دعوة قرآنية لرؤية نظام السماوات بحاسة البصر

السؤال :

{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [سورة الملك: 3].

س: دعوة قرآنية لرؤية نظام السماوات بحاسة البصر!! فما هي إمكانية البصر في التعرف  على استحكام السماوات؟



الجواب :

المقصود هو التأمّل والتدبّر في عالم الخلقة لا مجرّد البصر، وهذا واضح من سياق الآيات. نعم، إنّ قنوات استشعار الوجود المادّي عند الإنسان ـ ومنها حاسة البصر ـ محدودة، إلا أنه لا يمنع من كونها أحد طرق ووسائل التدبّر والتأمل في عالم الخلقة، كما نحن فيه من نظام السماوات، حيث إن الكواكب والمجرّات كانت ولا تزال تُشاهد وتُتابع بواسطة حاسة البصر (المجرّدة أو بالأجهزة) وذلك بالاستفادة من العلوم والقوانين المعتمدة في علم الفلك، وهذا ممّا لا غبار عليه.

فمن خلال البصر المصحوب بالتأمّل والتفكّر يمكننا استكشاف أسرار الوجود وعالم الخلقة التي تقع في حيّز الإبصار. وعندما لا يجد نقصاً أو خللاً في هذا النظام فإنه سيقوده جزماً إلى الاعتقاد بوجود خالق حكيم لهذا النظام العجيب ومدى قدرته اللامتناهية. فالإنسان مهما تجهّز بالوسائل الحديثة فإنّه لا يستطيع تجاوز مسافات محدودة من الكون، فكيف بالمسافات البعيدة من الكون الشاسع (فينقلب إليه البصر خاسئاً وهو حسير)!


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=961