00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : الثقافة .

        • القسم الفرعي : شرح وصايا الإمام الباقر (ع) .

              • الموضوع : حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 2 * .

حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 2 *

 الأستاذ آية الله الشيخ مصباح اليزدي

الحلقة الثانية:

«يَا جَابِرُ... أُوصِيكَ بِخَمْسٍ: إِنْ ظُلِمْتَ فَلا تَظْلِمْ، وَإِنْ خَانُوكَ فَلا تَخُنْ، وَإِنْ كُذِّبْتَ فَلا تَغْضَبْ، وَإِنْ مُدِحْتَ فَلا تَفْرَحْ، وَإِنْ ذُمِمْتَ فَلا تَجْزَعْ أو فَلا تَحْزَنْ»1.

لقد تأمّلنا في الحلقة السابقة في الحديث المرويّ عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) والذي يخاطب به جابر بن يزيد الجعفيّ وهو من أصحاب سرّ الإمام (سلام الله عليه)، حيث يقول في مطلعه: «إِنْ ظُلِمْتَ فَلا تَظْلِمْ». وقد ذكرنا أنّ الملاحظة التي تتضمّنها هذه الرواية هي أنّه مضافاً إلى الدوافع العاديّة التي تدفع الإنسان للتعدّي على حقوق الآخرين فقد تطرأ بعض الحالات الاستثنائيّة التي تقوّي في نفس المرء الدافع إلى ممارسة الظلم وهي عندما يتعرّض هو للظلم، حيث سيحاول إنزال الظلم بالآخرين بصور مختلفة. فهنا نرى أنّ الإمام (عليه السلام) ينبّه جابر ويحذّره من ممارسة الظلم في مواقف من هذا القبيل.

تنفيذ القيم الأخلاقيّة

ذكرنا في ختام المحاضرة الماضية أنّ الأصل الذي مفاده: أنّ الإنسان يستطيع استيفاء حقّه إذا سُلب منه، هو أصل صحيح تماماً، وليس ثمّة شكّ أو ريب على الإطلاق في صحّته من الناحية الحقوقيّة. بَيد أنّ هناك قيماً أخلاقيّة تُطرح إلى جانب هذا الأصل تستحقّ منّا التأمّل ولابدّ من التمعّن في تشخيص مواردها.

لقد عيّن الإسلام للناس سلسلة من الحقوق ووضع في مقابلها مجموعة من التكاليف، وأعطى لكلّ امرئ الحقّ لاستيفاء حقوقه، وكلّف الآخرين بمراعاة تلك الحقوق، وأوجب عليهم الرجوع إلى المحاكم الشرعيّة عند النزاع، وكلّف القضاة باستيفاء حقّ المظلوم وإعطائه له. وهذه القوانين إنّما سُنّت من أجل تنظيم العلاقات الاجتماعيّة كي يُحال دون التعدّي والظلم ما وُجِد إلى ذلك سبيل، وينعم أفراد المجتمع بعيش رغيد وهادئ نسبيّاً ليستطيعوا المضيّ في مسيرة تكاملهم. وإلى جانب تلك الأحكام الحقوقيّة يطرح الإسلام طائفة من المسائل الأخلاقيّة التي لها مقتضيات اُخرى.

وفي الكتب التي يصنّفها بنو البشر يتمّ في العادة طرح المسائل الحقوقيّة في كتب الحقوق والمسائل الأخلاقيّة في كتب الأخلاق، أمّا القرآن الكريم فنجد أنّه يتناول كلتا الطائفتين من المسائل جبنا إلى جنب؛ ذلك أنّ القرآن هو كتاب تربويّ يعتني بكافّة الأبعاد الوجوديّة للبشر. فنلاحظ أنّه في نفس الوقت الذي يطرح فيه القرآن الكريم قضيّة حقوقيّة فهو ينوّه ببُعد أخلاقيّ لا يخلو التنويه به من تأثير حتّى على تنظيم العلاقات الحقوقيّة نفسها. فعلى سبيل المثال حينما يتناول القرآن الكريم أحكام الطلاق فهو يقول بين طيّات تلك الأحكام الحقوقيّة: «وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»2؛ أي إنّ الله خبير بما تضمرونه في قلوبكم، فلا تحاولوا سلب الآخرين حقّهم؛ ذلك أنّه إذا انصبّ اهتمام المرء على القانون الحقوقيّ فقط فستفوته الكثير من القيم الأخلاقيّة.

وكذا بالنسبة للأحكام المتعلّقة بالمال والعِرض فإنّه إذا تمّ التجاوز على حقّ أحد فستثبت له حقوق من جملتها حقّ القصاص، لكن هناك سلسلة من القيم الأخلاقيّة قد وُضعت في نفس هذه الموارد ينبغي لهذا الشخص أن لا يغفل عنها. ومن هذا المنطلق يقول عزّ وجلّ في كتابه العزيز: «وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ»3؛ أي: صحيح أنّ حقّكم في القصاص ممّن ظلمكم محفوظ، لكنّكم إن عفوتم فهو أفضل لكم وأعظم ثواباً.

لكنّ تنفيذ القيم الأخلاقيّة وتطبيقها على أرض الواقع في موارد من هذا القبيل قد يصبح أمراً مبهماً أحياناً؛ فقد يُطرح هنا السؤال التالي: عندما يتمتّع المرء بحقّ من الناحية الحقوقيّة فهل يُفَضّل له - من الناحية الأخلاقيّة - أن يتجاوز عن خصمه ويتنازل عن حقّه أم لا؟ والحقيقة هي أنّ الحكم في هذه القضيّة يختلف باختلاف الموارد.

ولنبدأ بحثنا من هذه القضيّة وهي: ما هو تكليفنا تجاه الشخص الذي يحاول سرقة مالٍ لنا بالقوّة؟ ممّا لا شكّ فيه أن لنا الحقّ بدايةً في مقاومة السارق وأن لا ندعه يسرق مالنا. فإذا كان الاستسلام والخنوع أمامه علامة على التقاعس وعدم الكفاءة فالإسلام يرفض هذه الروح، لأنّه يريد من المسلم أن يكون شجاعاً وصلباً وأن لا يستسلم أمام العدوّ بسرعة. بل لقد جاء في الخبر: «مَن قُتِل دون مظلَمَتِه فهو شهيد»4؛ أي: إذا قاوم المرء ما وقع عليه من ظلم فقُتل فهو بحكم الشهيد. فالإسلام لا يرضى لنا الخضوع والخنوع أمام الظلم، لأنّ الركون إلى الراحة والدعة والتقاعس والاتّصاف بعدم الأهليّة والكفاءة ليست من شأن المؤمن. لكنّه قد تشغل الإنسان أحياناً أعمال أكثر أهمّية بحيث إنّ انهماكه بقضيّة استيفاء حقّه الحقوقيّ وتضييع وقته في التردّد على المحاكم سيشغله عن الاهتمام بتكاليفه الأكثر أهمّية. إذن فمن العقلانيّة - في مثل هذه المواطن - أن يتغاضى المرء عن حقّه إذا علم أنّ في السعي وراءه ضرراً فادحاً. لكنّه إذا استطاع استرجاع حقّه في مجلس واحد من دون بذل المزيد من المؤونة فينبغي له القيام بذلك؛ ذلك أنّ الركون إلى التقاعس والدعة مرفوض شرعاً في الأخلاق الإسلاميّة. فالبعض ومن أجل تبرير تقاعسهم وميلهم إلى الراحة يقول: «أسلمته إلى الله»! فلا قيمة لعمل كهذا وهو لا يعدو كونه تبريراً محضاً للتقاعس وعدم الأهليّة.

وقد يكون المرء - أحياناً اُخرى - قادراً على استرجاع ماله من خصمه لكن عندما يتبيّن له أنّه إنسان محتاج يعيش عيشة ضنكاً فإنّه يتنازل عن حقّه لهذا السبب. فصورة العمل هي واحدة في الظاهر في جميع الموارد التي يتنازل فيها الإنسان عن حقّه؛ لكنّ هذه الصورة الواحدة يمكن أن تتحقّق بنيّات ودوافع مختلفة. فتارةً قد يشكّل هذا العمل عبادة عظيمة جدّاً؛ وهو - مثلاً - عندما يرى المرء أنّ خصمه يعيش حياة فقر ومسكنة حقيقيّة وأنّ فقره ومسكنته هما اللذان ساقاه إلى هذا المآل، فهو بتجاوزه عنه ومساعدته إيّاه سينتشله من وادي السرقة من جهة وسيُصلح حياته من جهة اُخرى، وهي لعمري من أعظم العبادات ومن مصاديق قوله جلّ وعلا: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً»5.

وقد يشعر المرء - تارة اُخرى - أنّ تنازله عن حقّه سيسهم في تأديب الخصم لاسيّما إذا علم الأخير بأنّ الشخص قادر على انتزاع حقّه منه لكنّه لا يفعل ذلك مراعاةً لحاله ووضعه. فإن كان القصد من التنازل هو تأديب الطرف المقابل فسيكون مصداقاً للآية الشريفة: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ»6، أو مصداقاً لقوله تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ»7. وأمثال هذا النمط من الصفح والتجاوز يلاحَظ بوفرة في سيرة أئمّتنا الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين). فهذا شكل من أشكال الأعمال التربويّة وهو ليس من منطلق التقاعس وعدم الكفاءة، بل يُعَدّ أيضاً عبادة قيّمة جدّاً.

لكنّ المرء – تارةً ثالثة - إذا تجاوز عن خصمه وصفح عنه فسيجعله أكثر جرأةً وتعدّياً من ذي قبل الأمر الذي سيجرّه تدريجيّاً إلى ارتكاب جرائم أكبر وأبشع. فالعفو والتسامح غير محبّذين في مثل هذه الحالات، بل لابدّ هنا من المعاقبة، أو جرّه إلى المحاكم وتسليمه لحكم المحكمة إذا لزم الأمر كي يتأدّب هو من ناحية، ويشاهد الآخرون عاقبة السلوك الفاسد والمشين من ناحية اخرى.

إذن فالعفو والصفح ليسا مطلوبين دائماً، بل إنّهما يكونان محبّذين في الحالات التالية: أوّلاً: عندما يكون الحقّ متعلّقاً بالشخص نفسه وليس بغيره؛ فلا يحقّ لرئيس المصرف مثلاً أن يعفو عن موظّف مختلس. ثانياً: أن لا يكون العفو سبباً في التجرّؤ على ارتكاب الجرم وتفشّيه. ومن هنا فقد تحدّثت روايات عديدة عن أنّ البركة في تنفيذ حدّ واحد من حدود الله يفوق بركة هطول المطر لأربعين يوماً بلياليها: «حدّ يُقام في الأرض أزكى فيها من مطر أربعين ليلة وأيّامه»8. فلولا المصالح المذكورة في تنفيذ الحدود لم يكن الله عزّ وجلّ ليسنّ قوانين الجزاء. كما أنّ تنفيذ القوانين الجزائيّة ليست بحاجة إلى مُدَّع خاصّ، بل إنّ المدّعي العامّ كاف ليدّعي على المجرم ويدينه بالإخلال بأمن المجتمع، أو تخطّي حدود الله؟

إذن على المرء إجمالاً أن يقيس أيّهما أكثر نفعاً لنفس الشخص الخاطئ ولسائر المسلمين؛ هل هو العفو عنه أم تنفيذ العقوبة بحقّه؟ بالطبع هذا القياس لا يكون دقيقاً دائماً، وهو ليس من اختصاص أيّ أحد، لكن لابدّ من تحقّقه على أيّة حال.

الوصيّة الثانية: لا تخن!

الوصية الثانية التي يوصي بها الإمام الباقر (عليه السلام) جابر هي: «وَإِنْ خَانُوكَ فَلا تَخُنْ»؛ أي: إذا خانك الناس فلا تبادرهم بالخيانة. والخيانة بالطبع هي إحدى مصاديق الظلم، لكنّ ذكرها بالخصوص هو من باب الاهتمام ببعض مصاديق الظلم التي قد لا تتبادر إلى الذهن.

معنى الخيانة ومفهومها

يُستخدم مصطلح الخيانة في الأصل في موارد خيانة الأمانة. فالله عزّ وجلّ يقول في كتابه الكريم: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا»9، لكنّه يوجد من يخون الأمانة على الرغم من هذا الأمر الإلهيّ؛ أي عوضاً عن أداء الأمانة إلى أصحابها فهو ينكرها أو ينقص منها أو يقصّر في حفظها وصيانتها، وهذا من مصاديق الخيانة. فأكثر الأمثلة شيوعاً للخيانة هي خيانة الأمانة، وبناء عليه يكون معنى الرواية: «إذا خانك الآخرون بعدم أداء المال الذي ائتمنته عندهم أو بتضييعه فلا تقابلهم بنفس الاُسلوب».

لكن قد يتّسع مفهوم الخيانة ليشمل الخيانة لكلّ تعهّد والتزام. فقد يتعهّد شخصان أو فريقان ببعض الاُمور فلا يفي أحد الطرفين بهذا التعهّد ويخون العهد. وهذا لا يُعَدّ اصطلاحاً خيانةً للأمانة، بل هو خيانة للتعهّد المبرَم مع الآخرين.

وهذان المفهومان (وهما: أداء الأمانة، والوفاء بالعهد) هما من أكثر القيم التي تشكّل قوام الحياة الاجتماعيّة عموميّةً. فحتّى لو لم يكن لجماعة من الناس أيّ دين تدين به أو مذهب عقائديّ خاصّ، ولم يكونوا أصحاب أيّ مدرسة أخلاقيّة، أو تابعين لأيّ حكيم أو شخصيّة عظيمة لكنّهم يريدون أن يهنأوا بحياة اجتماعيّة مريحة مع بعضهم فإنّه يتحتّم عليهم مراعاة هذين الأمرين. فالذين وقّعوا صلح الحديبيّة مع النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) كانوا عبَدة أوثان، لكنّ جلوسهم مع النبيّ واستعدادهم لأن يوقّعوا وثيقة صلح معه (صلّى الله عليه وآله) يعني أنّهم يقولون في قرارة أنفسهم: إنّنا ملتزمون بهذا العقد. يقول القرآن الكريم في هذا المجال: «فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ»10، فطالما التزم الذين أبرمتم معهم عهداً بهذا العهد فلا تنكثوه أنتم. فإذا نكثوا هم العهد من جانبهم فمن حقّكم حينئذ أن تنكثوه أنتم ولا تلتزموا به؛ لكن ما داموا أوفياء به فأنتم أولى منهم بالوفاء به.

القيمة الثانية التي تقوم الحياة الاجتماعيّة عليها هي أداء الأمانة. يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): «لو أنّ قاتل أبي الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) ائتمنني على السيف الذي قتله به لأدّيته إليه»11. بالطبع إنّ للمرء أن يرفض قبول الأمانة ابتداءً، لكنّه إذا قبلها فعلَيه أن يبذل قصارى جهده في الحفاظ عليها وردّها إلى صاحبها. فهذان العاملان هما من أكثر الاُصول الأخلاقيّة عموميّةً واستحكاماً في حياة البشر الاجتماعيّة. فمصداق الخيانة يتحقّق في مثل هذه الموارد وهي تعني هنا سحق هذين الأصلين اللذّين يتمسّك بهما جميع العقلاء من البشر.

موضوع وصيّة الإمام الباقر (عليه السلام)

قلنا إنّ الخيانة تتعلّق بالعقد المبرَم بين طرفين وعندما لا يراعي أحد الطرفين ما تعاقدا عليه فإنّه سيحتفظ الطرف الآخر بحقّ المقابلة بالمثل. والسؤال الوارد هنا هو: هل إنّ الإمام الباقر (عليه السلام) أشار إلى هذه الاُمور في وصيّته: «وَإِنْ خَانُوكَ فَلا تَخُنْ»؟ على الأقوى أنّه (عليه السلام) لم يُرد هذا المعنى؛ ذلك أنّه عندما ينقض أحد الطرفين العقد فإنّه لا يعود هناك في ذمّة الطرف الآخر عقدٌ كي يُعدّ عدم الالتزام به خيانة. بل إنّ مراده هو عين ما ذكرنا بالنسبة للوصيّة الاُولى: «إِنْ ظُلِمْتَ فَلا تَظْلِمْ»، وهو أنّه عندما يقع على المرء ظلم فسيتولّد في نفسه دافع أكبر لمقابلة الطرف المقابل بما يزيد عن المِثْل، فيكون قد ظلم. فهذه الوصيّة تتضمّن تحذيراً للإنسان في المواطن التي يجد في نفسه حافزاً أكبر للظلم. وكذا الأمر في الخيانة، فعندما يتعرّض المرء لخيانة فإنّه يتولّد في داخله دافع لتخطّي حدود الحقّ. إذن فإنّ عبارة: «وَإِنْ خَانُوكَ فَلا تَخُنْ» تمثّل هي الاخرى إنذاراً للإنسان بأن لا يتعدّى على حدود الحقّ في مثل هذه المواقف. في حين أنّه ليس ثمّة ما يوجب الالتزام والتمّسك بذلك العقد الذي اُلغي بخيانة الطرف المقابل. بالطبع قد يبقى الإنسان ملتزماً بعهده حتّى في مثل هذه المواطن رعايةً منه لأمر أخلاقيّ أو تربويّ وهو أن يلقّن الطرف المقابل درساً وينبّهه لخطئه، كما مرّ بيانه في مسألة العفو والصفح. فإن طُرحت أمثال هذه الاُمور فستشكّل موارد استثنائيّة قد تكون مطلوبة بعناوين اُخرى.

الوصيّة الثالثة: «إِنْ كُذِّبْتَ فَلا تَغْضَبْ»

الوصيّتان الاُولَيان ترتبطان بالمسائل العمليّة والسلوكيّة أكثر من غيرها. لكن قد تقع أحياناً بعض الامور التي تثير غضب الإنسان وتمهّد الأرضيّة لارتكابه المعصية. والمثال على هذه الامور هو عندما يقول المرء لأحد شيئاً خدمةً له، أو لأجل إصلاحه أو إرشاده لا يحدوه لذلك سوى الخير والحرص على مصالح ذلك الشخص، لكنّ ذلك الشخص يردّ طالب الخير هذا باتّهامه بالكذب قائلاً له: «إنّك تكذب، وتضمر نيّات سيّئة»! وأوضح مثال على هذا السلوك هو ما صنعه الكفّار مع الأنبياء. فالكلام الذي أتى به أنبياء الله (صلوات الله عليهم أجمعين) للبشر هو الأكثر صدقاً والأوفر فائدة والأعظم أثراً من بين كلّ ما يمكن أن يقدّمه بشر لبشر طلباً لنجاته نجاةً أبديّة. لكنّنا نجد أنّ القرآن الكريم يصرّح بأنّه ما من نبيّ أرسلناه إلاّ وكذّبه قومه، بل واستهزأوا به أيضاً. فالناس العاديّون يستاءون كثيراً في مواطن كهذه وتُثار حفيظتهم بل وقد ينجرّون إلى الدخول في مشاجرات ويبدر منهم سلوك مشين أيضاً. إذن فمن المناسب هنا أن يبادر مَن هم مِن أمثال الإمام الباقر (عليه السلام) لنصيحة جابر بالقول: «إِنْ كُذِّبْتَ فَلا تَغْضَبْ»، فعندما لا يكون ثمّة قصد غير طلب الخير للآخرين وإنّ الطرف الآخر لا يقدر ذلك حقّ قدره فيتعيّن على الذين ينتهجون نهج الأنبياء أن يستعدّوا للسيطرة على أنفسهم ومشاعرهم عندما يواجَهون بتكذيب المعارضين وأن لا يغضبوا. فإذا لم يُعِدّ المرء نفسه مسبقاً لمواجهة مثل هذه السلوكيّات فسوف لن يتمالك نفسه ويخرج عن حالته السويّة، لكنّه إذا لقّن نفسه قبل الولوج في هذا الميدان فسوف لن يشقّ عليه كثيراً تكذيب المكذّبين ومعارضة المعارضين. فإذا أحبّ المرء نصيحة الآخرين طلباً لخيرهم فليحدّث نفسه قائلاً: «إذا كُذِّبتُ فعليّ أن لا أعبأ بكلامهم. فإنّ على عاتقي مهمّة وقد أدّيتها؛ وإنّ على الطرف المقابل تكليفاً وهو مخيّر بين أن يعمل أو لا يعمل به، فهو الذي يتحمّل في النهاية مسؤوليّة فعله، ولا أتحمّل أنا أيّ مسؤوليّة»، وعندها لن يغضب في مقابل إساءة الآخرين له. وهذه هي الوصيّة الثالثة التي وجّهها الإمام (عليه السلام) إلى جابر.

وفّقنا الله وإيّاكم للعمل بها إن شاء الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. تحف العقول، ص284.

2. سورة المائدة، الآية 8.

3. سورة البقرة، الآية 237.

4. وسائل الشيعة، ج15، ص121.

5. سورة المائدة، الآية 32.

6. سورة «المؤمنون»، الآية 96.

7. سورة فصّلت، الآية 34.

8. الكافي، ج7، ص174.

9. سورة النساء، الآية 58.

10. سورة التوبة، الآية 7.

11. الأمالي للصدوق، ص246.

* المصدر: الموقع الإعلامي لسماحة آية الله مصباح اليزدي 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/19   ||   القرّاء : 4461





 
 

كلمات من نور :

زينوا القرآن بأصواتكم .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 ترتيب السور

 معجزة القران الكريم

 انهاء تصوير عمل إنشادی عن القرآن فی القطيف

 من مَلامِح رُؤية المُستشرقين للقُرآن

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 8 *

 حياة الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

 التفسح في المجالس

 ضوابط التأويل أو قواعده

 في رحاب آية المودة(*)

 كونوا مع الصادقين

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15487697

  • التاريخ : 18/04/2024 - 19:49

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الجديد في فن التجويد

 42فكرة ووسيلة لتفعيل طلاب الحلقات للحفظ والمراجعة

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء التاسع)

 قواعد حفظ القرآن الكريم وطرق تعليمه

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الثامن عشر

 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء الخامس)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الخامس)

 أسئلة قرآنية

 نظرة على الآيات الاقتصادية

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 ما هي الآية القرآنيّة التي تُشير إلى (محكمة الصلح العائليّة)؟ وفي أيّ سورة؟

  تفسير قوله تعالى ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة))

 المراد من قوله تعالى «إذا رجعوا إليهم»

 ما معنى قرب الله من العباد؟

 اذا حفظ الطالب حفظاً غير متقن هل نجعله ينشمل...

 هل يوجد أثر وفائدة لتلاوة القرآن، في حال عدم فهم الإنسان لمعنى الآيات؟

  معنى قوله تعالى (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) )

 هل يجب على المرأة عدم اظهار الشعر عند قراءة القرآن؟

 عن أكل آدم عليه السلام من الشجرة ؟

 الفرق بين الانزال والتنزيل

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24599)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12776)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9080)

 الدرس الأول (8133)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7854)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7328)

 الدرس الأوّل (7327)

 درس رقم 1 (7254)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6603)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4847)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4087)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3842)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3535)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3365)

 الدرس الأول (3213)

 تطبيق على سورة الواقعة (3066)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3037)

 الدرس الأوّل (2980)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الزلزلة

 سورة القصص

 الجزء الخامس عشر

 سورة الكافرون

 الصفحة 273

 سورة الانبياء

 الصفحة 184

 الجزء 4 - الحزب 8 - القسم الثاني

 سورة غافر

 ابراهيم 31 - 35

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8263)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7365)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7034)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6702)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6603)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6598)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6376)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2756)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2571)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2377)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2298)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2295)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2249)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2246)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2233)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي

 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 2

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net