الوجه في ذِكر اليد مفردةً ومثناةً وجمعاً

السؤال :

‎قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات: 47].. ‎وقال تعالى: {يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]. ‎وقال تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤]..

‎س: ذكر سبحانه اليد مفردةً ومثناةً وجمعاً.. فما الوجه في ذلك؟



الجواب :

1- كلمة (الأيد) ـ على وزن صيد ـ بمعنى: القوة والقدرة. (فإنّ الأيد والآد القوّة).

2- أما الآية الكريمة {يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} فقد نزلت في المبايعة، ومجيء اليد هنا بصيغة المفرد لأنه كان المرسوم أو الشائع بين الناس أنّ الذي يعاهد الآخر ويبايعه يمد إليه يده  ويظهر وفاءه ومعاهدته عن هذا الطريق لذلك الشخص أو لذلك «القائد» المبايع! فيمد يده إليه تبعاً لذلك. حيث جعل يده (ص) يد الله كما جعل رميه (ص) رمى نفسه في قوله: {وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى‏} [الأنفال: 17]، وهو شائع في القرآن الكريم. وأمثال هذه الكناية كثيرة في اللغة العربية.

3- وفي الآية الكريمة {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، فهي لرد شبهة اليهود حيث قالوا أن يده سبحانه مغلولة ـ تعالى عن ذلك علواً كبيراً ـ حيث أجاب تعالى عن ذلك: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}.

ومن المتعارف أن نسبة البسط لليدين معاً أبلغ كناية للمبالغة في الكرم والجود، فهو تعالى الجواد الكريم. فلا يدانيه أحد بكرمه ونعمه {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا} [سورة إبراهيم: 34] قال في مجمع البيان: >وإنما قال‏ «يَداهُ» على التثنية مبالغة في معنى الجود والإنعام لأن ذلك أبلغ فيه من أن يقول بل يده مبسوطة< [ج‏3، ص: 340]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=913