00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .

              • الموضوع : الأخلاق في القرآن الكریم (1) .

الأخلاق في القرآن الكریم (1)

 آية الله العظمى الشيخ محمد تقي مصباح الیزدي"دام ظله"

‌‌‌تـمهید‌

یقوم كل نظام أخلاقي علی ثلاثة اُصول موضوعیة، هي

1 ـ ان‌ للانسان‌ حریة الاخـتیار.

2 ـ ان الانـسان یـسعی في أعماله الاختیاریة نحو هدف مطلوب في‌ ذاته.

3 ـ الطریق الوحید لبلوغ ذلك الهدف هو التمسك بـالقیم الاخلاقیة،‌ بمعنی ان سعادة الانسان‌ وشقاءه‌ رهن بأعماله الاختیاریة.

طبیعي ان من الانظمة الاخلاقیة مـا لا تُعنی بتفاصیل هذه الاصـول، فـلا تطرحها في إطار اصولها الموضوعیة، لكن التمعن الدقیق في طبیعة تلك الانظمة یبرهن علی انها‌ تعتقد بتلك الاصول.

ولما كان النظام الاخلاقي الاسلامي یشترك مع جمیع الانظمة الاخلاقیة في الارتكاز عـلی الاصول المذكورة، ینهض السؤال عن الفارق الاساس بین النظام الاخلاقي الاسلامي وغیره من الانظمة‌ الاخلاقیة،‌ وهو ما نوضح الاجابة عنه في السطور الاتیة.

السعادة في النظام الاخلاقي الاسلامي

لیس الاختلاف الاسـاس بـین الانظمة الاخلاقیة حول المفاهیم الكلیة، انما حول مصادیقها، إذ إن كل‌ الانظمة‌ الاخلاقیة أذعنت لحقیقة ان الانسان یطلب السعادة فطریاً، لكنها اختلفت في تحدید مصداق السعادة. فنقطة النزاع بین الانظمة الاخلاقیة تتمثل فـي تـوضیح الاجابة عن ماهیة السعادة، باعتبارها ضالّة الانسان‌ التي یبذل كل مجهوداته في البحث عنها.

بدیهي ان توضیح الاجابة لیس أمراً یسیراً، والسر وراء ذلك ان السعادة ـ ضالّة كل انسان ـ لیست شیئاً عینیاً ومـوجوداً خـارجیاً،‌ ولیست‌ حتی‌ حیثیة نفسیة وظاهرة روحیة خاصة،‌ لیصار‌ الی‌ إدراكها بسهولة، وبالتالي تقلیص مساحة الاختلاف بین الانظمة الاخلاقیة.

ان السعادة مفهوم انتزاعي مصدره إدامة اللذة وشدتها بصورة مطلقة، وإلاّ‌ إذا‌ تعذّر‌ ذلك ـ فبصورة نـسبیة. عـلی هـذا الاساس تصدق‌ السعادة‌ اذا تحقق تـغلیب اللذائذ ـ كـماً وكـیفاًـ علی الآلام.

وبكلمة موجزة، ان السعادة حاجة بشریة فطریة، فالجمیع‌ یرید‌ ان‌ تدوم لذاته بأفضل كیفیة، وأن تفوق آلامَه، لكنه یجهل طریقة‌ الوصـول الی ذلك ـ. اذن ثـمة اتفاق حول مفهوم السعادة، بینما تبرز اختلافات كـثیرة حـول تحدید مصداق السعادة.

العلاقة‌ بین‌ المبادئ والسعادة

تتفاوت مصادیق السعادة في الانظمة الاخلاقیة المختلفة تبعاً‌ لتفاوت‌ المبادئ التي تـقوم عـلیها تـلك الانظمة. والاسلام بدوره یطرح مصداقاً خاصاً للسعادة ینطلق من مـبادئه الالهیة،‌ ویوصی‌ بتكالیف‌ خاصة لنیل السعادة.

فالانسان في المنظور الاسلامي لا حدّ ولا نهایة‌ لعمره‌ من‌ ناحیة، وهو محتاج للّه تـعالی لا اسـتقلال له مـن نفسه من ناحیة ثانیة، ووفقاً‌ لذلك‌ یعرض‌ الاسلام سعادة خالدة أسـمی مـن الحیاة المادیة، بینما تنظر المبادئ المادیة الی الانسان باعتباره‌ موجوداً‌ مستقلاً، وله عمر محدود، ولیس له وراء حیاته الدنیویة حـیاة اُخـری، لذلك اقـتصرت‌ الانظمة‌ الاخلاقیة‌ القائمة علی تلك المبادئ علی توفیر السعادة واللذة الدنیویتین.

ان المبادئ الاسلامیة تـبین‌ للانـسان‌ انـه محتاج في وجوده للّه تعالی، وأن حیاته لا تقتصر علی الدنیا، بل‌ إن‌ لحیاته‌ في واقعها سـعة لا تـعدل الحـیاة الدنیا شیئاً حینما تقاس بالنسبة لها. لذلك لوحظ في‌ النظام‌ الاخلاقي للاسلام علاقة الانسان بـالمبدأ والمـعاد.

طریق الوصول الی السعادة

ینقسم‌ الحدیث‌ عن الطرق المؤدیة للسعادة الی مستویین: أحدهما: المستوی العـام والاخـر: مـستوی المصادیق.

ففي إطار‌ المستوی‌ الاول‌ یعدّ كل ما یوصِل الی السعادة حسناً. ویدور موضوع المستوی الثـاني حـول‌ ماهیة‌ الطرق المؤدیة الی السعادة، فیما هي المصادیق الجزئیة للمستوی العام، فیغدو المستوی الثـاني سـبباً لبـروز الاختلاف‌ بین‌ الانظمة الاخلاقیة.

وكثیراً ما یقع الانسان في الخطأ لدی محاولته تحدید‌ طریق‌ الوصول الی السـعادة، بـحكم كونه موجوداً معقّداً‌ له‌ أبعاد‌ مختلفة، بینها تأثیرات متبادلة. فإن تحدید حـسن‌ العـمل‌ وقـبحه یقتضي قبل كل شيء تقویمه من خلال آثاره المباشرة وغیر المباشرة في‌ جمیع‌ جوانب حـیاة الانـسان، ومـن الطبیعیي ان‌ ینطوي هكذا‌ تقویم‌ علی‌ صعوبات بالغة.

ولا یكفي في‌ الفعل‌ لیـكون حـسناً أن یوفّر نفعاً مادیاً ودنیویاً لفاعله، إذ لا بدّ أن‌ یحقق‌ نفعاً اُخرویاً له. إلاّ ان عدم‌ معرفتنا بطبیعة العلاقة القـائمة‌ بـین‌ الدنیا والاخرة تسلبنا القدرة علی‌ تحدید‌ الفعل النافع وتمییزه عن الضار. لذلك اهـتم الاسـلام بتبیین المصادیق الجزئیة للاخلاقیات.

اما‌ الانظمة الاخـلاقیة غـیر الاسـلامیة، فتذهب‌ الی‌ أن‌ القضایا الاخلاقیة إما‌ بـدیهیة‌ أو یـمكن إدراكها عبر‌ التجربة.‌ أي إن اكتشافها لا یحتاج الی الوحي، بل هو أمر یرتبط بتوجهات الناس أنـفسهم.

الانـسان في النظام الاخلاقي للاسلام

یـنبثق‌ النـظام الاخلاقي‌ للاسـلام‌ مـن‌ عـقیدة تری ان اللّه‌ تعالی هو مبدأ الوجـود، وأن الانـسان موجود، لكنه محتاج محض في وجوده كله، ولیست نسبته‌ الی‌ اللّه عزوجل بـأكثر مـن الوجود الرابط.‌ وقد‌ قال‌ تعالی‌ فـي‌ القرآن الكریم: ﴿یا‌ أیـها‌ النـاس أنتم الفقراء الی اللّه واللّه هو الغنی الحـمید﴾

ولهـذا صاغ الاسلام نظامه الاخلاقي بما‌ یتناسب‌ مع‌ العلاقة بین العبد وربه عزوجل. فـتصرُّف الانـسان‌ فیي الاشیاء‌ إنما‌ هو‌ فـي‌ حـقیقته تـصرّف في ملك اللّه تـعالی، لانـه المالك الحقیقي للوجود كـله. ووعـی هذه الحقیقة وتمثّلها یستتلي إطاعة أوامر اللّه تعالی حتی لو افتقدت للنفع الدنیوي أو الاخروي.‌ بمعنی أن الاعـتقاد بـربوبیة اللّه تعالی التكوینیة والتشریعیة یدفع الانسان فـي مـقام العمل الی التـسلیم المـحض والانـقیاد الكامل للاحكام الالهیة.

مـن الواضح ان أوامر اللّه تعالی ونواهیه ترتبط بالمصالح‌ والمفاسد‌ المترتبة علیها. لكن یجدر بالانسان أن یوطّن نفسه عـلی إطـاعة اللّه عزوجل في كل حال، حتی لو لم تـكن تـلك الاوامـر والنـواهي مـجسّدة للمصالح والمفاسد. كـما اسـتجاب النبي ابراهیم (علیه‌ السلام)‌ للامر الالهي بذبح ابنه اسماعیل(عليه السلام)، فقتل الابن في ذاته لا یحقق سعادة دنـیویة أو اُخـرویة، لانـعدام الرابطة التكوینیة بین القتل وكلتی السعادتین.‌ ولولا‌ الامـر الالهـي لمـا اسـتوجب ابـراهیم(عليه السلام) السعادة الاُخرویة بعزمه علی ذبح اسماعیل(عليه السلام)، بل ما كان إبراهیم لیقدم علی مثل هذا الفعل.

أن یأمر اللّه تعالی بذبح النبي اسماعیل،‌ ویعتزم‌ أبوه النبي ابراهیم(عليه السلام)‌ تـنفیذ‌ الامر، وان یحث اسماعیل والده علی تنفیذ الامر كما جاء فی القرآن الكریم: ﴿یا أبت افعل ما تؤمر﴾.

فتلك أمور تفتقد أي مسوّغ في الانظمة الاخلاقیة غیر الالهیة. لكنها‌ هنا‌ اصطبغت بحقیقة ارتـباط كـل شيء باللّه تعالی، وأن الجمیع ملك للّه عزوجل، ومكلّفون بالقیام بما یأمر به دون اعتراض، سواء كان ینطوي الامر علی مصلحة فردیة او اجتماعیة أو لا‌ ینطوي.

ان‌ العلاقة بین عبودیة الانسان وربوبیة اللّه تعالی تـطبع أفـعال الانسان بصبغة إلهیة لها الدور الاساس في‌ إیصال الانسان الی سعادته، كما قال تعالی:

﴿صبغة اللّه ومن‌ أحسن‌ من‌ اللّه صبغة﴾.

وهذا الامر كان السبب وراء الاعتقاد بـأن الحـسن ما أمر به اللّه، والقـبیح مـا ‌‌نهی‌ عنه اللّه تعالی أي أن الحسن والقبح لیسا أمرین ذاتیین للافعال، إنما یكتسبان‌ من‌ أوامر‌ اللّه ونواهیه.

وهذا اعتقاد خاطئ، كما تدلّ علی ذلك الایتان الاتیتان:

﴿ان اللّه‌ یـأمر بـالعدل والاحسان﴾.

﴿قل إن اللّه لا یأمر بـالفحشاء﴾.

یـعني ان‌ العدل والاحسان اللذین یأمر‌ بهما‌ اللّه تعالی خصیصتان ذاتیتان لمجموعة من الافعال الانسانیة التي لها وجود وواقع قبل صدور الامر الالهي، وأن اللّه تعالی أمر بها ـ الافعال لتحلّیها بتلكما الخصیصتین، ولیس أن صـبغة العـدل‌ والاحسان اُعطیتا لتلك الافعال بعد أن أمر اللّه تعالی بها.

كذلك الفحشاء فهي خصیصة ذاتیة لمجموعة من الافعال الاخری الموجودة، ولهذا فإن اللّه تعالی لا یأمر بها.

وعلی هذا‌ الاساس‌ فالعدل والاحسان والفحشاء مـفاهیم انـتزاعیة، ولها مـصادیق خارجیة، بغض النظر عن الامر بها أو النهي عنها.

فحیثیة الامر والنهي غیر الحیثیة الذاتیة للافعال، وإن الاوامر والنـواهي الالهیة تضیف الی‌ القیمة‌ الذاتیة قیمة اُخری سلبیة أو ایجابیة، هي إمـا العـبودیة والطـاعة والانقیاد للّه عزوجل، أو معصیته وتجاوز حدوده.

دور الدافـع فـي السـلوك الاخلاقي

تعد النیة الباعثة علی العمل‌ احدی‌ موضوعات‌ الاخلاق الاسلامیة المندرجة ضمن‌ عنوان:‌ أساس‌ القـیم في السلوك الاخلاقي. فمن میزات النظام الاخلاقي للاسلام اعتبار النیة مصدراً للحسن والقـبح، وهي میزة تختص بـها النـظریة الاسلامیة في‌ الاخلاق‌ دون‌ غیرها من النظریات، باستثناء مدرسة «كانت».

فالاسلام‌ یری‌ ان حسن الفعل لا یكفي في تحقیق القیمة الاخلاقیة للفعل، بل یلزم انضمام الحسن الفاعلي الیه، وعلیه فإن آثار‌ الافعال‌ الاخـلاقیة‌ من قبیل: الكمال والسعادة تترتب علی النیة الصحیحة.

نقد‌ نظریة «كانت»

ذهب «كانت» الی ان الفعل ینطبع بالقیم الاخلاقیة إذا كان الدافع وراءه إطاعة العقل فحسب.‌ فـ‌ «كانت»‌ یسلب كل قیمة اخلاقیة عن الفعل إذا اُنـجز بـدوافع اُخری، كإرضاء‌ العاطفة،‌ أو تحصیل الكمال والسعادة، أو نیل الثواب الدنیوي أو الاخروي. هذه خلاصة نظریة «كانت» في هذا‌ المجال،‌ إلاّ‌ أنه لا یمكن أبداً العثور علی إنسان یقوم بفعل ما بدافع إطاعة‌ العقل‌ وحـسب،‌ وإذا بـَدَهَنا هكذا إنسان أول الامر، فالتدقیق في أمره یكشف عن امتلاكه لدافع أعمق‌ وراء‌ الدافع‌ الذي تمظهر بتلبیة حكم العقل. فلو سألناه عن السبب في إطاعته لحكم العقل، لاجاب‌ بأن‌ علی الانسان ـ لیـكون إنـسانا ـ أن یطیع عقله، وهذا یعني أنه یری‌ كماله‌ الانساني من خلال إطاعته لعقله، أي أن الدافع نحو الكمال استتر بإطاعة العقل.

إذن‌ من‌ الخطأ افتراض فعل دافعه إطاعة العقل، واذا أمكن ذلك فإنه لا یـمثل كـما‌ سـنوضح‌ ـ أیة قیمة أخلاقیة.

النیة فـي المـنظور الاسـلامي

تقسم دوافع الانسان لافعاله الاختیاریة الی‌ عدة‌ أقسام: منها الدوافع المادیة التي تستحث الانسان لتأمین حاجاته المادیة واشباع غرائزه‌ الحیوانیة.‌ ومـنها‌ الدوافـع الاجـتماعیة التي تدفع الانسان الی إرضاء عواطفه الاجتماعیة. ومن هـنا كـان من الضروري تحدید‌ الدافع‌ الذي‌ یراه الاسلام مانحاً للعمل طابعه الاخلاقي.

في المنظور الاسلامي، یستقي الفعل‌ قیمته‌ الاخلاقیة السـامیة إذا كـان الدافـع إلیه تحصیل رضا اللّه تعالی فحسب. ولرضا اللّه تعالی مراتب‌ یسعی‌ النـاس لنیلها بصور مختلفة، فتارة یطلب باعتباره منشأً للثواب الاُخروي، أو سببا‌ للنجاة‌ من العقاب، وتارة یطلب لذاته، وهذه حـقیقة‌ مـتحققة‌ عـند‌ أولیاء اللّه تعالی.

وفي القرآن الكریم‌ آیات‌ كثیرة عدّت رضا اللّه تعالی المـقوم للقـیم الاخلاقیة، خلافاً للدوافع المتعارضة مع رضاه‌ عزوجل‌ والتي وصفتها بأنها تسلخ عن‌ الفعل‌ قیمته الاخلاقیة.

فـقد‌ أشـار القـرآن الكریم الی أهمیة النیة‌ بنحو‌ مطلق في قوله تعالی: ﴿قد جاءكم من اللّه نـور وكـتاب مـبین * یهدي‌ به اللّه من اتبع رضوانه سبل‌ السلام﴾.

فالاستهداء بالقرآن‌ الكریم‌ من نصیب الذین یـتبعون رضـا‌ اللّه سبحانه، بینما لا یقدر المعرضون عنه تعالی علی الاستهداء به.

وهناك طائفة‌ من‌ الایات التـي دلّت بـعبارات مختلفة‌ علی‌ ان‌ النیّة السیئة والدوافع‌ المنقطعة‌ عن اللّه تعالی تجر‌ الانسان‌ الی الحضیض، كـما فـي قـوله تعالی:

﴿وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه‌ یحاسبكم‌ به اللّه﴾.

او في قوله‌ تعالی:

﴿لا‌ یؤاخذكم‌ اللّه بـاللغو في أیمانكم ولكن‌ یؤاخذكم بما كسبت قلوبكم﴾.

ورغم أن الایة نزلت في مورد خـاص، إلاّ أن مـقطعها‌ الاخـیر‌ یدل علی ان اللّه تعالی یؤاخذ‌ الانسان‌ علی‌ النیة‌ السیئة‌ بشكل مطلق.

وثمة‌ موارد خاصة ركز القـرآن الكـریم علی موضوع النیة فیها، لان عوامل الانحراف والمزالق تحیط بالانسان لدی‌ قیامه‌ بـتلك‌ المـوارد، كـالهجرة التي یتخلّی فیها الانسان عن‌ بیته‌ وأمواله‌ ونمط‌ معیشته،‌ إذ‌ قال تعالی بشأنها:

﴿للفقراء المهاجرین الذیـن اُخـرجوا مـن دیارهم وأموالهم یبتغون فضلاً من اللّه﴾.

وكالجهاد الذي ورد فیه:

﴿یا أیها الذین آمـنوا لا تـتخذوا‌ عدوّي وعدوّكم أولیاء تُلقون إلیهم بالمودّة وقد كفروا بما جاءكم من الحق یخرجون الرسول وإیاكم أن تـؤمنوا بـاللّه ربّكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبیلی وابتغاء مرضاتي تُسرّون إلیهم بالمودة﴾.

وكـالانفاق الذي جـاء بشأنه قوله تعالی:

﴿یا أیها الذین آمـنوا لا تـبطلوا صـدقاتكم بالمنّ والاذی كالذي ینفق ماله رئاء الناس ولا یؤمن بـاللّه والیـوم الاخر﴾

فالایة تعطي‌ هنا‌ درساً أخلاقیاً ترفض من خلاله اقتران الصدقة بالمن والاذی، لان ذلك یـسلب عنها أثرها المعنوي والاخلاقي، ثـم تـشبه الذي یلحق صـدقته بـالمنّ والاذی‌ بمن‌ لا یؤمن باللّه والیوم الاخر‌ ویـنفق‌ مـاله رئاء الناس. ولتجسیم غیاب القیمیة عن هذا السلوك قال تعالی:

﴿فمثله كمثل صـفوان عـلیه تراب فأصابه وابل فتركه صلداً لا یـقدرون علی‌ شيء‌ مما كـسبوا﴾

فـحال‌ المرائي‌ في إنفاقه رئاءً كحال الحـجر الصـلد الذي علیه شيء من التراب، إذا نزل علیه وابل من المطر ـ والمطر وخصوصاً وابله، هـو السـبب الابرز لحیاة الارض وتزیینها بزینة النـبات ـ فـلا‌ یـبقی شيء من التـراب فـضلاً عن البذر، ویبقی الصـلد الذي لا یـنشأ فیه النبات، بمعنی ان الصلد یُفقِد الوابل والتراب ـ وهما أظهر اسباب الحیاة والنمو ـ مفعولهما، فـالنقص لیـس‌ منهما.

والمرائي‌ الذي لا یبتغي وجه اللّه تعالی لا یـترتب الثـواب علی عـمله، وإن كـان كـالانفاق الذي هو من‌ الاسباب البـارزة لترتب الثواب.

وفي قبالة النموذج السابق، ضرب اللّه‌ تعالی‌ للمؤمنین‌ مثلاً آخر في قوله تـعالی:

﴿ومـثل الذین ینفقون أموالهم ابتغاء مرضاة اللّه وتـثبیتاً مـن أنـفسهم كـمثل ‌‌جـنّة‌ بربوة أصابها وابـل فـآتت أكلها ضعفین فإن لم یصبها وابل فطل واللّه بما‌ تعملون‌ بصیر﴾

فقوام القیم بالنیّة التي تحي الفعل وتـنمّیه إذا كـانت إلهـیة، بینما تعطل الحیاة والنموّ‌ فیه إذا كانت شـیطانیة.

النـیة رابـطة تـكوینیة

إن للنـیة أثـراً تكوینیاً‌ ولیس اعتباریاً في الفعل‌ الصادر‌ عنها، ومن ثم في كمال الانسان وسعادته الابدیة. لذلك فإن الفعل الفاقد للنیة السلیمة لا یوصل صاحبه إلی الكمال، كما قال سبحانه وتعالی:

﴿ومـا تنفقوا من خیر فلانفسكم وما‌ تنفقون إلاّ ابتغاء وجه اللّه﴾

وقال أیضاً:

﴿فآت ذا القربی حقه والمسكین وابن السبیل ذلك خیر للذین یریدون وجه اللّه واُولئك هم المفلحون﴾

درجات النیة

ان للنیة‌ الالهیة‌ درجات مختلفة، إذ إن الانـسان تـارة یقوم بالعمل لوجه اللّه تعالی فقط، كما جاء في بعض الروایات قول الامام المعصوم(علیه السلام):

«إنما أعبده حبّاً له». أو «إنما أعبده شكراً‌ له».

وتارة یستهدف الانسان من عمله نعم اللّه تـعالی، وتـارة ثالثة یعمل لیحصل علی الثواب الاُخروي أو لیأمن العقاب الاُخروي، ولهذا العمل قیمته أیضاً، لكنه أدنی بدرجات كثیرة من‌ ذلك‌ العمل الخالص لوجه اللّه تـعالی.

نـخلص الی أن العمل یستقي قیمته الاخلاقیة فـي المـنظور الاسلامي إذا ارتبط بصورة مباشرة أو غیر مباشرة باللّه تعالی، والسبب في أن النیة‌ الالهیة‌ تمنح‌ العمل قیمته، هو أنها تحقق‌ الارتباط‌ باللّه‌ تعالی.

علاقة الایمان بـقیمة الاعـمال

لما كان الاسلام یـری أن العـمل الصالح یرتبط عبر النیة باللّه تعالی، وأن هذه‌ النیة‌ ـ التي تثمر العلاقة باللّه ـ تصح من الذین‌ یعملون‌ لوجه اللّه او رغبة فی ثوابه أو خوفاً من عقابه، لذلك كان یفترض بالعامل الایمان باللّه وبیوم الجـزاء سـلفاً.‌ فمن‌ لا‌ یؤمن باللّه لا یمكنه العمل من أجله، ومن لا یؤمن‌ بیوم القیامة ـ یوم الحساب الذي یثاب فیه المحسن ویعاقب فیه المسیء ـ لا یمكنه ان یقوم بعمل‌ أملاً‌ في‌ الفوز بثواب اللّه أو في النجاة من عـقابه. مـن هنا بـات‌ للایمان‌ دور أساس یعكس رسوخ العلاقة بین العمل والایمان بدرجة تمكن من التأكید بأن المرائی، في واقعه،‌ لا‌ یـؤمن‌ باللّه والیوم الاخر، وقد قال تعالی بهذا الخصوص: ﴿كالذی ینفق مـاله‌ رئاء‌ النـاس‌ ولا یـؤمن باللّه والیوم الاخر﴾ فإن جملة ﴿لا یؤمن باللّه والیوم الاخر﴾ مرتبطة بجملة‌ ﴿ینفق‌ ماله‌ رئاء الناس﴾ الامر الذي یفهم مـنه ‌ ‌أن الایـمان باللّه والیوم الاخر یخلّص العمل من‌ الریاء.‌ وما نشاهده من مراءاة عند بـعض المـؤمنین فـي بعض أعمالهم ناجم عن ضعف‌ إیمانهم،‌ بحیث‌ ینسون اللّه والیوم الاخر لدی قیامهم بالعمل.

فالنیة التي تـمنح الفعل قیمته الاخلاقیة‌ تتحقق‌ علی أرضیة الایمان. من هنا نقول: في المنظور الاسـلامي یكون الایمان باللّه والیـوم‌ الاخـر‌ أساس‌ القیم الاخلاقیة، وهذا یعنی ـ كما ذكرنا ـ: أن النظام الاخلاقی الاسلامي مرتبط بنظامه‌ العقائدي،‌ ولا یمكن أن ینفك عنه. إذن فالاعمال المنطلقة من الایمان باللّه والیوم‌ الاخر‌ هي‌ التي تؤدّي الی السعادة.

منشأ الایمان

بعد أن تـبیّن أن الایمان هو أساس‌ كل‌ القیم،‌ یطرح السؤال عن منشأ الایمان. وفي الجواب عن السؤال نقول: إن الایمان‌ أمر‌ قلبي، وفي الوقت نفسه اختیاري، وهو غیر العلم، فمن الممكن أن یحصل العلم للانسان بـشكل غـیر‌ اختیاري،‌ بینما لا یحصل الایمان عن هذا الطریق. ومن الممكن أن یعلم الانسان‌ شیئاً،‌ وهو كافر به في الوقت ذاته، وقد‌ جاء‌ في‌ قوله تعالی:

﴿وجحدوا بها واستیقنتها أنفسهم‌ ظلماً‌ وعلوّاً﴾

ولمـا كـان الایمان فعلاً اختیاریاً مرتبطاً بالقلب، إذن یمكن وضعه في دائرة‌ الاخلاق، لان كل فعل اختیاري‌ ـ سواء كان‌ خاصاً‌ بالجوارح‌ أو بالجوانح ـ فإنه یندرج ضمن‌ موضوع‌ الاخلاق، لذلك یغدو مناسباً السؤال عن الدافع وراء الایمان.

ونـجیب عـن‌ السؤال‌ بالقول: قد یكون الدافع هو العلم‌ بأن اللّه حق، وبأن‌ ثوابه‌ وعقابه أبدیان. وقد یتمثّل الدافع‌ في‌ السعي نحو الكمال، شرط معرفة مصداق الكمال، وهو الایمان باللّه تعالی.

مـنشأ‌ القـیم‌ فـي المنظور القرآني

هناك‌ أكثر‌ مـن‌ خـمسین آیـة في‌ القرآن‌ الكریم قرنت الایمان بالعمل‌ الصالح، باعتبارهما شرطین للسعادة، كما في قوله تعالی:

﴿الذین آمنوا وعملوا الصالحات﴾

وفي قوله‌ عزوجل :

﴿والذیـن آمـنوا وعـملوا الصالحات‌ سندخلهم‌ جنات تجري‌ من‌ تحتها‌ الانهار خـالدین فـیها أبداً﴾

وفي قوله تعالی:

﴿ومن یعمل من الصالحات من ذكر أو اُنثی وهو مؤمن‌ فاُولئك‌ یدخلون الجنة ولا یظلمون نقیراً﴾

وثـمة‌ آیـات‌ أخـری‌ أشارت‌ للایمان وحده، باعتباره‌ شرطاً‌ للسعادة، كما جاء في قـوله تعالی:

﴿وعد اللّه المؤمنین والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار‌ خالدین‌ فیها‌ ومساكن طیبة في جنات عدن ورضوان مـن‌ اللّه اكـبر‌ ذلك‌ هو‌ الفوز‌ العظیم﴾

وتوجد طائفة ثالثة من الآیات اعتبرت العـمل الصـالح هو شرط السعادة كما قال تعالی:

﴿للذین أحسنوا الحسنی وزیاة ولا یرهق وجوههم قتر ولا ذلّة‌ اُولئك أصحاب الجنة هـم فـیها خـالدون﴾

وطرحت بعض الایات إطاعة اللّه والرسول باعتبارها ملاكاً للسعادة كما في قوله تـعالی:

﴿تـلك حـدود اللّه ومن یطع اللّه ورسوله یدخله جنات‌ تجری‌ من تحتها الانهار خالدین فیها وذلك الفوز العظیم﴾

ومـعلوم أن إطـاعة اللّه ورسـوله مترتبة أساساً علی الایمان بهما.

وفي قبال الآیات السابقة هناك آیات كثیرة اُخری تـدلّ‌ عـلی‌ أن الكفر باللّه والانبیاء والیوم الاخر یقود الی العذاب والخسران الابدیین، ولكننا نحجم عن ذكـرها تـحاشیاً للاطـالة، كما أن هناك آیات اعتبرت إطاعة‌ الشیطان‌ والظلم والطغیان وأمثالها من عوامل‌ الفساد،‌ مشیرة الی أنـها تـوجب دخول النار.

وثمة آیات أكدت أن لیس لعمل الكفار قیمة أخلاقیة، كما قال تـعالی:

﴿إن الذیـن كـفروا لن‌ تغنی‌ عنهم أموالهم ولا أولادهم‌ من‌ اللّه شیئاً واُولئك أصحاب النار هم فیها خالدون * مثل ما یـنفقون فـی هذه الحیاة الدنیا كمثل ریح فیها صرّ أصابت حرث قوم ظلموا أنـفسهم فـأهلكته ومـا ظلمهم اللّه ولكن‌ أنفسهم‌ یظلمون﴾.

وقال أیضاً:

﴿مثل الذین كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدّت به الریـح فـی یـوم عاصف لا یقدرون مما كسبوا علی شيء ذلك هو الضلال البعید﴾.

وقال أیضاً:

﴿والذیـن كـفروا‌ أعمالهم كسراب بقیعة یحسبه الظمآن ماء حتی إذا جاءه لم یجده شیئا﴾.

وقال أیضاً:

﴿وقدمنا‌ إلی ما عملوا مـن عـمل فجعلناه هباءً منثوراً﴾.

الجمع بین‌ الآیات‌

إن التمعّن الدقیق في الایات السابقة یـبین بـوضوح أنه في الموارد التي قرن فیها الایـمان بـالعمل الصـالح ‌‌كان‌ الاول یقتضي الثاني، وأن أحدهما لا ینفك عن الثـاني فـي الظروف الطبیعیة. وكما‌ ذكرنا‌ فإن‌ حقیقة الایمان لیست المعرفة فحسب، إنما هي أیـضاً الالتـزام بلوازم هذه المعرفة، لان الایمان أمـر‌ اخـتیاري، بینما العـلم غـیر اخـتیاري.

فإذا توفرت الشروط الخارجیة، وتمّ تـكلیف الانـسان،‌ وجب تحقق العمل. فمثلاً‌ إن‌ من لوازم الایمان أداء الصلاة، لكن بشرط دخول وقـتها، وتـوجه الحكم الالهي بوجوبها الی المكلّف، ففي هـذه الحالة یقتضی الایمان أداء التـكلیف العـبادي من خلال أداء الصلاة.

وعلیه یـمكن افـتراض‌ بعض الموارد التي یغیب فیها العمل عن الایمان، كأن یؤمن الشخص قبل الزوال، ثـم یـوافیه الاجل قبل دخول وقت صـلاة الظـهر، فـهذا الشخص لم یؤد عـملاً لعـدم توفر شروطه لا أن‌ إیـمانه‌ لم یـؤثر فیه لیدفعه الی أداء الصلاة، كذلك المؤمن الذي یوافیه الاجل قبل موسم الحج.

في مثل هذه المـوارد التـي لم یصدر عن الانسان فیها عمل صـالح رغـم إیمانه،‌ ودون أن یـعلم أنـه في لحظات عمره الاخـیرة، فإن هذا الانسان یستوجب بهذا الایمان السعادة وهو ما تدل علیه الایات والروایات.

إذن فالآیات التـي ألحـقت العمل الصالح بالایمان كانت‌ تتناول‌ الظـروف العـادیة للمـؤمنین، أي التـي یـتوفرون فیها علی القـدرة والاسـتطاعة والفرصة، وغیرها من شروط العمل. أما الآیات التي اقتصرت علی ذكر الایمان فإنها تحدثت عن الحـالات التـي لا یـتاح‌ فیها‌ للانسان‌ العمر الكافي لاداء التكلیف، أو‌ التي‌ یـفتقد‌ فـیها للقـدرة أو الفـرصة أو التـي یـمارس فیها التقیة كما قال تعالی:

﴿إلاّ من اُكره وقلبه مطمئنٌ بالایمان﴾

وسائل‌ جبر‌ الذنوب‌

تبین أن ارتكاب المعاصي والذنوب یستتبع أضراراً‌ علی‌ صاحبها، إلاّ أنه بالامكان جبر تلك الاضرار فـي بعض الظروف، وقد وردت آیات قرآنیة حول عوامل التكفیر عن الذنب،‌ یمكن‌ درجها‌ ضمن العناوین الاتیة:

1 ـ الاجتناب عن كبائر الذنوب،‌ إذ قال تعالی:

﴿والذین یجتنبون كبائر الاثم والفواحش﴾

وقال ایضاً:

﴿إن تجتنبوا كـبائر مـا تنهون‌ عنه‌ نكفّر‌ عنكم سیئاتكم﴾

2 ـ التوبة، وقد قال تعالی بشأنها:

﴿أنه‌ من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحیم﴾

3 ـ الشفاعة،‌ للمؤمن‌ الذي ارتكب ذنباً وفـارق الحـیاة الدنیا قبل أن یتوب عن ذنبه أو‌ یجبره‌ أو‌ یكفّر عنه، لكنه كان متوفراً علی شروط الشفاعة، فإنه یدخل الجنة بعد أن تغفر‌ ذنوبه‌ بواسطة‌ الشفاعة، وإذا لم تـتوفر فـیه شروط الشفاعة فإنه یبقی یـرجو لطـف اللّه تعالی، كما‌ قال‌ تعالی :

﴿وآخرون مرجون لامر اللّه إما یعذبهم وإما یتوب علیهم واللّه علیم‌ حكیم﴾

مصداق الایمان

نلاحظ أن الكثیر من الایات ذكرت الایمان باللّه تـعالی بـعبارات مختلفة‌ من‌ قبیل قـوله تـعالی:

﴿من أسلم وجهه للّه﴾

او قوله تعالی:

﴿ومن‌ یسلم‌ وجهه للّه﴾

او قوله تعالی:

﴿إن الذین قالوا ربنا اللّه﴾

او قوله‌ تعالی

﴿ومن یؤمن باللّه﴾.

وفي موارد أخری ذكر الایمان باللّه والیوم‌ الاخر‌ مـعاً،‌ مـن قبیل قوله تعالی:

﴿من آمن باللّه والیوم الاخر﴾

وجاء في بعض الموارد‌ الایمان‌ بما‌ نزل علی الرسول الاكرم (صلی الله علیه وآله) كما في قوله تعالی:

﴿آمنوا‌ بما نزّل علی محمد وهـو الحـق من ربـهم﴾

وذكرت بعض الایات الایمان باللّه ورسله، حیث‌ قال‌ تعالی:

﴿والذین آمنوا باللّه ورسله﴾

وهناك آیتان ذكرتا امـورا اخری‌ اضافة‌ الی الایمان باللّه ورسله، فقد جاء فی‌ إحداهما‌ قوله‌ تـعالی:

﴿ولكـن البـرّ من آمن باللّه‌ والیوم‌ الاخر والملائكة والكتاب والنبیین﴾.

وفي الثانیة ورد قوله تعالی:

﴿آمن الرسول‌ بما‌ اُنزل إلیـه ‌ ‌مـن ربّه والمؤمنون‌ كل‌ آمن باللّه‌ وملائكته‌ وكتبه‌ ورسله﴾.

یستفاد من مجموع هذه‌ الایـات‌ أن الایـمان بـاللّه والنبوة والمعاد هو مصداق الایمان الذی أراده الاسلام، وهو‌ ما‌ أدرجه العلماء ضمن عنوان اُصول العقیدة. لذلك یمكن القـول إن‌ مراد‌ القرآن الكریم من الایمان هو‌ اُصول‌ ثلاثة، أساسها الایمان باللّه تـعالی وهو في حال كـونه كـاملاً وجامعاً یثمر الاصلین‌ الاخرین،‌ لان الایمان بأن اللّه رب‌ الانسان‌ وأن‌ الربوبیة تقتضی الهدایة‌ التي‌ تتم عن طریق الوحي،‌ یتضمّن‌ الایمان بالنبوة قطعاً، كما أن مقتضی عدل اللّه تعالی أن لا یستوي المؤمن والكافر،‌ ولا‌ المتقی والفاسق فـي الجزاء، وهذا لا‌ یمكن‌ إلاّ في‌ القیامة.‌ من‌ هنا فإن الایمان باللّه‌ تعالی وعدله یستبطن الایمان بالمعاد.

الكفر والشرك والنفاق

بإزاء الایات السابقة، هناك آیات‌ كثیرة‌ أشارت إلی موارد الكفر التی توجب‌ دخول‌ النـار،‌ وإحـباط‌ الاعمال،‌ من قبیل الكفر‌ باللّه‌ ورسوله[41] والكفر بالاخرة وانكار المعاد

وقد وصف الشرك في بعض الموارد بانه اساس السقوط الذي یستلزم‌ الكفر‌ بالتوحید،كذلك اعتبرت الكثیر من الایات‌ القرآنیة،‌ تـكذیب‌ آیـات‌ اللّه‌ كفراً‌ او فسرته بالكفر، والذي یعنی فی واقعه انكار النبوة.

كذلك ذكرت بعض الایات الكفر بآیات اللّه والكفر بالقیامة في آن معاً .

ویمكن القول ان الایة‌ التي جمعت موارد الكفر في قبالة الایـات التـی جمعت موارد الایمان، الایة 136 من سورة النساء، والتي جاء فیها قوله تعالی: ﴿... ومن یكفر باللّه وملائكته وكتبه ورسله والیوم الاخر‌ فقد‌ ضل ضلالا بعیداً﴾

وتشترك كل هذه الموارد فـي حـقیقتها، لذلك قـال تعالی: ﴿ومن یبتغ غیر الاسـلام دیـنا فـلن یُقبل منه﴾

والنفاق في واقعه لیس سوی كفر باطني‌ وإیمان‌ ظاهري، ولان سعادة الانسان وشقاءه متعلّقین بحقائقه الباطنیة، فان المنافقین یصنفون فـي زمـرة الكـفار بناءً علی حقیقة باطنهم، بل هم اسوأ مـن الكـفار‌ بحیثیة‌ عمق ضررهم بالمجتمع الاسلامي الذي یجهل‌ حقیقتهم بحكم تظاهرهم بالاسلام. لذلك هناك الكثیر من الایات التي تؤكد ان للمنافقین اشـد انـواع العـذاب كما في قوله تعالی:

﴿ان المنافقین‌ في الدرك الاسفل من النار﴾

وقـوله تعالی:

﴿ان اللّه جامع المنافقین والكافرین في جهنم جمیعا﴾

ونظراً لما أشرنا إلیه، فالنفاق لیس شیئاً آخر غیر الكفر، فـما هـو مـوجود في الواقع إما الكفر أو‌ الایمان.

وقد یقال إن الشرط اللازم للسعادة هو إعـلان الشـهادتین، فالكثیر من الروایات تربط بین اسلام المرء وشهادته بالتوحید والنبوة، بل زعم البعض أن الشهادتین كافیتان وحـدهما فـي تـحقق الایمان.

وهذا الكلام‌ یدلّ علی خلط واضح بین الاحكام الظاهریة وبین المـسائل المـعنویة والابـعاد الواقعیة، في الوقت الذی توجد فیه‌ خطوط انفصال بارزة بین الامرین. فالروایات التي اعتبرت ان المـتشهد بـالشهادتین‌ تـجري‌ علیه‌ أحكام الاسلام الظاهریة في صعید الاموال والزواج والارث و... كانت في مقام تبیین الحكم الفقهي الظـاهري لتـأمین ‌‌مصالح‌ المسلمین الدنیویة، دون أن یكون لها ارتباط بالجانب المعنوي والسعادة الاُخرویة للانسان لذلك‌ فـلو‌ التـزم‌ المـُقرّ بالشهادتین بكافة الاحكام الاسلامیة، لكن الایمان بالرسل والكتب والملائكة لم یكن قد دخل قلبه،‌ فـإنه سـیحرم من السعادة، أما انطباق الاحكام الاسلامیة علیه من حقه في الارث‌ والزواج وصیانة عـرضه ومـاله‌ ونـفسه،‌ فتلك أحكام فقهیة اجتماعیة تنطوی علی مصالح اجتماعیة ولا علاقة لها بالسعادة والشقاوة الحقیقیتین في عـالم الاخـرة. فملاك سعادة الانسان الابدیة إیمانه القلبي، ولیس للاقرار بالشهادتین أي تأثیر فیها. وقـد قـال‌ تـعالی بهذا الخصوص:

﴿قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما یدخل الایمان فی قـلوبكم﴾

فـهؤلاء یـستفیدون من آثار إسلامهم، لكنهم محرومون من ثمرات الایمان.

وجوب‌ الایمان‌ المطلق

یـجب أن یـكون الایمان باللّه والملائكة والكتب والرسل والیوم الاخر وغیرها إیماناً مطلقاً. فمن یزعم أنه یؤمن بنبوة نـبي الاسـلام (صلی الله علیه وآله) دون باقي الانبیاء، أو‌ یؤمن‌ بنبوة كافة الانبیاء باستثناء حكم لاحد الانـبیاء فـإن ذلك غیر كاف في الایمان، وهو یعنی الكـفر. فـفي المـنظور القرآني یجب أن یكون الایمان مطلقاً بجمیع الانـبیاء، وبـجمیع ما أنزل‌ اللّه،‌ وبجمیع محتویات الرسالات، ولا فائدة فی إیمان مجزّأ إذ لا اثر له فی نـیل السـعادة الاُخرویة. وفي هذا الشأن قـال تـعالی:

﴿أفتؤمنون بـبعض الكـتاب وتـكفرون ببعض فما جزاء‌ من‌ یفعل‌ ذلك مـنكم إلاّ خـزي في‌ الحیاة‌ الدنیا‌ ویوم القیامة یُردّون الی أشدّ العذاب وما اللّه بغافل عما تـعملون﴾

وقـال تعالی أیضاً:

﴿إن الذین یكفرون باللّه ورسـله‌ ویریدون‌ أن‌ یفرّقوا بـین اللّه ورسـله ویقولون نؤمن ببعض ونكفر‌ بـبعض‌ ویـریدون أن یتخذوا بین ذلك سبیلاً * اُولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرین عذاباً مُهینا﴾.

والسبب في أن الذي یؤمن‌ ببعض ویكفر ببعض له أشـدّ العـذاب، هـو أن من تثبت‌ له رسـالة أحـد الرسل ثم ینكر بـعضها لا یـكون الباعث لنكرانه إلا الجحود والعناد، ولهذا یستوجب أشد العذاب.‌ اما‌ الذیي لا یؤمن بنبوة الانبیاء أصـلاً، فـهذا لم تتوضح لدیه الحقیقة بشكل‌ كامل،‌ أی مـا زال قـاصراً عن إثـبات صـحة الرسـالات.

في كل حال، فـإن الایمان المطلق بالانبیاء‌ ورسالاتهم‌ یوجب‌ السعادة، ولیس التمییز في الایمان بهم، كما قال تعالی:

﴿والمـؤمنون كـلٌّ‌ آمن‌ باللّه‌ وملائكته وكتبه ورسله لا نـفرق بـین أحـد مـن رسـله وقالوا سمعنا وأطـعنا﴾

إن هذا‌ لا‌ یعني إمكانیة تطبیق شریعة كل نبي في العصور التی تلیها باستثناء الشریعة الخاتمة. وهو‌ مـا‌ لم یـصرح بـه أي من الانبیاء ـ باستثناء خاتمهم)صلی الله علیه وآله) ـ إنـما‌ یـعنی‌ ضـرورة التـصدیق بـنبوة الانـبیاء ورسالاتهم.

وبناءً علی ما ذكرنا، فإذا عمل المسلم بكل‌ أحكام‌ الاسلام، باستثناء حكم واحد، فهو كافر في باطنه ومستحق لاشدّ العذاب.

مراتب‌ الایمان‌ والكفر‌

إن لكل من الایـمان والكفر والشرك والنفاق درجات ودركات، یرتقي الانسان أو یتسافل وفقا‌ للدرجة‌ أو الدركة التي هو فیها. فإما أن یكون نصیبه درجات في الجنة‌ أو‌ دركات‌ في الجحیم. من هنا یتعین علی كل مؤمن اكـتساب المـراتب العالیة من الایمان، وقد صرّح‌ القرآن‌ بأن‌ الایمان قابل للزیادة، كما في قوله تعالی:

﴿هو الذي أنزل السكینة‌ في‌ قلوب المؤمنین لیزدادوا إیماناً مع إیمانهم﴾

وكما أن الایمان قابل للزیادة، كـذلك هـو شأن الكفر‌ والنفاق.‌ ومن الطبیعي أنّ من یتحلّی بأول مرتبة من مراتب الایمان یكون جامعاً‌ معها‌ أیضاً مراتب من الكفر والشرك، وقد أشـار‌ القـرآن‌ الی‌ هذه الحقیقة في قـوله تـعالی:

﴿وما‌ یؤمن‌ اكثرهم باللّه إلاّ وهم مشركون﴾

فعلی ضعیفي الایمان الذین لم یخلّصوا توحیدهم‌ من‌ الشرك بعد أن یبذلوا مجهودات‌ حثیثة‌ للتخلّص من‌ الشرك،‌ وقطع‌ خطوات جـدیدة فـي المسار التوحیدي.

ومن‌ العـقبات التـي تعیق الانسان عن المضي قدماً في المسار التوحیدي، یمكن الاشارة‌ إلی‌ نقص المعرفة وإلی الانحطاط الاخلاقي والجدب‌ الروحي، التی تعكس مرة‌ اُخری‌ العلاقة بین الایمان والعمل، حیث‌ یُترجم‌ الایمان عملاً صـالحاً، وهـذا بدوره یوجب زیادة الایمان، كما أن العمل السیّئ یوجب‌ استلاب‌ الایمان.

وهنا قد یظنّ‌ البعض‌ أن‌ العلاقة بین الایمان‌ والعمل‌ تماثل التأثیر والتأثر المتقابل‌ الذي‌ طرحته العقیدة الماركسیة والفلسفة الدیالكتیكیة، بـإعتباره أحـد الاصول الاربـعة. أو یظن أن نسبة أحدهما‌ الی‌ الاخر كنسبة العلة الی المعلول، الامر‌ الذی‌ یعنی الدور.

في الاجابة عن هذین الاشكالین‌ نـوضح أن التمعّن العمیق یبیّن أن المسألة من نمط آخر یغایر ما ورد في الاشـكالین.‌ فـإن‌ المـرتبة الایمانیة التي یصدر عنها عمل‌ معین‌ لا‌ تتأثر‌ أبداً‌ به، إنما هذا‌ العمل‌ یؤثر في مرتبة إیمانیة اُخـری ‌غـیر المرتبة التي صدر عنها.

وفي كل حال، فإنه یستفاد‌ من‌ الكثیر‌ من الایـات تـأثیر الایـمان في العمل، وبالخصوص‌ الایمان‌ بالاخرة،‌ لانها‌ دار‌ الجزاء‌ والحساب، وفیها یتجلّی العدل الالهي، فیثاب المحسن ویـعاقب المسيء. وهذا یشكل برهاناً عقلیاً یثبت وجود المعاد.

لقد أقام الاسلام قیمه الاخـلاقیة علی حقائق عقائدیة ثـابتة‌ لا تـتغیر، مشدداً في منهجه التربوي علی العناصر المؤثرة فی حركة الانسان، لان الباعث الاساس لسلوكیات الانسان وأعماله هو الامل بالحصول علی ما ینفعه او الخلاص من الاضرار والشرور التي‌ تتهدده،‌ لذلك اعتمد الانبیاء في مـنهجهم التربوي الانذار والتبشیر، كما أكد القرآن الكریم هذه الحقیقة في قوله تعالی:

﴿رسلاً مبشّرین ومنذرین﴾.

فالخوف والرجاء یحرّكان الانسان وهو واقع، والاسلام‌ یسعی‌ إلی التسامي بروحیة الانسان لیتعلّق خوفه ورجاؤه بامور أكـبر قـیمة كخوف عدم، أو رجاء الوصول الی لقاء اللّه تعالی ومجاورة رحمته.

لكن‌ ماذا‌ ستكون النتیجة إذا وضع حكم‌ العقل‌ ـ كما في نظریة «كانت»ـ محل الخوف والرجاء؟

من المؤكد أنه لا یعنی الشيء الكثیر، فإن الانـسان یـتجاهله بسهولة إذا لم تترتب‌ آثار‌ سیئة علی ذلك.

إذن‌ فإن الاعتقاد بیوم الحساب هو الدافع الحقیقي الذي یستحثُّ الانسان علی أداء أعماله، قال تعالی:

﴿إن الذین یضلّون عن سبیل اللّه لهم عذاب شدید بما نـسوا یـوم الحساب﴾.

خلقنا الله بأخلاقه، وابعدناعن الضالين والمضلين أنه سميع للدعاء مجيب والحمد لله رب العالمين.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/04   ||   القرّاء : 6742





 
 

كلمات من نور :

تعلّموا القرآن ، فإنّ مثل حامل القرآن ، كمثل رجل حمل جراباً مملوءاً مسكاً ، إن فتحه فتح طيباً ، وإن أوعاه أوعاه طيباً .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 زيارة سماحة الشيخ كاظم حيدري الحويزي لدار السيدة رقية (ع)

 مختارات ميسَّرة من المفاهيم القرآنية: 4- الدليل الفطري

 زار وفد من دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم جامعة القرآن الكريم وأهل البيت (ع)

 التآلف والتسامح في القرآن الكريم

 أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي

 دار السيّدة رقية (عليها السلام): أمسية قرآنية بهيجة وتكريم الطلاب الأوائل

 الدار تكرّم طلابها الأوائل وفقرة مميّزة إثراءً للجانب العلمي وتحفيزاً لحفظ كتاب الله المجيد

 الوحدة الإسلامية في الكتاب والسنّة[*]

 النشرة الاسبوعية العدد ( 31 )

 ماقيل عن الدار

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15412610

  • التاريخ : 28/03/2024 - 10:31

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 التبيان في تفسير القرآن (الجزء الثالث)

 تفسير كنز الدقائق ( الجزء الثاني )

 اشراقات قرآنية (تقرير دروس آية الله الجوادي الآملي

 الجبر والاختيار

 تفسير القرآن الكريم المستخرج من آثار الإمام الخميني (ره) - المجلد 2

 رسالة الإمام الصادق عليه السلام لجماعة الشيعة

 فهم القرآن - دراسة على ضوء المدرسة العرفانية _ الجزء الأول

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 التفسير البنائي للقرآن الكريم – ج 2

 كتاب المقنع

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 ما هو تعريف النسخ وما هي الحكمة منه؟

 لماذا تقدمت الثيبات على الأبكار في قوله تعالى : ( ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً )

  هل يجوز ترجمة القران الكريم بطريقة مباشرة او غير مباشرة؟

 سبب نزول آية (عبس وتولّى)

 ارجو تزويدنا بآيات تخصّ الإمام الحسن عليه السّلام، وشكراً

 الشباب والقرآن الحكيم

 قال الله تعالى : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

 {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}

 هناك أشخاص لا يمتنعون من العمل في أيّ مجال للحصول على الثروة أو القدرة، وليس لديهم ذلك الورع الذي يحجزهم عن الوقوع في المعاصي، هؤلاء الأشخاص كيف خاطبهم القرآن الكريم؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24557)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12747)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9629)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9056)

 الدرس الأول (8105)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7827)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7299)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 الدرس الأوّل (7292)

 درس رقم 1 (7224)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4079)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3829)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3527)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3354)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3055)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3022)

 الدرس الأوّل (2967)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الصفحة 379

 الصفحة 369

 الطارق

 سورة النساء

 حتى متى يا أمتي في غفلة وتوهم

 سورة التحريم

 المزمل

 النمل 59 - 66 + الكوثر

 سورة يوسف

 سورة الفجر

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8242)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7337)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7008)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6814)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6605)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6580)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6577)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6353)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2745)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2560)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2368)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2286)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2282)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2237)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2225)



. :  ملفات متنوعة  : .
 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 2

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس العاشر

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net