00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : العقائد في القرآن .

              • الموضوع : سلسلة دروس في التوحيد ـ الدرس الأول .

سلسلة دروس في التوحيد ـ الدرس الأول

سماحة العلامة الشيخ جعفر النمر حفظه الله


التاريخ  :  شعبان 1425هـ

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله الدائمة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين .

موضوع هذه المحاضرات هو: معرفة الله عز و جل وأسمائه الحسنى  و صفاته العليا وهنا مسائل:

المسألة الأولى : إن علم التوحيد بمعنى معرفة الله عز و جل هل هو أمر مطلوب بحيث يكون التعمق فيه سائغا شرعا أو عقلا أو أنه ليس بمطلوب بمعنى أن أصل المعرفة مطلوب ولكن التعمق في هذه المعرفة أمر مرجوح ومنكر عند الشارع.

لا إشكال في أن أصل معرفة الله عز وجل أمر لازم وأنه لا يتم الإيمان بالله عز وجل إلا بمعرفة الله عز وجل و إنما وقع الخلاف بين الطرح في دائرة معينة من دوائر البحث في مطلوبية التعمق في معرفة الله عز و جل ، بمعنى أن الإنسان هل المطلوب منه أن يتعمق أكثر فأكثر في معرفة الله ، أو ليس مطلوب منه أن يتعمق يكفي أن يعرف الله عزوجل بطريق من الطرق ولا يطلب منه لا من قبل الشرع و لا من قبل العقل أن يتعمق أو يقيم الأدلة أو نحو ذلك من البحوث الدقيقة العميقة.

لذلك نحن نحتاج إلى تحديد ما يراد التعمق في معرفته، وذلك يكون عن طريق التحديد لمتعلق المعرفة ، عندما نقول معرفة الله ، ما لمقصود بمعرفة الله عز و جل لأننا إذا حددنا ما هو المعروف استطعنا أن نقيم الدليل على أن التعمق في معرفة المعروف أمر مطلوب أو ليس بمطلوب ، فقد يقال أن المعرفة المقصود بها معرفة ذات الله عز وجل فيقول الثاني :معرفة ذات الله مستحيلة لذلك يكون بذل الجهد في طلب معرفة ما لا يمكن معرفته أمرا مرجوحا بلا إشكال .

أما إذا كان المطلوب معرفة أسماء الله عز وجل فإن معرفة أسماء الله عز و جل أمر ممكن حينئذ ينفتح البحث على رجحان هذه المسألة أو مرجوحية هذه المسألة  فنحتاج أولا إلى تحديد المعرفة بما تتعلق ، هل تتعلق بذات الله و هويته ــ سبحانه ــ أو تتعلق بأسمائه الحسنى و صفاته العليا .

ثانيا: نحتاج إلى أن نقسم هذه المعرفة لأن المعرفة تتحقق ضمن عدة أقسام ، فأي قسم يراد منا تحصيله فهناك معرفة حسية بالحواس ،فأنا أعرف هذا الكتاب وأعرف هذا  القلم و أعرف السماء وأعرف النجوم وأعرف الكواكب بالبصر وأشم الروائح بالأنف وأسمع الأصوات بالأذن وهذه معرفة حسية ، وهناك معرفة عقلية ، وهناك معرفة بالبصيرة وهي شهودية، فعندما نقول :المطلوب معرفة الله عز و جل بما يعرف الله عز وجل ؟ بالحواس ــ سبحانه ــ أم بالعقول قال تعالى (وليس كمثله شيء) أم بالبصيرة؟ وهل يمكن أن يحاط الله عز و جل بمعرفة؟نحن نحتاج أولا لتحديد متعلق المعرفة هل هو الذات أو الصفات ، ثم نحتاج إلى تحديد قسم المعرفة من أي أقسام المعرفة يمكن أن يتطرق إلى الله عز و جل بالمعرفة الحسية أو العقلية أو الشهودية، وهنا مسائل نحتاج طبعا إلى تحديد متعلق المعرفة مالمعروف مالذي يراد تحصيل معرفته في علم التوحيد ، علم التوحيد الذي بحث عنه علماء الدين والشريعة في بحوث أصول العقائد، وعلم التوحيد الذي بحث عنه المتكلمون وعلم التوحيد الذي بحث عنه الفلاسفة وعلم التوحيد الذي بحث عنه العرفاء و المتصوفة ما لذي يراد في هذا العلم تحصيل معرفته،هل المقصود معرفة ذاته تعالى أو معرفة صفاته وأسمائه ؟ الجواب عن هذا السؤال : أن ذات الله عز و جل لا يمكن أن تعرف لا يمكن لشيء من الأشياء أن يعرف ذات الله عز و جل بمعنى معرفة حقيقته ماهو، لا يمكن أن نعرف الجواب عن هذا السؤال لذلك ورد في الأدعية (يامن لا يعرف ما هو إلا هو) تعريف ذاته ، معرفة ذاته سبحانه هذا أمر مستحيل وذلك لأن كل ماعدا الله عز و جل محاط مخلوق قائم به تعالى والقائم بالشيء والمحاط بالشيء والمخلوق للشيء لا يمكن أن يعود محيطا و لا يمكن أن يعود مقوما ومن المعلوم أن كل من يعرف شيئا فهو مقوما لذلك الشيء  كما سيأتي إن شاء الله تعالى في تحديد المعرفة ، إذا قلنا أننا نعرف أنفسنا فمعنى ذلك أننا محيطون بأنفسنا ، فإذا أدعى أحد أنه يعرف الله عز و جل فقد ادعى مالا يمكن لأنه إذا عرف الله عز و جل فقد أحاط بالله (والله بكل شيء محيط ) ولا يمكن أن نتصور أن المحيط يكون محاطا من باب التمثيل الحسي ــ تشبيه المعقول بالمحسوس ــ نقول : الدائرة إذا أحاطت بشيء فيها لا يمكن أن نتصور أن الذي داخل الدائرة يكون محيطا بالدائرة هذا أمر مستحيل يستلزم اجتماع النقيضين ، كذلك معرفة الله عز و جل كيف نتصور المخلوق محيط بالخالق ومع عدم الإحاطة ليست هناك معرفة إذا لا يمكن أن نقول أن ذاته سبحانه وتعالى تكون معروفة لأحد ولذلك ورد في الأحاديث الكثيرة ما يدل على أن ذات الله عز و جل لا يمكن أن تتعلق بها معرفة ورد عن رسول الله عليه وآله الطاهرين في رواياتنا وروايات عامة أنه يقول ( أنا والنملة في ذات الله كهاتين ) وورد عن الأئمة صلوات الله عليهم في تفسير قوله تعالى ( وإن إلى ربك المنتهى ) يقول الأمام الصادق عليه السلام إن الله عز و جل يقول إلى ربك المنتهى فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا وورد عنهم عليهم السلام ( تفكروا في الآء الله ولا تتفكروا في ذات الله ) إن ذات الله عز و جل لا يمكن أن تطلب  بالمعرفة لا يمكن لشيء أن يعرف ذات الله عز و جل ، لا يمكن أن نقول ذات الله ماهية؟لا يمكن أن نقول أريد أن أعرف ذات الله عز و جل و أحقق حقيقته هذا أمر مستحيل لكل ممكن وكما عجز عن ذلك عوام الناس عجز خواصهم وكما عجز عن ذلك عقول الفلاسفة عجزت عن ذلك قلوب العرفاء ، فكما أن العالم الفيلسوف بعقله عاجز عن إدراك معرفة الله كذلك العارف الولي بقلبه أعمى عن ذات الله عز و جل بحيث لا يبصر من ذات الله شيء ، ذات الله عز و جل أجل و أكرم و أعلى و أرفع من أن يتعلق بها إدراك أحد إذا عندما نقول : مالذي يطلب في علم التوحيد معرفته يتعين أن يكون الجواب هو أن المطلوب معرفته في هذا العلم أسماء الله عز و جل وصفاته وذلك لأن صفات الله عز و جل و أن كانت لها مراتب رفيعة جدا لا يحيط بها إلا الأوحدي من الناس ،لكن الله عز و جل بهذه الصفات تجلى لكل شيء بمعنى أن كل مخلوق وكل موجود و كل ما أوجده الله عز و جل بقوله تعالى كن فكان كل شيء هذا وجه من وجوه الله عز و جل آية لله عز و جل فأصبح الله عز و جل متجليا في كل الأشياء بوجهه التام المحيط و لذلك أهل البيت عليهم السلام يقولون :إن الله تجلى للأوهام بالأوهام ، وهذا التجلي ليس لذات الله بل لصفاته تعالى ، كل من يتوهم من صفة الله عز و جل شيئا فهذا مقداره من معرفة تلك الصفة ، كل من يتوهم أن الله عز وجل عندما يوصف بالكرم يتصور أن الله يعطيه باليد _ سبحانه و تعالى _ هذا حده من معرفة كرم الله عز و جل بمعنى أنه لا يعرف من كرم الله عز و جل إلا الكرم الذي يتجلى في إعطاء الأب أو الأم أو سقي الوالد أو سقي الإنسان في الحسينية إذا حدث للناس العطش هذا المقدار هو الذي أمكن معرفته بالنسبة لهذا المتوهم ، وهناك من هو أرفع درجة من هذا الإنسان فيتوهم أن كرم الله عز وجل هو بقوله تعالى (كن) بالصوت لا إله إلا هو هذا أيضا  مقداره من معرفة تلك الصفة و هكذا ، إذا عندما نقول : أن علم التوحيد يطلب فيه معرفة الله عز و جل لا يقصد بذلك إلا معرفة أسمائه الحسنى وصفاته العليا ،  الصفة التي وصف الله عز و جل بها نفسه ، هي التي يطب الشارع منا معرفته بها، الله يريد مني أن أعرفه بالجلال و الإكرام بالغنى والحمد بالغنى والحلم بالكبرياء بالإحاطة بالقيومية بسائر الصفات التي ذكرها الله عز و جل في كتابه الكريم المنزل على رسوله صلى الله عليه وآله الطاهرين ،لذلك نجد الله عز و جل يأمرنا و يحذرنا الله عز و جل و يقول ( ويحذركم الله نفسه ) هذا التحذير لم يقل الله عز و جل فيه ويحذركم الله عذابه هناك أخرى تتكفل بالتحذير عن العذاب و أما هذه الآيات فمتعلق التحذير نفس الله عز و جل  (يحذركم الله نفسه) يعني لا تقربوا نفسه تعالى الله عز و جل أجل من أن يقرب الإنسان نفسه ، هذه النفس الذات الهوية أجل وأرفع من أن يقترب من حماها أحد لا يمكن أن يحوم حولها أحد لا إله إلا هو ـ جل و علا ــ ويحذركم الله نفسه ، وفي نفس الكتاب الله عز و جل يقول (قل سيرو في الأرض ) (وما يذكر إلا أولي الألباب ) (ومن يؤت الحكمة) (إنما يخشى الله من عباده العلماء ) كل الآيات التي دلت على طلب المعرفة أو مدح ذوي الألباب أو ذوي البصائر القوم  أو الذين يعقلون ، أو القوم الذين يتذكرون كل هذه الآيات تفيد استحبابا طلب المعرفة و طلب العلم وأن العلم يفيد رفع الإنسان درجة أو درجات (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين  أوتوا العلم درجات) إذن التحذير بالنسبة إلى الهوية والاستحباب والندب بالنسبة للأسماء الحسنى و صفاته العليا، أطلب معرفة الآية أطلب معرفة صفات الله عز و جل هذا لا بأس به ، بل هو مطلوب و مستحسن عند العقل و الشارع ـ لذلك نقول أن التعمق ـ هذا بالنسبة لتحديد محل الخلاف ما لذي يطلب معرفته ؟ نحن لا نتكلم عن الذات الآلهية نحن نتكلم عن الأسماء الحسنى  والصفات العليا ، هل يطلب من الإنسان التعمق في معرفة أسماء الله عز و جل أو لا هذا سؤال آخر ، أولا:  كنا بصدد تحديد المتعلق للمعرفة ماهو المعروف ما لذي يطلب منا معرفته مالذي نحصل معرفته قلنا:أنه لا يمكن أن يكون الإنسان قادرا على معرفة هوية الله عز و جل وذاته تعالى و لكن في مقدور المخلوق أن يعرف صفات الله عز و جل ولذلك نسمع الملائكة في قوله تعالى أيصفون أنفسهم بأنهم يعرفون من الله شيئا ( نحن نسبح بحمدك ونقدس لك ) فهم يعرفون التسبيح بالحمد وهم يتمكنون من التقديس وهذا مقدار من المعرفة ولا شك.

 إذا لسنا بصدد الكلام عن الذات و الهوية بل نحن نتكلم عن الأسماء ، سؤال آخر:

معرفة الأسماء مطلوبة أو لا ؟ ورد في الرواية ( إن لله تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) بعض المسلمين يحملون الإحصاء في هذه  الرواية على إرادة التذكر و الحفظ نحفظ هذه الأسماء التسعة و التسعين الله المهيمن الجبار العزيز المتجبر المتكبر ذو الجلال و الإكرام اللطيف  الغني القاهر فيكفي لدخول الجنة أن نحصي هذه الأسماء بالإحصاء اللساني النطقي و بعضهم يقول لا بد من أن نعرفها بمفاهيمها و بعضهم يقول لا يكفي معرفة المفهوم بل لا بد من أن يتحقق الإنسان بمضمون الاسم و مفهومه ، بمعنى أن معرفة الله باللطف إنما تكون و تتحقق إذا أصبح الإنسان مظهرا للطف الإلهي نحن في الدعاء نسأل الله عز و جل رحمته فنقول : ياأرحم الراحمين ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين نحن عوام الناس نكون في مثل هذه المقامات طالبين بأن تشملنا الرحمة الإلهية نحن نريد من الرحمة أن تشملنا لأنه لولا شمول الرحمة لاحترقنا بنيران ذنوبنا وأما أولياء الله وأما نبينا صلى الله عليه وآله الطاهرين ، فهو يطلب الرحمة ولولا الرحمة لكان حاله ، كحال الإنسان الذي قيل له ( قل ما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) ولكن مع ذلك النبي يطلب من الرحمة درجة خاصة يطلب من الرحمة أن يكون سببا في رحمة المسلمين بمعنى أن النبي عندما يقول (اللهم أرحمني ) النبي ماذا يريد اللهم ارحمني بحيث أكون معصوما من الذنب قادرا على انتشال المسلمين من نيران الذنوب  لرفعهم إلى قدس العصمة . النبي ماذا يريد  ، النبي لا يريد أن تكون الرحمة مختصة به كأمثالنا نحن عادة ما لايخطر  في بالنا نحن عادة لا يكون الخاطر في بالنا عند طلب الرحمة إلا الرحمة التي تنالنا نحن  و إذا كان الإنسان أبا يجد يطلب الرحمة الواسعة لأولاده و أبنائه وإذا كان عالما يريد أن يشمل الرحمة أتباعه و إذا كان معصوما يريد أن تشمل الرحمة جميع أمته و إذا كان رحمة للعالمين يريد أن تشمل رحمته التي تناله كل العالمين ، هذا ما معناه ؟ هذا معناه أن النبي يريد أن يكون مجرى  للرحمة مظهرا للرحمة و هذا أحد معاني قوله تعالى (ذكر رحمة ربك عبده زكريا ) الرحمة التي ذكر الله بها عبده زكريا عليه السلام كانت الرحمة التي تشمله و تشمل يحيا وتشمل ذريته وتشمل أتباعه أتباع يحيا كالصابئة مثلا الذين  يقال أنها من أتباع يحيا بن زكريا هذه الرحمة غير الرحمة التي نطلبها أشمل و أعم و أرفع وأجلى و أظهر و أقوى إذا عندما نتعرض للإحصاء الذي ورد في الرواية (من أحصاها) المقصود بالإحصاء التحقق بمفهوم الاسم الآلهي  الله رحيم وأنت تدعي أن الله رحيم كيف عرفت أن الله رحيم ؟ رب شخص يقول : الله رحيم لأنني سمعت الناس يقولون إنه رحيم فقلت إنه رحيم ، مثل هذا الشخص لا يصدق عليه ؟أنه عارف بل لا يصدق عليه أنه مؤمن بالرحمة لأن المعرفة التي تتعلق بالله لا يكفي فيها التقليد  الله ذم التقليد ، الله يريد مني أن أعلم عن بصيرة أن أؤمن عن بصيرة حينما نقول الله رحيم ، هل رأيت رحمة الله إذا رأى الإنسان رحمة الله فقد وصل إلى درجة التحقق بتلك الرحمة المرئية ، بسم الله الرحمن الرحيم ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى ) إبراهيم طلب أن يرى كيفية الإحياء وليس إبراهيم بصدد طلب بيان مشهد من مشاهد الإحياء ، نحن كل يوم نرى مشهد من مشاهد الإحياء ، كل يوم نرى الشجرة تنمو ونرى الزهرة تتفتق ونرى الولد يولد ونرى المرأة تحمل ونرى الشجرة تثمر ونرى الإنسان كيف يحيا مثلا بنو إسرائيل ( وإذ قتلتم نفسا فادرئتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى و يريكم آياته ) بنو إسرائيل رأوا إحياء الله عز و جل لكنهم لم يعرفوا كيفية الإحياء، إبراهيم  ليس هذا هو الذي  طلب إبراهيم عليه السلام   طلب عليه السلام أن يعرف الإحياء بحيث يكون هو المحيي لأن رؤية الإحياء الظاهرية رؤية هذه الظاهرة من الخارج ليست معرفة ، النبي الذي مر على قرية قال تعالى (كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى  يحي الله هذه بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت  يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فأنظر إلى طعامك و شرابك لم يتسنه وأنظر إلى حمارك  ولنجعلك آية للناس وأنظر إلى العظام  كيف ننشزها ثم نكسوها لحما  فلما تنبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير ) .

مالذي  تبين له ؟ رأى القدرة الإلهية لم يعرف كيفية الإحياء و أما إبراهيم قال ربي أرني كيف تحي الموتى  أنا أريد أن أرى  كيفية الإحياء قال أولم تؤمن قال بلى ولذلك نحن نرى أن مثل هذا السؤال لا ينافي عصمة إبراهيم عليه السلام ، إبراهيم لم يكن في شك في إحياء الله عز و جل سؤال إبراهيم ليس كاستغراب الذي مر على القرية ، ذاك كان يقول : أنى يحي هذه  الله  من باب الاستبعاد وأن كان ورد أنه نبي وهو عزير ويمكن ورد أنه نبي لكن درجة هذا النبي لم تكن في العلم كدرجة إبراهيم كان عنده نوع من الاستبعاد لا على الله عز و جل بل من باب استعظام الفعل هو يعلم أن الله على كل شيء قدير و لكن تعجب من هذه القدرة العجيبة و هذا مقام لا يصلح بالأنبياء فأراد الله أن يعلمه أراد أن يبين له القدرة على حقيقتها بعد أن رأى قال (أعلم أن الله على كل شيء قدير ) و أما إبراهيم عليه السلام لم يكن يستعظم الفعل بل طلب من الله أن يكون هو من القنوات التي يجري الله عز و جل فيها الإحياء ( أرني كيف تحي الموتى ) أنا أريد أن أرى كيفية الإحياء ،أرني أنا، أنا أريد أن أكون محييا حتى أعرف الإحياء بحق  مثل هذه المعرفة هي التي وردت في الدليل الروائي أنها تدخل الجنة ( من أحصاها) بهذا الإحصاء إبراهيم عليه السلام وصل إلى الدرجة بحيث يرى ملكوت السموات و الأرض ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض ) بمعنى أن إبراهيم رأى كيفية قيام كل شيء بالله  كل ذرة كل جزء من أجزاء هذا الكون له ارتباط بالله عز و جل خاص به إبراهيم وصل إلى معرفة ارتباط كل شيء بالله ( وليكون من الموقنين ) هذا من أحصاها من رأى غنى الله عز و جل في كل شيء من رأى لطف الله في كل شيء ، من رأى قهر الله في كل شيء من رأى رحمة الله في كل شيء من رأى عظمة الله في كل شيء هذا دخل الجنة (من أحصاها دخل الجنة) أي جنة فالجنان كثيرة ، الجنة التي قال الله عز و جل فيها (فادخلي في عبادي و أدخلي جنتي ) وهذه الجنة ليست جنة عدن وليست جنة المأوى هذه جنة الله عز و جل جنة بمعنى أن الله عز و جل يجنهم يضمهم يحفظهم لا يعرفهم إلا هو نحن  نعرف أولياء الله بالاسم أو بالشكل أو بالصورة ،ولكن ( لا يعرفك يا علي إلا الله و أنا ) لأن علي دخل في جنة الله عز و جل وهذه الجنة مراتب  في كل مرتبة من مراتبها سر لا يعرفه إلا صاحب الجنة والله هو معك ولكنه في جنة خاصة وهذه الجنة هي عبارة عن جنة الرضوان و رضوان من الله وليس من   أحد من الله هذا الرضوان .

إذا معرفة الأسماء والدين وعدم اجتماع المتقابلين وأن الكل أعظم من الجزء وأن الإنسان حقيقته أنه حيوان ناطق ، الماهيات والمفاهيم التي لا يتعلق بها الإدراك الحسي بل يدركها العقل هذه معرفة عقلية و هناك معرفة قلبية بالقلب ، وليست المعرفة القلبية عبارة عن الشعور الذي يعتري الإنسان عند ورود حالة من الحالات كما نسميه بالخوف أو الحزن أو الحب.

هذه الأحوال تختص بالإنسان الممكن الموجود الممكن ، الإنسان يحب و يبغض يخاف ويحزن ويفرح وينبسط وينقبض انقباضا نفسياً مثل هذه الأحوال النفسية لا يمكن أن تتعلق بالله عز و جل مع بقائها على هيئتها من جهة هذا التقيد بمعنى أنها حالة نفسية مع ذلك تتعلق بالله عز و جل لأن الله عز و جل ليس حادثا حتى يمكن تصور تعلق مثل هذا الحب مع بقائه على أنه حالة نفسية نعم لا بأس بأن يكون حب الله باعث على الفرح أو أن يكون حب الله باعث للخوف وأما أن يكون الخوف من الله خوفا نفسيا محضا هذا أمر ربما يقال أنه متنافي مع تقدس الله بالصفات الإمكانية، بأي معرفة يعرف الله ، الله عز و جل لا تتعلق به المعرفة الحسية لا يمكن أن أرى الله ببصري  كم سنتكلم عن ذلك إن شاء الله في مسألة الرؤية وهل الله سبحانه و تعالى يرى بالعين أو لا يرى بالعين؟

الله أجل من أن يرى في العين وكل ما ورد به عنوان البصر ولفظ الإبصار (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة) هذا لا يراد به النظر الحسي لما ؟ لأن البصر الحسي لا يتعلق إلا بالأجسام أو السطوح أو الألوان وهذه كلها أمور ممكنة والله عز و جل ليس بأمر ممكن حتى يتعلق به البصر (ليس كمثله شيء) إذا لا بد أن ننفي عنه بالبصر الرؤية الحسي .

العقل إذا قلنا أنه يعرف الأشياء فان العقل  يتعامل مع المفاهيم و الصور العقلية بمعنى أن العقل لا يدرك شيء لا صورة له لا ماهية له لا مفهوم له وإذا قلنا بأن الله عز و جل كما سيأتي إن شاء الله تعالى أنه ليس له صورة تبين معناه كما للإنسان صورة كذلك الإنسان له صورة تبين معناه ، نحن نعرف الإنسان أنه موجود له ماهية معينة،تلك الماهية هي صورته الله عز و جل ليس له صورة لأن صورة الشيء هي حد وجوده ، عندما تقول البقرة حيوان ثدائي ، ماهي البقرة ؟ البقرة حيوان يتحرك حيوان يفرز الحليب البقرة لها خصائص معينة لو ضممت إلى البقرة أنها تفكر لأصبحت تلك البقرة إنسان يمشي على أربعة أرجل ،تعريف البقرة أنها بقرة فقط هذا يعني أنك تسلب منه خصوصية الإنسان هذا يعني أن مفهوم البقرة حد وجودها كأنك تقول البقرة هي عبارة عن الوجود المحدود الذي لا يتعداه إلى حد الإنسانية  في الواقع الماهيات هي حدود الوجودات إذا قلت أن الإنسان تعريفه أنه كذا، فكأنك تقول أن الإنسان هو الموجود الذي ليس له من الصفات إلا كذا، البقرة وجود الماهية الفلانية تعرفها كما لو قلت أن البقرة ليس من الأوصاف إلا ذلك القدر دائما التعريف ينظر إلى الحد أنت تحدد الأشياء تفككها عن بعضها فتقول الإنسان غير البقرة، البقرة غير الحصان ، الحصان غير الجمل و هكذا ، إذا فلو فرضنا أن الإنسان يراد تعريفه من جهة غيره من الحيوانات أنت تعرف الإنسان فتقول:أن الإنسان هو المخلوق الذي فيه صفات الحيوان و أزيد هذا ما معناه ؟ معناه أن الإنسان يمتاز عن الحيوان بالزيادة ، الحيوان يمتاز عن الإنسان بالنقيصة فالإنسان في الواقع إذا طلبت ماهيته ، ماهيته تشمل كل الحيوانات ، نعم البقرة تمشي على أربع ، الإنسان لا يمشي على أربع لكن هذه الصفات ليست ذاتية يمكن أن نتصور الإنسان حافيا على الأرض ولا يخرج بذلك عن الإنسانية كون الإنسان يمشي على أربع هذا لا ينافي إنسانيته إذا البقرة بما تمتاز ، البقرة تمتاز بأنها ليس فيها قدرة على النطق أو ليس فيها قدرة على الحيض إذا وصلنا إلى درجة من الوجود لا حد لها أيضا الإنسان له حد فهو لا يملك صفات الملائكة لذلك فهو محدود بالنقص أما الله عز و جل لله ( لله ما في السموات و الأرض ) ما في شيء يمكن أن يقف أمام الله فيقول : أنا لست لك ، كل ما في الكون لله عز و جل ( ولله غيب السموات والأرض)(ولله ما في السموات  ولأرض)(ولله ملك السموات والأرض ).

كل شيء لله عز و جل إذا كان كل شيء لله فليس لله حد كلما وصل الله إلى حد استهلك ذلك الحد في الله أنا أمام الله قهره الله عز و جل لذلك الله عز وجل في كل شيء باسم الواحد القهار هو واحد لا يستطيع شيء أن يقول أنا أمام الله ليس أمام الله شيء أنت أمام الله عبد العبد لا يملك من أمره شيء لا يملك نفعا ولا ضرا ليس له أمر وليس له حكم إن الحكم إلا لله عز و جل حتى قولك إني هذا حكم و الحكم لله العلي الكبير إذا في الواقع الله ليس له حد إذا لم يكن له حد فليس له ماهية لأن الماهية من أين تنتزع ، الماهية تنتزع من مقام امتياز الأشياء ، هذا يمتاز عن هذا وذاك يمتاز عن الثاني بالزيادة وهذا بالنقيصة وربما يكون كل واحد منهما زائد على الآخر أو ناقص من جهتين عن الآخر، إذا في الواقع الماهيات تنتزع من حد الوجود وإذا لم يكن للوجود حد فلا ما ماهية وإذا لم يكن لله ماهية فلا يمكن أن نتصوره ، لأن العقل يتعامل مع الماهيات فإذا لم يكن لله ماهية فأنا لا يمكن  أن أجيب عن سؤالك ، ما هو الله أنا لا أعرف الله عز و جل أنا أعرف أن الله كريم بدرجة خاصة من المعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين يعرفون الكرم الإلهي بدرجة أعلى و أشرف أما ذات الله لا يمكن لأحد أن يعرفه ولا يمكن لأحد أن يصل إليها أو يحوم حولها ، إذا لم يمكن معرفة الله عز و جل ليس لله ماهية لأن عدم المعرفة ناشئ  من أن ليس لله ماهية ، وإذا لم يكن لله ماهية فالعقل عاجز عن أن  يعرف الله ، لاحظوا أننا لا نقول أن العقل عاجز عن معرفة ذاته_ حتى لا نكون تكرار للكلام السابق_ نحن نريد أن نقول أن العقل عاجز عن أن يعرف صفة الله عز و جل والصفة الإلهية الله عز وجل جعلها أجلُ من يتعلق بها إدراك العقل ، العقل لا يعرف ما هو اللطف الإلهي ،و إنما الذي يعرف اللطف الإلهي والأسماء الحسنى القلب ، القلب هو عبارة عن الموطن الذي تتجلى فيه الآيات الإلهية و الحقائق الربانية هو عبارة عن مايستقبل الفيوضات الإلهية و الأنوار الإلهية القلب هو الذي يعرف به المخلوق خالقه يتجلى الله عز و جل بوجهه الكريم  للقلب فيكون القلب عارف بالله ثم يحول القلب هذه المعرفة إلى العقل فيسلكها العقل في صورة المفهوم فيعرف الكرم مثلا بأنه إفادة ماينبغي لما ينبغي  بلا عوض هذا العقل لم يكن هو الذي عرف أول الأمر أول ما عرف القلب هو الذي عرف الله عرف أسماء الله بعد أن عرف القلب أسماء الله بدأ العقل يترجم هذه الأسماء كما أن اللسان يترجم عن العقل ،العقل يترجم عن القلب و لأن القلب ليس اللحم الصنوبري الذي تتعلق به الجراحة القلب عبارة عن درجة من درجات الروح تتمكن في تلك الدرجة الروح  من أن تستقبل الفيوضات الإلهية كيف يكون الإنسان قادرا على معرفة الأسماء الحسنى بقلبه نشير إلى ذلك إشارة عابرة نقول أن القلب في الواقع موجود مكرم رباني ليس من غير هذا العالم المادي القلب موجود من عالم الملكوت لذلك فهو قادرا على أن يعرف حقائق عالم الملكوت و إما النقص يأتي من جهة انشغال الإنسان بالبدن و الانغماس في هذه اللذات المادية أو اللذائذ الحسية فينشغل بذلك قلبه ولو صدق الإنسان في أن يرجع دائما إلى قلبه لوجد في قلبه تعلق بالله عز و جل يمكنه من معرفة الله عز و جل لذلك بعض العلماء يشير إلى نكتة في آية الذر (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم  ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) الله ما قال ألست موجودا ، الست الله ، الست بربكم ، الله أخذ منهم الميثاق على أنه ربهم ، ولم يأخذ الميثاق على أنه الموجود أو على أنه الذي خلقهم وذلك لأن أصل المعرفة بالله وأنه أمر فطري لا يحتاج إلى استيثاق بل إنه أمر ضروري، الربوبية هي التي يمكن أن يقع فيها التخالف الشك في درجة من درجات الوجود ،و ذلك لأن الطفل يحفظ أن ربه أبوه والفصيل يحفظ أن ربه أمه والأرض تحفظ أن ربها السماء لأن الرب هو المدبر و كل إنسان يرى التدبير بحسب الظاهر في شيء من الأشياء هذا الذي وقع فيه التخالف بين الناس لذلك موسى عليه السلام لما اتخذ السامري العجل ربا له قال( أرئيت إلهك الذي ظللت عليه عاكفا  لنحرقنه ولننسفنه في اليم نسفا) موسى قال لهلا ينبغي أن  لا تحصر الربوبية في هذا الموضوع الربوبية أشمل ، هذا شيء من مخلوقات الرب قد يكون مجرى من مجاري التدبير ، كما أن الأم بها يدبر الله أمر الولد و كما أن الزارع به يدبر الله أمر الزرع

(أرئيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) الزارع من أسماء الله عز و جل مع أن العقل و العرف يرى أن الزارع هو فعل الإنسان لأنه لا تنافي بين أن تقول  الزاع هو الإنسان وأن تقول الزارع هو الله لما لأن الله لا يزرع بيديه لأنه ليس لله يدان الله يزرع بإيجاد الزارع ، كما أن الله يخلق الحرارة بإيجاد النار، لو طلب منك إيجاد الدفء في هذه الغرفة توقد المدفأة مع أنني لم أطلب المدفأة بل طلبت الدفء، ولكن الدفء كيف يوجد ؟ بالمدفأة كذلك الولد كيف يوجد؟ بالأب والأم ، الثمرة توجد بالشجرة ، الحرارة توجد بالنار، فيصح أ ن نقول : الله خالق الحرارة لأنه هو الذي خلق النار ، الله يخلق الزرع لأن خلق الزارع و إعطاءه الحول والقوة فإذا الرب للزرع من هو الله لذلك، إبراهيم عليه السلام وصل إلى درجة من العلم بالله و معرفته بحيث لا يرى فعلا في الكون إلا الله عز و جل وعرف هذا الكنز الذي ورد في الرواية ( إن قول الإنسان لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة) لماذا هي كنز من كنوز الجنة لأنه من عرف لا حول ولا قوة إلا بالله فقد وصل إلى أعلى درجات التوحيد ما هو هذا الكنز هو أن ترى الرضيع يرضعه من ؟ الله ،إذا عرفت كيف يرضع الله الرضيع فأنت ممن عرف الله ، جل الله أن يرضع الرضيع يسقيه الحليب الله مباشرة الله أجاز الله يرضع  الأشياء يرضع  الرضع بأمهاتهم ولكن  هناك أشخاص يقولون أرضع الطفل أمه يغفل عن الله و هناك أحدهم يقول : أرضع الطفل الله ويغفل عن الأم ، كلتا النظرتين غلط، الصحيح ما هو؟ قول : أرضع الله الطفل بالأم بحيث يكون للأم الخلية ولله عز و جل السببية التامة لذلك إبراهيم عليه السلام يقول ( وإنه يطعمني و يسقين ) مع أن إبراهيم كان طفلا يسقيه أبوه لكن إبراهيم ماذا كان يقول :هو يطعمني الأم أطعمته أبوه أطعمه لكن بالله فإذا كانت دعوى الأب أنه هو الذي أطعم فهو كاذب وإذا كانت دعوى الأب أنه أطعمه بالله فهو صادق ومن أطعم الشيء بالله فالمطعم الحقيقي هو الله عز و جل والإنسان قدر ولذلك معرفة أسماء الله الحسنى بأن نغفل في كل شيء إلا عن وجه اله عز و جل  وهذا هو معرفة الله بالله عز و جل وذلك لأن لكل شيء وجها أجل الله فإذا عرفناه فنحن نعرف الله عز و جل ومعرفة الله بهذا النحو ممكن بل موجود والله عز و جل له بل الإنسان غافل عنه وهذا مفاد حديث السفينة عن الإمام الصادق عليه السلام عندما سأله رجل كيف أعرف الله عز و جل ؟قال له :هل ركبت البحر ؟ قال : نعم قال: هل غرقت بك السفينة ؟قال: نعم قال :هل تعلق قلبك ثم شيء ينجيك ؟ قال:نعم  قال فذلك الشيء الذي تعلق به قلبك حيث لا منجي ولا مغيث هو الله عز و جل وهذه المعرفة فطرية موجودة في كل حال وإن لم يكن الإنسان ملتفتا إليها إلا حال الضرورة وحال الاضطرار وحال الفقر إلى الله عز و جل (ثم إذا نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) كما ورد ذلك في القرآن الكريم ، تتمة  الكلم تأتي في المحاضرة القادمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2008/07/31   ||   القرّاء : 6140





 
 

كلمات من نور :

من أراد أن يتكلم مع ربه فليقرأ القرآن .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 رحلة إلى مرقد السيد علي بن الإمام الباقر(ع)

 النشرة الاسبوعية العدد (25)

 الإمام علي (عليه السلام) في رحاب القرآن الکريم: (دراسة في مصادر أهل السنة)

 مشروعيَّة قراءة القرآن والدّعاء للموتى

  سيدة عشّ آل محمّد .. إطلالة نور ورحمة

 رجال ونساء المجلس القرآني المشترك بالقطيف والدمام بين سعفات هجر

 الشيخ محمد بن الحسن الطوسي

 الدين والإنسان من منظور قرآني

 ندوة بعنوان برامج اللياقة الروحية في شهر رمضان

 ايكنا تحاور الاستاذ الشيخ مصطفی الطائي

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15490874

  • التاريخ : 19/04/2024 - 14:45

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء السادس)

 الاصفى في تفسير القران (الجزء الاول)

 التبيان في تفسير القرآن (الجزء الرابع)

 تفسير الإمام العسكري (ع)

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الثامن)

 أسئلة قرآنية

 سلامة القرآن من التحريف

 تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )

 الجبر والاختيار

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 الشباب والقرآن الحكيم

 هل الشيخ المفيد يقول بنقصان القرآن الكريم؟

 هل حاتم الطائي وكسرى وعنتر من الأعراف ؟ وما الأعراف ؟

 مستويات النزول القرآني، وعلاقتها بحقيقة الإسراء

 ما هو القصود من «قصد السبيل» في الآية (على اللّه قصد السبيل)؟

 هل لهذه الآية (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) معنىً واحد، أو يختلف معناها ومدلولها باختلاف السور؟

 ماذا المقصود من قوله تعالى (يتخذ بعضهم بعضاً سخرياً)؟

 هل صفة التقوى هي من الإيمان؟ ولماذا حدد الكتاب أن الهداية للمتقين فقط؟ وكيف أصبحوا متقين قبل نزول الكتاب؟

 السؤال: الحبال التي ألقاها السحرة أمام موسى (ع) هل انقلبت حقيقة إلى ثعابين أم تراءى للناس ذلك؟

 الوجه في ذِكر اليد مفردةً ومثناةً وجمعاً

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24599)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12777)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9080)

 الدرس الأول (8133)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7856)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 الدرس الأوّل (7330)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7329)

 درس رقم 1 (7255)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6605)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4847)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4087)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3843)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3536)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3365)

 الدرس الأول (3213)

 تطبيق على سورة الواقعة (3066)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3037)

 الدرس الأوّل (2980)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الجزء 4 - الحزب 8 - القسم الأول

 بابي انت وامي ياأمير المؤمنين ـ مقام الحجاز

 سورة المؤمنون

 74- سورة المدثر

 القارئ السيد رضا المكي

 الصفحة 522

 الجزء 2 - الحزب 3 - القسم الأول

 سورة الواقعة

 سورة الشرح

 سورة الرحمن

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8263)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7366)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7035)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6704)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6603)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6599)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6376)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2758)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2571)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2379)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2299)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2296)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2250)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2247)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2234)



. :  ملفات متنوعة  : .
 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net