كيف يَرَوْن ويسمعون تغيّظ نار جهنّم وزفيرها مع أنّهم يُحشرون عُميًا وبُكمًا وصُمًّا؟

السؤال :

{وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [سورة الإسراء: 97].

كيف يَرَوْن لهيبها ويسمعون عويلهم ويسمعون تغيّظها وزفيرها ليزدادوا رعباً وعذاباً مع أنّه يحشرهم على وجوههم عُميًا وبُكمًا وصُمًّا؟



الجواب :

ورد في بعض التفاسير أن معنى (العُمي والبُكم والصمّ) هنا هو أنهم لا يبصرون ما يقرّ أعينهم ولا يسمعون ما يلذّ مسامعهم ولا ينطقون بما يقبل منهم، وعلّل ذلك بالقول: لأنّهم في دنياهم لم يستبصروا بالآيات والعبر، وتصامّوا عن استماع الحقّ، وأبوا أن ينطقوا بالصدق [انظر: زبدة التفاسير، ج‏4، ص: 74] أي: كأنهم عدموا هذه الجوارح‏. وعليه، يمكنهم رؤية لهيب النار وسماع تغيّظها وزفيرها ليزدادوا رعباً وعذاباً، فقد أخبر عنهم في موضع آخر أنّهم يقرأون ويتكلّمون.

وهناك قول آخر مفاده أنّ مراحل ومواقف يوم القيامة متعدّدة، ففي بعض المراحل والمواقف يكون هؤلاء صمًّا وبكمًا وعميًا، وهذا نوع من العقاب لهم، لأنّهم لم يستفيدوا من هذه النعم الإلهية بصورة صحيحة في حياتهم الدنيا. إلا أنّهم ـ في مراحل لاحقة ـ تبدأ عيونهم بالنظر، وآذانهم بالسماع، وألسنتهم بالنطق حتى يروا منظر العذاب ويسمعون كلام الشامتين، ويبدأون بالتأوّه والصراخ وإظهار ضعفهم، حيث إن كل هذه الأمور هي نوع آخر من العقاب لهم. [انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏9، ص: 153]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=966