دعوة قرانية لرؤية نظام السماوات بحاسة البصر !! فما هي امكانية البصر في التعرف على استحكام السماوات ؟

السؤال :

دعوة قرانية لرؤية نظام السماوات بحاسة البصر !! فما هي امكانية البصر في التعرف على استحكام السماوات ؟



الجواب :

أفاد المفسرون أن المراد من البصر ـ هنا ـ النظر والتدبّر في ملكوت السموات والأرض، قال في تفسير الميزان: في قوله تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} أن المراد بإرجاع البصر النظر ثانياً وهو كناية عن المداقة في النظر والامعان فيه< [تفسير الميزان، ج 19 - ص 350]. وقال في تفسير الأمثل: ويقصد بذلك أن الإنسان كلما دقق وتدبر في عالم الخلق والوجود، فإنه لا يستطيع أن يرى أي خلل أو اضطراب فيه. لذا يضيف سبحانه مؤكداً هذا المعنى في الآية اللاحقة حيث يقول: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} ... إلا أن بعض المفسرين ذكر أن المقصود من ال‍ (كرتين) هنا ليس التثنية، بل الالتفات والتوجه المتكرر المتعاقب والمتعدد. وبناء على هذا فإن القرآن الكريم يأمر الناس في هذه الآيات أن يتطلعوا ويتأملوا ويدققوا النظر في عالم الوجود ثلاث مرات - كحد أدنى – ويتدبروا أسرار الخلق. وبمعنى آخر فإن على الإنسان أن يدقق في خلق الله سبحانه مرات ومرات، وعندما لا يجد أي خلل أو نقص في هذا النظام العجيب والمحير لخلق الكون، فإن ذلك سيؤدي إلى معرفة خالق هذا الوجود العظيم ومدى علمه وقدرته اللامتناهية، مما يؤدي إلى عمق الإيمان به سبحانه والقرب من حضرته المقدسة. [انظر: تفسير الأمثل، ج18، ص480-481]
وتبيّن لنا الآية الكريمة: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} أن عالم الوجود - بكل ما يحيطه من العظمة – قائم وفق نظام مستحكم، وقوانين منسجمة، ومقادير محسوبة، ودقة متناهية، ولو وقع أي خلل في جزء من هذا العالم الفسيح لأدى إلى دماره وفنائه.. [المصدر نفسه]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/question/index.php?id=798