اهتمام القرآن بقضايا جزئية لا ينافي شموليّته

السؤال :

لماذا يهتمّ القرآن الكريم بقضايا جزئية من قبيل الخصام بين زوجات النبي (صلّى الله عليه وآله)، والحال أنّ القرآن الكريم نازل للجميع و هو رسالة عالمية! أليس الخوض في مثل هذه الجزئيات منافياً للشمولية؟ وهل من المحتمل نزول آيات أخرى تعالج حوادث جديدة على فرض وقوعها في عصر الرسول (صلّى الله عليه وآله)؟

 


الجواب :

من الأمور المسلّم بها بين أوساط المسلمين بكافة أطيافهم ومذاهبهم هو شمولية القرآن وخلوده وأنّه نازل لجميع الناس؛ من هنا لم تختص تشريعاته بزمن خاص، والجدير بالالتفات إليه أن نقل المفاهيم عادة ما يتم من خلال المصاديق والتطبيقات ولا يكتفي المتكلم بإلقاء المفهوم مجرّداً عن المصاديق الخارجية، وذلك لما يتوفّر عليه هذا الأسلوب في نقل للمعاني بصورة ميسّرة وسريعة. وقد سار القرآن الكريم على نفس الأسلوب واعتمد الطريقة المتعارفة في أوساط المتكلّمين؛ بمعنى أنّ الوقائع والحوادث التي وقعت من قبيل ما حدث بين أزواج النبي (صلّى الله عليه وآله) من الممكن أن يقع مشابه له في أوساط الأسر الأخرى.

ولو طالعنا آيات الذكر الحكيم لوجدنا الآيات التي تتحدث عن الشأن الخاص للنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) لا تمثّل نسبة يعتدّ بها، مع كونه (صلّى الله عليه وآله) عاش ثلاثة وعشرين سنة بعد الوحي، ولا ريب أنّ الحوادث التي وقعت في تلك الفترة كثيرة جداً حتى إن الكتب التاريخية والموسوعات الحديثية لم تستطع استقصاءها.

فما يُثار هذه الأيام من كون القرآن سخّر للنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ومتابعة شأنه الخاص، ما هي إلا فرية لا تقوم على الدليل بل الواقع يدحضها وينفيها.

 

- المصدر: موقع http://www.islamquest.net، بتصرّف يسير.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=992