لماذا نهى أمّةٌ منهم قومًا اللهُ مُهلكهم أو معذّبهم..؟ ومِن أين علموا أنّه تعالى مهلك أو معذّب القوم؟

السؤال :

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [سورة اﻷعراف: 164]

اﻵية الكريمة فيها نهي وفيها عظة لقوم منحرفين وفيها رجاء للتقوى.

لماذا نهى أمّة منهم (لِمَ تعظون القوم)؟ من أين علموا أن الله مهلك أو معذب القوم؟



الجواب :

نهوهم مع كونهم منحرفين، ليكون ذلك معذرة إلى الله سبحانه بإظهار أنهم غير موافقين لهم في فسقهم وطغيانهم بالتمرّد، وأنّهم أمام الله كارهون لما يفعلون، ولرجائهم أن يرتدعوا عن غيّهم‏، وأملاً في أن يكفّوا عن طغيانهم؛ إذ اليأس لا يحصل إلا بالهلاك، لعلهم يتقون ويتوبون فباب التوبة يبقى مفتوحًا، ولو كان بدرجة ضعيفة من الاحتمال (ولعلّهم يتّقون)، كما هو واضح من نفس الآية الكريمة في قوله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.

أمّا من أين علموا أن الله مهلك القوم  ومعذّبهم؟

(قد يكون ذلك) لأنهم كانوا مطّلعين على أعمال أولئك العصاة بتجاوز حدود الله والعقاب الذي ينتظرهم بسبب طغيانهم وتعنّتهم‏، فمَن كانت هكذا حاله من العناد وعصيان الأوامر الإلهية، لا محيص من أن ينتهي إلى الهلاك أو العذاب، فهي النتيجة الطبيعة لذلك. إذ لا محالة يكون مآلهم إلى تلك الأعمال القبيحة والمخزية، ما لم يتوبوا.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=976