العلاقة بين الإنفاق والرزق

السؤال :

كيف تكون البركة في الانفاق مع أننا نرى أن المال يقل مع الإنفاق ولا يزداد، والمذكور أن إعطاء الحقوق والبذل فيه زيادة المال والبركة؟



الجواب :

قال تعالى: {وَمَا أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]، ٍفمَن ينفق في سبيل الله تعالى لابد أن يزيد في رزقه إمّا عاجلاً بالمال ـ من هذا الموضع الذي أنفق منه أو من موضع آخر ـ ، أو آجلاً بالثواب الذي هو أفضل من كلّ خلف. والروايات التي تشير إلى علاقة الرزق بالإنفاق كثيرة، منها:

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال لمحمد ابنه: يا بني كم فضل معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون ديناراً، قال: اخرج فتصدق بها، قال: إنه لم يبق معي غيرها، قال: تصدق بها فإن الله عز وجل يخلفها، أما علمت أن لكل شيء مفتاحاً ومفتاح الرزق الصدقة فتصدق بها، ففعل، فما لبث أبو عبد الله (عليه السلام) عشرة أيام حتى جاءه من موضع أربعة آلاف دينار فقال: يا بني أعطينا لله أربعين ديناراً فأعطانا الله أربعة آلاف دينار. [الكافي للشيخ الكليني: ج4، ص9-10]

وفي الكافي أيضاً [ج4، ص10]: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: >ما أحسن عبدٌ الصدقة في الدنيا إلا أحسن الله الخلافة على ولده من بعده وقال: حسن الصدقة يقضي الدين ويخلف على البركة<.

وعنه (عليه السلام) أيضاً أنّه قال: >إنما وضعت الزكاة اختباراً للأغنياء ومعونة للفقراء، ولو أن الناس أدوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً، ولاستغنى بما فرض الله عز وجل له، وإن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء، وحقيق على الله عز وجل أن يمنع رحمته من منع حق الله في ماله، وأقسم بالذي خلق الخلق وبسط الرزق إنه ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا بترك الزكاة...< [مَن لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق: ج2، ص7].

فيخلص من جميع ذلك أن الله يُخلف على عبده إذا أنفق من ماله في سبيله تعالى بما هو خير له كأن يرزقه أضعاف ما أعطاه من حيث يحتسب أو لا يحتسب، أو بالحفاظ على ما بقي من أمواله من التلف أو الضياع، أو بقضاء الدين أو بالبركة فيما بقي في يده من المال الحلال، قال تعالى: {بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [هود: 86]. وقد يكون ذلك من خلال رعاية الفقراء والمحتاجين وزرع البسمة على شفاههم ففي هذا الكثير من البركة في قلب الإنسان المنفق في سبيل الله تعالى، وما يتبع ذلك من خيرات في الدنيا والآخرة فهو أكثر وأعظم.

* بالاستفادة من موقع مركز الأبحاث العقائدية http://www.aqaed.com .


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=905