليست فيها ذرّة من الظلم والفساد، بل «إنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي أريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر»..

اللهم بالحسين وأبيه وأمه وأخيه والتسعة من ذريته وبنيه (عليهم السلام)، اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وكفّر عنا سيئاتنا وتوفّنا مع الأبرار، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المؤمنين والمؤمنات واقضِ حوائجنا وحوائجهم.

_________________

* نقلاً عن الموقع الرسمي لسماحة السيد منير الخباز حفظه الله، المحاضرات المكتوبة، بتصرّف يسير.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/06/10   ||   القرّاء : 4438





 
 

كلمات من نور :

اِقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 الدورة الصيفية الثالثة في أسبوعها الثاني

 السيد حسن النمر والشيخ عبّاس المازني في زيارة لدار السيدة رقية (ع)

 الحب الإلهي في الكتاب والسنة (*) ـ القسم الرابع ـ

 الإصدار العاشر: كتاب دروس في علوم القرآن للدكتور الشيخ طلال الحسن

 مُعطَيات آية المودّة ( المحاضرة الاولى )

 جهود الأئمة (عليهم السلام) في خدمة القرآن والعقيدة

 سلسلة دروس في الوقف والابتداء (الدرس الأول)

 النبي آدم (ع)

 من كنت مولاه فعلي مولاه

 أجري قسم الثقافة والإعلام في الدار لقاءً مع القارئ الأستاذ السيد مهدي الحسيني

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15414119

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:18

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 التفسير البنائي للقرآن الكريم – ج 5

 توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني

 تفسير كنز الدقائق ( الجزء الثاني )

 تساؤلات معاصرة (باللغة العربية)

 تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )

 تفسير فرات الكوفي

 سلامة القرآن من التحريف

 رسم الطالب عبدالله المسمى: الإيضاح الساطع على المحتوى الجامع

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء العاشر)

 كيف نفهم القرآن؟

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}

 ما هو المراد من التوحيد في الخالقية؟

 المراد من المحكم والمتشابه

 أنبياء ورسل إلى البشر والجن؟

 المقصود من قوله تعالى: {آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}

 كيف وصل الشيطان إلى نبيّ الله أيوب (عليه السلام)؟

 هل يجوز الالتذاذ بالاستماع إلى مقرئ للقرآن وهو يرجّع بصوته أثناء القراءة ؟

 ما معنى دعاء حملة العرش للذين آمنوا وما أثره ؟؟؟

 ماهو المقصود من ان الله (يخرج الحي من الميت) وبالعكس في آيات القرآن؟

 ما معنى الآية الشريفة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [سورة الأنفال، 24]؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24560)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9629)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9057)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7828)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7300)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7226)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4079)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3830)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3527)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3355)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3056)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الفلق

 96- سورة العلق

 سورة الفيل

 الدرس الثامن

 سورة الانفطار

 سورة الانعام

 75- سورة القيامة

 عرج على المصطفى _ عيد المبعث

 سورة الحجر

 الصفحة 603 (ق 3)

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8243)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7337)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7008)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6815)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6605)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6577)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6353)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2745)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2560)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2368)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2286)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2282)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2238)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم

 لقاء مع الشيخ أبي إحسان البصري

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثامن

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net